مع التقدم في العمر، يتبدل جلدك. ولا يأتي هذا التغيير دوماً في اتجاه إيجابي. وتحدث بعض أكثر المشكلات شيوعاً في الجلد بسبب الأضرار التي تسببها أشعة الشمس، بما في ذلك البقع السوداء، والملمس الخشن، والخطوط الدقيقة، والتجاعيد.
- تقشير كيميائي
يجري وصف التقشير الكيميائي chemical peel، الذي يعتمد على حلول كيميائية لإزالة الطبقات السطحية من الجلد، باعتباره أحد السبل لاستهداف هذه التغييرات وتحسين الجلد. ويمكن إجراء عمليات التقشير في المنزل، أو في منتجع طبي أو داخل عيادة طبيب أمراض جلدية. ومع هذا، يبقى التساؤل: هل التقشير الكيميائي مفيد حقاً لجلدك؟
> فائدة التقشير الكيميائي. في هذا السياق، أعربت الدكتورة هي جين ليا تشونغ، الأستاذ المساعد بقسم الأمراض الجلدية بمدرسة الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقادها بأن عمليات التقشير الكيميائي يمكن أن تفيد الجلد بالفعل.
لكن حكمها هذا جاء مشروطاً؛ إذ أوضحت الدكتورة تشونغ، أن «هذه الإجراءات مفيدة طالما أنكِ تستخدمين العناصر والوسائل التقنية الملائمة». وحذرت من أنه حال استخدام إجراء التقشير الكيميائي على نحو غير صائب، فإنه قد يكون ضاراً، بل وقد يسبب حروقاً أو تغيرات في صبغة الجلد.
> عمل التقشير الكيميائي. عندما يجري وضع «مقشِر» على الجلد، تتولى المواد الكيميائية فك «الصمغ» الذي يربط خلايا الجلد الميتة بالجلد السليم تحتها، ما يسمح لها بالتسلخ. وإذا ما جرى استخدام المقشرات الكيميائية على نحو صحيح، يمكن أن تصبح هذه المقشرات أقل ضرراً عن المقشرات الأخرى الكاشطة التي تزيل الجلد الميت بقوة.
وبفضل هذه العملية، تبدو البشرة أكثر نضارة، بجانب أنها تشجع على نمو خلايا جديدة وتحسن مظهر وجودة البشرة بمرور الوقت.
ومن الممكن أن يساعد مقشر كيميائي منزلي، والذي ينبغي أن يكون قوياً فقط بدرجة معينة، على استهداف الطبقة الخارجية للجلد، في تحسين ملمس الجلد والتغلب على مشكلات التصبغ غير المتساوي، مثل البقع الشمسية، وظهور خطوط دقيقة وتجاعيد. أما المقشرات الكيميائية الاحترافية، فتذهب إلى أعمق عن ذلك بعض الشيء، وتستهدف الخطوط والندوب الأعمق.
- أنواع التقشير
قالت الدكتورة تشونغ، إن أكثر أنواع مستحضرات التقشير الكيميائي في السوق اليوم عادة ما تقع في الفئات الثلاث التالية:
> أحماض ألفا هيدروكسي Alpha hydroxy acids: توجد هذه الأحماض بشكل طبيعي في الأطعمة، ومن أشهرها حمض الغليكوليك المشتق من قصب السكر. أيضاً، هناك أنواع أخرى منها حمض اللاكتيك، الذي يمكن أن يأتي من الحليب، وحمض الماندليك الموجود في اللوز، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. ويعتمد تأثير التقشير بحمض الغليكوليك على مدى قوة التقشير ومدة تركه على البشرة. ومن المهم إتباع التعليمات الخاصة بموعد غسل مستحضر التقشير عن الجلد.
> أحماض بيتا هيدروكسي Beta hydroxy acids: تشتق هذه الأحماض أيضاً من الفاكهة، لكنها تختلف بعض الشيء عن أحماض ألفا هيدروكسي؛ لأنها تذوب في الدهون وليست قابلة للذوبان في الماء. ويعتبر حمض الساليسيليك، المصنوع من لحاء الصفصاف، أكثر أنواع التقشير الكيميائي استخداماً في هذه الفئة.
وعلى عكس أحماض ألفا هيدروكسي، فإنها لا تحتاج إلى غسلها بعد وضعها.
> حمض ثلاثي كلورو الخليك Trichloroacetic acid (TCA): يمثل نوعاً آخر من محاليل التقشير الحمضي. ويعتمد تأثيره في التقشير على قوة المنتج وعدد طبقات المحلول التي وضعت على الجلد. وعادة ما تخترق مستحضرات التقشير عالية القوة (تركيز أكبر عن 25 في المائة إلى 30 في المائة) الجلد بشكل أعمق، لتصل إلى الطبقة الوسطى، والتي يمكن أن تستهدف الندبات العميقة أو مشاكل التصبغ.
- الأخطاء ونصائح السلامة
من جانبها، أشارت الدكتورة تشونغ إلى أنه إذا كنتِ تستخدمين مستحضر تقشير، فإن هناك بعض نصائح الأمان التي يجب عليك اتباعها.
> ابدأي ببطء: تأتي مستحضرات التقشير التي تستخدم أحماض ألفا هيدروكسي، على سبيل المثال، بدرجات مختلفة من القوة، تتراوح من 20 في المائة حمض إلى 70 في المائة حمض. وستكون بداية جيدة البدء بأقل تركيز، 20 في المائة إلى 30 في المائة، بأقل فترة زمنية ممكنة. أما إذا بدأت بمستحضرات تقشير بقوة تركيز 70 في المائة، فإن هذا يزيد خطر تعرضك لحروق كيميائية في الجلد. وعليك تجنب استخدام مستحضرات تقشير مرتفعة التركيز في المنزل.
> راقبي بشرتك: عليك أن تولي اهتماماً لاستجابة بشرتك بعد وضع منتجات كيميائية على بشرتك. إذا ما ظهرت لديك بثور أو شعرت بألم شديد في مناطق بعينها، عليك وقف التفاعل فوراً من خلال غسل العناصر الكيميائية على الفور أو استخدام عناصر معادلة لها، حسبما أوضحت الدكتورة تشونغ.
> تعاملي بحذر مع اليدين والرقبة: من الممكن أن تسبب مستحضرات التقشير التي تستخدم بأمان على الوجه، في أضرار بالرقبة واليدين. كما أن الوجه يشفى بسرعة أكبر عن الرقبة واليدين، وأقل عرضة للحروق.
> استعيني بشخص محترف: ينبغي أن يجري استخدام مستحضرات التقشير عالية القوة والمصممة لعلاج الطبقات العميقة من الجلد داخل بيئة احترافية فقط. وفيما يخص مستحضر تقشير معتمد على ثلاثي كلورو الخليك، أوضحت الدكتورة تشونغ أن النصيحة السابقة تشمل أي مستحضر تتجاوز نسبة تركيزه 25 في المائة.
ومع ذلك، يجب ألا نغفل هنا أنه رغم أن عمليات التقشير الأعمق التي تجري على يد محترف قد تكون فاعلة، فإن الإقبال عليها تراجع في السنوات الأخيرة. ويعود السبب الأكبر وراء ذلك إلى الاعتماد المتزايد على الليزر في علاج الجلد، والذي يتميز بفعالية أكبر في استهداف مشكلات الجلد التي تعالجها مستحضرات التقشير العميقة.
وهنا، أشارت الدكتورة تشونغ إلى أن من يخترن الليزر في علاج الجلد عادة ما يمررن بفترة تعافٍ أقصر ويواجهن احتمالات أقل فيما يخص بالمخاطر الممكنة الحدوث.
وأضافت «لدينا اليوم طرق أفضل بكثير للتعامل مع أشياء مثل التجاعيد العميقة».
ومع هذا، فإنه بصورة عامة يمكن أن يكون هناك مكان لمستحضرات التقشير الكيميائي في نظام العناية بالبشرة الذي تتبعينه، بشرط أن تختاري النوع المناسب وتحرصي على استخدامه بشكل صحيح.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة» - خدمات «تريبيون ميديا»