أسباب غير شائعة للسعال لدى الأطفال

منها الحساسية وارتجاع حموضة المعدة والتهاب الحنجرة

أسباب غير شائعة للسعال لدى الأطفال
TT

أسباب غير شائعة للسعال لدى الأطفال

أسباب غير شائعة للسعال لدى الأطفال

مع قدوم موسم الشتاء، يعاني معظم الأطفال من نوبات متكررة من السعال؛ سواء من دون بلغم dry cough، أو مصحوبة بالبلغم productive cough، وفي الأغلب تكون الأسباب نتيجة لالتهاب الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي. إلا أن بعض الأسباب تكون بعيدة عن الجهاز التنفسي تماماً، مثل بعض المشكلات في الجهاز الهضمي.
وخلافاً لاعتقاد معظم الأمهات في الأغلب، لا يستلزم العلاج المضادات الحيوية أو مثبطات السعال.
ويمكن أن تزيد الحالة ليلاً في معظم الأحيان. ويظل أهم سبب للسعال المزمن هو الربو الشعبي asthma. ويعتبر السعال مزمناً إذا تعدت الأعراض فترة 4 أسابيع. ومعظم نوبات السعال تكون حادة وتستمر فترة قصيرة، ويمكن أن تسوء الأعراض في حالة الإصابة بالعدوى البكتيرية.

أسباب السعال

>حساسية الأنف: تعتبر حساسية الأنف الموسمية من أهم الأمراض التي تسبب السعال، وذلك لزيادة الإفرازات الخلفية من الأنف، مع زيادة سيلان الأنف كرد فعل على وجود مؤثرات تؤدي إلى زيادة التفاعل المناعي في الجسم (الحساسية) وإفراز مواد معينة مثل «الهيستامين» تؤدي إلى سلسلة من الأعراض، مثل الرشح واحمرار العين والسعال.
ويُنصح قدر الإمكان بمحاولة تجنب أي مؤثرات، مثل الهواء البارد، في فصل الشتاء، وكذلك الأماكن سيئة التهوية، وحبوب اللقاح في فصل الربيع، وأيضاً الأبخرة والتراب والروائح النفاذة، مثل العطور أو الأقراص الطاردة للناموس. وفي هذه الحالة يكون العلاج بمضادات «الهيستامين»، ويمكن أيضاً تناول «الكورتيزون» عن طريق الاستنشاق، مع المتابعة الطبية.
> اللحمية (Adenoids): على الرغم من أن السعال ليس عَرَضاً شائعاً يرافق التهاب اللحمية، مثل رائحة الفم الكريهة، أو التنفس من الفم، فإن تضخمها الناتج عن الالتهاب يمكن أن يعوق التنفس بشكل طبيعي من الأنف ويسبب السعال، وهو الأمر الذي يجعل الطفل المصاب بها فاغراً فاه طوال الوقت.
واللحمية هي عبارة عن نسيج من الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن حماية الجسم من الميكروبات المختلفة؛ سواء كانت بكتيريا أو فيروسات، وتقع في الجزء الخلفي من التجويف الأنفي، ويكون لها دور كبير في الحماية في مرحلة الطفولة. ولكن مع التقدم في العمر تتطور وسائل الحماية الخاصة بمحاربة الميكروبات، وتبدأ عادة في الانكماش في الحجم عند عمر الخامسة تقريباً، وتختفى تماماً في عمر المراهقة تقريباً. وينتج التضخم من محاولات القضاء على الجراثيم الخارجية. وفي حالة تكرار الالتهابات والتضخم يفضل الأطباء استئصالها.
> الارتجاع من المعدة للمريء (GERD): ارتجاع السائل الحمضي من المعدة إلى المريء ليس من الأسباب المشهورة لحدوث السعال، ويحدث أكثر في الرضع والأطفال الصغار؛ نظراً لعدم نضج العضلات القابضة المحيطة بفتحة الفؤاد في المعدة، والتي تمنع رجوع الحمض إلى المريء، مما يؤدي إلى حدوث ألم حارق heartburn في المعدة.
وفي المعتاد لا يتسبب ذلك في حدوث السعال، ويحدث كنوع من رد الفعل للألم الشديد الذي يحدث في الصدر عند فتحة الفؤاد. وفي الأغلب لا يستمر السعال إلا في أوقات الألم فقط، ويجب التفكير في الارتجاع كسبب في حالة عدم تطابق بقية الأعراض مع التشخيصات الأخرى الشهيرة. ويعاني الطفل بشكل أساسي من الحموضة، وفي بعض الأحيان يمكن حدوث قيء أيضاً. ويتحسن السعال عند علاج المعدة بالأدوية التي تعادل الحموضة، وتحافظ على جدار المعدة.

الحنجرة والجيوب الأنفية

> التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية: في الأغلب يؤدي التهاب الأحبال الصوتية إلى السعال. وفي معظم الأحيان يكون من دون بلغم، وتزداد حدة السعال مساءً، وعامة تكون الكحة محتملة ولا تتعارض مع الأنشطة اليومية للطفل. ويعاني الطفل من عدم القدرة على الكلام بشكل جيد، كما يحدث للصوت نوع من التغير، ويصبح أكثر خشونة، أي مبحوحاً. وفي الغالب يختفي السعال باختفاء الالتهاب الفيروسي المنشأ في معظم الأحيان. لذلك ليس هناك داعٍ لتناول المضادات الحيوية إلا في حالة العدوى الثانوية. ولا تحتاج الحالة إلى علاج معين باستثناء راحة الأحبال الصوتية، عن طريق عدم التحدث كثيراً؛ خصوصاً أن الطفل يعاني بالفعل من صعوبة في الكلام، ولذلك يفضل أن يرتاح الطفل في حالة إصابته، حتى لا يستخدم صوته في الدراسة بشكل مبالغ فيه، ويمكن للطفل تناول المشروبات الدافئة، وليست الساخنة، ويمكن أيضاً تناول مضادات «الهيستامين»، إذا لم يستطع الطفل النوم ليلاً.
> التهاب الجيوب الأنفية: التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis) في الأطفال، يختلف في أعراضه عن البالغين، ويكون السعال من أكثر الأعراض شيوعاً في الصغار؛ خلافاً للبالغين الذين يعانون أكثر من الصداع والرشح، وتكون إفرازات الأنف مخاطية سميكة باللون الأصفر أو الأخضر، بعكس البالغين؛ حيث تكون الإفرازات مائية، ومن دون لون في الأغلب. ويمكن حدوث ألم في منطقة الوجه، والإفرازات الكثيرة تنزل إلى أسفل الجزء الخلفي من الحلق، ما يؤدي إلى تحفيز مركز السعال، وبالتالي حدوث الكحة كرد فعل على الالتهاب. ويكون العلاج بالمضادات الحيوية إذا كانت البكتيريا هي السبب في الالتهاب. وفي كثير من الأحيان يتم استخدام «الكورتيزون» بالاستنشاق من بخاخات الأنف، أو في نقط يتم تناولها.
> أسباب نادرة: هناك بعض الأسباب التي تسبب السعال، ولكنها نادرة الحدوث في الأطفال، ويجب التفكير فيها بعد استبعاد بقية التشخيصات الشائعة، وعمل فحوصات متخصصة، مثل أمراض القلب الخلقية، أو العيوب الخلقية في الجهاز التنفسي. وفي بعض الأحيان يكون السعال رد فعل لسوء الحالة النفسية للطفل، ومن دون أي سبب عضوي، إذا كان الطفل يعاني من مشكلة نفسية.
* استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
TT

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)
هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق والزكام، فهل يعني هذا أنه يجب عليك إجراء اختبار «كوفيد-19»؟ على مر السنوات الماضية، تحول «كوفيد-19» من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً.

وعلى الرغم من أن «كوفيد-19» لا يزال «مميتاً» ويتسبب في أعراض طويلة الأمد لبعض الأشخاص، فإن معظم الناس يتعافون منه دون مضاعفات. وفي هذه المرحلة، ينظر الكثيرون إلى الفيروس على أنه مشابه للإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث» المختص بأخبار الصحة.

ونظراً لهذا التحول في التفكير، فمن المفهوم أن نتساءل عما إذا كان يجب علينا إجراء مسحة فيروس «كورونا» في كل مرة نشعر فيها بالمرض، أو أنه بإمكاننا افتراض إصابتنا بـ«كوفيد-19» دون إجراء الاختبار والمضي قدماً في حياتنا، وما الذي يوصي به أطباء الأمراض المعدية؟

أعراض كوفيد التي يجب التنبّه لها

قبل أن نتعمق في التوصيات المتعلقة بالاختبار، من المهم أن نكون على دراية بالأعراض التي يجب الانتباه لها في البداية. ويقول ويليام شافنر، اختصاصي الأمراض المعدية والأستاذ في كلية الطب بجامعة فاندربيلت الأميركية، لمجلة «هيلث»: «إنها حقاً أعراض تشبه نزلات البرد... لكن معظم نزلات البرد لا تسبب لك حمى، أما كوفيد فيسبب الحمى».

بدوره، يقول توماس روسو، أستاذ ورئيس قسم الأمراض المعدية بجامعة بافالو في نيويورك: «مع السلالات المنتشرة الحالية، فإن التهاب الحلق شائع جداً، إلى جانب احتقان الجيوب الأنفية، كما سيصاب بعض الأشخاص بالسعال».

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأميركية، تشمل أعراض كوفيد الشائعة الأخرى ما يلي: فقدان حاسة التذوق أو الشم، الإرهاق وآلام العضلات أو الجسم، الصداع، الغثيان أو القيء، الإسهال، وقد يعاني الأشخاص الذين يصابون بحالات أكثر شدة من أعراض مثل صعوبة التنفس أو الألم المستمر أو الارتباك أو صعوبة البقاء مستيقظاً.

هل لا يزال الاختبار أمراً يوصى به؟

أصبح موقف مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بشأن الاختبار أكثر ليونة مما كان عليه في السابق، وفقاً لموقع «هيلث». وفي حين حثت الهيئة ذات يوم بإلزامية إجراء الاختبار، فإنها توصي الآن بإجراء الاختبار «للمساعدة في معرفة ما إذا كنت مصاباً بكوفيد أم لا حتى تتمكن من تحديد ما يجب عليك فعله بعد ذلك، مثل الحصول على العلاج لتقليل خطر الإصابة بنسخة أشد من الفيروس» دون إشارة لإلزامية إجراء الاختبار.

وكان الأطباء الذين تحدث إليهم موقع «هيلث» منقسمين حول هذا الموضوع. فبينما يذهب شافنر لعدم إلزامية إجراء الاختبار، يوصي روسو عموماً بأن يختبر الناس أنفسهم «لمعرفة ما يتعاملون معه»، ويقول: «لا يزال كوفيد أكثر فتكاً من الإنفلونزا».

من يجب أن يخضع لاختبار كوفيد؟

يرى شافنر أن بعض الأشخاص، على وجه الخصوص، يجب أن يخضعوا للاختبار إذا ظهرت عليهم أعراض كوفيد، ​​ويشمل ذلك الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن، وأولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، والأشخاص الذين يعانون من حالات مثل الربو والسكري والسمنة والحمل.

ويوصي الأشخاص الذين يتعاملون مع الأفراد المعرضين للخطر، مثل أولئك الذين يعملون أو يعيشون مع كبار السن أو الأشخاص الذين لديهم أحباء مصابون بالسرطان، بأن يختبروا أنفسهم أيضاً إذا ظهرت عليهم أعراض.