«كاوست» تستعين بعلم الوراثة الجزيئية لمكافحة الآفات الزراعية

نجح الفريق البحثي في تجربة حقلية في تخفيض نمو الستريغا بنسبة تصل إلى 65 %
نجح الفريق البحثي في تجربة حقلية في تخفيض نمو الستريغا بنسبة تصل إلى 65 %
TT

«كاوست» تستعين بعلم الوراثة الجزيئية لمكافحة الآفات الزراعية

نجح الفريق البحثي في تجربة حقلية في تخفيض نمو الستريغا بنسبة تصل إلى 65 %
نجح الفريق البحثي في تجربة حقلية في تخفيض نمو الستريغا بنسبة تصل إلى 65 %

تقوّض «ستريغا»، وهي عشبة طفيلية أرجوانية اللون تعرف علمياً باسم ستريغا هيرمونثيكا (Striga hermonthica)، محاصيل الحبوب في أفريقيا جنوب الصحراء. وتشير التقديرات إلى أن الخسائر الناجمة عنها تتجاوز 7 مليارات دولار؛ مما يهدد سبل العيش والإمدادات الغذائية لنحو 300 مليون نسمة. ولذلك؛ يسعى باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) إلى إنقاذ المحاصيل الأساسية من هذه الآفة بالاستعانة بعلم الوراثة الجزيئية وبدعم من منحة قدمتها مؤسسة «بيل وميليندا غيتس».
يقود البروفسور سليم الببيلي، أستاذ علم النبات في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية في «كاوست»، جهود مكافحة هذه العشبة الطفيلية؛ إذ تركز أبحاثه، التي يجريها بالاشتراك مع خبراء في البيولوجيا البنيوية والكيمياء وعلم الأحياء الحاسوبي وعلم الزراعة والأعشاب الضارة وعلم الوراثة من الجامعة ودول عدة، تشمل اليابان، وهولندا، وبوركينا فاسو، والنيجر، على عرقلة مسارات انتاش أو إنبات هذه الأعشاب الغازية.
جدير بالذكر، أن إنباتاً واحداً لعشبة «ستريغا» يخلّف ما يصل إلى 200 ألف بذرة قد تبقى هاجعة في التربة حتى 15 عاماً. وتفرز محاصيل الحبوب المضيفة كالدخن اللؤلؤي هرمونات نباتية في التربة تدعى الستريغولاكتونات (strigolactones). تتحسس عشبة ستريغا هذا الهرمون الذي يحفزها بعد ذلك على الإنبات. ويسعى الببيلي وفريقه إلى منع تفشي هذه العشبة باتباع استراتيجية متعددة الجوانب تنطوي على منع بذورها من الإنبات وزيادة المقاومة الوراثية للمحاصيل الأساسية لها. ورأت مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» مؤشرات واعدة في المشروع، فبادرت فوراً إلى تقديم 1.5 مليون دولار لأبحاث «كاوست».
وحقق الباحثون بعض الإنجازات المهمة حتى الآن، فقد طوروا ستريغولاكتونات تركيبية يمكن رشها على الحقول الموبوءة ببذور ستريغا لتحفيزها على الإنبات قبل الأوان لتموت بعد ذلك. ونجحت هذه الطريقة في تجربة حقلية في بوركينا فاسو في تخفيض نمو الستريغا بنسبة تصل إلى 65 في المائة. ويعمل الباحثون بالفعل على زيادة معدل نجاح هذا «الإنبات الانتحاري».
إضافة إلى ذلك، فقد عثر الببيلي وزملاؤه على مركب قادر على تثبيط إنبات بذور الستريغا؛ إذ يرتبط بإحكام بمستقبلات الإنبات في البذور مما يمنع وصول الستريغولاكتينات إليها ويثبط إنباتها. والعمل جارٍ في ضوء هذه النتائج لوضع استراتيجية تدعم إنتاج مبيدات حشائش خاصة باليستريغا، كما لجأ الفريق إلى تطوير محاصيل دخن لؤلؤي مقاومة وراثياً.
تعزز الاستراتيجيات التي لجأ إليها الببيلي وفريقه في حال نجاحها مقاومة الدخن اللؤلؤي لتفشي الستريغا إلى حد كبير؛ مما يسهم كثيراً في تعزيز الأمن الغذائي ودخل صغار المزارعين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.


مقالات ذات صلة

شراكة سعودية بريطانية بمجال التراث الثقافي ودعم العلا مَعْلماً سياحياً عالمياً

يوميات الشرق ولي العهد مستقبلاً ستارمر في الرياض مساء الاثنين (واس)

شراكة سعودية بريطانية بمجال التراث الثقافي ودعم العلا مَعْلماً سياحياً عالمياً

هيئة التراث التاريخية في إنجلترا تضع اللمسات الأخيرة على شراكة جديدة مع هيئة التراث السعودي

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه خلال الحفل (واس)

تركي آل الشيخ: مبادرة الزواج الجماعي ستكون حافزاً لمراحل مقبلة في مناطق السعودية

أكد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، أن «مبادرة الزواج الجماعي» التي تم الإعلان عنها تمثل حافزاً لمراحل إضافية خلال الفترة المقبلة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص ‎⁨فيلم «زيرو» للمخرج جان لوك إيربول يُعرض في الدورة الجديدة (إدارة المهرجان)⁩

خاص عسيري لـ«الشرق الأوسط»: «البحر الأحمر» هو السفير الأول للسينما المحلية والإقليمية

يترقب عشاق الفن السابع انطلاق الدورة الربعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، التي تستضيفها مدينة جدة.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق جانب من الفعاليات التي شهدتها «أيام مصر» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

حديقة السويدي تختتم فعاليات «أيام مصر» ضمن «انسجام عالمي»

اختتمت «حديقة السويدي» فعالياتها ضمن مبادرة «تعزيز التواصل مع المقيمين» التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية تحت شعار «انسجام عالمي» بفعاليات «أيام مصر»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني
TT

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

لأول مرة: الذكاء الاصطناعي يصمم توربين رياح لتوليد الطاقة بين المباني

صمم نظام ذكاء اصطناعي جديد توربين رياح لأول مرة في التاريخ، وفقاً لمطوره.

نظام ذكاء هندسي ثوري

وأعلنت شركة «EvoPhase» البريطانية أن الذكاء الاصطناعي الخاص بها تخلى عن جميع القواعد الراسخة في هندسة مثل هذه الأجهزة. وبناءً على اختباراتها، فإن اختراعها أكثر كفاءة بسبع مرات من التصميمات الحالية.

تتكون «شفرة برمنغهام» The Birmingham Blade -كما تسمي الشركة التوربين- من ست أذرع موازية للأرض متصلة بمحور عمودي مركزي. وتحتوي كل ذراع على شفرة رأسية، وسطح به موجتان تغيران زاوية هجومهما عبر ارتفاعها وطولها.

لعمل مع سرعات رياح منخفضة

يتم تحسين توربينات الرياح التقليدية لسرعات رياح تبلغ نحو 33 قدماً في الثانية. في المقابل، تم تصميم «الشفرة» لسرعات الرياح المتوسطة المنخفضة النموذجية للمناطق الحضرية مثل برمنغهام، والتي تبلغ نحو 12 قدماً في الثانية. هذا يزيد قليلاً عن ثمانية أميال (13كلم تقريباً) في الساعة.

وتم تحسين التصميم للعمل بين المباني الشاهقة التي تنتج أنماط اضطراب تؤثر على فاعلية تصميمات التوربينات الحضرية الأخرى. وإذا ثبت أن هذا صحيح، فقد يفتح التصميم الباب أمام إنتاج كهرباء غير محدود في المباني المكتبية والسكنية بتكلفة تكاد تكون معدومة.

يقول ليونارد نيكوسان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، في بيان صحافي: «كان استخدام الذكاء الاصطناعي ضرورياً للتحرر من التحيزات طويلة الأمد التي أثرت على تصميمات التوربينات خلال القرن الماضي. سمح لنا الذكاء الاصطناعي باستكشاف إمكانيات التصميم خارج نطاق التجارب البشرية التقليدية».

وفقاً لنيكوسان، تمكن المصممون من «توليد واختبار وتحسين أكثر من 2000 تصميم لتوربينات الرياح في غضون أسابيع قليلة، ما أدى إلى تسريع عملية التطوير لدينا بشكل كبير وتحقيق ما كان يستغرق سنوات وملايين الجنيهات من خلال الطرق التقليدية».

سحر «التصميم التطوري»

«التصميم التطوري الموجه بالذكاء الاصطناعي» هو منهجية تقوم على نفس فكرة الانتقاء الطبيعي. تبدأ العملية بتوليد آلاف المتغيرات التصميمية التي يتم تقييمها وفقاً لوظيفة «البقاء للأفضل»، والتي تحدد مدى نجاح كل متغير في تلبية أهداف المشروع. ويختار الذكاء الاصطناعي أفضل البدائل لاستخدامها أساساً لتكرارات جديدة، وإعادة الجمع بين الميزات وتنويعها لتطوير إصدارات محسنة.

تتكرر هذه الخطوات حتى يصل الذكاء الاصطناعي إلى حل يحقق تحسين جميع العلامات المهمة مثل الكفاءة الديناميكية الهوائية، والاستقرار الهيكلي، والوزن، أو الاكتناز.

تقول الشركة إن عمليتها تتجنب التحيزات البشرية الموجودة في الهندسة التقليدية. بطبيعتها، تكون الهندسة التقليدية محدودة بالأفكار والمعرفة السابقة.

من ناحية أخرى، يستكشف الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الاحتمالات دون القيود في العقل البشري. عندما تجمع بين جيل الذكاء الاصطناعي والتكرار التطوري، يمكن أن يؤدي هذا إلى نتائج مبتكرة تتحدى غالباً الفطرة السليمة ولكنها لا تزال تعمل.

إن نهج التصميم التطوري هذا ليس جديداً تماماً، إذ استخدمت صناعة الطيران والفضاء برامج بهذه القدرات لسنوات. ومثلاً استخدمت شركة «إيرباص»، بالتعاون مع شركة «أوتوديسك»، عملية مماثلة لتصميم حاجز مقصورة خفيف الوزن للغاية لطائراتها من طراز A320وظهرت النتيجة مستوحاة من هياكل العظام الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض الوزن بنسبة 45 في المائة مقارنة بالهياكل المماثلة المصممة بالطرق التقليدية.

كما طبقت شركة «جنرال إلكتريك» الخوارزميات التطورية في إعادة تصميم حامل محرك نفاث جديد، مما أدى إلى انخفاض وزن القطعة بنسبة 80 في المائة. وتستخدم وكالة «ناسا» أيضاً هذه التقنية منذ سنوات، ففي عام 2006 استخدمت الوكالة خوارزمية تطورية لتصميم «هوائي متطور».

نجاح توربين «برمنغهام بليد»

لقد طبق فريق المصممين بقيادة الدكتور كيت ويندوز - يول من جامعة برمنغهام هذه العملية التطورية لحل مشكلة تكافح العديد من تصميمات التوربينات لمعالجتها: كيفية العمل بكفاءة في البيئات الحضرية، حيث تكون الرياح أبطأ وأكثر اضطراباً بسبب المباني.

ويقول نيكوسان: «كنا بحاجة إلى توربين يمكنه التقاط سرعات الرياح المنخفضة نسبياً في برمنغهام مع إدارة الاضطرابات الناجمة عن المباني المحيطة. وكان لا بد أن يكون التصميم أيضاً مضغوطاً وخفيف الوزن ليناسب التركيبات على الأسطح».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»