تسعى الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية للمحافظة على وضعية المحميات الطبيعية في البلاد بعدما تضررت خلال السنوات العشر الماضية؛ ما أدى إلى تدمير وإضرام النار في أجزاء كبيرة منها بجانب التغيرات المناخية.
وتعد محمية «الشعافيين» الطبيعية، الواقعة على بعد 90 كيلومتراً غرب مدينة مسلاتة في غرب البلاد، واحدة من أهم المعالم الطبيعية في ليبيا بالنظر إلى طبيعتها الجبلية وغاباتها المترامية على سفوح الجبال؛ مما جعلها موئلاً للتنوع الحيوي، رغم ما تعرضت له من حرائق خصوصاً خلال الحرب على طرابلس قبل أكثر من عام.
وزاد من قيمة «الشعافيين» إدراجها من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) الشهر الماضي، في قائمتها للشبكة العالمية لمحميات «المحيط الحيوي»، التي وصفتها بأنّها «أول محمية للمحيط الحيوي في ليبيا، وتحتوي على مجموعة متنوعة من الموائل الداعمة للأحراج الجافة والسهوب العشبية في الشمال، ومناطق جنوبية قاحلة جداً في الصحراء الكبرى، فضلاً عن كونها موطناً لعدد من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض».
وحسب الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية، فإنّ المحمية الممتدة على مساحة 83060 هكتاراً، صُنفت عام 1978، وتضم أكثر من 350 نوعا نباتياً، بينها أجناس نادرة تُستخدم في الصناعات التجميلية والعطرية، إضافة إلى أكثر من 20 نوعاً من الطيور والحيوانات، بعضها مهدد بالانقراض. كما يعيش نحو 65 ألف شخص في محيط المحمية.
وكانت النيران أُضرمت فيها إثر سقوط قذائف على أشجارها، خلال الحرب التي دامت قرابة 13 شهراً على العاصمة طرابلس، بعد أن بادرت السلطات هناك بإطفائها. ويأمل ليبيون مختصون في حماية الحياة البرية بالبلاد بوصفها «ثروة حيوية»، سيما بعد إدراج «الشعافيين» من قبل منظمة «يونيسكو».
ويقول رئيس الجمعية الليبية للأحياء البرية، أنس القيادي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «تغيرات المناخ المستمرة، وما رافقها من ندرة سقوط الأمطار وموجات الجفاف في فصل الصيف الطويل، جعلت المحمية عرضة بشكل متواصل للحرائق طيلة السنوات الماضية».
وأطلقت الجمعية مطلع الشهر الحالي، 36 سلحفاة من نوع كليماني المهددة بالانقراض من محمية الشعافيين، وذلك بعد انقضاء فترة الحجر الصحي لها، مشيرة إلى أنّها وُزّعت على مجموعات في منطقة نواة المحمية (Core zone) التي اعتمدها فريق العمل المشترك من خلال الدراسة والبحث التي استمرت من خريف 2020 إلى خريف 2021.
وعانت بلدان متوسطية عدة هذا العام من موجات جفاف وحرائق غابات، خصوصاً الجزائر المجاورة. وأفلتت ليبيا بدرجة كبيرة من هذا الوضع خلال العام الحالي، لكن موجات الجفاف والحرائق في البلاد منذ عام 2015، تسببت في نفوق عدد من الحيوانات الزاحفة بعضها مهدد بالانقراض، على غرار الضبع المخطط والسلحفاة البرية وطائر الحبارى. كما أتت الحرائق على الكثير من أشجار الغابات المعمرة العائدة إلى قرون مضت، حسب اختصاصيين.
وبجانب محمية «الشعافيين»، قالت الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية، إنّها تعمل على استعادة النظام البيئي في واحة «ونزريك» في وادي الشاطئ، بواسطة مبادرة أطلقها شباب الواحة لحماية مدينتهم القديمة، من «الاختفاء والتلاشي في ظل غياب الدولة» بعد أن دفنتها الكثبان الرملية الزاحفة، وأشارت الجمعية إلى أنّ العمل يجري الآن «بجهود ذاتية لانتشال هذا الموروث الثقافي من الضياع والتدمير».
وقدرت الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية، مجمل الطيور المقيمة والمهاجرة في ليبيا بـ341، وهي النسبة الأقل في شمال أفريقيا بسبب بعد الساحل الليبي عن أوروبا، وفق قولها.
وتحدث رئيس الجمعية الليبية للأحياء البرية، عن وجود مبادرات كثيرة غير حكومية لصون المحميات الطبيعية في البلاد، وقال «نتيجة بُعد المصدر المائي عن المحمية، نُضطر بمساعدة عدد من المتطوعين، إلى إطلاق حملات ري وتشجير جديدة، لكنّها تحتاج إلى رعاية مستمرة».
واحة «ونزريك» ومحمية «الشعافيين» مهددتان في ليبيا... وتعويل على «يونيسكو»
واحة «ونزريك» ومحمية «الشعافيين» مهددتان في ليبيا... وتعويل على «يونيسكو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة