تقيؤ الطفل... الأسباب وطرق المعالجة

تقيؤ الطفل... الأسباب وطرق المعالجة
TT
20

تقيؤ الطفل... الأسباب وطرق المعالجة

تقيؤ الطفل... الأسباب وطرق المعالجة

القيء هو طريقة الجسم لطرد المواد من المعدة، وأحيانًا للتخلص من شيء ضار فيها. وهناك أسباب مختلفة يمكن أن تجعل الأطفال يتقيؤون، بما في ذلك الأمراض ودوار الحركة والإجهاد والشعور بالبرد ومشاكل أخرى. ومع ذلك، في معظم الحالات يحصل القيء Vomiting عند الأطفال بسبب التهاب المعدة والأمعاء في الجهاز الهضمي Gastroenteritis. وعادةً ما يحدث ذلك بسبب الفيروسات الشائعة التي نتعامل معها كل يوم. وإلى جانب التسبب في القيء، يمكن أن تتسبب تلك الفيروسات بالغثيان وآلام البطن والإسهال. ولكن ربما يحصل القيء في بعض الأحيان لأسباب لا علاقة لها مطلقاً بالطعام أو بالمعدة.

- نوبات القيء
ومهما كان السبب لنوبة القيء، ستنقبض عضلات معدة الطفل بقوة، ويتم قذف الطعام والمحتويات الأخرى في المعدة، إلى خارج الجسم. وذلك من خلال المريء والفم، وأحيانًا ربما الأنف. وفي غالب الأحيان، يثير قيء الطفل مخاوف الأم حول الكيفية الصحيحة للتعامل مع هذا الأمر، وما هو السبب وراء ذلك؟
ومن المهم أن تظل الأم هادئة، لأن القيء مخيف للأطفال الصغار والوالدين بالفعل، كما أنه مرهق للأطفال من جميع الأعمار. لذا فإن البقاء مع الطفل بكل اهتمام وهدوء، ودعمه وطمأنته، وتنظيفه ووقايته من الجفاف، هي أولى الخطوات للشفاء السريع.
وعادة لا تدوم عدوى التهاب المعدة والأمعاء لفترة طويلة، ولا تكون مؤذية أكثر بحد ذاتها، ولكن الأطفال (خاصةً الرضع) المرضى الذين لا يستطيعون تناول ما يكفي من السوائل ويعانون في نفس الوقت من القيء والإسهال، قد يصابون بالجفاف Dehydration نتيجة فقدان أجسامهم للعناصر الغذائية والمياه، ما يؤدي إلى مزيد من المرض. وحينئذ يكون إعطاء الأطفال السوائل المناسبة في الوقت المناسب عبر الفم Oral Rehydration، هو أفضل طريقة للمساعدة في منع الجفاف أو لعلاج فقدان السوائل الخفيف.

- أعراض الجفاف
وعلامات وأعراض الجفاف تشمل:
- عدم التبول لمدة ثماني ساعات (أو أقل من أربع حفاضات مبللة يوميًا للطفل أو أكثر من 4 - 6٦ ساعات بدون حفاضات مبللة عند الأطفال دون سن 6 أشهر).
- بكاء بدون دموع.
- جفاف والتصاق في الفم وتشقق الشفتين.
- الجلد الجاف أو المتجعد خاصةً على البطن والذراعين والساقين.
- ارتباك ذهني.
- النعاس المفرط وقلة النشاط.
- التنفس العميق والسريع.
- تسارع النبض.
- البول الداكن اللون.
- تشنجات العضلات.
- العيون الغارقة.
- الإحساس بالبرد في الذراعين والساقين.
وللتغلب على الجفاف استخدمي الماء. وبعد استشارة الطبيب، يمكن للأم إعطاء الطفل أحد أنواع المحاليل الطبية المتوفرة في الصيدلية، والتي تحوي عدداً من الأملاح. وذلك لتعويض كل من السوائل والأملاح المهمة التي فقدها الجسم مع القيء والإسهال.
وأعط طفلك كميات «صغيرة» من هذه السوائل بشكل «متكرر»، لأن الإفراط في تناول السوائل بسرعة كبيرة يؤدي إلى اضطراب المعدة المتهيجة بالأصل لدى الطفل، وهو ما قد يتسبب في القيء مرة أخرى. وتحديداً، للأطفال من سن 1 إلى 6 سنوات، ابدئي بملعقة كبيرة من سائل الأملاح الطبية (حوالي 15 مليلترا) كل 10 دقائق (ما يعادل رشفة جرعة واحدة). والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، بإمكانهم شرب أونصة (حوالي 30 مليلترا) كل عشر دقائق. وضاعفي هذه الكمية عندما يمضي الطفل مدة أربع ساعات دون أن يتقيأ. وإذا استمر القيء، توقفي عن إعطائه أي سوائل لمدة ساعة، وابدئي مرة أخرى بكميات أقل.
وبعد البقاء مع الطفل وتهدئته وإعطائه السوائل والأملاح، فإن الخطوة التالية للأم في العناية بالطفل عند نوبة القيء، هي تغيير نظامه الغذائي. وذلك بالتوقف عن تقديم جميع الأطعمة الصلبة له لمدة ثماني ساعات على الأقل. وإذا كان عمره أكبر من عام، ولم يكن يعاني من الجفاف، فقدمي له سوائل صافية مثل المرق أو مشروبات صودا الليمون الخالية من الكافيين. وتجنبي تقديم السوائل الباردة أو فائقة الحلاوة، لأنها تحفز المزيد من تقلصات المعدة والقيء، ما يجعل الطفل غير مرتاح وأكثر تعاسة. ولا تعطي طفلك عصير الفاكهة أو الحليب.
وبمجرد أن يمضي طفلك ثماني ساعات دون أن يتقيأ، يمكنك العودة لتقديم الأطعمة الصلبة اللطيفة، مثل البسكويت والخبز المحمص ومرق الحساء مع المعكرونة والأرز والبطاطس المهروسة. ثم استأنفي تقديم نظامه الغذائي العادي تدريجياً، بدءًا من مرور 24 ساعة بعد انتهاء التقيؤ. وعادةً ما يختفي القيء المصاحب لفيروس المعدة في غضون 24 ساعة. وتذكري: لا تستعجلي على تقديم الأطعمة الصلبة خلال تعافى طفلك، فمعدته ستخبره عندما يحين وقت تناولها.
وبالنسبة لاستخدام أدوية تساعد على وقف التقيؤ، فلا توجد أدوية فعالة للتقيؤ الناجم عن فيروس المعدة، بل إن التقيؤ قد يكون شيئًا جيدًا. لأن هذا النوع من القيء يزيل المواد المصابة بالعدوى، لا ينبغي كبته. كما يمكن أن تكون الأدوية المضادة للقيء ضارة عندما تبطئ عمل الأمعاء وتخفي الأعراض. ولذا لا تقدمي مطلقاً لطفلك أدوية الغثيان والقيء دون استشارة طبيبك أولاً.
وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة واحدة، يمكن تقديم شاي لطيف على الجهاز الهضمي للطفل، مثل البابونغ والنعناع.

- الأطفال الرضع
وللأطفال الذين يتغذون برضاعة الحليب، تتبع الأم الخطوات التالية:
- قدمي كميات صغيرة ولكن متكررة، بحجم حوالي ملعقتين صغيرتين (كل ملعقة 6 مليلترات) من محلول الأملاح الفموي غير المنكه، كل 15 دقيقة بملعقة أو حقنة فموية. واستشيري طبيبك حول نوع المحلول الأفضل.
- قد لا يحب الطفل الذي يزيد عمره عن 6 أشهر طعم محلول الأملاح الفموي العادي، وحينها يمكنك شراء المحاليل المنكهة. أو فقط للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر يمكنك إضافة نصف ملعقة صغيرة (حوالي ٣ مليلترات) من العصير إلى كل وجبة من محلول الأملاح الفموي غير المنكه.
- إذا كان طفلك يستطيع الاحتفاظ بمحلول الأملاح في معدته لأكثر من ساعتين دون التقيؤ، يمكنك زيادة الكمية التي تعطيها له ببطء. وعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك الصغير يشرب عادة 4 أونصات (حوالي 120 مليلترًا) لكل وجبة، فاعملي ببطء على إعطاء هذه الكمية من محلول الأملاح عن طريق الفم مع مرور ساعات اليوم.
- في بعض الأحيان، يحاول الأطفال المصابون بالعطش الشديد شرب الكثير من السوائل بسرعة، لكن لا يمكنهم تحملها. ولذا لا تعطي محلولاً أكثر مما يشربه طفلك عادة، لأن ذلك من المحتمل أن يسبب المزيد من القيء.
- بعد أن يمضي طفلك أكثر من 8 ساعات دون أن يتقيأ، أعيدي تقديم الحليب له ببطء. ابدئي بوجبات صغيرة ومتكررة من نصف أونصة إلى 1 أونصة، (أو حوالي 15 - 30 مليلترا). اعملي ببطء على عودة روتين التغذية العادي. وإذا كان طفلك يأكل بالفعل أطعمة صلبة، فلا بأس من بدء إطعامه بكميات صغيرة منها مرة أخرى. إذا لم يتقيأ طفلك لمدة 24ساعة، يمكنك العودة إلى روتين التغذية المعتاد.

- أسباب متعددة للقيء عند الأطفال
إضافة إلى العدوى الفيروسية للاتهاب المعدة والأمعاء في الجهاز الهضمي، فإن من الأسباب الشائعة الأخرى للقيء:
> التهابات الجهاز التنفسي: ويمكن أن تؤدي أيضًا إلى القيء، خاصةً عندما يبتلع الطفل الكثير من البلغم. لأن المخاط الزائد في المعدة يمكن أن يؤدي إلى تهيجها لديهم، ويسبب لهم التقيؤ. ويمكن أن يؤدي السعال إلى القيء أيضًا، كرد فعل مصمم بالفعل لتقليل السعال.
> المواد الضارة، كالتي في بعض النباتات أو الأعشاب غير المناسبة للأطفال، أو الأدوية.
> الإفراط في تناول الطعام.
> دوار الحركة الذي ينشأ عند السفر في سيارة أو قارب أو طائرة ويثير الشعور بالغثيان. وأفضل طريقة لتفادي القيء آنذاك هو تناول الطفل وجبة خفيفة قبل المغادرة، والحرص على استنشاقه الهواء النقي، وتركيزه على النظر في الأشياء البعيدة أثناء السفر.
> حساسية الطعام: ويمكن لبعض أنواع الحساسية الغذائية أن تسبب الإسهال والقيء العارض.
> التهاب الزائدة الدودية: وقد تبدو الأعراض في هذه الحالة غير قابلة للتمييز عن فيروس المعدة، لكن المرض يمكن أن يكون أكثر خطورة. لذا تجدر ملاحظة هذا النمط في تسلسل الأعراض: يبدأ ألم البطن عادة حول سرة البطن، وينتقل إلى الجانب الأيمن السفلي من البطن. وقد يرافقه ارتفاع في الحرارة أو القيء.
> التهابات المسالك البولية: وإذا كان الطفل يعاني من القيء مع التبول المتكرر المؤلم وألم في أسفل البطن، فقد يكون مصابًا بعدوى في المسالك البولية. ما يتطلب مراجعة الطبيب.
> صداع الرأس: عندما يصاحب القيء شكوى الطفل من ألم الرأس، قد يكون السبب حينها إما عدوى فيروسية عامة، أو الصداع النصفي، أو التهاب السحايا حول الدماغ. ومن العلامات الأخرى لالتهاب السحايا: تيبس الرقبة، والحمى، والخمول، والطفح الجلدي الأرجواني أو الأحمر. وهنا تجدر مراجعة الطبيب دون تأخير.

- متى يجب الاتصال بطبيب الأطفال؟
الأسباب التالية تتطلب استشارة الطبيب، وهي:
> الجفاف هو أكثر مضاعفات القيء شيوعًا. وإذا ظهرت على طفلك أي علامات للجفاف (التي تقدم ذكرها في المقال)، فاتصلي بطبيبك.
> قيء الطفل الذي عمره أقل من شهرين.
> القيء الشديد أو المقذوف عند الرضيع، وخاصةً الطفل الذي يقل عمره عن 3 أشهر.
> استمرار التقيؤ بعد تناول طفلك لمحلول الأملاح الفموي لمدة 24 ساعة تقريبًا.
> عودة القيء من جديد بمجرد محاولة استئناف النظام الغذائي الطبيعي لطفلك.
> القيء المصحوب بحمى ارتفاع الحرارة فوق 38 درجة مئوية.
> إذا رأت الأم دمًا أو سائل الصفراء في قيء الطفل. وعادة، يحتوي القيء على أشياء تم تناولها مؤخرًا أو شربها. وبمجرد إفراغ المعدة من الطعام، فإن مع تكرار القيء تخرج إفرازات المعدة السائلة ذات اللون الأصفر الشبيه بلون الزبدة. ويعد وجود الدم، سواء كان أحمر فاتحًا أو غامقًا مثل القهوة، في القيء علامة تتطلب الاهتمام دون تأخير. وكذلك خروج قيء يشير إلى وجود إفراز العصارة الصفراوية. وهو إفراز أخضر، قد يكون نتيجة وجود سدد معوي ويتطلب مراجعة الطبيب.
> من الطبيعي أن يشعر معظم الأطفال الذين يعانون من القيء، من بعض آلام المعدة. ولكن إذا بدا أن ألم الطفل شديد، أو استمر لأكثر من أربع ساعات، أو كان في أسفل البطن الأيمن، فيجدر التواصل مع الطبيب دون تأخير.
> تورم أو احمرار أو ألم في كيس الصفن عند الصبي.
> ألم مع التبول، دم في البول، أو آلام الظهر.
> صداع أو تصلب الرقبة.
> القيء الذي يبدأ بعد إصابة في الرأس.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

يوميات الشرق كم حملناها وأطلنا ولم ننتبه (غيتي)

احذروا حَمْل الإيصالات الورقية لـ10 ثوانٍ!

حذَّر باحثون صحيون من مادة كيميائية تُستخدم في الإيصالات الورقية، وهي مادة مثبطة للغدد الصماء، مؤكدين أنَّ الجلد يمتصّها بسرعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التنكس البقعي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم (رويترز)

حقن الذهب في العين قد يكون مستقبل الحفاظ على البصر... ما القصة؟

قد يبدو غبار الذهب في العين علاجاً غير مألوف، لكن دراسة جديدة أُجريت على الفئران في الولايات المتحدة تُظهر أن هذا النهج قد يُعالج التنكس البقعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك ما أفضل طرق الصيام؟ (بابليك دومين)

الصيام المتقطع لإنقاص الوزن... ما أفضل الطرق وكيف تختار ما يناسبك؟

يحظى الصيام بتأييد المشاهير والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي واختصاصيي التغذية، ولا يزال يكتسب شعبيةً واسعةً كنظام غذائي صحيّ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الدراسة كشفت عن صلة مُقلقة بين استهلاك الدجاج ومعدل الوفيات الإجمالي وسرطان الجهاز الهضمي (أ.ب)

دراسة تحذر: تناول هذه الكمية من الدجاج أسبوعيا يزيد خطر الوفاة بـ27%

لطالما أُشيد بالدجاج كبديل صحي للحوم الحمراء والمصنعة، التي رُبطت بمرض السكري وأمراض القلب والعديد من أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك متسابقون يركضون أثناء تنافسهم في ماراثون بوسطن بالولايات المتحدة (أ.ف.ب)

خاصة بمنتصف العمر... لماذا يُعد الجري أسوأ طريقة لإنقاص الوزن؟

تتكرر القصة كل عام جديد؛ حيث يُطلق لقب «عدّاءو يناير» على من يقررون ممارسة الجري في الأسبوع الأول من يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ضمادة ذكية تُسرِّع التئام الجروح المُزمنة

الضمادة الذكية ترصد التهابات الجروح المزمنة بشكل فوري (معهد كاليفورنيا للتقنية)
الضمادة الذكية ترصد التهابات الجروح المزمنة بشكل فوري (معهد كاليفورنيا للتقنية)
TT
20

ضمادة ذكية تُسرِّع التئام الجروح المُزمنة

الضمادة الذكية ترصد التهابات الجروح المزمنة بشكل فوري (معهد كاليفورنيا للتقنية)
الضمادة الذكية ترصد التهابات الجروح المزمنة بشكل فوري (معهد كاليفورنيا للتقنية)

طوّر باحثون من معهد كاليفورنيا للتقنية في الولايات المتحدة ضمادات ذكية تتيح مراقبة الجروح المُزمنة لدى البشر بشكل لحظي، خصوصاً جروح مرضى السكري، وتُسهم في تسريع عملية التئامها.

وأوضحوا أنّ الضمادات تعمل من خلال إزالة الرطوبة الزائدة من الجروح، وتحليل مؤشرات الالتهاب والعدوى بشكل فوري؛ وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Science Translational Medicine».

وتُعدّ الجروح المُزمنة من أبرز التحدّيات التي تواجه المرضى والأطباء، خصوصاً لدى المصابين بمرض السكري، إذ على عكس الجروح العادية التي تلتئم خلال فترة قصيرة، تظلّ الجروح المزمنة مفتوحة لفترات طويلة من دون شفاء؛ مما يزيد خطر الإصابة بالعدوى أو المضاعفات. وتُعرف جروح مرضى السكري تحديداً ببطئها الشديد في الالتئام نتيجة ضعف الدورة الدموية وتلف الأعصاب الناتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم؛ الأمر الذي يجعل المراقبة الدقيقة لهذه الجروح والتدخّل المبكر أمراً بالغ الأهمية لتفادي التدهور أو بتر الأطراف في الحالات المتقدّمة.

واختبر الباحثون الضمادة التي تُعرف باسم «iCares»، على 20 مريضاً يعانون جروحاً مُزمنة غير قابلة للشفاء بسبب حالات مثل السكري أو ضعف الدورة الدموية. كما شملت الدراسة مرضى في فترات ما قبل العمليات الجراحية وما بعدها.

وتتضمّن الضمادة 3 مكوّنات متناهية الصغر تتحكّم في تدفّق السوائل، إذ تعمل على إزالة الرطوبة الزائدة من الجرح، وتحليل السوائل الناتجة عن الاستجابة الالتهابية في الجسم؛ مما يضمن دقة التحاليل.

كما طوّر الفريق خوارزمية ذكاء اصطناعي قادرة على تصنيف حالات الجروح والتنبؤ بزمن الشفاء بدقة تضاهي تقويمات الأطباء المتخصّصين.

وتتكوّن الضمادة من شريط بوليمري مرِن متوافق حيوياً، يمكن تصنيعه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وبتكلفة منخفضة. وتحتوي على مستشعرات دقيقة ذات استخدام واحد، بالإضافة إلى لوحة إلكترونية تعالج البيانات وتُرسلها لاسلكياً إلى واجهة مستخدم مثل الهاتف الذكي.

واستطاعت الضمادة جمع السوائل الخارجة من الجروح بشكل مستمر عبر نظام ذكي يمتصّ السائل من سطح الجرح وينقله إلى مستشعرات دقيقة تُحلّل السوائل الحديثة فقط؛ مما يضمن رصداً دقيقاً للتغيّرات البيوكيميائية.

كما تمكّنت من اكتشاف علامات مبكرة على وجود التهاب أو عدوى في موقع الجرح، من خلال قياس جزيئات مثل أكسيد النيتريك، وهو مؤشّر على الالتهاب، وبيروكسيد الهيدروجين، الذي يدلّ على وجود عدوى بكتيرية.

وأثبتت الضمادة قدرتها على رصد هذه المؤشرات الحيوية قبل ظهور الأعراض الإكلينيكية بيوم إلى 3 أيام، وفق النتائج.

وأكد الباحثون أنّ القدرة على كشف العدوى قبل ظهور الأعراض السريرية يمنح الأطباء وقتاً ثميناً للتدخّل العلاجي المبكر، مما يقلّل خطر تفاقم الحالة، ويحدّ من الحاجة إلى تدخّلات جراحية أو الاستخدام المُفرط للمضادات الحيوية.

وأضافوا أنّ هذا الابتكار يُعدّ وسيلة غير جراحية ومستمرّة لمراقبة الجروح؛ مما يحدّ من الحاجة إلى الزيارات المتكرّرة للمستشفيات أو استخدام الضمادات التقليدية المُكلفة وغير الفعّالة في المراقبة الدقيقة.