مع استمرار فرض الحجر المنزلي في عدد كبير من دول العالم بسبب جائحة «كورونا»، تصدرت الملابس المنزلية المريحة إطلالات الموضة، وحققت ارتفاعاً في نسب المبيعات بالآونة الأخيرة في عدد من الدول، بالتزامن مع توجه الكثير من المستهلكين إلى شراء السلع الرئيسية والاستغناء عن الأخرى الترفيهية، خوفاً مما تخبئه الأيام المقبلة التي من المتوقع أن تشهد مزيداً من فقد فرص العمل والوظائف وخصوصاً بالصناعات التكميلية والترفيهية بحسب خبراء اقتصاد.
ووفق بيانات نشرتها شركة «برودكو أناليتيكس» على الموقع الرسمي الخاص بها، الشهر الجاري، فإن حركة متاجر التجزئة في الولايات المتحدة الأميركية قد تراجعت في الأسبوع الرابع من مارس (آذار) الماضي، بنسبة 98 في المائة، وهو أمر وصفته الشركة المتخصصة في تحليل مؤشرات السوق بأنه «لم يسبق له مثيل»، ما يشير إلى توقع حدوث أزمات عدة للشركات ذات العلامات التجارية الشهيرة حول العالم، لا سيما التي تقدم سلعاً ترفيهية.
ولتفادي المزيد من الخسائر، اضطرت متاجر أزياء، متخصصة في «الموضة السريعة» إلى اتخاذ قرارات عاجلة، على غرار سلسلة متاجر «زارا»، التي قرأت مبكراً اتجاهات السوق والأنفاق خلال الفترة المقبلة، والتي أبرزت فجأة مجموعة «البيجامات» التي اعتاد تقديمها لعدة أعوام متتالية، لتتصدر تشكيلة هذا الموسم تحت شعار تسويقي يقول «استمتعي بارتداء ملابس مريحة وأنيقة في المنزل»، كما أعلن المتجر عن خدمة التوصيل المجاني بعد إغلاق جميع فروعه حول العالم. رغم أن «بيجامات زارا» لم تكن مخصصة من قبل للمنزل، وجاء ذلك بالتزامن مع ظهور الكثير من النجمات والمشاهير بملابس المنزل المريحة في محاولة لتشجيع فكرة الالتزام بالعزل المنزلي على غرار شاكيرا، وسيلينا غوميز وبيلا حديد، كما حظيت الأغنية المصورة التي أطلت فيها المطربة اللبنانية إليسا أخيراً مع زميلتها هيفاء وهبي، ببيجامات حرير، بتفاعل لافت، وهي وفق خبراء مؤشرات تشير إلى أن الأولوية في الإنفاق ستكون لصالح الملابس المريحة مقابل تراجع الموضة.
في السياق، وجه متجر «نوردستروم» أحد أضخم متاجر التجزئة في الولايات المتحدة الأميركية، المستهلكين على موقع التسوق الإلكتروني الخاص به، والذي أصبح النافذة الوحيدة للحد من الخسائر الاقتصادية للإغلاق، إلى جميع المنتجات التي توفر الراحة داخل المنزل، ليس ملابس النوم المريحة فحسب، بل الشموع المعطرة، الأغطية، ومنتجات العناية الشخصية، وهو ما فعلته كذلك أيضاً علامة «توري بورش» التجارية، التي تروّج عبر حساباتها الاجتماعية وموقعها الإلكتروني للملابس الرياضية التي لم تكن من قبل سلعة أساسية لهذه العلامة.
وبحسب مجلة «فوغ» الأميركية، فإن مبيعات ملابس النوم لدى متاجر «أدور مي» النسائية ارتفعت بنسبة 20 في المائة مقارنة بالتوقيت نفسه من العام الماضي، مقابل انخفاض مبيعات ملابس السباحة، التي تعد عادة مصدر دخل مهم للمتجر خلال عطلة الربيع.
وتماشيا مع الواقع الجديد الذي تسبب فيه وباء «كورونا»، اتجه بعض محرري الموضة التي كانت مهمتهم الأبرز ترشيح أحدث الصيحات على صفحات المجلات إلى ترشيح الملابس المنزلية المريحة، فصحيفة «الغارديان» البريطانية نشرت في قسم التسوق مجموعة من ملابس المنزل وخاصة «البيجامات» التي توفر الراحة والأناقة معاً. جميعها مؤشرات تدلل على أن هناك حاجة إلى أنواع معينة من الملابس في الوقت الحالي، وأن المستهلك لن ينفق قريباً إلا على السلع التي تُيسر بقاؤه في المنزل بنوع الرفاهية المتمثلة فقط في الراحة، وهو ما قد يدفع العلامات التجارية إلى أن تحول إنتاجها لتلبية الطلب الجديد تفاديا لوقع خسائر مالية.
«الملابس المنزلية» تنافس على مبيعات الموضة بفعل «كورونا»
متاجر كبرى تتفادى الخسائر وتكثف الدعاية لـ«البيجامات»
«الملابس المنزلية» تنافس على مبيعات الموضة بفعل «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة