أمراض اللثة وصحة القلب... استكشاف الصلة

المصابون بها يتعرضون للنوبة القلبية أكثر بمقدار الضعف

أمراض اللثة وصحة القلب... استكشاف الصلة
TT

أمراض اللثة وصحة القلب... استكشاف الصلة

أمراض اللثة وصحة القلب... استكشاف الصلة


ربما تشكّل البكتيريا والالتهابات أساس العلاقة الملحوظة منذ فترة طويلة بين صحة الفم، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
أمراض اللثة
يعاني نحو ثلثي الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من أمراض اللثة، المعروفة رسمياً باسم «أمراض دواعم الأسنان» periodontal disease. وتبدأ المشكلة عندما تتراكم لويحة ترسبات، وهي طبقة لزجة من البكتيريا والطعام، حول الأسنان. وخلال المراحل الأولى من التهاب اللثة، يمكن أن تنزف اللثة المتهيجة بسهولة. وحال تركها دونما علاج، يمكن أن تتفاقم أمراض اللثة. وفي أكثر صورها حدة، يمكن أن تتسبب في ارتخاء الأسنان وتساقطها.
ومقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بلثة صحية، فإن الأشخاص المصابين بأمراض دواعم الأسنان أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضعف. وربما تفسر بعض جوانب هذه العلاقة أيضاً بعض عوامل الخطر المشتركة - بما في ذلك التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، أو عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية ورعاية الأسنان.
ومع ذلك، يبدو أن بعض الالتهابات البكتيرية والفيروسية تزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وثمة دلائل متزايدة تشير إلى أن البكتيريا والالتهابات قد تكون أساس الصلة بين الفم والقلب.
في هذا الصدد، أوضح د. تيان جيانغ، اختصاصي تعويضات الأسنان في قسم صحة الفم وعلم الأوبئة بكلية طب الأسنان في جامعة هارفارد، أن: «الفم يشكل بوابة إلى باقي الجسد، لذا فإنه من غير المثير للدهشة أن تؤثر صحة الفم على مجمل حالتك الصحية والعكس صحيح». وأضاف أنه توجد مئات الأنواع المختلفة من البكتيريا على نحو طبيعي داخل الفم. ويفرز البعض منها، والذي يتغذى على السكريات، أحماضاً تتسبب في تكسير الطبقة الخارجية للأسنان، الأمر الذي يتسبب في تسوسها.
وأضاف د. جيانغ أن الأنواع الأخرى من البكتيريا تشكل اللويحات المترسبة التي - إذا لم تجر إزالتها عن طريق التنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط - تتصلب وتتحول إلى جير الأسنان. فقط من خلال تنظيف الأسنان المحترف يمكن التخلص من هذه الرواسب الصلبة المتكلسة.
انطلاق البكتيريا
يمكن للبكتيريا المسؤولة عن أمراض اللثة أن تنتقل إلى الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم. في الواقع، جرى العثور على بكتيريا دواعم الأسنان بعيداً عن الفم، وذلك في الحطام الدهني (المسبب لحالة تصلب الشرايين atherosclerosis)) الذي يسد الشرايين، وداخل جلطات الدم في الأشخاص الذين عانوا من نوبات قلبية.
في هذا السياق، أوضح د. جيانغ أنه: «في كل من أمراض اللثة والقلب، نجد البكتيريا في أماكن لا يفترض وجودها فيها». وتحفز استجابة الجسم المناعية تجاه هذه البكتيريا الموجودة في غير محلها، تدفق خلايا الدم البيضاء. وقد يؤدي الالتهاب الناجم عن ذلك إلى حدوث جلطات صغيرة ويسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
علاوة على ذلك، فإن العديد من العوامل المرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب - مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة - جميعها، أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض اللثة، وفقاً لمراجعة نشرت عام 2021 حول صحة الفم وأمراض القلب والأوعية الدموية في المجلة الأميركية لأمراض القلب الوقائية American Journal of Preventive Cardiology.
وتتمثل إحدى طرق علاج أمراض اللثة في أن يستخدم أطباء الأسنان واختصاصي الصحة العامة أدوات تقشير يدوية أو أجهزة الموجات فوق الصوتية لكشط الجير فوق وأسفل خط اللثة. ويطلق على عملية التنظيف العميقة هذه التقشير scaling وكشط الجذر root planing، وهي أكثر شمولاً عن عملية التنظيف التي تجري مرتين سنوياً التي عادة ما يحصل عليها الأشخاص على يد طبيب الأسنان. وفي حين أن علاج أمراض اللثة قد يساعد في خفض مستويات علامات الالتهاب في مجرى الدم، فإن هناك أدلة محدودة على أنه يمكن أن يقلل النوبات القلبية أو مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى.
وقاية اللثة
للوقاية من أمراض اللثة، يعد التنظيف بالفرشاة والخيط يومياً أمراً ضرورياً ـ ويمكنهما كبح التهاب اللثة قبل أن يتفاقم. إذا توقفت عن استخدام الخيط، فقد تلاحظ نزيفاً بسيطاً عندما تبدأ في استخدامه من جديد، حسبما شرح د. جيانغ. عندما يحدث ذلك، يشعر البعض بالقلق ويتوقفون عن تنظيف الأسنان بالخيط، لكن د. جيانغ ينصح بتجنب القلق والعودة إلى هذه العادة، ومن المحتمل أن يتحسن الوضع ويتضاءل النزيف في غضون أيام قليلة. إذا لم يحدث ذلك، ولاحظت علامات أخرى لأمراض اللثة، ينبغي تحديد موعد مع طبيب الأسنان.
وأكد د. جيانغ أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد كذلك على هذا الصعيد. ويعرف معظم الناس أن الحلوى الصلبة أو اللزجة تؤدي إلى تسوس الأسنان. كما أنه في الوقت ذاته تغذي المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية (خاصة إذا كنت تشربها طوال اليوم) تغذي البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان وأمراض اللثة. وقال د. جيانغ: «هذا صحيح كذلك بالنسبة للكربوهيدرات المكررة التي تلتصق بالأسنان، مثل البسكويت والخبز المصنوع من الدقيق الأبيض».
بجانب ذلك، يرتبط النظام الغذائي السكري بحد ذاته بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

أعراض أمراض اللثة

>إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، ربما تكون مصاباً بأمراض اللثة:
- تورم اللثة أو احمرارها أو الشعور بألم فيها
- نزف اللثة بسهولة
- وجود صديد بين الأسنان واللثة
- رائحة الفم الكريهة
- تراكم رواسب صلبة صفراء أو بنية اللون على طول خط اللثة
- تحرك الأسنان بعيداً عن بعضها البعض أو تقلقلها من مكانها.
- تركيبات الأسنان لم تعد متوافقة بشكل جيد مع مكانها في الفم.

* رسالة هارفارد للقلب
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

دراسة: المشي بهذا العدد من الخطوات يقي من الاكتئاب

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
TT

دراسة: المشي بهذا العدد من الخطوات يقي من الاكتئاب

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إنه من المعروف أن مشي عدد معين من الخطوات اليومية يعزز الصحة، والآن حددت دراسة جديدة عدد الخطوات التي تحتاجها للوقاية من الاكتئاب.

وأضافت أن فريقاً بحثياً بقيادة برونو بيزوزيرو بيروني من جامعة كاستيلا لامانشا الإسبانية، حلّل 33 دراسة شملت 96 ألفاً و173 شخصاً.

وفي مقارنة عدد الخطوات اليومية ومعدلات الاكتئاب، وجدوا أن الأشخاص الذين لديهم عدد أكبر من الخطوات اليومية يميلون إلى الإصابة بأعراض اكتئاب أقل، وفقاً لنتائج الدراسة، التي نُشرت في «جاما» الأسبوع الماضي.

ووجد الباحثون أن الحصول على 5 آلاف خطوة أو أكثر كان مرتبطاً بانخفاض أعراض الاكتئاب، في حين ارتبط عدد الخطوات البالغ 7 آلاف أو أكثر، بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب.

وقال الباحثون: «أظهرت نتائجنا ارتباطات مهمة بين ارتفاع عدد الخطوات اليومية وانخفاض أعراض الاكتئاب، فضلاً عن انخفاض انتشار الاكتئاب».

المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

وذكر بيروني: «هناك بالفعل مجموعة كبيرة من الأدلة، بما في ذلك هذه الدراسة، على أن التمرينات مرتبطة بتحسين الحالة المزاجية، وأنها مضاد طبيعي للاكتئاب».

وذكر أن السبب وراء انخفاض الاكتئاب بسبب زيادة عدد الخطوات، ليس نفسياً فحسب؛ بل جسدياً أيضاً. وأضاف أن «التمارين الرياضية تزيد من إفراز هرمونات السعادة - الدوبامين والسيروتونين والأوكسيتوسين».

وقد وجدت دراسات سابقة أن المشي له تأثيرات على شبكات الدماغ التي تعدّ ضرورية لتحسين الحالة المزاجية والاكتئاب والقلق، وفقاً للطبيب النفسي ريتشارد بيرموديز.

المشي قد يسهم في تحسين الصحة النفسية (جامعة ليدز)

وقال بيرموديز، الذي لم يشارك في الدراسة: «كلما كنا أكثر خمولاً، أو كلما جلسنا أكثر، زاد اكتئابنا»، وأشار إلى أن العوامل الوراثية والعوامل النفسية والضغوط الاجتماعية تلعب أيضاً دوراً في الاكتئاب.

ومع ذلك، «فإننا نعلم أن التعرض للضوء الطبيعي والمشي في الأماكن الطبيعية لهما تأثيرات إيجابية على المزاج».

ويشجع بيرموديز أولئك الذين يعانون من الاكتئاب على «زيادة عدد خطواتهم 100 خطوة كل يوم»، وقال: «إذا كنت تعمل وتجلس على مكتبك معظم الأيام، فقم بجدولة فترات راحة مدتها 15 دقيقة لتدريب عقلك من خلال المشي».