أزمة «كوفيد ـ 19» تنال من ثلث الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا

تحسن أقل من المتوقع للمعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو

أكثر من ثلث مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا تأجل أو ألغي بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
أكثر من ثلث مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا تأجل أو ألغي بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
TT

أزمة «كوفيد ـ 19» تنال من ثلث الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا

أكثر من ثلث مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا تأجل أو ألغي بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)
أكثر من ثلث مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا تأجل أو ألغي بسبب «كورونا» (أ.ف.ب)

خلُص مسح سنوي لمجموعة إرنست آند يونغ للخدمات المهنية إلى أن ما يزيد عن ثلث مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في أوروبا التي تم الإعلان عنها في 2019 تأجلت أو ألغيت بالكامل بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأضافت المجموعة أن نحو 65 في المائة من أصل 6412 مشروعا تجري بالفعل أو مستمرة «لكن بطاقة وعمالة أقل». وكشف المسح الذي يركز على الجاذبية الاستثمارية لأوروبا إلى أن 25 في المائة تأجل، بينما ألغيت عشرة في المائة من تلك المشاريع.
كما أظهر المسح أن فرنسا تفوقت على بريطانيا وألمانيا كأبرز وجهة للاستثمارات الدولية في أوروبا للمرة الأولى. وسجلت فرنسا 1197 مشروع استثمار أجنبي العام الماضي، بارتفاع 17 في المائة مقارنة مع 2018. متفوقة على بريطانيا التي سجلت 1109 مشاريع بارتفاع خمسة في المائة، وألمانيا التي سجلت 971 دون تغيير عن العام السابق، وفقا لشركة الاستشارات إرنست آند يونغ.
ومن المتوقع أن يقوم ثلثا قادة الشركات الذين شملهم مسح إرنست آند يونغ في نهاية أبريل (نيسان) بتعديل خططهم للاستثمار في فرنسا هذا العام، ومن المتوقع أن يؤجل 15 في المائة منهم الخطط إلى 2021. ولا يتوقع أي منهم إلغاء مشاريع أو زيادتها.
ومنذ تفشي فيروس كورونا، أعادت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون التركيز على احتواء التداعيات الاقتصادية وتهدف إلى تعزيز التعافي عبر دفع الشركات الفرنسية لإعادة نقل أنشطة الإنتاج إلى فرنسا.
وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات الخميس أن المعنويات الاقتصادية بمنطقة اليورو انتعشت بأقل من المتوقع في مايو (أيار) حين بدأت حكومات في تخفيف إجراءات العزل العام الهادفة للحد من تفشي فيروس كورونا، إذ واصلت المعنويات في قطاعي الخدمات والتشييد التدهور.
وأظهر المسح الشهري للمفوضية الأوروبية أن المعنويات الاقتصادية في دول منطقة اليورو البالغ عددها 19 دولة تحسنت إلى 67.5 نقطة هذا الشهر من أدنى مستوى على الإطلاق عند 64.9 في أبريل (نيسان)، بما يرجع في الأساس إلى المزيد من التفاؤل في الصناعة وبين المستهلكين.
وكان خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا ارتفاعا إلى 70.3 نقطة في مايو. وجرى تعديل رقم أبريل بالخفض إلى مستوى قياسي منخفض بعد تحديث على ثقة الشركات في فرنسا. وارتفعت المعنويات في الصناعة إلى -27.5 في مايو من -32.5 في أبريل، لتتراجع بهامش ضئيل فقط عن التوقعات، وانخفضت المعنويات إلى -18.8 بين المستهلكين من -22 نقطة.
لكن في الخدمات، التي تظل الكثير منها مجمدة في ظل قواعد العزل العام، تدهورت المعنويات إلى -43.6 من -38.6 نقطة بدلا من أن تتحسن كما كانت تتوقع الأسواق. وفي التشييد، انخفضت المعنويات أيضا -17.4 من -16.1 نقطة. ولم تشهد المعنويات في قطاع التجزئة تغيرا يذكر.
من جهة أخرى، قال داريو نارديلا عمدة مدينة فلورنسا في إيطاليا في مقابلة الخميس إن المدينة أصبحت ضعيفة للغاية بسبب انهيار السياحة، وتحتاج إلى مساعدة من مانحين دوليين.
وقال نارديلا لصحيفة كورييري ديلا سيرا «نحن نجثو على ركبنا: هذا بالنسبة لنا مثل فيضان جديد» في إشارة إلى كارثة فيضان أرنو عام 1966 التي دمرت المدينة. كما قال: «أناشد جميع الرعاة ومن يحبون فلورنسا: ساهموا في صندوق النهضة الخاص بنا» مثلما فعل المانحون الأجانب بعد فيضان عام 1966. وذكر العمدة أن المدينة سوف تعاني من عجز يقارب 200 مليون يورو (220 مليون دولار)، نظرا لفقدان الدخل من السياحة. وقال إنه «من الأموال التي وعدت بها الحكومة؛ لم نر أي يورو بعد. أنا غاضب وقلق للغاية، ليس لدي المال لأعمال الصيانة المنتظمة للآثار والمباني».
ويشار إلى أن فلورنسا، المعروفة باسم مهد النهضة، هي واحدة من المدن الإيطالية الأكثر اعتمادا على السياحة، وهو قطاع أصيب بحالة شلل بسبب وباء كورونا. وقال نارديلا إنه سوف ينطلق في جولة دولية لجمع التبرعات بداية من الصين، التي «كانت أكثر الدول دعما لفلورنسا، حيث تبرعت بسرعة بكمامات وأجهزة تنفس». كما يعتزم العمدة التوجه إلى نيويورك ولوس أنجليس واليابان وهونغ كونغ وتايوان والهند ولندن وبرلين وباريس. وقال إن التبرعات وصلت بالفعل من مورغان ستانلي ورجال أعمال روس.


مقالات ذات صلة

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد وزيرة الخزانة البريطانية تلقي كلمة بجوار عمدة لندن أليستر كينغ في حفل العشاء السنوي في مانشن هاوس في لندن (أرشيفية- رويترز)

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

ستصبح وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أول مستشارة بريطانية تحضر اجتماعاً لوزراء المالية الأوروبيين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الاقتصاد ماكرون وشولتس يتشابكان بالأيدي بعد عقد مؤتمر صحافي مشترك خلال قمة الاتحاد الأوروبي (أرشيفية - رويترز)

الأزمات السياسية في فرنسا وألمانيا تنذر بمزيد من المتاعب لاقتصاد أوروبا المتعثر

من المؤكد أن الانهيار الحكومي في كل من برلين وباريس سيؤدي إلى عرقلة الجهود المبذولة لمعالجة العجز المتزايد في أوروبا والقدرة التنافسية المتدهورة.

«الشرق الأوسط» (باريس، برلين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يفضل ضعف اليورو... ويخطط لتخفيض الفائدة مجدداً

من المرجَّح أن يكون «المركزي الأوروبي» راضياً، وإن بشكل غير معلن، عن انخفاض أكبر في سعر صرف اليورو، وربما يكون أكثر حذراً حيال حدوث العكس في الوقت غير المناسب.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد خط إنتاج مصنع الألعاب العلمية «ساينس فور يو» في لشبونة (رويترز)

انكماش حاد في نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

انخفض نشاط الأعمال في منطقة اليورو بصورة حادة خلال الشهر الماضي؛ حيث انضم قطاع الخدمات المهيمن إلى قطاع التصنيع في الانكماش.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (لندن)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
TT

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)
إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، اليوم (الخميس)، إن «منظمة ترمب» تخطط لبناء برج ترمب في العاصمة السعودية الرياض في إطار توسع عقاري في المنطقة، بما في ذلك العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وفي معرض حديثه عن مشروعين جديدين في الرياض بالشراكة مع شركة «دار غلوبال» للتطوير العقاري الفاخر، ومقرها دبي، رفض نائب الرئيس التنفيذي لـ«منظمة ترمب» إعطاء تفاصيل، مكتفياً بالقول في مقابلة: «ما سأخبركم به هو أن أحدهما سيكون بالتأكيد برجاً»، مضيفاً أن شركته تخطط لتوسيع شراكتها مع «دار غلوبال» في جميع أنحاء منطقة الخليج، بما في ذلك مشروع جديد في أبوظبي.

وقال ترمب: «سنكون على الأرجح في أبوظبي خلال العام المقبل أو نحو ذلك»، وذلك بعد يوم من كشف الشركتين عن خططهما لبناء برج ترمب الذهبي المتلألئ في مدينة جدة الساحلية السعودية.

وقال زياد الشعار، الرئيس التنفيذي لشركة «دار غلوبال» المدرجة في لندن، إن المشروع المشترك الجديد الآخر المخطط له في الرياض هو مشروع «ترمب غولف» على غرار مشروع ترمب الذي تم إطلاقه في عُمان عام 2022، وأضاف في مقابلة مع «رويترز»: «نأمل في إنشاء برج واحد ومجتمع غولف واحد».

اتفقت شركة «دار غلوبال»، الذراع الدولية لشركة «دار الأركان» السعودية للتطوير العقاري، على عدد من الصفقات مع «منظمة ترمب»، بما في ذلك خطط لأبراج ترمب في جدة ودبي، إلى جانب مشروع عمان.

لم تشر المؤسستان إلى قيمة المشاريع، لكن الشعار قارن بين قيمة برج ترمب في جدة بقيمة 530 مليون دولار ومجمع ترمب للغولف في عُمان الذي قال إن تكلفته تبلغ نحو 2.66 مليار دولار.