عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> هشام بن سلطان القحطاني، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الفلبين، التقى أول من أمس، في مكتبه بالسفارة، سفير المملكة المغربية لدى الفلبين محمد رضا الفاسي. وجرى خلال اللقاء بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
> الدكتور محمد علي مارم، سفير اليمن لدى مصر، استقبل أول من أمس، محمد صالح الذويخ، سفير الكويت في القاهرة، حيث تسلم منه عمادة السلك الدبلوماسي العربي في القاهرة، مع انتهاء فترة عمل «الذويخ» بمصر. وأشاد السفير مارم بما حققه العميد السابق من تفعيل العمل الدبلوماسي المشترك، والنهوض به خلال تقلده هذا الموقع المهم. وخلال اللقاء ناقشا آلية تفعيل وتنشيط العمادة العربية بالقاهرة، بما يحقق الأهداف المرجوة من تعزيز العمل الدبلوماسي العربي المشترك وبما يخدم قضايا الأمة العربية.
> علياء بنت ثويني آل سعيد، رئيسة مجلس إدارة جمعية المرأة العُمانية بمسقط، شهدت أول من أمس، جلسة حوارية عن دور المرأة العُمانية في ريادة الأعمال بعنوان «نساء مؤثرات»، بمقر الجمعية. وقُدمت خلال الفعالية جلستان حواريتان سلطت محاورهما على المرأة العُمانية وريادة الأعمال، وقصص نجاح ملهمة لنساء مؤثرات، نقلن من خلالها تجاربهن وأفكارهن، بما يسهم في تعزيز الوعي وتشجيع المبادرات نحو الإنجاز والتفوق والنجاح.
> يوسف بن محمد أحمد محمد الهيل، سفير دولة قطر لدى نيبال، اجتمع أول من أمس، مع الدكتور نارايان كادكا، وزير خارجية نيبال. وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.
> خالد السهيلي، سفير تونس بعمان، زار أول من أمس، ديوان الخدمة المدنية، واطلع على تجربة الديوان في مجال تطوير وتخطيط إدارة الموارد البشرية في القطاع العام، وبحث رئيس ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر مع السفير سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مجال تطوير وتخطيط إدارة الموارد البشرية. وأكد رئيس الديوان على ضرورة تبادل الخبرات والاطلاع على الممارسات الفضلى في الدول الشقيقة والصديقة في مجال الإدارة العامة، لضمان استمرارية تطوير عملية التخطيط لإدارة الموارد البشرية.
> راكيل بينيا، نائبة رئيس جمهورية الدومينيكان، استقبلها أول من أمس، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والوفد المرافق لها، خلال زيارتهم لقطر حاليا. وجرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية.
> ديان أنجيلوف كاتراتشيف، سفير جمهورية بلغاريا في القاهرة، استقبله أول من أمس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع الفريق عبد المنعم التراس، وتطرق اللقاء إلى رؤية «العربية للتصنيع» بشأن تعميق التصنيع المحلي ونقل وتوطين التكنولوجيا، وبحث سبل تعزيز الشراكة مع كبرى الشركات البلغارية في العديد من مجالات الصناعة الدفاعية والمدنية. وأشاد السفير بالإمكانات التصنيعية والفنية للهيئة وثراء وتنوع منتجاتها الدفاعية والمدنية؛ وهو ما يشجع كبرى الشركات البلغارية على عقد الشراكات مع العربية للتصنيع.
> عبد الله بن فيصل بن جبر الدوسري، قدم أول من أمس، نسخة من أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة لمملكة البحرين لدى مملكة بلجيكا، إلى أوليفييه بيل مدير المراسم لدى وزارة الخارجية البلجيكية. وأعرب السفير عن شكره لوزارة الخارجية البلجيكية، مؤكداً حرص مملكة البحرين على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب. من جانبه، أعرب مدير المراسم عن تمنياته بالتوفيق للسفير في مهامه الجديدة التي من شأنها تعزيز أواصر التعاون بين مملكة البحرين ومملكة بلجيكا.
> الدكتور تيبور ستماري، سفير جمهورية المجر المعتمد لدى سلطنة عُمان، استقبله أول من أمس، أعضاء مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الباطنة، والوفد المرافق له، وتم خلال اللقاء بحث آليات تعزيز التعاون التجاري بين سلطنة عُمان وجمهورية المجر،.
> غليب ديسياتنيكوف، سفير روسيا لدى الأردن، التقى أول من أمس، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني يوسف الشمالي، لبحث آليات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين في مختلف المجالات وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة، كما جرى خلال اللقاء بحث تذليل الصعوبات التي تواجه حركة التجارة البينية بين البلدين لمناقشتها خلال أعمال الدورة السادسة للجنة الأردنية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني، المزمع عقدها أواخر الشهر الحالي بموسكو.
> سهيل أجازخان، سفير الهند في لبنان، التقى أول من أمس، وفد نقابة معلمي صناعة الذهب والمجوهرات، وفي بداية اللقاء رحب السفير بالوفد، مؤكدا على التعاون في تنشيط عملية التبادل التجاري بين البلدين في كل القطاعات التجارية والصناعية وبخاصة في قطاع المجوهرات. ودعا النقابة إلى المشاركة في المعرض السنوي للمجوهرات الذي يقام بشكل سنوي في الهند، والتعرف على الأسواق في هذا القطاع، والعمل على تعزيز العلاقة المباشرة مع رجال الأعمال في الهند.
> طارق طايل، سفير مصر لدى فلسطين، التقى أول من أمس، نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وأطلع النائب السفير على آخر التطورات السياسية في المنطقة، وملف المصالحة الفلسطينية، وتوجه القيادة الفلسطينية لتعزيز الحياة الديمقراطية في المجتمع الفلسطيني من خلال قرار إنجاز الانتخابات المحلية وعقد المؤتمر الثامن لحركة فتح. من جانبه، أكد السفير على موقف بلاده الثابت والمتعلق بدعم حقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وبذل المساعي لتحقيق المصالحة وإنهاء ملف الانقسام.


مقالات ذات صلة

عرب وعجم

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة. > حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> عبد الله علي عتيق السبوسي، قدّم أول من أمس، أوراق اعتماده سفيراً لدولة الإمارات غير مقيم لدى جزر سليمان، إلى الحاكم العام لجزر سليمان السير ديفيد فوناكي. وتم خلال اللقاء استعراض مجالات التعاون بين دولة الإمارات وجزر سليمان، وبحث سبل تطويرها بما يحقق مصالح وطموحات البلدين والشعبين الصديقين. وأعرب السفير عن اعتزازه بتمثيل دولة الإمارات.

عرب و عجم

عرب و عجم

> عبد العزيز بن علي الصقر، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التونسية، استقبله رئيس مجلس نواب الشعب التونسي إبراهيم بودربالة، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتعزيزها، وأشاد بودربالة بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين.

عرب وعجم

عرب وعجم

> خالد فقيه، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بلغاريا، حضر، مأدبة غداء بضيافة من ملك جمهورية بلغاريا سيميون الثاني، في القصر الملكي.

عرب وعجم

عرب وعجم

> فهد بن معيوف الرويلي، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا، أدى أول من أمس، صلاة عيد الفطر في مسجد باريس الكبير، تلاها تبادل التهاني بين السفراء ورؤساء الجالية المسلمة الفرنسية، في الحفل الذي رعاه عميد المسجد حافظ شمس الدين، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الفرنسيين لتهنئة مسلمي فرنسا بعيد الفطر.


100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)