أرسلان يهدد بالانسحاب من الحكومة اللبنانية لخلاف على تعيين قائد الشرطة القضائية

TT

أرسلان يهدد بالانسحاب من الحكومة اللبنانية لخلاف على تعيين قائد الشرطة القضائية

أتى التهديد بالانسحاب من الحكومة اللبنانية هذه المرة من الطائفة الدرزية على خلفية تعيين قائد للشرطة القضائية، ما يعكس مجدداً الانقسامات داخل الفريق الواحد. فالمحاصصة التي سبق أن أدت إلى «انتفاضة» مرة أرثوذكسية وأخرى مارونية وكذلك سنيّة، نتيجة الخلاف على تعيين محافظ لبيروت وحالت دون الحسم في التعيينات القضائية ومن ثم المالية، تحطّ اليوم عند الدروز عبر رفع رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان السقف، مهدداً بالانسحاب من الحكومة. والتهديد نفسه كان قد رفعه في وقت سابق رئيس البرلمان نبيه بري بسبب عملية عودة المغتربين ضمن خطة مواجهة وباء كورونا، ولوّح به رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رفضاً منه لعدم تضمين خطة الكهرباء إنشاء معمل لتوليد الطاقة في سلعاتا وما أدى في النهاية إلى تحقيق مطالبهما.
هذه الخلافات المتنقلة والمتعددة، ظهرت مجدداً في تعيين قائد للشرطة القضائية الدرزي، إذ قضى العرف بأن يكون محسوباً على «الحزب التقدمي الاشتراكي» ويسمّيه أو يرضى عنه رئيسه وليد جنبلاط، وهو ما يؤدي اليوم إلى خلاف حوله بين جنبلاط و«الديمقراطي» المشارك في مجلس الوزراء، والذي تشير المعلومات إلى أنه لم يدعم مرشّح الأخير لهذا المنصب، وهو ما يبدو واضحا من موقف أرسلان التصعيدي وتهديده بتعليق مشاركته في الحكومة.
وفي تغريدة له على حسابه على «تويتر» قال أرسلان: «حق الدروز ليس سلعة للبيع والشراء في أسواق السياسة الهزيلة... ولا نرى مبرراً لعدم تعيين قائد لوحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي يحوز على المواصفات المطلوبة باعتماد الأقدمية كمعيار محق للجميع ويفسح في المجال لجميع الضباط الدروز الكفوئين بتحقيق طموحاتهم المحقة دون منة من أحد».
وردّ أرسلان على الاتهامات التي أشارت إلى تورّط العميد ماهر الحلبي (الضابط الأقدم والمرشح لتولي المنصب)، بملفات لها علاقة بتجارة المخدرات، قائلاً: «ما يقال عن العميد ماهر الحلبي ويروّج له معيب بحق قائليه ومروجيه ولا يجوز الاعتماد على افتراءات وهميّة غير موجودة في إضبارته».
وهدّد أرسلان بالانسحاب من الحكومة، داعياً إلى «الكف عن التلاعب بحق الدروز ومصلحتهم... والمواقع الدرزية في الدولة خط أحمر لن نسمح لأحد بالتلاعب بها حتى لو اقتضى الأمر الوصول إلى تعليق مشاركتنا في الحكومة».
وبعد كلام أرسلان، أطلق كل من وزير السياحة والشؤون الاجتماعي، رمزي المشرفية، (المحسوب على أرسلان في الحكومة)، والوزيران السابقان وئام وهاب وصالح الغريب، مواقف داعمة لرئيس «الديمقراطي». وقال المشرفية في تغريدة على «تويتر»: «‏الشغور في أيّ منصب حسّاس في الدولة قد يؤدي إلى ضعف في الأداء وفي القيام بالواجب المطلوب تجاه المواطنين». وأضاف: «نؤكّد على ما قاله الأمير طلال أرسلان بضرورة الحسم في تعيين قائد لوحدة الشرطة القضائية في مؤسسة قوى الأمن الداخلي، لما فيه مصلحة للبنان وللمؤسّسة».
أما الغريب فقال: «كفى ما لحق الدروز من غبن في الإدارة نتيجة سياسات ومقايضات نعلم بعضها ونجهل غالبيتها. لن نكون شهود زور على استمرار قضم المواقع الدرزية في الدولة من طريق تكليف أناس في المواقع الدرزية الشاغرة أو من خلال تسميات لا نعلم مصدرها».
وكذلك أعلن وهاب تأييده كلام أرسلان، مهاجما وزير الداخلية (محمد فهمي) من دون أن يسميه، قائلاً: «يبدو أن بعض الوزراء اعتادوا أن يكونوا مأمورين»، مضيفا: «هذا الأمر قد يدمر الحكومة لأنها بحاجة إلى عمل وليس لكلام فقط».
في المقابل، ومع إقرارها بأحقية الحلبي بالمنصب انطلاقا من أنه الضابط الأقدم، أوضحت مصادر مطلعة على هذا الملف لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتراض جنبلاط والحكومة وتحديداً وزير الداخلية على الحلبي ينطلق من إثارة المعارضين لتعيينه شبهة ارتباطه بملفات يتم التحقيق فيها بقضايا مخدرات، وهو ما لا يمكن القبول به في موقع أمني رفيع يفترض أنه يكافح هذه القضايا». وهو ما نفاه أرسلان بشدة أمس. ولفتت المصادر إلى أن «الاقتراح كان بتعيين الضابط الذي يلي الحلبي في التراتبية، وهو العميد غازي كيوان، المقرب من جنبلاط، وهو ما يرفضه أرسلان».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.