مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

أعشاب وفيتامينات ومعادن قد تساعد في التحكم في الكوليسترول وضغط الدم والقلق

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة
TT

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

يعد ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والقلق، ثلاث حالات شائعة يتم علاجها غالباً بالأدوية؛ لكن في بعض الأحيان لا يستطيع الناس تحمل هذه الأدوية أو قد يترددون في استخدامها. إذ - حسب الدكتور دونالد ليفي، المدير الطبي لمركز «أوشر» للطب التكاملي في مستشفى «بريجهام» والنساء وأستاذ الطب الإكلينيكي المساعد في كلية الطب بجامعة «هارفارد» - قد تكون المكملات الغذائية خياراً في الحالات المذكورة.
أظهرت الدراسات أن بعض الأعشاب والفيتامينات والمعادن والمواد الأخرى، سواء وحدها أو مع علاجات تقليدية، قد تكون فعالة في علاج هذه الحالات، كما أنها آمنة للاستخدام إلى حد كبير، بشرط موافقة الطبيب.

- ارتفاع الكوليسترول
تعتبر أدوية «الستاتين» من أكثر فئات الأدوية الموصوفة شيوعاً لتقليل ارتفاع الكوليسترول، ولكن هناك بدائل للأشخاص الذين لا يستطيعون تناولها، وهي كما يلي:
- فيتامين «دي 3»: إذا كنت لا تستطيع تحمل عقار «ستاتين» وكان لديك نقص في فيتامين دي (الذي يعرفه الدكتور ليفي بأنه في مستوى دم أقل من 32 نانوغراماً لكل ملليلتر)، فإن مكمل فيتامين «دي 3» Vitamin D3 يمكن أن يساعد، بحسب الدكتور ليفي، مضيفاً: «إنه أمر مثير للاهتمام؛ لأنه بعد تناول المكملات يستطيع بعض الأشخاص بعد ذلك تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول؛ رغم أنهم لم يكن باستطاعتهم فعل ذلك في الماضي».
- مواد فيتوستيرول (الستيرول النباتي): اشتُقت مواد فيتوستيرول Phytosterols (وتسمى أيضاً نبات ستانول stanols أو ستيرول sterol) من أغشية الخلايا في النباتات، ويمكن تناولها في شكل أقراص. وهي توجد أيضاً بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل المكسرات والفاصوليا والفواكه والخضراوات. تشير الدراسات إلى أن مكملات «فيتوستيرول» يمكن أن تخفض الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 14 في المائة لدى الأشخاص الذين يتناولون 2000 إلى 3000 ملليغرام يومياً، بحسب الدكتور ليفي. وعند اختيار منتج منها ابحث عن ختم الجودة، وابحث أيضاً عن منتج يحتوي على «إسترات فيتوستيرول» phytosterol esters.
- أرز الخميرة الحمراء: مكملات أرز الخميرة الحمراء Red yeast rice مصنوعة من نوع من الخميرة التي تنمو على الأرز الأبيض. يستخدم أرز الخميرة الحمراء منذ فترة طويلة في الطب الصيني، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون ما بين 2400 إلى 3600 ملليغرام يومياً لمدة ستة أشهر كانوا قادرين على تقليل نسبة الكوليسترول الضار بنسبة 20 – 25 في المائة. وكشفت دراسة نشرت عام 2008 في «المجلة الأميركية لأمراض القلب» أن أرز الخميرة الحمراء فعال أيضاً في تقليل الوفيات والنوبات القلبية المتكررة، فيما يقرب من 5000 شخص تناولوا المكملات بعد الإصابة بنوبة قلبية.
وينصح الدكتور ليفي بالبحث عن منتج عالي الجودة؛ لأن أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يحتوي على مادة ملوثة خطيرة وهي «سيترينين» citrinin، وهي مادة سامة تنتجها الفطريات التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي وتلف الكلى ومشكلات في جهاز المناعة.

- سلامة المكملات
هل تشعر بالقلق بشأن سلامة المكملات؟ إليك ما يجب أن تفكر فيه:
رغم أن بعض المكملات قد تكون مفيدة (أو على الأقل غير ضارة)، فإن نقص الرقابة التنظيمية على هذه المنتجات يعني أن البعض الآخر قد يكون غير فعال أو خطير، أو قد يحتوي على ملوثات خطرة. يتطلب تحديد الخيارات الآمنة قليلاً من العمل الاستقصائي. وقبل تناول المكمل، تحدَّث دائماً مع طبيبك للتأكد من أنه آمن في حال كان لديك أي حالة طبية، وأنه لن يتفاعل مع أي أدوية تتناولها.
على الرغم من أنه يجب على صانعي المكملات اتباع قواعد «إدارة الغذاء والدواء» لممارسات التصنيع الجيدة، فإن الوكالة لا تتطلب اختبار المنتجات التي يقدر عددها بنحو 9000 منتج في السوق، للتأكد من أنها تحتوي على المكونات التي يزعم منتجوها أنها لا تحتوي على ملوثات، مثل البكتيريا الخطرة والزرنيخ، أو الكادميوم أو الرصاص، مما يعني أنه ليس هناك ما يضمن أن أي منتج معين فعال أو آمن. ولإضافة درجة من الحماية، ابحث عن المنتجات التي خضعت طواعية لاختبارات الجودة، والتي تم اعتمادها بختم على العبوة. بعض الأمور الجيدة التي يجب البحث عنها هي تلك التي خضعت لاختبارات جهات مثل «فارماكوبيا» و«كونسيومرلاب» و«إن إس إف إنترناشيونال» الأميركية.

- ارتفاع ضغط الدم
يقول الدكتور ليفي إن بعض المكملات الغذائية أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم المرتفع.
- «سترات المغنيسيوم» Magnesium citrate، أو «غليسينات المغنيسيوم» Magnesium glycinate: يعاني بعض الأشخاص من نقص في معدن المغنيسيوم؛ لكن اختبارات الدم ليست جيدة في الكشف عن مستويات المغنيسيوم الكلية داخل الجسم؛ لأن كثيراً من المغنيسيوم في الجسم يتم تخزينه داخل الخلايا.
يقول الدكتور ليفي إن كثيراً من الناس لا يجدون النقص إلا بعد أن يقوم خبير التغذية بتحليل نظامهم الغذائي. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يمكن أن تعزز هذه المكملات مستويات المغنيسيوم، وتساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم عند تناولها مع علاجات ضغط الدم التقليدية. عادة ما يستغرق ظهور تأثير المكملات مدة تصل إلى ستة أسابيع، ومع ذلك، لا يجب على الجميع تناول المغنيسيوم؛ خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض الكلى، بحسب الدكتور ليفي، لذا تأكد من استشارة طبيبك أو اختصاصي الطب التكاملي قبل تناوله.
- «ليكوبين»: المكمل المضاد للأكسدة الذي قد يساعد أيضاً في تقليل ارتفاع ضغط الدم، هو «ليكوبين» Lycopene، وهو ما يكسب الخضراوات مثل الطماطم لونها الأحمر. فبينما تحتوي المنتجات التي تعتمد في الأساس على الطماطم، بما في ذلك الصلصات المعلبة، على «الليكوبين»، غالباً ما تحتوي هذه الأطعمة على كثير من الصوديوم. لذلك من الأفضل في كثير من الحالات اختيار المكمل. ابحث عن نوع يحتوي أيضاً على مستخلص الطماطم للحصول على فائدة إضافية. عادة ما يحتاج الناس إلى تناول 15 إلى 25 ملليغراماً من «الليكوبين» يومياً لملاحظة انخفاض في ضغط الدم.

- القلق
مشكلات القلق شائعة؛ خصوصاً في مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء.
- مستخلص البابونج Chamomile extract: يستخدم هذا المستخلص الذي يأتي من زهرة، منذ فترة طويلة، كعلاج للقلق. غالباً ما يسير القلق جنباً إلى جنب مع الأرق وقلة النوم. لذلك ليس من المستغرب أن يُنصح أيضاً بالبابونج كمساعد على النوم. كثير من الناس يشربون شاي البابونج؛ لكن تناول مكمل غذائي قد يكون أكثر ملاءمة (لأنه لا يصاحب بزيارات ليلية كثيرة إلى الحمام في وقت متأخر من الليل إذا تم تناوله قبل النوم). وقد وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات البابونج لاحظوا انخفاضاً كبيراً في القلق عند مقارنتهم بالأشخاص الذين تناولوا علاجاً وهمياً أو بديلاً. ومن الأفضل البدء في تناول كبسولة واحدة 220 ملليغراماً يومياً. ولذلك ينصح بالبحث عن النوع الذي يحتوي على 1.2 في المائة من مادة تسمى «أبجينين» apigenin.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور
TT

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

جانب من الحضور
جانب من الحضور

تُختتم في العاصمة الإماراتية، أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر (كانون الأول)، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية بعنوان «المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي ودوره في مستقبل الرعاية الصحية»، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة، وذلك بعد 3 أيام حافلة بالمناقشات العلمية العميقة وعروض الدراسات المبتكرة، التي تركزت جميعها على دور الطب التقليدي والتكميلي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة.

جائزة الشيخ زايد العالمية

في حفل بهيج ومتميز وبمشاركة نخبة من العلماء والباحثين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، تم توزيع جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي (TCAM)، التي جاءت كإشادة بالجهود العالمية المتميزة في هذا المجال، مسلطة الضوء على إنجازات الأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير الطب التقليدي والتكميلي ودمجه مع الممارسات الصحية الحديثة.

تُعد هذه الجائزة منصة عالمية تهدف إلى تعزيز أهمية الطب التقليدي والتكميلي ودوره المستقبلي في النظم الصحية. تم توزيع الجوائز على الفائزين في 5 فئات رئيسية، وهي:

- الباحثون: تكريم للأبحاث التي أحدثت فرقاً ملموساً في تطوير العلاجات التقليدية والتكميلية.

- الأكاديميون: الذين ساهموا في تعليم وتطوير الطب التقليدي والتكميلي عبر برامج تدريبية مبتكرة.

- الممارسون المرخصون: تقديراً لجهودهم في تقديم رعاية طبية آمنة وفعّالة.

- الشركات المصنعة: التي ساهمت في تطوير منتجات عشبية ومكملات غذائية مستدامة وآمنة.

- الهيئات الإعلامية: التي ساهمت في نشر الوعي الصحي بأسلوب فعال ملهم ومؤثر.

أكدت الجائزة على أهمية الابتكار والبحث العلمي في تعزيز التكامل بين الطب التقليدي والحديث، مما يعكس رؤية القيادة في تحقيق مستقبل صحي أكثر استدامة.

جانب من الحضور

أبرز الدراسات في المؤتمر

في إطار التطور العالمي المتسارع في الطب التقليدي والتكميلي، تبرز الدراسات العلمية كأداة رئيسية لفهم أثر هذا المجال في تحسين الرعاية الصحية. يعكس هذا الاهتمام الدولي أهمية الطب التقليدي والتكميلي كجزء من النظم الصحية المتكاملة.

فيما يلي، نستعرض مجموعة من الدراسات العلمية المتنوعة التي نوقشت في المؤتمر والتي تقدم رؤى عميقة حول التطبيقات السريرية والفوائد الصحية للطب التقليدي والتكميلي:

* تقنية النانو في تحسين الأدوية الطبيعية. استعرض الأستاذ الدكتور شاكر موسى، وهو زميل الكلية الأميركية لأمراض القلب والكيمياء الحيوية وزميل الأكاديمية الوطنية للمخترعين، في دراسته التي قدمها في المؤتمر، الدور الرائد لتقنية النانو في تحسين فاعلية الأدوية الطبيعية وتطوير المستحضرات الصيدلانية. أوضح أن خصائص تقنية النانو في الطب تتمثل في تصميم جزيئات دقيقة جداً (تتراوح بين 1-100 نانومتر)، مما يمنحها خصائص فريدة، مثل:

- القدرة على استهداف المناطق المصابة بدقة: بفضل صغر حجم الجسيمات النانوية، يمكنها التغلغل بسهولة في الخلايا والأوعية الدقيقة.

- التفاعل الحيوي العالي: تمتاز الجسيمات النانوية بقدرتها على تحسين امتصاص الأدوية الطبيعية في الجسم، مما يزيد من فاعليتها.

- التخصيص الدقيق: تتيح هذه التقنية تصميم مستحضرات طبية يمكنها التفاعل مع مستقبلات محددة على سطح الخلايا المريضة فقط.

أوضح الدكتور موسى كيف يمكن لتقنية النانو تعزيز كفاءة الأدوية الطبيعية من خلال:

- زيادة الامتصاص الحيوي: تعمل الجسيمات النانوية على تحسين امتصاص المركبات الطبيعية مثل الكركمين والبوليفينول، والتي عادةً ما يتم امتصاصها بصعوبة في الجهاز الهضمي.

- تقليل الجرعات العلاجية: من خلال إيصال الدواء مباشرة إلى الأنسجة المستهدفة، يمكن تقليل الجرعات المستخدمة، وبالتالي تقليل السمية والآثار الجانبية.

- تعزيز فاعلية الأدوية المضادة للأمراض المزمنة: أظهرت الدراسة أن تقنية النانو قادرة على تحسين العلاجات الطبيعية المستخدمة لمكافحة السرطان وأمراض القلب، مما يتيح تأثيراً أكبر بجرعات أقل.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد أهم فوائد تقنية النانو، الحد من الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة أثناء العلاج. على سبيل المثال:

- في العلاج الكيميائي التقليدي، يعاني المرضى عادة من تأثير الأدوية على الخلايا السليمة.

- باستخدام تقنية النانو، يمكن تصميم جزيئات تستهدف فقط الخلايا السرطانية، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من راحة المرضى.

واختتم الدكتور موسى محاضرته بتوصيات هامة:

- زيادة الاستثمار: دعا إلى تعزيز الاستثمار في أبحاث تقنية النانو وتطوير مختبرات متخصصة.

- التعاون الدولي: أشار إلى أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث لتسريع تطوير العلاجات الطبيعية المعتمدة على تقنية النانو.

- التنظيم والتشريعات: شدد على ضرورة وضع لوائح تنظيمية واضحة لضمان سلامة وفاعلية الأدوية المعتمدة على تقنية النانو.

علاج الغرغرينا السكرية بالأعشاب

* علاج الغرغرينا السكرية بالأدوية العشبية وباستخدام العلق الطبي. استعرض البروفيسور س. م. عارف زيدي تجربة سريرية مبتكرة لعلاج الغرغرينا السكرية، وهي حالة شائعة لدى مرضى السكري تتطلب في كثير من الأحيان بتر الأطراف. ركزت الدراسة على استخدام مستخلصات عشبية مثل النيم، المعروفة بخصائصها المضادة للميكروبات، مع العلاج بالعلق الطبي، وهو أسلوب يستخدم العلق لتحسين الدورة الدموية بفضل اللعاب الخاص الذي يحتوي على مضادات تخثر وإنزيمات تساعد في تنظيف الجروح وتحفيز الشفاء. أظهرت النتائج شفاءً كاملاً لمريضة خلال 3 أشهر، مع تحسن ملحوظ في الحالة الصحية العامة وتقليل الألم والالتهابات. وخلصت الدراسة إلى أن هذا النهج يمكن أن يكون بديلاً فعالاً للعمليات الجراحية، ويوفر حلاً منخفض التكلفة مقارنة بالإجراءات التقليدية.

الرياضة والتدليك

* تمارين رياضية لتقوية عضلات قاع الحوض لعلاج سلس البول. استعرضت الدكتورة عائشة بروين فاعلية تمارين تقوية عضلات قاع الحوض كعلاج طبيعي لسلس البول لدى النساء. ركزت الدراسة على مجموعة من التمارين المستهدفة التي تهدف إلى تحسين مرونة وقوة العضلات الداعمة للمثانة. أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي التزمن بالتمارين سجلن تحسناً ملحوظاً في تقليل تسرُّب البول وتحسين جودة حياتهن. كما أكدت أن هذه التمارين تعد خياراً آمناً وغير جراحي، يناسب النساء من مختلف الأعمار. وأوصت الدراسة بتطوير برامج تدريبية على مستوى المراكز الصحية لتوعية النساء بفاعلية هذه التمارين، مع توفير الإرشادات اللازمة لضمان تطبيقها بطريقة صحيحة.

* تقنيات العلاج التدبيري للاضطرابات العضلية الهيكلية. قدم الدكتور محمد أنور دراسة حول استخدام الحجامة والتدليك في علاج الاضطرابات العضلية الهيكلية، مثل التهاب المفاصل وآلام أسفل الظهر. تضمنت الدراسة تحليلاً لنتائج المرضى الذين تلقوا العلاج بالحجامة والتدليك إلى جانب العلاج الطبيعي الحديث. أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في مستويات الألم وتحسناً في حركة المفاصل، مما أدى إلى تقليل الاعتماد على الأدوية المسكنة التي قد تسبب آثاراً جانبية طويلة الأمد. وأوصى الدكتور أنور بدمج هذه العلاجات التقليدية مع الأساليب الحديثة، مشيراً إلى أن مثل هذا التكامل يمكن أن يحقق فوائد علاجية أكبر ويعزز من راحة المرضى ويقلل من تكلفة الرعاية الصحية.

العجوة غذاء ودواء

* القيمة الغذائية والدوائية لتمر العجوة. قدمت الأستاذة الدكتورة سعاد خليل الجاعوني دراسة متعمقة حول الخصائص الغذائية والطبية لتمر العجوة، أحد أبرز أنواع التمور في العالم الإسلامي. ركزت الدراسة على التحليل الكيميائي لمكونات العجوة التي تشمل نسباً عالية من الفيتامينات مثل B1 وB2، والمعادن كالبوتاسيوم والمغنسيوم، والألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي. أوضحت الدكتورة سعاد الجاعوني أن تمر العجوة يحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تعمل على مكافحة الجذور الحرة، مما يحمي الخلايا من التلف ويقلل من الالتهابات المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. كما سلطت الدراسة الضوء على فاعلية العجوة في تعزيز صحة الكبد؛ حيث أظهرت التجارب المخبرية أن مستخلصات التمر تعمل على تخفيف التهابات الكبد وتقليل تراكم الدهون عليه. وأوصت باستخدام تمر العجوة في الصناعات الغذائية والدوائية لتطوير مكملات غذائية ومستحضرات علاجية طبيعية تهدف إلى تعزيز المناعة وتحسين الصحة العامة.

* دمج المعرفة التقليدية مع الممارسات الحديثة. قدمت الدكتورة آمي ستيل نموذجاً مبتكراً لدمج المعرفة التقليدية مع الطب الحديث. ركزت على تطوير إطار عمل يعتمد على استخدام النصوص والممارسات التقليدية كأساس لتصميم بروتوكولات علاجية حديثة. أظهرت الدراسة أن تكامل الطب التقليدي مع الطب الحديث يمكن أن يعزز فاعلية العلاجات ويقلل من الآثار الجانبية، مع التركيز على أهمية التوثيق العلمي للمعرفة التقليدية لتصبح مقبولةً في الأوساط الطبية العالمية. وأوصت الباحثة بتشجيع التعاون بين ممارسي الطب التقليدي والحديث، وإطلاق مشاريع بحثية مشتركة لاستكشاف الفوائد العلاجية لممارسات الطب التقليدي.

* مخاطر الغش في المنتجات العشبية. حذّر الأستاذ الدكتور محمد كامل من المخاطر الصحية الناجمة عن الغش في المنتجات العشبية؛ حيث يتم أحياناً إضافة مركبات دوائية غير معلن عنها مثل السيلدينافيل، المستخدم في علاج ضعف الانتصاب، والفلوكستين، المستخدم كمضاد للاكتئاب، إلى بعض المنتجات العشبية. سلطت الدراسة الضوء على الآثار الجانبية الخطيرة لهذه الإضافات، مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الجهاز العصبي، خاصة عند تناولها دون وصفة طبية. وأوصى الدكتور كامل بضرورة تعزيز آليات الرقابة على المنتجات العشبية، وإلزام الشركات المصنعة بالإفصاح الكامل عن جميع المكونات لضمان سلامة المستهلكين، مع زيادة الوعي بين الأفراد حول شراء المنتجات من مصادر موثوقة.

تحديات وفرص الطب التقليدي والتكميلي

رغم الإنجازات الكبيرة التي حققها الطب التقليدي والتكميلي، يواجه هذا المجال تحديات كبيرة، مثل:

نقص الأدلة السريرية: الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتوثيق الفوائد والآثار الجانبية.

التشريعات الموحدة: لضمان سلامة وجودة المنتجات العشبية.

التكامل مع الطب الحديث: تعزيز التعاون بين الممارسين والعلماء من مختلف الأنظمة الطبية.

واختتم المؤتمر الدولي للطب التقليدي والتكميلي أعماله بعد رحلة علمية مميزة أثرت النقاشات العالمية حول هذا المجال الواعد. من خلال الأبحاث والعروض التقديمية. وتم تسليط الضوء على الإمكانيات الكبيرة للطب التقليدي في تعزيز الرعاية الصحية الشاملة.

تُبرز هذه الفعالية أهمية تعزيز التعاون الدولي وتطوير التشريعات والبحوث لضمان استفادة البشرية من هذا التراث الطبي الغني، مما يمهد الطريق لمستقبل صحي أكثر استدامة.