علماء يؤكدون: شرب الشاي يفيد الأشخاص على تخطي الأزمات

الشاي يحسّن وظائف المخ لدى الأشخاص الأصحاء (رويترز)
الشاي يحسّن وظائف المخ لدى الأشخاص الأصحاء (رويترز)
TT

علماء يؤكدون: شرب الشاي يفيد الأشخاص على تخطي الأزمات

الشاي يحسّن وظائف المخ لدى الأشخاص الأصحاء (رويترز)
الشاي يحسّن وظائف المخ لدى الأشخاص الأصحاء (رويترز)

في جميع أنحاء العالم، يشرب الناس الشاي للاسترخاء واستعادة النشاط، إلا أن القليل منهم يدرك الفوائد الصحية والعقلية لتناول هذا المشروب بشكل مستمر.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد بحث العديد من علماء الصحة في كيفية تأثير الشاي على الحالة المزاجية للإنسان وعلى تفكيره وإدراكه، حيث أكدوا على فاعليته وفائدته الكبيرة خلال الأزمات المختلفة.

* تعزيز الدماغ
قال ستيفان بورغواردت، رئيس ومدير قسم الطب النفسي والعلاج النفسي بجامعة لوبيك بألمانيا، إن شرب الشاي، خصوصاً الأخضر، يحسّن وظائف المخ لدى الأشخاص الأصحاء.
وفي دراسة قادها بورغواردت عام 2014، تم إعطاء 12 مشاركاً كوبين من الشاي الأخضر، قبل تصوير أدمغتهم لتحليل التغيرات داخل مناطق معينة من الدماغ.
وقال بورغواردت، إن فريقه لاحظ «زيادة الاتصال في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة».
علاوة على ذلك، شارك بورغواردت في دراسة أجريت عام 2017، قامت بمراجعة أكثر من 100 بحث سابق، لتجد أن الشاي يمكن أن يؤثر على الدماغ بطرق عدة، من بينها تقليل القلق، والتأثير على حالة الإدراك، وتعزيز الذاكرة.
ويُقال أيضاً، أن الشاي يمكن أن يحسّن من أعراض الاكتئاب والخرف ومتلازمة داون.
ويحتوي الشاي على مكونات عدة، أهمها مضادات الأكسدة، مثل epigallocatechin gallate، وهي الأكثر وفرة، ثم يليها L - theanine، وهو حمض أميني موجود في أوراق الشاي، ثم الكافيين.
ولا يزال غير واضح أي من هذه المركبات الموجودة في الشاي هي المسؤولة عن تعزيز الدماغ.
ويقول بورغواردت، إن «الفوائد يمكن ألا تكون ناتجة من وجود مكون واحد فقط، ولكنها في الأغلب مرتبطة بوجود كل من الكافيين وحمض L - theanine الأميني».

* دعم الصحة الجسدية
تقول الدراسات، إن الشاي يساعد في دعم الصحة الجسدية؛ إذ يمكن أن يقلل من بعض عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، كما يمكن أن يكون له تأثير في القضاء على الدهون.
ومن جهته، قال غونتر كونل، الأستاذ المشارك في قسم علوم الغذاء والتغذية بجامعة ريدنغ في المملكة المتحدة، إن الشاي يساهم في خفض ضغط الدم المرتفع بسبب احتواؤه على مادة الفلافانول.
ولفت كونل إلى أنه أجرى دراسة على بعض الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً غنياً بالأطعمة التي تحتوي على الفلافانول مثل التوت، والشاي، والتفاح ليجد أن أولئك الأشخاص لديهم ضغط دم منخفض.
وقال كونل «نحن في حاجة إلى بيانات أفضل لتقييم فوائد الشاي حقاً على صحتنا العقلية والجسدية، مع الأخذ في الاعتبار الاختلافات العديدة في كيفية استهلاكه في البلدان المختلفة».


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
TT

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)
الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا؛ المكوِّن الأساسي للأسمدة، باستخدام تقنية صديقة للبيئة تعتمد على طاقة الرياح.

وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نُشرت الجمعة بدورية «ساينس أدفانسيس (Science Advances)»، أن هذا الجهاز يمثل بديلاً محتملاً للطريقة التقليدية لإنتاج الأمونيا، والمتبَعة منذ أكثر من قرن. وتُستخدم الأمونيا على نطاق واسع في صناعة الأسمدة لإنتاج مركبات مثل اليوريا ونيترات الأمونيوم، وهما مصدران أساسيان للنيتروجين الضروري لنمو النباتات. والنيتروجين أحد العناصر الحيوية التي تعزز عملية البناء الضوئي وتكوين البروتينات في النباتات؛ مما يدعم نمو المحاصيل ويزيد الإنتاج الزراعي.

ورغم أهمية الأمونيا في تعزيز الإنتاج الزراعي، فإن الطريقة التقليدية لإنتاجها تعتمد على عمليةٍ صناعيةٍ كثيفةِ استهلاكِ الطاقة وتركز على الغاز الطبيعي مصدراً رئيسياً، مما يؤدي إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون. وتستهلك هذه العملية نحو اثنين في المائة من إجمالي الطاقة العالمية سنوياً، وتنتج نحو واحد في المائة من انبعاثات الكربون عالمياً.

ويعتمد الجهاز الجديد على الهواء مصدراً رئيسياً للنيتروجين اللازم لإنتاج الأمونيا، فيُستخلص من الغلاف الجوي بطرق مبتكرة، ثم يدمج مع الهيدروجين المستخرَج من الماء. وتُستخدم في هذه العملية محفزات كيميائية متطورة تعمل تحت الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة، مما يُغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري أو مصادر الطاقة التقليدية، مما يجعل العملية مستدامة وصديقة للبيئة.

ويتميز الجهاز بإمكانية تشغيله مباشرة في المواقع الزراعية، ويمكن تصميمه ليكون محمولاً ومتكاملاً مع أنظمة الري، لتوفير السماد للنباتات بشكل فوري دون الحاجة إلى نقل الأسمدة من المصانع. ووفق الباحثين؛ فإن هذا الابتكار يُسهم في خفض تكاليف النقل والبنية التحتية المرتبطة بالطرق التقليدية لإنتاج الأمونيا، التي تعتمد على منشآت صناعية ضخمة ومعقدة.

وأظهرت التجارب المعملية فاعلية الجهاز في إنتاج كميات كافية من الأمونيا لتسميد النباتات داخل الصوب الزجاجية خلال ساعتين فقط، باستخدام نظام رش يعيد تدوير المياه. كما أكد الباحثون إمكانية توسيع نطاق الجهاز ليشمل تطبيقات زراعية أكبر عبر شبكات موسعة ومواد مرشحة محسّنة.

ويتطلع الفريق البحثي إلى دمج هذا الجهاز في المستقبل ضمن أنظمة الري، مما يتيح للمزارعين إنتاج الأسمدة مباشرة في مواقع الزراعة، ويدعم الزراعة المستدامة.

وأشار الفريق إلى أن الأمونيا المنتَجة يمكن استخدامها أيضاً مصدراً نظيفاً للطاقة بفضل كثافتها الطاقية مقارنة بالهيدروجين، مما يجعلها خياراً مثالياً لتخزين ونقل الطاقة.

ويأمل الباحثون أن يصبح الجهاز جاهزاً للاستخدام التجاري خلال ما بين عامين و3 أعوام، مؤكدين أن «الأمونيا الخضراء» تمثل خطوة واعدة نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الاستدامة في مختلف القطاعات.