عمار الحكيم يزور محافظة الأنبار في إطار {التحالف العابر للمكونات}

TT

عمار الحكيم يزور محافظة الأنبار في إطار {التحالف العابر للمكونات}

رغم أن زيارة رئيس «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، أمس، إلى محافظة الأنبار غرب العراق، تسبق موعد الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بنحو 6 أشهر، فإن مراقبين لايترددون في وضعها في إطار سعي الحكيم إلى تكريس مفهوم «التحالف العابر للمكونات» الذي يبشر به منذ أشهر طويلة في مقابل نهج التحالفات الإثنية والطائفية والقومية الذي سارت عليه البلاد منذ سنوات، وأدى إلى انقسامات واختلالات سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة، يعتقد الحكيم بإمكانية إصلاحها في حال اعتماد مبدأ التحالفات العابرة للمكونات واعتماد مفهوم بناء الدولة منهجا للحكم.
واستقبل الحكيم بحفاوة من قبل رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الذي زار المحافظة التي يتحدر منها بالتزامن مع زيارة الحكيم، ومن محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي وعدد من الشخصيات السياسية ووجهاء ورؤساء العشائر في المحافظة.
والتقى الحكيم العديد من الشخصيات في الفعاليات العشائرية والسياسية والشبابية في المحافظة ذات الأغلبية السنية التي سبق أن خضعت أجزاء واسعة منها إلى سيطرة تنظيم «داعش» خلال مرحلة صعوده عام 2014، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من انتزاع مركزها الرمادي من قبضته عام 2015.
وقال الحلبوسي في بيان حول الزيارة بعد استقباله الحكيم، إن «الأنبار التي وقفت بوجه الإرهاب وقارعت عصابات (داعش) الإرهابية المتطرفة بطبيعتها ومجتمعها العشائري ترحب بضيوفها وإخوانها، وهي حريصة على وحدة وسلامة العراق». وأضاف أن «العراقيين جميعاً أصيبوا ببلاء الإرهاب، وبجهود الخيرين من أبناء العراق عموما ووقوفهم وقفة رجل واحد تمكنوا من دحر هذه العصابات المتطرفة حتى اختلطت دماؤهم مع بعضها البعض». وتابع: «نحن من محافظات مختلفة، لكننا نجتمع جميعاً على خط ومنهاج واضح، وهو ضرورة بناء الدولة، وأن يكون هناك صوت واضح لقوة الدولة».
ونقل البيان عن الحكيم قوله إن «محافظة الأنبار كانت الأكثر تضرراً بين المحافظات العراقية، ووقفت شامخة بوجه الإرهاب».
من جانبه، قال القيادي في تيار «الحكمة الوطني» فادي الشمري، إن زيارة الحكيم للأنبار: «أتت في ظرف استثنائي يمر به العراق والمنطقة ونحتاج فيه إلى لملمة البيت العراقي بجميع ألوانه ومد جسور الثقة والمودة بين أبناء الوطن الواحد». وأضاف الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة ذكّرت بمبادرة (أنبارنا الصامدة) التي طرحناها قبل دخول (داعش) والتي كان من الممكن أن تنقذ الأنبار والعراق والمنطقة من الكوارث التي حلت بها». وأكد، أن «الزيارة ركزت على المفاهيم والرؤى التي طرحها تيار الحكمة في ضرورة تبني منهج الاعتدال والوسطية وطنيا وإقليميا ودوليا، وأيضا على أنه لا خيار لنا سوى دعم الدولة وتقويتها وحمايتها من الداخل قبل الخارج». وذلك كله لن يتم، والكلام للشمري، إلا «عبر إنتاج معادلات سياسية متينة وقوية وناضجة عبر عقد سياسي واجتماعي جديد يحاكي احتياجات الواقع ومعالجة مخلفات الماضي وفرز المناهج بين قوى الدولة وقوى اللادولة وكذلك مفهوم التحالف العابر للمكونات بين القوى التي تلتقي في الهدف والمشروع والمنهج والبرنامج العملي القابل للتحقق».
وأشار الشمري إلى أن الزيارة «شددت على حث المنظومة العشائرية والمجتمعية في الأنبار على أخذ دورها في حماية العراق والتواصل البناء والدائم مع عشائر الوسط والجنوب ومد آفاق المودة والسلام والثقة وتطويق الأزمات في البلاد وحلها ودعم سياقات الدولة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.