«الجيش الليبي» يستعيد الأصابعة... وواشنطن تدعو إلى وقف التصعيد

«الوفاق» تتهم دولاً أوروبية بمحاولة توطين المهاجرين في ليبيا

مهاجرون غير قانونيين اعترضتهم السلطات الليبية في بلدة الخمس الساحلية (135 كلم شرق طرابلس) عندما كانوا يحاولون الإبحار إلى أوروبا (رويترز)
مهاجرون غير قانونيين اعترضتهم السلطات الليبية في بلدة الخمس الساحلية (135 كلم شرق طرابلس) عندما كانوا يحاولون الإبحار إلى أوروبا (رويترز)
TT

«الجيش الليبي» يستعيد الأصابعة... وواشنطن تدعو إلى وقف التصعيد

مهاجرون غير قانونيين اعترضتهم السلطات الليبية في بلدة الخمس الساحلية (135 كلم شرق طرابلس) عندما كانوا يحاولون الإبحار إلى أوروبا (رويترز)
مهاجرون غير قانونيين اعترضتهم السلطات الليبية في بلدة الخمس الساحلية (135 كلم شرق طرابلس) عندما كانوا يحاولون الإبحار إلى أوروبا (رويترز)

تجاهل أمس طرفا النزاع العسكري في ليبيا، مطالب أميركية وفرنسية بوقف القتال المستمر منذ العام الماضي، حيث استعاد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وفي تطور ميداني مفاجئ، السيطرة مجدداً على مدينة الأصابعة غرب البلاد، من قوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، بينما سقط 17 مدنياً ما بين قتيل وجريح في قصف عشوائي استهدف أحياء سكنية وسط العاصمة طرابلس.
وقال بيان مقتضب للمتحدث باسم الجيش اللواء أحمد المسماري، إن «وحدات الجيش تمكنت من (استعادة السيطرة) على بلدة ومنطقة الأصابعة الجبلية التي تبعد 120 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، بعد سلسلة من الضربات الجوية لمواقع الميليشيات (التكفيرية) في الجبل الغربي.
وظهرت عناصر من الجيش الوطني وهي تحتفل مع السكان المحليين في مدينة الأصابعة، بينما قال الجيش في بيان له، إن «منصات دفاعه الجوي أسقطت أمس طائرة مُسيّرة تابعة لمجموعات الحشد الميليشياوي المدعوم من تركيا بعد أن حاولت قصف مواقع بالمدينة». وأعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الوطني نجاح قواته في طرد الميليشيات الإرهابية من المدينة، لافتاً إلى أن هذه الميليشيات لم تستطع المقاومة وتركت أسلحتها ومعداتها وعدداً من القتلى، بالإضافة إلى أسر اثنين من عناصرها.
كما أعلن إسقاط طائرة درون تركية أخرى في بلدة بني وليد، ليرتفع عدد الطائرات المماثلة التي أسقطتها قواته إلى 102 منذ دخول تركيا الحرب لصالح قوات الوفاق.
ولم تعلق قوات حكومة الوفاق المدعومة دولياً، التي سيطرت على بلدة الأصابعة قبل أسبوعين، على هذا التطور، لكن الناطق باسمها أعلن استهدافها أمس 3 آليات مسلحة في حدود الأصابعة، لافتاً في بيان له إلى «تعليمات لقواتها بالقضاء على بؤر التمرد دون رحمة»، معتبراً أن «سياسة حكومة الوفاق تقديم الحلول السياسية والاجتماعية، واستخدام القوة يأتي بعد انتهاء كل الحلول السلمية».
إلى ذلك، اتهمت عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، الجيش الوطني بقصف جزيرة سوق الثلاثاء ومنطقة المنصورة وأطراف حي الأندلس إلى الغرب من وسط طرابلس بصواريخ الجراد مساء أول من أمس؛ ما أسفر عن مقتل خمسة مواطنين وإصابة 12 آخرين.
وقال ناطق باسم وزارة الصحة بحكومة الوفاق، إن أحياء مدنية عدة ومنطقة مكسوة بالعشب تُعتبر حديقة في طرابلس تعرضت للقصف؛ ما أدى أيضاً إلى إلحاق خسائر مادية في منازل المواطنين، مشيراً إلى اندلاع النيران في مقبرة الإيطاليين بمنطقة سوق الثلاثاء، إثر سقوط عدد من الصواريخ.
وتجاهل الجيش الوطني، هذه الاتهامات. وقال في بيان لشعبة إعلامه الحربي، إن «طريق المطار يمتلئ بجثث متفحمة للميليشيات وعربات مُدمرة وخسائر كثيرة». وحثت الشعبة على عدم نشر تحركات الجيش وتمركزاته وتعريض جنوده للاستهداف من قبل العدو، لافتة إلى متابعة قيادة الجيش بصورة مستمرة مع كل غرف العمليات سير المعارك بمحاور القتال المختلفة.
كما أعلن الجيش الوطني أنه وجه ضربات جوية حتى فجر أمس، استهدفت معسكر أبو معاذ بغريان؛ ما أدى إلى تدمير مجموعة من الآليات المُسلحة والمدرعات التركية المتواجدة بداخله وبعض مواقع أخرى بأطراف المدينة.
بدورها، دعت الولايات المتحدة مجدداً من وصفتها بالجهات الخارجية في ليبيا، إلى التوقف عن تأجيج الصراع. ونقلت السفارة الأميركية في بيان لها عبر عن كيلي كرافت، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، قولها إنه «يجب على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر الأسلحة، بما في ذلك من خلال وقف كل دعم للفصائل الليبية وسحب جميع أفراد المرتزقة». ورأت أن «الحل السياسي الذي تيسره الأمم المتحدة هو الطريق الوحيدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا على المدى الطويل؛ مما سيتطلب جهداً مستداماً من الأمم المتحدة ودعماً ثابتاً من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، مشيدة بالعملية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي أخيراً باسم ايرينى ومساهماتها في تنفيذ حظر الأسلحة.
من جانبه، اتهم فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، «دولاً أوروبية، لم يسمها، بالسعي لتوطين المهاجرين داخل ليبيا». واستدرك خلال لقاء مع مسؤولين أمنيين محليين مساء أول من أمس بطرابلس، قائلاً «لكن سعيهم مرفوض وغير مقبول ويعتبر مساساً بالأمن القومي لليبيا». وقال إن «ظاهرة الهجرة غير المشروعة مصدر قلق لدول حوض المتوسط عامة وليبيا خاصة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.