دراسة تربط بكتيريا الأمعاء بفيتامين «D»

دراسة تربط بكتيريا الأمعاء بفيتامين «D»
TT

دراسة تربط بكتيريا الأمعاء بفيتامين «D»

دراسة تربط بكتيريا الأمعاء بفيتامين «D»

نشر موقع medicalxpress الطبي التخصصي تقريرا سلط فيه الضوء على العلاقة بين فيتامين "دي" وبكتيريا الامعاء، كاشفا عن دراسة أجريت في هذا المجال أكدت أن تنوع البكتيريا الموجودة في الامعاء مرتبط ارتباطا وثيقا بفيتامين "دي". حيث تلعب الميكروبات الموجودة في أمعائنا، من البكتيريا والفيروسات والميكروبات التي تعيش في قنواتنا الهضمية، أدوارا مهمة في صحتنا وخطر الإصابة بالأمراض بطرق بدأ التعرف عليها للتو.
وفي هذا الاطار، أظهر باحثون ومتعاونون بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، مؤخرا، لدى كبار السن من الرجال أن تكوين ميكروبيوم أمعاء الشخص مرتبط بمستويات فيتامين D النشط، وهو هرمون مهم لصحة العظام والمناعة.
وكشفت الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة Nature Communications، عن فهم جديد لفيتامين D وكيفية قياسه عادة. إذ يمكن أن يتخذ هذا الفيتامين عدة أشكال مختلفة، لكن اختبارات الدم القياسية تكشف عن واحد فقط، وهو مادة غير نشطة يمكن أن يخزنها الجسم. وانه لاستخدام فيتامين D، يجب على الجسم استقلاب السلائف بشكل نشط.
وفي توضيح لهذا الاكتشاف، قالت كبيرة الباحثين ديبورا كادو مديرة عيادة هشاشة العظام في جامعة كاليفورنيا "فوجئنا بأن تنوع الميكروبيوم (أنواع البكتيريا المتنوعة في أمعاء الشخص) مرتبط ارتباطا وثيقا بفيتامين D النشط، ولكن ليس بشكل السلائف. ويُعتقد أن زيادة تنوع ميكروبيوم الأمعاء يرتبط بصحة أفضل بشكل عام".
وبينت كادو أن دراسة كسور هشاشة العظام عند الرجال (MrOS) الجديدة مولها المعهد الوطني للشيخوخة؛ وهي دراسة كبيرة بدأت في عام 2000 وتعاونت فيها مع روب نايت أستاذ ومدير في مركز ابتكار الميكروبيوم في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو جنبا إلى جنب مع المؤلفين المشاركين روبرت إل توماس زميل في قسم أمراض الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وسيرين لينغينغ جيانغ طالبة دراسات عليا في برنامج الإحصاء الحيوي في كلية هربرت ويرثيم للصحة العامة وعلوم طول العمر البشري.
وفي هذا الصدد، أشارت دراسات متعددة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين D هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان وأمراض القلب وعدوى "كوفيد-19" الأسوأ وأمراض أخرى. ومع ذلك، خلصت أكبر تجربة سريرية عشوائية حتى الآن، مع أكثر من 25000 بالغ، إلى أن تناول مكملات فيتامين D ليس له أي تأثير على النتائج الصحية، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان أو حتى صحة العظام.
وقالت كادو، وهي أيضا أستاذة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو وكلية هربرت ويرثيم للصحة العامة "تشير دراستنا إلى أن السبب في ذلك هو أن هذه الدراسات تقيس الشكل الأولي لفيتامين D فقط، وليس الهرمون النشط. قد تكون مقاييس تكوين فيتامين D وانهياره مؤشرات أفضل للمشكلات الصحية الأساسية، ومن قد يستجيب بشكل أفضل لمكملات فيتامين D".
من جانبه، قام الفريق بتحليل عينات البراز والدم التي ساهم بها 567 رجلا مشاركا يعيشون في 6 مدن حول الولايات المتحدة، وكان متوسط ​​أعمارهم 84 عاما، وأفاد معظمهم بأنهم بصحة جيدة أو ممتازة. وقد استخدم الباحثون تقنية تسمى تسلسل 16s rRNA لتحديد وقياس أنواع البكتيريا في كل عينة براز بناء على معرفات جينية فريدة. واستخدموا طريقة تُعرف باسم LC-MSMS لتحديد مستقلبات فيتامين D (السلائف والهرمون النشط ومنتج التحلل) في مصل دم كل مشارك. وبالإضافة إلى اكتشاف صلة بين فيتامين D النشط والتنوع الكلي للميكروبيوم، لاحظ الباحثون أيضا أن 12 نوعا معينا من البكتيريا ظهرت في كثير من الأحيان في ميكروبيومات أمعاء الرجال الذين لديهم الكثير من فيتامين D النشط، والأحماض الدهنية المفيدة التي تساعد في الحفاظ على صحة بطانة الأمعاء.
من جهتها، قالت جيانغ ان "ميكروبات الأمعاء معقدة حقا وتختلف كثيرا من شخص لآخر. عندما نعثر على ارتباطات، فإنها عادة لا تكون متميزة كما وجدنا هنا". وترجح "نظرا لأنهم يعيشون في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة، فإن الرجال في الدراسة يتعرضون لكميات مختلفة من ضوء الشمس، وهو مصدر لفيتامين D ومعظم سلائف فيتامين D". بينما لم يجد فريق الباحثين بشكل غير متوقع أي ارتباط بين المكان الذي يعيش فيه الرجال ومستويات هرمون فيتامين D النشط لديهم. وعقبت كادو قائلة "يبدو أنه لا يهم كمية فيتامين D التي تحصل عليها من خلال ضوء الشمس أو المكملات الغذائية، ولا مقدار ما يمكن أن يخزنه جسمك. من المهم مدى قدرة جسمك على استقلاب ذلك في فيتامين D النشط، وربما هذا هو ما تحتاج التجارب السريرية إلى قياسه من أجل الحصول على صورة أكثر دقة عن دور الفيتامين في الصحة".
بدوره قال توماس "غالبا ما نجد في الطب أن المزيد ليس بالضرورة أفضل. لذلك في هذه الحالة، ربما لا يتعلق الأمر بكمية فيتامين D التي تتناولها، ولكن كيف تشجع جسمك على استخدامه".
ووفقا للفريق، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم دور البكتيريا في استقلاب فيتامين D بشكل أفضل، ولتحديد ما إذا كان التدخل على مستوى الميكروبيوم يمكن استخدامه لزيادة العلاجات الحالية لتحسين العظام وربما النتائج الصحية الأخرى.


مقالات ذات صلة

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
TT

منتدى المرأة العالمي ينطلق اليوم في دبي ويناقش دورها في 3 محاور رئيسية

جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)
جانب من جلسة في دورة سابقة لمنتدى المرأة العالمي في دبي (الشرق الأوسط)

يناقش منتدى المرأة العالمي دبي 2024، الذي ينطلق اليوم في دبي، محاور رئيسية ذات أبعاد استراتيجية تتعلق بدور المرأة العالمي، كما يبحث اقتصاد المستقبل، والمسؤوليات المشتركة، والتكنولوجيا المؤثرة، وذلك خلال فعاليات المنتدى الذي تقام على مدى يومي 26 و27 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

ويسعى المنتدى إلى معالجة قضايا المرأة في ضوء التحديات العالمية المعاصرة، مع التركيز على تعزيز دورها شريكاً رئيسياً في تحقيق التنمية المستدامة، حيث يسلط الحدث الضوء على دور المرأة في قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، ومواجهة التغير المناخي، إلى جانب تعزيز المساواة بين الجنسين وبناء الشراكات الدولية.

منصة استراتيجية لتمكين المرأة عالمياً

وأكدت منى المري، رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن المنتدى يسعى لإيجاد حلول للقضايا والتحديات التي تواجه المرأة على المستوى العالمي.

وأوضحت المرّي أن المنتدى يبحث قضايا المرأة الملحّة ذات العلاقة بالتحديات العالمية الماثلة، وقالت: «المنتدى يهدف إلى إلقاء الضوء على تلك القضايا بطرق متعددة، تأسيساً على ناقشه في دورتيه السابقتين، وما يطرحه في دورته الثالثة من محاور ذات أبعاد استراتيجية».

وأضافت: «في قلب النقاشات، تتجلى الأدوار الرائدة التي تلعبها المرأة في مختلف المجالات الحيوية، سواء من خلال تبوئها لمناصب صنع القرار، أو من خلال ممارستها التأثير الفعال في مجالات بارزة مثل قيادة التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتصدي للتغير المناخي، والسعي نحو تحقيق الأمن والسلام والازدهار العالمي». ووفقاً لها، فإن إسهام المرأة في رسم معالم المسؤوليات العالمية، يجعلها شريكاً أساسياً في تشكيل مستقبل الشعوب وصياغة سياسات التنمية المستدامة.

وأشادت المري بجهود ومبادرات حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ورئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي عززت حضور المرأة في المناصب القيادية وزادت من تأثيرها في المجالات الحيوية.

اقتصاد المستقبل والتكنولوجيا المؤثرة

ولفتت المرّي إلى أن المنتدى يولي اهتماماً خاصاً للتعاون والشراكات الدولية؛ كونها تعد حجر الزاوية في استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات، وأوضحت: «تحقيق أي تقدم ملموس في هذا المجال، سواء على الصعيدين الإقليمي أو العالمي، يتطلب مواصلة الجهود وتطوير شراكات متينة توفّر المنصة الضرورية للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة، لا سيما الهدف الخامس الذي يُركز على تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات».

ويتناول المنتدى دور المرأة في صياغة اقتصاد المستقبل عبر استعراض تجارب رائدة ومناقشة قضايا ملحة مثل الابتكار وريادة الأعمال. كما يركز على التكنولوجيا بوصفها عنصراً أساسياً لتحقيق التغيير، مع تسليط الضوء على أهمية تمكين المرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

وأضافت المري أن المنتدى سيبرز مساهمة المرأة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي والسلام العالمي، وقالت: «إشراك المرأة في صياغة السياسات العالمية يُعد خطوة محورية نحو بناء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً».

كما ركزت المري على أهمية الشراكات الدولية بوصفها ركيزة لتحقيق التوازن بين الجنسين، مشيرة إلى إطلاق مبادرات نوعية خلال المنتدى، أبرزها توقيع مجلس الإمارات مبادرة للتوازن بين الجنسين مع عدد من مؤسسات القطاع الخاص لتعزيز نسبة النساء في المناصب القيادية إلى 30 في المائة بحلول عام 2025، وأوضحت: «تحقيق تقدم ملموس في المساواة بين الجنسين يتطلب تضافر الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص عبر شراكات مستدامة».

منى المري رئيسة مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة دبي للمرأة

مشاركات ملهمة

وبحسب المعلومات الصادرة، فإن المنتدى يجمع نخبة من القيادات وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم، من بينهم أكثر من 25 وزيراً ووزيرة وشخصيات بارزة تشمل: الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون بدبي، التي ستناقش رؤيتها لدبلوماسية الثقافة، وأمينة إردوغان، حرم الرئيس التركي، التي ستشارك في جلسات تسلط الضوء على تمكين المرأة عالمياً، بالإضافة إلى سعيدة ميرضيائيفا، مساعدة رئيس أوزبكستان، وآصفة بوتو زرداري، السيدة الأولى في باكستان، وإليزا ريد، السيدة الأولى السابقة لآيسلندا، وإيرين فيلين، ممثل الناتو الخاص للمرأة والسلام والأمن.

كما تشارك شخصيات ملهمة من القطاع الخاص مثل كاميل فاسكيز، محامية النجم العالمي جوني ديب، وأشواريا راي، نجمة السينما العالمية.

التمكين

وفقاً لمنى المرّي، فإن تنظيم مؤسسة دبي للمرأة لهذا المنتدى العالمي الذي يجمع نخبة من القيادات الحكومية والمنظمات والهيئات الدولية والخبراء وأصحاب التجارب المُلهِمة من حول العالم، يؤكد التزام الإمارات بتمكين المرأة وريادتها في تعزيز الوعي بالقضايا والتحديات القائمة على الساحة العالمية.

وقالت: «دبي، بحضورها الدولي، تواصل تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للحوار والتنمية، حيث يقدم المنتدى فرصة لبناء شراكات استراتيجية تدعم تمكين المرأة عالمياً، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة».