اجتذبت كنوز الوزير «أمنحتب هوي» زائري متحف الأقصر الذي يطل على كورنيش النيل في البر الشرقي (جنوب مصر). ضمن معرض كبير يستمر لنحو عام، يُنظم بالتعاون بين البعثة الأثرية لمعهد دراسات مصر القديمة في مدريد وجامعة مالقة، ووزارة السياحة والآثار المصرية بمناسبة الذكرى الـ46 لافتتاح متحف الأقصر، ويضم نتاج أعمال البعثة الأثرية الإسبانية في مدينة الموتى بالأقصر منذ عام 2009 وحتى عام 2021.
المعرض الأثري الذي افتُتح في الثاني عشر من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، يحظى باهتمام الجمهور العادي والأثريين المصريين والأجانب نظراً لما يضمه من مقتنيات تعرض لأول مرة بعد استخراجها من العساسيف على مدار العقد الماضي، حسب الدكتور علاء حسين، مدير عام متحف الأقصر، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «استطاع هذا المعرض اجتذاب الجمهور العادي وخبراء الآثار خلال الأسبوع الماضي، في إطار احتفال المتحف بذكرى افتتاحه»، مشيراً إلى «حرص المتحف على تنظيم معرض سنوي كبير كل عام بقاعة المعارض المؤقتة».
ويؤكد حسين أن اللوحة الحجرية الصغيرة والمزينة بصلوات الإله «رع حور أختي»، من جميع الجهات تعد أهم قطعة في المعرض الذي يضم 155 قطعة متنوعة تشمل التمائم والتماثيل والتوابيت والجعارين والتمائم وشواهد القبور والمجموعات الجنائزية وجزءاً من لوحة على هيئة سمكة ترمز للإله نيت، التي اختيرت من بين القطع المكتشفة على مدار ثلاثة عشر عاماً من الحفريات التي نفذتها البعثة الأثرية الإسبانية في المقبرة رقم 28 للوزير أمنحتب هوي، في جبانة العساسيف، الواقعة في البر الغربي في مدينة الأقصر.
وتضم جبانة العساسيف مجموعة من مقابر الأفراد التي يرجع تاريخ أغلبها إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة وكذلك إلى عصر الأسرة الخامسة والعشرين والأسرة السادسة والعشرين، إلا أنه تم اكتشاف بعض المقابر التي يعود تاريخها إلى عصر الأسرة الخامسة، وقد استخدمت المنطقة كجبانة ملكية في النصف الثاني من عصر الأسرة الحادية عشرة، حسب موقع وزارة السياحة والآثار المصرية.
وتحتوي جدران تلك المقابر على الكثير من المناظر التي توضح بعض المعتقدات الدينية مثل منظر الحج إلى أبيدوس، وتشمل أيضاً مناظر الحياة اليومية مثل مناظر الزراعة والصيد في الأحراش ومظاهر المرح والرقص، وتتميز تلك المناظر باحتفاظها بألوانها الزاهية حتى الآن.
وبدأ معهد الدراسات المصرية القديمة (IEAE) وهو مؤسسة إسبانية معنية بعلم المصريات أعماله الأثرية في منطقة الأقصر منذ عام 2000، ونفذ خلال تلك الفترة مشروعين أثريين: الأول، منذ عام 2000 إلى عام 2008، في المقبرة رقم 353 (مشروع سين أون موت)؛ والثاني، منذ عام 2009 حتى الآن، في المقبرة رقم 28 بالعساسيف الخاصة بالوزير أمنحتب هوي، وهي الأكبر من حيث الحجم بين مقابر الأسرة الثامنة عشرة (نحو 1350 قبل الميلاد). ولهذه المقبرة قيمة إضافية تتمثل في أن الوصول إليها لم يحدث قبل تدخل البعثة الأثرية الإسبانية التابعة لـIEAE، حسب السفارة الإسبانية بالقاهرة.
كنوز الوزير «أمنحتب هوي» تلفت الأنظار في الأقصر
عبر معرض يضم 155 قطعة أثرية نادرة
كنوز الوزير «أمنحتب هوي» تلفت الأنظار في الأقصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة