منطق المحبة والدعم أنجح من عقاب الأطفال باللوم والتوبيخ

منطق المحبة والدعم أنجح من عقاب الأطفال باللوم والتوبيخ
TT

منطق المحبة والدعم أنجح من عقاب الأطفال باللوم والتوبيخ

منطق المحبة والدعم أنجح من عقاب الأطفال باللوم والتوبيخ

رغم النصائح المستمرة للآباء بالتعامل اللفظي المنطقي (verbal reasoning) فقط مع الأطفال، والحرص على البعد عن استخدام العنف، سواء الجسدي بالضرب أو الصراخ في وجه الطفل، أو انتهاره بحدة شديدة، إلا أن أحدث الدراسات النفسية التي نشرت بخصوص التعامل مع الأطفال الذين يسيئون التصرف أشارت إلى احتمالية ألا يكون استخدام المنطق الهادئ مفيداً دائماً مع الأطفال، خصوصاً معتادي سوء التصرف. بطبيعة الحال لم تنصح الدراسة بالضرب، لكنها نصحت باتخاذ مواقف حازمة مع الأطفال الذين لا يستجيبون للمنطق... من خلال تقنيات معينة.

- طريقة التعامل
الدراسة التي أجراها علماء أميركيون من جامعة ميتشغان، ونشرت في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الحالي في «المجلة الدولية للتنمية السلوكية» (the International Journal of Behavioral Developmen)، أوضحت أن الكلام المنطقي، في حد ذاته، ربما لا يكون كافياً لردع الطفل عن عمل معين. ولكن يجب أن يتم الوضع في الحسبان السياق العام والطريقة التي يتم بها عرض الكلام والعاطفة المصاحبة له.
وكلما كانت الطريقة تحمل اللوم والغضب والتوبيخ كلما كان تأثيرها الإيجابي أقل. والعكس صحيح، فكلما كانت بطريقة محبة وداعمة كلما كانت ناجحة. وعلى سبيل المثال، فإن الحديث للطفل بشكل غاضب عن خطورة ملامسة الأسلاك الكهربائية ربما يدفعه لتجربة ذلك لاحقاً، ولكن التحكم في مشاعر الغضب وإظهار أن السبب في المنع هو حرص الآباء على الطفل يكون أكثر نفعاً.
وأشار العلماء إلى أن هناك عدة نظريات في التعامل مع الأطفال لحثهم على التصرف بشكل لائق. ومنها (النموذج) بمعنى أن يقوم الآباء بتنفيذ الأمور التي يطلبون تنفيذها من أطفالهم، وبذلك يشعر الأطفال أنها طبيعية وغير مقيدة لهم، وعلى سبيل المثال فإن الآباء الذين يلتزمون بحمية غذائية صحية مثل النباتيين لا يكونون مضطرين لنصح الأبناء بالابتعاد عن تناول الأطعمة الضارة بالصحة. ولكن التزام الأطفال يكون نوعاً من رد الفعل الطبيعي لالتزام الآباء في المقام الأول. وهناك علماء يرون أن «وضع قوانين» معينة تكون أشبه بالإطار الحاكم لسلوك الأطفال هو مثال ناجح للتعامل مع الأطفال مع فتح قنوات الحوار بشكل دائم معهم في حالة اعتراضهم على أمر معين.
وقام الفريق البحثي بتحليل طرق العقاب المختلفة التي يلجأ إليها الآباء حول العالم في 62 دولة بناء على بيانات من الأمم المتحدة شملت 216 ألف أسرة من هذه الدول. وأوضحت البيانات أن الضرب ليس وسيلة فعالة في العقاب، بل على النقيض يجعل من الطفل أكثر عدوانية تجاه الأقران. وبالنسبة للحوار المنطقي كان هناك رد فعل سلبي من بعض الأطفال، وهو الاستهانة بالعقاب والتمادي في العدوانية، وكان ذلك في الأوقات التي تميز فيها الحوار بلغة حادة أو بنبرة صوت قاسية أو عنيفة أو استخدام مفردات تدل على اللوم.
أما رد الفعل الإيجابي لدى الطفل فكان عند التعامل بلغة الحوار في الأوقات التي تميزت فيها اللهجة بالحنو والحرص، وعدم إلقاء اللوم على الطفل. وهذه الكيفية جعلت الأطفال أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين.
ووجدت الدراسة أن طريقة الحرمان من أشياء معينة ربما لا تكون ذات نفع كبير مع الأطفال، ويمكن أن تزيد العدوانية. المعروف أن بعض أطباء النفس يرون أن الحرمان من ميزات معينة يتمتع بها الطفل يمكن أن تكون وسيلة جيدة للحد من السلوك السيئ. ورغم وجود جدل حول هذه الطريقة إلا أن جميع العلماء يتفقون أن الحرمان من الأشياء يجب ألا يشمل الاحتياجات الأساسية مثل بعض أنواع المأكولات المفضلة أو الدراسة أو الملابس، ولكن يجب أن تكون في الأمور غير الأساسية. ويجب على الآباء أن يظهروا دائماً الحب والدعم غير المشروط حتى أثناء العقاب، وأن الحل الأمثل يكون في فتح حوار مع الأطفال بدلاً من أمرهم بفعل شيء معين، والإصغاء لآرائهم وعدم التسفيه منها ومناقشتها.
أوضحت الدراسة أن الآباء يمكن أن يلجأوا إلى الطريقتين معاً (الحوار والعقاب). وعلى سبيل المثال في حالة الإخوة دائمي الشجار يجب أن تجتمع الأسرة ككل، ويتم مناقشة أسباب الخلاف بين الإخوة والتنبيه على المنع التام للعنف الجسدي بين الأخوة (الضرب). وفي حالة حدوث الشجار يتم توقيع العقوبات المتدرجة على الطفل، ويجب أن تكون اللغة مناسبة لعمر الطفل، وتتميز بالحنو والحزم في الوقت نفسه.
ويجب ألا يضعف الآباء أمام غضب الأطفال. وعلى سبيل المثال يمكن الحرمان من اللعب بقية اليوم في حالة القيام بالاعتداء، لكن في حالة تراجع الأم بعد بضع دقائق، فإن الطفل سوف يقوم بتكرار الفعل.
ويجب على الآباء الإشادة بالأفعال الجيدة والتركيز عليها (مهما كان الفعل بسيطاً)، ومكافأتها حتى يدرك الأطفال الفرق بين عواقب التصرف الجيد والتصرف السيئ، وأيضاً يمكن للآباء أن يتجاهلوا التصرفات السيئة إذا لم تكن تسبب الضرر. ومن خلال تجاهل تلك الأفعال والتغاضي عنها يمكن للأطفال أن يعدلوا من سلوكهم. وعلى سبيل المثال، فإن الطفل الذي يقوم بتحطيم الألعاب الخاصة به مع الوقت لا يجد ألعاباً يمكنه اللعب بها، ويدرك أن الأفعال السيئة تترتب عليها نتائج سيئة، ومن ثم يتجنبها في المستقبل.
وبطبيعة الحال تختلف ردود الأفعال تبعاً لعمر الطفل، ومدى تكرار التصرفات السيئة، وحالته النفسية والصحية.
- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

لعمر أطول وشيخوخة صحية... 9 مكملات تُحدث الفرق

صحتك 9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية (بيكسلز)

لعمر أطول وشيخوخة صحية... 9 مكملات تُحدث الفرق

في عصر تنتشر فيه المكملات الغذائية على رفوف المتاجر وتملأ الإعلانات الرقمية، يبحث كثيرون عن طرق سهلة لدعم الصحة وإبطاء آثار الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يعد العدس والفاصوليا أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات (رويترز)

العدس أم الفاصوليا... أيهما يوفر المزيد من البروتين والألياف؟

يعد العدس والفاصوليا من الأطعمة «الخارقة» ذات الأسعار المعقولة، فهي أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات المعقدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك التوت الأزرق يحصل على لونه من الأنثوسيانين (بكسلز)

الرمان والتوت الأزرق... أيهما أعلى بمضادات الأكسدة ويمنحك أقوى حماية للقلب؟

إذا كنت تبحث عن فواكه صحية للقلب وغنية بمضادات الأكسدة، فإن الرمان والتوت الأزرق يحتلان صدارة قائمة «الفواكه الخارقة».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج سيُسهم الدعم في توفير مضخات الإنسولين الحديثة بصفتها أحد الحلول العلاجية المتقدمة (صندوق الوقف الصحي)

حرم ولي العهد السعودي تدعم صندوق «أطفال السكري» بـ10 ملايين ريال

قدّمت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، تبرعاً سخياً بمبلغ 10 ملايين ريال إلى صندوق دعم الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الأول.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك لقاح أمومي مُبتكر يمنح المواليد حماية تمتدّ لأشهر (فايزر)

تحصين الأمهات... درع وقائية تحمي حديثي الولادة من أخطر عدوى

تحصين الأمهات خلال الحمل يُمثّل خطّ الدفاع الأول لحماية حديثي الولادة من الأمراض المُعدية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

لعمر أطول وشيخوخة صحية... 9 مكملات تُحدث الفرق

9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية (بيكسلز)
9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية (بيكسلز)
TT

لعمر أطول وشيخوخة صحية... 9 مكملات تُحدث الفرق

9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية (بيكسلز)
9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية (بيكسلز)

في عصر تنتشر فيه المكملات الغذائية على رفوف المتاجر وتملأ الإعلانات الرقمية، يبحث كثيرون عن طرق سهلة لدعم الصحة وإبطاء آثار الشيخوخة.

ورغم أن هذه المنتجات لا تَعِد بإكسير للحياة، فإن بعض المكملات المدعومة بالعلم قد تُحدث فرقاً حقيقياً في مستويات الطاقة، وصحة القلب والدماغ، وتقوية المناعة والعظام.

وفي تقريرٍ نشرته مجلة «هيلث»، أبرز 9 مكملات يوصي بها الخبراء لتعزيز الشيخوخة الصحية وتقليل مخاطر الأمراض مع التقدم في العمر، مع تأكيد أن نمط الحياة يبقى دائماً حجر الأساس.

1. أوميغا-3 (زيت السمك)

تشير دراسات استكشافية إلى أن أوميغا-3 الموجود في كبسولات زيت السمك قد يرتبط بتحسين الذاكرة، وربما يسهم في إبطاء الشيخوخة البيولوجية عند دمجه مع فيتامين «دي» والتمارين الرياضية.

ويقول جون رينكر، طبيب الباطنة في «OSF HealthCare»، إن أحماض أوميغا-3 «تقلل الالتهابات المزمنة وتدعم صحة القلب والدماغ، وبالتالي الشيخوخة الصحية».

وتشير أبحاث أخرى إلى أن كبسولات زيت السمك قد تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، لكن النتائج لا تزال متباينة.

من يجب أن يتناولها؟

معظم الأشخاص فوق سن الأربعين يمكنهم تناول 1-2 غرام من زيت السمك يومياً، مع تجنب الجرعات العالية لمن يتناولون مميعات الدم.

2. فيتامين «دي 3 كاي 2»

غالباً ما يُجمع الفيتامينان «دي 3» و«كاي 2» في مكمل واحد؛ لأنهما يعملان معاً بشكل وثيق، وهما «أساسيان لتوازن المناعة وصحة العظام وقوة الأوعية الدموية».

فيتامين «دي 3» ضروري لامتصاص الكالسيوم وتقوية العظام والعضلات، إضافة إلى دعم المناعة وصحة الجلد.

فيتامين «كاي 2» يساعد في تصنيع بروتينات التجلط وبناء العظام، وقد يمنع ترسب المعادن في الشرايين.

من يجب أن يتناوله؟

مفيد خصوصاً لمن تجاوزوا الخمسين. لكن يجب الحذر عند تناول أدوية مثل الوارفارين، أو لدى مرضى الكلى.

3. فيتامينات بي (B-Complex)

تضم مجموعة فيتامينات «بي» ثمانية أنواع أساسية تلعب دوراً حيوياً في:

الاستقلاب

إنتاج الحمض النووي

دعم المناعة

حماية الأعصاب وتعزيز الطاقة

نقص فيتامينات بي لدى كبار السن يرتبط بأمراض القلب والجلطات واضطرابات الإدراك والاكتئاب، والمزيد.

وقد يشير بعض الباحثين إلى أن فيتامين «بي 12» يرتبط بآليات الشيخوخة الخلوية، لكن الأدلة لا تزال مبكرة.

من يجب أن يتناولها؟

من يثبت فحص الدم أنهم يعانون نقصاً. الجرعة عادة: حبة واحدة يومياً من مكمل فيتامينات «بي».

4. المغنسيوم

إلى جانب دوره في تحسين النوم وتقليل التوتر، يلعب المغنسيوم دوراً مهماً في الشيخوخة الصحية.

يرتبط نقصه بارتفاع الالتهابات وتغيرات خلوية تزيد خطر أمراض القلب والسرطان وألزهايمر.

كما يمكن أن يؤثر على النوم، وهو عامل أساسي لطول العمر.

من يجب أن يتناوله؟

معظم البالغين يستفيدون منه، خصوصاً من يثبت لديهم نقص عبر فحص الدم. هناك أنواع مختلفة يحدد الطبيب الأنسب منها.

5. الإنزيم المساعد (كيو10) (CoQ10)

يُعد الإنزيم المساعد «كيو 10» مضاداً قوياً للأكسدة يدعم وظيفة الميتوكوندريا، وهي مركز توليد الطاقة في الخلايا.

وتعتمد عليه أعضاء عالية الاستهلاك للطاقة مثل الدماغ والقلب والعضلات.

مع التقدم بالعمر، تنخفض مستوياته طبيعياً. وتشير الدراسات إلى أن مكملاته قد تساعد في:

تقليل الالتهابات

دعم صحة القلب

حماية الخلايا من الأكسدة

من يجب أن يتناوله؟

يجب الحذر لدى من يتناولون أدوية لضغط الدم أو السكري؛ لأن «كيو 10» قد يُخفضهما.

6. الألياف الغذائية

تدعم الألياف صحة الأمعاء، وتقلل الالتهابات المزمنة.

كما ترتبط بانخفاض الوفيات عموماً، وانخفاض وفيات أمراض القلب والسرطان.

من يجب أن يتناولها؟

معظم الناس حول العالم لا يحصلون على كمية كافية. مكملات مثل السيلليوم (Metamucil) أو ديكسترين القمح (Benefiber) يمكن أن تساعد.

7. الكالسيوم

تَضعف العظام مع التقدم في العمر، مما يزيد خطر هشاشة العظام والكسور.

وقد يساعد الكالسيوم في تحسين قوة العظام وكثافتها.

من يجب أن يتناوله؟

من لا يحصلون على الكمية الكافية من الغذاء. لكن يجب الحذر من الإفراط فيه لأنه قد يكون خطيراً، لذلك يجب قياس مستوى الكالسيوم أولاً.

8. الكرياتين

رغم شهرته بين لاعبي كمال الأجسام، فإن الكرياتين قد يساعد كبار السن في:

الحفاظ على الكتلة العضلية

تقليل فقدان العضلات (الساركوبينيا)

دعم صحة المفاصل وتقليل الالتهابات

وتشير دراسات محدودة إلى إمكانية تحسين الذاكرة لدى كبار السن.

من يجب أن يتناوله؟

جيد للأشخاص النشطين بدنياً. يجب تجنبه أو استخدامه بحذر لدى مرضى الكلى.

9. الكركمين (الكركم)

الكركمين، المركب النشط في الكركم، يخفف الالتهابات، وقد يدعم طول العمر.

وتشير الدراسات إلى أنه قد يساعد في الوقاية من:

الأمراض العصبية

تدهور القدرات الإدراكية

فقدان العضلات (الساركوبينيا)

كما قد يخفف ألم الركبة الناتج عن التهاب المفاصل.

من يجب أن يتناوله؟

مفيد لمن يعانون التهابات، لكن يجب الحذر عند وجود حصى المرارة أو حساسية في الجهاز الهضمي.

نصائح مهمة للشيخوخة الصحية

لا يمكن للمكملات الغذائية أن تحل محل نمط الحياة الصحي. ولعيشٍ أطول وبصحةٍ أفضل، من المهم:

تناول طعام مُغذٍّ

ممارسة الرياضة بانتظام

إدارة التوتر

الحفاظ على العلاقات الاجتماعية

إجراء الفحوص الطبية الدورية

يقول رينكر: «المكملات إضافة، وليست بديلاً، لأنماط الحياة الصحية. هي أشبه بقطعة الكرز فوق القمة».


العدس أم الفاصوليا... أيهما يوفر المزيد من البروتين والألياف؟

يعد العدس والفاصوليا أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات (رويترز)
يعد العدس والفاصوليا أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات (رويترز)
TT

العدس أم الفاصوليا... أيهما يوفر المزيد من البروتين والألياف؟

يعد العدس والفاصوليا أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات (رويترز)
يعد العدس والفاصوليا أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات (رويترز)

يعد العدس والفاصوليا من الأطعمة «الخارقة» ذات الأسعار المعقولة، فهي أطعمة غنية بالبروتين النباتي والألياف والكربوهيدرات المعقدة، وقد اكتسبت سمعة طيبة في دعم كل شيء من صحة الأمعاء إلى الطاقة المستقرة وحماية القلب، وفق ما ذكره موقع «فيري ويل هيلث» الصحي.

مقارنة غذائية

ولمقارنة عادلة بينهما، يمكن أن نلقي نظرة على نوعين من أكثر أنواع كل منهما شيوعاً: العدس المطبوخ مقابل الفاصوليا السوداء. ويوفر العدس بروتيناً أكثر بقليل، بينما تحتوي الفاصوليا السوداء على نسبة ألياف أعلى بقليل.

ويحتوي كوب واحد مطبوخ من العدس على 138 سعرة حرارية، و18 غراماً من البروتين، و16 غراماً من الألياف، و40 غراماً من الكربوهيدرات، و731 ملليغراماً من البوتاسيوم، و4 ملليغرامات من الصوديوم.

بينما يحتوي كوب واحد مطبوخ من الفاصوليا السوداء على 218 سعرة حرارية، و15 غراماً من البروتين، و17 غراماً من الألياف، و40 غراماً من الكربوهيدرات، و739 ملليغراماً من البوتاسيوم، و331 ملليغراماً من الصوديوم.

وللوهلة الأولى، يبدو النوعان متشابهين إلى حد كبير؛ فكلاهما غني بالعناصر الغذائية، وغني بالبروتين والألياف النباتية. ولكن عند التعمق أكثر، تظهر بعض الاختلافات الطفيفة.

وتقول فاندانا شيث، اختصاصية التغذية المعتمدة: «يُعد كل من العدس والفاصوليا مصدراً غذائياً قوياً يوفر العديد من الفوائد الصحية الإيجابية، كما أنهما متعددا الاستخدامات ومناسبان للميزانية».

وأضافت شيث: «يوفر العدس بروتيناً أكثر بقليل من الفاصوليا. فهو سهل الطهي والهضم، مما يجعله خياراً رائعاً، وخاصةً للبروتين النباتي».

العدس أفضل للقلب والمعدة

وفيما يتعلق بصحة الأمعاء، تقول شيث: «العدس أسهل في الهضم، والفاصوليا توفر أليافاً قابلة للتخمير أكثر». وتعمل هذه الألياف القابلة للتخمير كمضاد حيوي؛ أي أنها تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء لدعم توازن الميكروبيوم.

من ناحية أخرى، يُعد العدس ألطف على الأشخاص الذين يعانون من الغازات بسبب الفاصوليا، مما يجعله خياراً مثالياً لزيادة تناول الألياف.

ويدعم كلٌّ من العدس والفاصوليا صحة القلب والأوعية الدموية بفضل غناهما بالألياف والبوتاسيوم وقلة محتواها من الدهون. لكن شيث تقول: «يتفوق العدس قليلاً على الفاصوليا من حيث فوائده لصحة القلب بفضل الألياف القابلة للذوبان والبوتاسيوم وقلة محتواه من الصوديوم والدهون».

وتخفض الألياف القابلة للذوبان الكولسترول عن طريق الالتصاق به أثناء الهضم وتسهيل إزالته من الجسم. ويساعد البوتاسيوم على استرخاء الأوعية الدموية وإخراج الصوديوم الزائد، مما قد يساعد على خفض ضغط الدم.


الشاي أم الماتشا: أيهما أفضل للطاقة وسكر الدم؟

يحتوي الشاي والماتشا على أنواع وكميات مختلفة من الكافيين (بيكسلز)
يحتوي الشاي والماتشا على أنواع وكميات مختلفة من الكافيين (بيكسلز)
TT

الشاي أم الماتشا: أيهما أفضل للطاقة وسكر الدم؟

يحتوي الشاي والماتشا على أنواع وكميات مختلفة من الكافيين (بيكسلز)
يحتوي الشاي والماتشا على أنواع وكميات مختلفة من الكافيين (بيكسلز)

يُعد كل من الشاي والماتشا خيارين من مشروبات الشاي يقدمان فوائد صحية، بما في ذلك تأثيرات تعزيز الطاقة ومضادات الأكسدة. والمقارنة بينهما يمكن أن تساعدك في تحديد أيهما قد يكون مناسباً لتحقيق أهدافك الصحية.

مقارنة بين الشاي والماتشا

يمكن لكل من الشاي والماتشا دعم طاقتك، وتركيزك، وصحتك العامة. وبينما يتشابه الشاي والماتشا في بعض النواحي، لكنهما يختلفان في جوانب معينة، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

الشاي والماتشا... أيهما أفضل للطاقة؟

يحتوي الشاي والماتشا على أنواع وكميات مختلفة من الكافيين، وتعتمد كمية الكافيين في الشاي على نوع وكمية الشاي الأسود المستخدم. بمجرد إضافة الحليب، غالباً ما يصبح أقل تحفيزاً ويوفر تأثيرات أكثر لطفاً ومهدِّئة.

ويحتوي الماتشا على الكافيين والثيانين، مما يوفر دفعة طاقة تدريجية ومستدامة مع مرور الوقت دون توتر أو انخفاض مفاجئ للكافيين.

قد يكون الماتشا خياراً أفضل للحصول على طاقة أكثر استدامة لإكمال الأنشطة على مدار اليوم، مثل أوقات العمل أو الدراسة. بينما يصبح الشاي الأسود أفضل إذا كنت حساساً للكافيين أو تُفضل دفعة طاقة أخف.

أي الشايين أفضل للتحكم في سكر الدم؟

يعتمد الاختلاف في تأثير الشاي والماتشا على سكر الدم، بشكل كبير، على طريقة التحضير، فالشاي التقليدي المحضَّر بالحليب والسكر يمكن أن يرفع مستويات سكر الدم، اعتماداً على نوع الحليب والسكر المستخدم والمقدار. قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات سكر الدم إذا جرت تحليته بشكل كبير. ويصبح الشاي غير المحلَّى خياراً أكثر توازناً.

وقد تُدعم مضادات الأكسدة الموجودة بالماتشا التحكم في سكر الدم. وتشير الأبحاث إلى أن استهلاك الشاي الأخضر قد يقلل مستويات الجلوكوز الصائم ويُحسّن حساسية الإنسولين. وعلى عكس الشاي، يجري شرب الماتشا، في العادة، دون تحلية، لكن بعض التركيبات قد تحتوي على سكر مضاف.

اعتبارات تحضير الشاي والماتشا

تُعد طريقة تحضير الشاي والماتشا العامل الأساسي الذي يجب مراعاته لتحديد أيّهما أفضل. يجب الانتباه للمكونات الإضافية وتجنب إضافة السكر والمُحلِّيات لتعزيز الفوائد العامة.

وعند اختيار الشاي الأسود ابحث عن الخلطات التي تستخدم التوابل الكاملة وأوراق الشاي الأسود المفكوكة، بدلاً من الخلطات المسحوقة أو الفورية، التي غالباً ما تحتوي على سكر مضاف. أما بالنسبة للماتشا، فاختر المسحوق عالي الجودة المصنوع من الأوراق المزروعة في الظل، والتي تكون أغنى بمضادات الأكسدة وذات مذاقٍ أنعم.

هل يمكن شرب الشاي والماتشا معاً؟

إذا كنت تستمتع بكل من الشاي والماتشا، فيجب بالضرورة ألا تختار أحدهما على حساب الآخر. من الآمن التبديل بين الشاي والماتشا مع تطور احتياجاتك من الطاقة. قد ترغب حتى في مزجهما معاً للاستمتاع بنكهة فريدة.