بريطانيا تواجه معضلة ترميم جسور العصر الفيكتوري

«تاور بريدج» المشيّد سنة 1894
«تاور بريدج» المشيّد سنة 1894
TT

بريطانيا تواجه معضلة ترميم جسور العصر الفيكتوري

«تاور بريدج» المشيّد سنة 1894
«تاور بريدج» المشيّد سنة 1894

بين سخط المستخدمين والجدل الدائر حول من سيسدد الفاتورة، يشكل ترميم الجسور العائدة إلى العصر الفيكتوري في بريطانيا والتي باتت في أغلب الأحيان غير متماشية مع الحركة المرورية للقرن الحادي والعشرين معضلة شائكة.
وكان رئيس الوزراء بوريس جونسون قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإطلاق «ثورة في البنى التحتية»، غير أن هذا الوعد يصطدم بواقع معقد، فترميم جسر هامرسميث في جنوب غربي العاصمة حول حياة الآلاف من سكان لندن إلى كابوس.
يطل منزل توبي غوردون - سميث الواقع في حي بارنز في لندن على نهر التيمز، لكن بلوغ الضفة المقابلة من النهر مهمة شاقة للرجل البالغ 46 عاما. وجسر هامرسميث الذي دشن قبل 133 عاما مغلق أمام المشاة وركاب الدراجات الهوائية منذ أغسطس (آب) وأمام سائقي السيارات منذ سنتين تقريبا. وباتت الهيكلية المتداعية للجسر الذي صمم أصلا لعربات تجرها أحصنة تعاني من شوائب عدة. وتشكل التغييرات الناجمة عن هذه الأعمال «مصدر استياء شديد» لكل من يسكن على الضفة الجنوبية، بحسب ما يقول توبي غوردون - سميث الذي يتنقل بواسطة كرسي متحرك.
وهو يخبر «يستغرقني الوصول إلى المكتب 45 دقيقة اليوم وأحيانا ساعتين، في مقابل 10 دقائق في السابق».
وليس جسر هامرسميث سوى أحدث فصول جدل يطال البلد برمته. فكيف يمكن ترميم هذه البنى التحتية المتداعية التي تم تخطي صلاحية استخدامها في أحيان كثيرة وتكييفها مع متطلبات القرن الحادي والعشرين؟ سؤال يطرحه جون كيلسي الأستاذ المتخصص في الهندسة في جامعة «يو سي إل» (يونيفرستي كولدج لندن).
وفي أغسطس (آب)، أغلق جسر البرج (تاور بريدج) المشيد سنة 1894 والذي يعد أحد أبرز معالم العاصمة البريطانية، ليومين ريثما يتم تصليحه إذ بقي عالقا في الهواء وتعذر إنزاله بعد فتحه لعبور السفن، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
أما برج فوكسول العائد للعام 1906 وبرج لندن (1973) الأحدث عهدا، فقد أُغلقا بدورهما لفترة طويلة لأغراض الترميم. والسؤال المطروح في أغلب الحالات هو من سيدفع فاتورة هذه الأعمال.
وقد يؤجل موعد إعادة فتح برج هامرسميث المرتقبة في العام 2027 نتيجة نزاع إداري حول من سيسدد تكلفة الأعمال التي تتخطى 160 مليون جنيه إسترليني، علما بأن أكثر من سبع جهات على الصعيدين الوطني والمحلي معنية بالمسألة.
وبالنسبة إلى النائب المحافظ غريغ هاندز المنتخب عن منطقة تشيلسي وفولم التي تخنقها زحمات السير، «ما من شك» في أن المجلس المسؤول عن حي هامرسميث، وهو أحد مالكي الجسر، «لم يحسن صيانة هذه المنشأة».
ويؤكد رئيس الإدارة المحلية ستيفان كوان من جهته أن إدارته لا تملك المبلغ الضروري المقدر بـ«46 مليون جنيه إسترليني» لتثبيت الجسر، متهما الحكومة بالمماطلة في توفير الأموال اللازمة للأعمال. وبغية تقصير مدة الرحلات التي باتت أكثر طولا بسبب الأشغال، تعتزم مجموعة عمل أنشأها بوريس جونسون في سبتمبر (أيلول) إطلاق خدمة عبارات بين ضفتي النهر اعتبارا من العام المقبل.
غير أن هذا المشروع متأخر جدا بالنسبة لسكان بارنز. وتروي جوليا واتكنز أن ابنتيها تمضيان 45 دقيقة للعودة في الظلمة من المدرسة الواقعة على الضفة المقابلة من النهر. أما تشارلوت هرمان (92 عاما) المقيمة في بارنز منذ 1963. فهي قلقة من طول الوقت اللازم للوصول بسيارة إسعاف إلى المستشفى في الضفة المقابلة من التيمز.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.