إجراءات أساسية لدرء تأثيرات علاج السرطان على القلب

الدكتور محمد إسماعيل الخرساني
الدكتور محمد إسماعيل الخرساني
TT

إجراءات أساسية لدرء تأثيرات علاج السرطان على القلب

الدكتور محمد إسماعيل الخرساني
الدكتور محمد إسماعيل الخرساني

ينصح الدكتور محمد اسماعيل الخرساني الخرساني، استشاري أمراض القلب ورئيس مركز القلب بالنيابة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، بالإجراءات الأساسية التالية لدرء تأثيرات علاج السرطان على القلب:
> الفحص المبدئي كعمل الأشعة التلفزيونية ثنائية وثلاثية الأبعاد والنووية (المسح الذري) والرنين المغناطيسي للقلب، وعمل التحاليل الدموية الأساسية لإنزيمات وبروتينات عضلة القلب، فهي تساعد الطبيب المعالج على وضع خطة العلاج، وعلى الاكتشاف المبكر للأثر السام للعلاج الكيميائي متى ما بدأ هذا العلاج. وهذه الفحوصات يتم تكرارها بفترات زمنية متتابعة ومحسوبة، وتشكل كلها استراتيجية الإشراف والمراقبة المستمرة لهذا التأثير الكيميائي والإشعاعي على القلب.
> إن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وبآثار العلاج الكيميائي والإشعاعي، بالتالي، فإن بعض عوامل الخطورة السالف ذكرها كالتدخين واتباع نمط غذائي غير صحي وغيرها قد تؤدي إلى الإصابة بالاثنين «السرطان ومرض القلب»، وهؤلاء يكون تأثير العلاج الكيميائي لديهم أكثر حدة من غيرهم. وهذا يؤكد على أهمية إجراء تقييم أساسي لهذه العوامل قبل علاج السرطان للسماح بالتدخل المبكر، بالإضافة إلى توجيه تطوير بروتوكولات المراقبة.
> إلى جانب عوامل الخطر القياسية للأمراض القلبية الوعائية، يجب اعتبار العلاج الكيميائي وإشعاع الصدر إضافة جديدة إلى عوامل الخطورة المؤثرة على القلب والأوعية الدموية أثناء العلاج، فهي تعرض مرضى الأورام لسلسلة من الأذى القلبي الوعائي المرتبط بالتغيرات في نمط الحياة. وفي كثير من الأحيان، بعد تشخيص السرطان، يتوقف المرضى عن ممارسة التمارين ويميلون إلى زيادة وزن الجسم، والإصابة بالاكتئاب، وهو أيضاً من عوامل الخطورة. هذه العوامل تجعل المرضى أكثر عرضة للإصابات القلبية الوعائية، وتزيد من خطر الوفاة القلبية الوعائية مبكراً.
لذلك، فخلال مرحلة علاج السرطان، يجب بذل كل جهد ممكن لمواصلة وتحسين علاج الأمراض القلبية الوعائية وعلاج عوامل الخطورة والتحكم فيها.
> يتمثل الأساس المنطقي للفحص في تحديد المخاطر وتوفير البيانات لاستهداف التدخلات، وتدخلات نمط الحياة بشكل خاص لجميع الفئات المعرضة للخطر (الإقلاع عن التدخين، الأكل الصحي، النشاط البدني المنتظم، وإدارة الوزن)، والتدخلات الدوائية عند الضرورة.
> إن ارتفاع بعض المؤشرات الحيوية في الدم قد يحمل دلالة على احتمالية التأثير السمي للعلاج الكيميائي على عضلة القلب. واثنان من هذه المؤشرات الحيوية (Troponin, BNP) يحددان مدى إصابة عضلة القلب، ولهما دورٌ في التنبؤ بضعف وظيفي لاحق في البطين.
> إن مراقبة المؤشرات الحيوية أثناء علاج السرطان مهمٌ جداً في الحد من عوامل الخطورة بشكل عام مثل مراقبة الضغط، والسكر، والسمنة، حيث إن وجودها معاً قد يؤثر على وظيفة البطين الأيسر وحدوث الفشل الاحتقاني للقلب.
> لقد تبين أن اتباع نظام غذائي صحي مع التمرينات البدنية للناجين من السرطان يعملان على تحسين اللياقة الشاملة للقلب والأوعية الدموية، والقدرة الهوائية، ونوعية الحياة، والأداء النفسي الاجتماعي، وقوة العضلات، وتقليل الاكتئاب والقلق والتعب والنوم.
> إن العلاج المبكر بالأدوية المقوية لعضلة القلب يساعد في استعادة أداء القلب بشكل سريع، متى ما بدأ الضعف، ولو بشكل بسيط، لمنع تدهور العضلة بسبب العلاج الكيميائي والإشعاعي إلى مستويات خطيرة يصعب عندها السيطرة على هذا الضعف.
وأخيراً، لا بد من تعاون أطباء الأورام وأطباء القلب في هذا الشأن للحد من المخاطر وتحسين جودة الحياة ونتائج البقاء على قيد الحياة.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.