ولادة النظام الشمسي في أقل من مائتي ألف سنة

تصور فني للغبار والغاز المحيط بنظام كوكبي حديث التكوين (ناسا)
تصور فني للغبار والغاز المحيط بنظام كوكبي حديث التكوين (ناسا)
TT

ولادة النظام الشمسي في أقل من مائتي ألف سنة

تصور فني للغبار والغاز المحيط بنظام كوكبي حديث التكوين (ناسا)
تصور فني للغبار والغاز المحيط بنظام كوكبي حديث التكوين (ناسا)

منذ زمن بعيد يقارب نحو 4.5 مليار سنة، تشكلت شمسنا ونظامنا الشمسي على مدى فترة أقل من مائتي ألف سنة، وهي فترة قصيرة جداً، شبهها الباحثون بـ«حمل سيدة حوالي 12 ساعة، بدلا من تسعة أشهر».
وتوصلت مجموعة من علماء مختبر «لورانس ليفرمور» الوطني في ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى تلك النتائج بعد النظر في نظائر عنصر «الموليبدينوم» الموجود على النيازك، ونشروا نتائج ما توصلوا إليه أول من أمس في دورية «ساينس».
ووفق الدراسة، فإن المادة التي تتكون منها الشمس وبقية النظام الشمسي جاءت من انهيار سحابة كبيرة من الغاز والغبار منذ حوالي 4.5 مليار سنة، ومن خلال مراقبة الأنظمة النجمية الأخرى التي تشكلت بشكل مشابه للنظام الشمسي، يقدر علماء الفلك أنه من المحتمل أن يستغرق الأمر حوالي من 1 إلى 2 مليون سنة لانهيار سحابة واشتعال نجم، ولكن لأول مرة يوفر الباحثون أرقاماً عن نظامنا الشمسي كشفت أن الأمر لم يستغرق سوى أقل من 200 ألف سنة.
ويقول جريج برينيكا، عالم الكيمياء الكونية، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمختبر لورانس ليفرمور الوطني بالتزامن مع نشر الدراسة «في السابق، لم يكن الإطار الزمني لتكوين النظام الشمسي معروفاً، ويُظهر هذا العمل أن الانهيار الذي أدى إلى تكوين النظام الشمسي، حدث بسرعة كبيرة في أقل من 200 ألف سنة، وإذا قمنا بتشبيه الأمر بالنسبة لعمر الإنسان، فإن تكوين النظام الشمسي سيقارن بالحمل الذي يستمر حوالي 12 ساعة بدلاً من تسعة أشهر، وكانت هذه عملية سريعة».
ويشرح برينيكا الطريقة التي اعتمدتها الدراسة، قائلا: «أقدم المواد الصلبة المؤرخة في النظام الشمسي هي شوائب غنية بالكالسيوم والألومنيوم تعرف باسم (CAIs)، وتوفر هذه العينات سجلاً مباشرا لتشكيل النظام الشمسي، وهذه الشوائب التي يتراوح حجمها بين الميكرومتر والسنتيمتر توجد في النيازك وتكونت في بيئة ذات درجة حرارة عالية، ربما بالقرب من الشمس الفتية (بدايات ظهور الشمس)، ثم تم نقلهم إلى الخارج إلى المنطقة التي تشكلت فيها أحجار كوندريت الكربون النيزكية».
ويضيف: «من خلال قيامنا بقياس تركيبات نظائر الموليبدينوم والعناصر النادرة لمجموعة متنوعة من الشوائب الغنية بالكالسيوم والألومنيوم المأخوذة من نيازك الكوندريت الكربونية، بما في ذلك نيزك أليندي، أكبر كوندريت كربوني موجود على الأرض، وجدنا أن الفترة الزمنية المرصودة للتراكم النجمي (1 - 2 مليون سنة) أطول بكثير مما اتخذته الشوائب الغنية بالكالسيوم والألومنيوم للتشكل، وحددنا أن الفترة أقل من 200 ألف سنة».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.