«مصر بعيون يمنية»... جماليات فنية تعكس «الوفاء» و«المحبة»

المعرض القاهري يضم 50 لوحة متنوعة

«مصر بعيون يمنية»... جماليات فنية تعكس «الوفاء» و«المحبة»
TT

«مصر بعيون يمنية»... جماليات فنية تعكس «الوفاء» و«المحبة»

«مصر بعيون يمنية»... جماليات فنية تعكس «الوفاء» و«المحبة»

على هيئة فتاة تظهر مصر وهي تفتح ذراعيها لكل المواطنين العرب من مختلف الأقطار وفي مقدمتهم الشعب اليمني. بهذا المضمون تأتي إحدى لوحات المعرض التشكيلي «مصر بعيون يمنية»، الذي يضم نحو 50 لوحة، أبدعتها أنامل 26 فناناً تشكيلياً يمنياً، للتعبير عن عمق العلاقات الثقافية اليمنية المصرية، ومكانة مصر في قلوب اليمنيين، في إطار احتفالات اليمن بالذكرى الثالثة والخمسين للاستقلال «30 نوفمبر (تشرين الثاني)».
تأتي أعمال المعرض ضمن مسابقة ينظمها المركز الثقافي اليمني، تحت رعاية سفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة ووزارتي الثقافة في مصر واليمن. في حين يستضيف المعرض مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية. ويستمر حتى 27 نوفمبر الحالي.
الفنان التشكيلي اليمني محمد سبأ، أحد منظمي المعرض، يقول لـ«الشرق الأوسط»، «تعد العلاقات الثقافية أحد عوامل الارتباط العميق بين اليمن ومصر؛ لذا يأتي هذا المعرض ليقدم من خلال لوحات 26 فناناً من مختلف التوجهات الفنية ما يجسد عمق العلاقات اليمنية - المصرية، ومكانة مصر بقلوب شعبنا، وبما يؤكد أن الفن وسيلة لبناء روابط قوية؛ كونه قوة ناعمة تقرب بين البلدان والشعوب». موضحاً أن «المشاركات تتنوع بين فنانين محترفين وأكاديميين، وشباب وأطفال»، لافتاً إلى أن «الفنانين المشاركين مقيمون في اليمن، وأكثرهم يتواجد في مصر منذ سنوات عدة، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن».
أما الفنان ردفان المحمدي، عضو لجنة تحكيم واختيار الأعمال المشاركة، فيوضح أن الأعمال عكست تفاعلاً كبيراً مع ثيمة المعرض، وأنتج الفنانون العديد من الأفكار والرؤى الفنية، التي انعكست في أعمال تعكس الوفاء والمحبة للشعب المصري الذي احتضن آلاف اليمنيين على مدار السنوات الماضية، فبعض الفنانين رسموا المعالم الأثرية والتاريخ والرموز القديمة، والبعض رسم جماليات البيئة والمناظر الطبيعية، والمفردات الثقافية والمجتمعية، وفريق ثالث دمج حضارتي اليمن ومصر معبرين عن التقارب في العادات والتقاليد بين الحضارتين العريقتين. من بين المشاركين، يوضح الفنان وسام العنسي، أن لوحته بالمعرض تجمع بين ملامح من الحضارة الفرعونية ممثلة في تمثال أبو الهول ووجه نفرتيتي، جنباً إلى جنب مع الحضارة الإسلامية ممثلة في فن عمارة المساجد، لافتاً إلى أن أهم ما يميز مصر هو تاريخها العريض؛ لذا وجد أنه هو الملمح المناسب للتعبير عن مصر.
ويثمن العنسي (المقيم في مصر منذ 3 سنوات) مبادرة تنظيم المعرض للتقارب بين البلدين، متمنياً أن تستمر هذه المناسبات الفنية، لاستكشاف أوجه الشبه بين الثقافتين المصرية واليمنية.
بدورها، تقول الفنانة الدكتورة ابتسام العلفي «مصر بلد احتوانا منذ زمن وليس حالياً فقط، فأنا أقيم منذ 4 سنوات ومن قبل مكثت بها 8 سنوات للدراسة، لم أشعر أنني من وطن آخر، بل أشعر دوماً أني في بلدي؛ ولأجل ذلك تحمست لفكرة المعرض وللمشاركة فيه، وأنتجت 3 لوحات تعبر عن مصر، الأولى تعبر عن تأثري بالحضارة الفرعونية التي قرأت عنها كثيراً، حيث اخترت 3 ملكات مصريات هن نفرتيتي وحتشبسوت وكليوباترا، في تكوين يجمعهن مع الأهرامات الثلاث، وبينهن تظهر الشمس، في إشارة إلى رَع إله الشمس لدى المصريين القدماء، وفي أسفل اللوحة عبرت عن النيل الذي أقيمت على ضفافه الحضارة المصرية».
وفي اللوحة الثانية اختارت العلفي التعبير من خلالها عن الجانب الشعبي المصري، من خلال المرأة المصرية الجميلة والرموز الشعبية الممثلة في الحُلي مثل الكردان والأسورة الثعبان والحلق، كما عبّرت عن ملمح ثقافي من خلال ظهر فانوس رمضان الشهير بيد المرأة، وكذلك عبر زينة رمضان في خلفية اللوحة المُعلقة على قلعة صلاح الدين. أما لوحتها الثالثة فأرادت التعبير من خلالها عن البيئة المشتركة بين مصر واليمن، من خلال رمز الجمل، الذي ارتبط به الإنسان العربي القديم في البلدان العربية كافة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.