مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

أعشاب وفيتامينات ومعادن قد تساعد في التحكم في الكوليسترول وضغط الدم والقلق

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة
TT

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

مكملات غذائية لثلاث حالات صحية شائعة

يعد ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم والقلق، ثلاث حالات شائعة يتم علاجها غالباً بالأدوية؛ لكن في بعض الأحيان لا يستطيع الناس تحمل هذه الأدوية أو قد يترددون في استخدامها. إذ - حسب الدكتور دونالد ليفي، المدير الطبي لمركز «أوشر» للطب التكاملي في مستشفى «بريجهام» والنساء وأستاذ الطب الإكلينيكي المساعد في كلية الطب بجامعة «هارفارد» - قد تكون المكملات الغذائية خياراً في الحالات المذكورة.
أظهرت الدراسات أن بعض الأعشاب والفيتامينات والمعادن والمواد الأخرى، سواء وحدها أو مع علاجات تقليدية، قد تكون فعالة في علاج هذه الحالات، كما أنها آمنة للاستخدام إلى حد كبير، بشرط موافقة الطبيب.

- ارتفاع الكوليسترول
تعتبر أدوية «الستاتين» من أكثر فئات الأدوية الموصوفة شيوعاً لتقليل ارتفاع الكوليسترول، ولكن هناك بدائل للأشخاص الذين لا يستطيعون تناولها، وهي كما يلي:
- فيتامين «دي 3»: إذا كنت لا تستطيع تحمل عقار «ستاتين» وكان لديك نقص في فيتامين دي (الذي يعرفه الدكتور ليفي بأنه في مستوى دم أقل من 32 نانوغراماً لكل ملليلتر)، فإن مكمل فيتامين «دي 3» Vitamin D3 يمكن أن يساعد، بحسب الدكتور ليفي، مضيفاً: «إنه أمر مثير للاهتمام؛ لأنه بعد تناول المكملات يستطيع بعض الأشخاص بعد ذلك تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول؛ رغم أنهم لم يكن باستطاعتهم فعل ذلك في الماضي».
- مواد فيتوستيرول (الستيرول النباتي): اشتُقت مواد فيتوستيرول Phytosterols (وتسمى أيضاً نبات ستانول stanols أو ستيرول sterol) من أغشية الخلايا في النباتات، ويمكن تناولها في شكل أقراص. وهي توجد أيضاً بشكل طبيعي في الأطعمة، مثل المكسرات والفاصوليا والفواكه والخضراوات. تشير الدراسات إلى أن مكملات «فيتوستيرول» يمكن أن تخفض الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 14 في المائة لدى الأشخاص الذين يتناولون 2000 إلى 3000 ملليغرام يومياً، بحسب الدكتور ليفي. وعند اختيار منتج منها ابحث عن ختم الجودة، وابحث أيضاً عن منتج يحتوي على «إسترات فيتوستيرول» phytosterol esters.
- أرز الخميرة الحمراء: مكملات أرز الخميرة الحمراء Red yeast rice مصنوعة من نوع من الخميرة التي تنمو على الأرز الأبيض. يستخدم أرز الخميرة الحمراء منذ فترة طويلة في الطب الصيني، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الأشخاص الذين يتناولون ما بين 2400 إلى 3600 ملليغرام يومياً لمدة ستة أشهر كانوا قادرين على تقليل نسبة الكوليسترول الضار بنسبة 20 – 25 في المائة. وكشفت دراسة نشرت عام 2008 في «المجلة الأميركية لأمراض القلب» أن أرز الخميرة الحمراء فعال أيضاً في تقليل الوفيات والنوبات القلبية المتكررة، فيما يقرب من 5000 شخص تناولوا المكملات بعد الإصابة بنوبة قلبية.
وينصح الدكتور ليفي بالبحث عن منتج عالي الجودة؛ لأن أرز الخميرة الحمراء يمكن أن يحتوي على مادة ملوثة خطيرة وهي «سيترينين» citrinin، وهي مادة سامة تنتجها الفطريات التي يمكن أن تسبب التسمم الغذائي وتلف الكلى ومشكلات في جهاز المناعة.

- سلامة المكملات
هل تشعر بالقلق بشأن سلامة المكملات؟ إليك ما يجب أن تفكر فيه:
رغم أن بعض المكملات قد تكون مفيدة (أو على الأقل غير ضارة)، فإن نقص الرقابة التنظيمية على هذه المنتجات يعني أن البعض الآخر قد يكون غير فعال أو خطير، أو قد يحتوي على ملوثات خطرة. يتطلب تحديد الخيارات الآمنة قليلاً من العمل الاستقصائي. وقبل تناول المكمل، تحدَّث دائماً مع طبيبك للتأكد من أنه آمن في حال كان لديك أي حالة طبية، وأنه لن يتفاعل مع أي أدوية تتناولها.
على الرغم من أنه يجب على صانعي المكملات اتباع قواعد «إدارة الغذاء والدواء» لممارسات التصنيع الجيدة، فإن الوكالة لا تتطلب اختبار المنتجات التي يقدر عددها بنحو 9000 منتج في السوق، للتأكد من أنها تحتوي على المكونات التي يزعم منتجوها أنها لا تحتوي على ملوثات، مثل البكتيريا الخطرة والزرنيخ، أو الكادميوم أو الرصاص، مما يعني أنه ليس هناك ما يضمن أن أي منتج معين فعال أو آمن. ولإضافة درجة من الحماية، ابحث عن المنتجات التي خضعت طواعية لاختبارات الجودة، والتي تم اعتمادها بختم على العبوة. بعض الأمور الجيدة التي يجب البحث عنها هي تلك التي خضعت لاختبارات جهات مثل «فارماكوبيا» و«كونسيومرلاب» و«إن إس إف إنترناشيونال» الأميركية.

- ارتفاع ضغط الدم
يقول الدكتور ليفي إن بعض المكملات الغذائية أثبتت فعاليتها في خفض ضغط الدم المرتفع.
- «سترات المغنيسيوم» Magnesium citrate، أو «غليسينات المغنيسيوم» Magnesium glycinate: يعاني بعض الأشخاص من نقص في معدن المغنيسيوم؛ لكن اختبارات الدم ليست جيدة في الكشف عن مستويات المغنيسيوم الكلية داخل الجسم؛ لأن كثيراً من المغنيسيوم في الجسم يتم تخزينه داخل الخلايا.
يقول الدكتور ليفي إن كثيراً من الناس لا يجدون النقص إلا بعد أن يقوم خبير التغذية بتحليل نظامهم الغذائي. بالنسبة لهؤلاء الأفراد، يمكن أن تعزز هذه المكملات مستويات المغنيسيوم، وتساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم عند تناولها مع علاجات ضغط الدم التقليدية. عادة ما يستغرق ظهور تأثير المكملات مدة تصل إلى ستة أسابيع، ومع ذلك، لا يجب على الجميع تناول المغنيسيوم؛ خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض الكلى، بحسب الدكتور ليفي، لذا تأكد من استشارة طبيبك أو اختصاصي الطب التكاملي قبل تناوله.
- «ليكوبين»: المكمل المضاد للأكسدة الذي قد يساعد أيضاً في تقليل ارتفاع ضغط الدم، هو «ليكوبين» Lycopene، وهو ما يكسب الخضراوات مثل الطماطم لونها الأحمر. فبينما تحتوي المنتجات التي تعتمد في الأساس على الطماطم، بما في ذلك الصلصات المعلبة، على «الليكوبين»، غالباً ما تحتوي هذه الأطعمة على كثير من الصوديوم. لذلك من الأفضل في كثير من الحالات اختيار المكمل. ابحث عن نوع يحتوي أيضاً على مستخلص الطماطم للحصول على فائدة إضافية. عادة ما يحتاج الناس إلى تناول 15 إلى 25 ملليغراماً من «الليكوبين» يومياً لملاحظة انخفاض في ضغط الدم.

- القلق
مشكلات القلق شائعة؛ خصوصاً في مرحلة انقطاع الطمث لدى النساء.
- مستخلص البابونج Chamomile extract: يستخدم هذا المستخلص الذي يأتي من زهرة، منذ فترة طويلة، كعلاج للقلق. غالباً ما يسير القلق جنباً إلى جنب مع الأرق وقلة النوم. لذلك ليس من المستغرب أن يُنصح أيضاً بالبابونج كمساعد على النوم. كثير من الناس يشربون شاي البابونج؛ لكن تناول مكمل غذائي قد يكون أكثر ملاءمة (لأنه لا يصاحب بزيارات ليلية كثيرة إلى الحمام في وقت متأخر من الليل إذا تم تناوله قبل النوم). وقد وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا مكملات البابونج لاحظوا انخفاضاً كبيراً في القلق عند مقارنتهم بالأشخاص الذين تناولوا علاجاً وهمياً أو بديلاً. ومن الأفضل البدء في تناول كبسولة واحدة 220 ملليغراماً يومياً. ولذلك ينصح بالبحث عن النوع الذي يحتوي على 1.2 في المائة من مادة تسمى «أبجينين» apigenin.
- رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.