الحكومة المصرية تحظر مؤقتاً البناء الخاص في المدن الكبرى

الحكومة المصرية تسعى للقضاء على العشوائيات عبر مشروعات للإسكان الاجتماعي المنظم (مجلس الوزراء المصري)
الحكومة المصرية تسعى للقضاء على العشوائيات عبر مشروعات للإسكان الاجتماعي المنظم (مجلس الوزراء المصري)
TT

الحكومة المصرية تحظر مؤقتاً البناء الخاص في المدن الكبرى

الحكومة المصرية تسعى للقضاء على العشوائيات عبر مشروعات للإسكان الاجتماعي المنظم (مجلس الوزراء المصري)
الحكومة المصرية تسعى للقضاء على العشوائيات عبر مشروعات للإسكان الاجتماعي المنظم (مجلس الوزراء المصري)

قررت الحكومة المصرية حظر البناء الخاص مؤقتاً في عواصم المحافظات والمدن الكبرى، ووقف إصدار تراخيص البناء ضمن خطة حصار «المساكن العشوائية».
وأصدر اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية، أمس الاثنين، قراراً وزارياً بتكليف المحافظين بوقف إصدار التراخيص الخاصة بإقامة أعمال البناء أو توسعتها أو تعليتها أو تعديلها أو تدعيمها للمساكن الخاصة في القاهرة الكبرى والإسكندرية وجميع المدن الكبرى، كما نص القرار على إيقاف استكمال أعمال البناء للمباني الجاري تنفيذها لحين التأكد من توافر الاشتراطات البنائية والجراجات؛ وذلك اعتباراً من يوم الأحد 24 مايو (أيار) الجاري ولمدة 6 أشهر».
ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الداخلية والمحافظين الأسبوع الماضي، إلى القبض على مخالفي البناء؛ للتقليل من ظاهرة البناء المخالف والمساكن العشوائية، إذ وصفهم بأنهم «يفسدون في البلاد».
وتعد محافظة الإسكندرية (شمال مصر) من أكثر محافظات الجمهورية في عدد مخالفات البناء، فوفق اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، يوجد 133 ألف قرار إزالة لمباني مخالفة بالمحافظة منذ 2011 حتى 2020، لم يتم تنفيذ سوى 9 آلاف قرار فقط منها»، مشيراً إلى أن «هذا العدد كبير جداً جعل المحافظة تحصل على لقب عاصمة المخالفات»، وأكد في مداخلة تلفزيونية أخيراً أنه «سيتم تشديد الإجراءات بعد توجيه الرئيس السيسي اليوم بالقبض على المخالفين».
ومنتصف الأسبوع الماضي، افتتح الرئيس السيسي مشروع «بشاير الخير 3»، (غرب الإسكندرية)، الذي يعد أحد أهم مشروعات تطوير العشوائيات، التي نفذتها السلطات المصرية بالآونة الأخيرة، بعد مشروع «بشاير الخير1» و«بشاير الخير 2»، وتم الانتهاء من المشروع الذي يقع على مساحة 105 أفدنة، وشارك فيه أكثر من 75 شركة مصرية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال عامين ونصف العام فقط، وتتكون المنطقة السكنية ببشاير الخير 3 من 100 بلوك سكني بعدد 200 عمارة وبإجمالي نحو 10624 وحدة سكنية، وسيتم تسليم الوحدات السكنية لأهالي المناطق العشوائية المحيطة مثل منطقة مأوى الصيادين».
وتواصل الحكومة المصرية العمل على تنفيذ خطة تطوير المناطق العشوائية، بجانب إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، ومشروعات للإسكان الاجتماعي، بمناطق متنوعة بمختلف أنحاء الجمهورية، وتأمل الحكومة في القضاء على العشوائيات بحلول عام 2030».
ويُولي السيسي أهمية خاصة لخطة استبدال المناطق العشوائية بأخرى حضارية على غرار ما تم بمنطقة «تل العقارب»، التي سميت بعد تطويرها بـ«روضة السيدة»، ومنطقة «غيط العنب» التي تحولت إلى «بشائر الخير»، بالإضافة إلى مدينة «الأسمرات» بالمقطم التي تم نقل سكان المناطق شديدة الخطورة بـ«الدويقة» (شرق القاهرة) إليها».
وتختلف أنواع المناطق العشوائية في مصر بين الإسكان غير الآمن، والإسكان العشوائي، والإسكان غير المخطط، وتضع الدولة خططاً مختلفة لتطوير كل منطقة على حدة، وفق المهندس خالد صديق، رئيس صندوق تطوير العشوائيات، الذي أوضح في تصريحات صحافية أن «40 في المائة من المسطح العمراني السكني في 230 مدينة مصرية غير مخطط (عشوائي)، بمساحة 160 ألف فدان، من إجمالي 417 ألف فدان، ويسكن هذه المناطق غير المخططة نحو 22 مليون مواطن»، مشيراً إلى أن «الصندوق يسعى للقضاء على هذه المناطق العشوائية بحلول 2030 بتكلفة تبلغ 350 مليار جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».