بينما تنتظر أميركا لقاحاً ضد فيروس كورونا، قال مدير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، روبرت ريدفيلد، إننا قد نكون جميعاً محميين بشكل أفضل من خلال الاستمرار في ارتداء أقنعة الوجه. وأثارت تعليقاته انتقادات من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يروج للقاح المنتظر باعتباره الدواء الشافي للوباء، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وقال ريدفيلد، في شهادته أمام لجنة بمجلس الشيوخ يوم الأربعاء، «قد أذهب إلى أبعد من ذلك لأقول إن قناع الوجه هذا يضمن حمايتي من (كورونا) الآن أكثر مقارنة بفترة ما بعد تناولي للقاح».
لكن في وقت لاحق، الأربعاء، قال ترمب إن ريدفيلد كان «مرتبكاً» ومخطئاً عندما تحدث عن أهمية ارتداء الكمامات. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها ترمب بظلال من الشك على توصيات ارتداء الأقنعة التي أطلقتها مراكز السيطرة على الأمراض. وأوضح يوم الثلاثاء: «هناك الكثير من الناس يعتقدون أن الأقنعة ليست جيدة».
لكن خمسة خبراء قابلتهم «إيه بي سي نيوز» اتفقوا مع ريدفيلد، قائلين إن الأقنعة هي في الواقع أقوى أسلحتنا ضد الوباء.
وخلال شهادته في مجلس الشيوخ، أوضح ريدفيلد أن اللقاح قد لا يكون فعالاً بنسبة 100 في المائة في إنتاج استجابة مناعية قوية بما يكفي لدرء العدوى. ومع ذلك، توفر الأقنعة حاجزاً وقائياً مدعوماً بالأدلة.
وقال الدكتور بول أوفيت، أستاذ طب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، «أتفق مع الدكتور ريدفيلد. في أحسن الأحوال، سيكون اللقاح فعالاً بنسبة 75 في المائة تقريباً ضد الأمراض المتوسطة إلى الشديدة».
وتابع: «القناع، من ناحية أخرى، إذا تم استخدامه بشكل صحيح ودمجه مع التباعد الاجتماعي، فسيكون أكثر فعالية من ذلك بكثير».
وقال الدكتور بول جويبفيرت، مدير جامعة ألاباما في عيادة أبحاث اللقاحات في برمنغهام، «أعتقد أن الالتباس هنا هو أننا لا نعرف فعالية لقاحات (كوفيد - 19) حتى الآن، ولا مدى سرعة توفرها، ولا النسبة المئوية للسكان الراغبين في الحصول على اللقاح. وبما أننا لا نعرف شيئاً عن ذلك حتى الآن، فإن الأقنعة هي الحل الأفضل».
بدوره، أوضح الدكتور أميش أدالجا، أخصائي الأمراض المعدية والباحث البارز في مركز الأمن الصحي بجامعة «جونز هوبكنز»، أن الحاجز المادي الذي توفره الأقنعة يقضي على قدرة الفيروس على الانتقال من شخص لآخر. هذا يعني أنه إذا تم تنفيذ الأقنعة على نطاق واسع ومتسق، فإنها ستقلل من انتشار فيروس كورونا بشكل كبير.
وأضاف: «من غير المتوقع أن تجعل لقاحات (كورونا) من الجيل الأول جميع اللقاحات منيعة ضد العدوى - لأنها لن تكون مثل لقاح الحصبة الحالي - ولكن قد تعدل المرض بحيث تكون شدته والحاجة إلى الاستشفاء أقل. لذلك، حتى بين بعد التطعيم، ستظل هناك إصابات تحدث، وستكون أقل تواتراً وأقل خطورة».
ومع ذلك، يؤكد خبراء الصحة العامة أن اللقاحات ضرورية بالفعل لمكافحة الوباء، حتى لو لم نعرف مدى فعاليتها بعد.
خبراء: الكمامات قد توفر حماية ضد «كورونا» أفضل من اللقاحات المحتملة
خبراء: الكمامات قد توفر حماية ضد «كورونا» أفضل من اللقاحات المحتملة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة