هل «كلوروكين» علاج محتمل لـ«كوفيد ـ 19»؟

«المرأة الوطواط» درست تأثير العقار الزهيد الثمن

حبوب «هيدروكسي كلوروكين»
حبوب «هيدروكسي كلوروكين»
TT

هل «كلوروكين» علاج محتمل لـ«كوفيد ـ 19»؟

حبوب «هيدروكسي كلوروكين»
حبوب «هيدروكسي كلوروكين»

في أثناء عنفوان اجتياح سلالة جديدة من فيروس كورونا (تُعرف رسمياً بـ«سارس - كوف - 2») لمدينة ووهان الصينية، نشرت دورية «سيل ريسرتش» (أبحاث الخلايا) رسالة في الرابع من فبراير (شباط) الفائت، كتبها علماء من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، كشفوا فيها عن نتائج واعدة لتجربة حديثة شملت اختباراً داخل الأوعية المختبرية أظهر أنّ فيروس كورونا المستجد «تعرّض للشلل التام» تحت تأثير عقاري «ريمديسيفير» remdesivir و«كلوروكين» chloroquine.
- عقار زهيد
شكّلت هذه الرسالة الإشارة الأولى على أنّ الكلوروكين، العقار الزهيد والواسع الانتشار المستخدم في علاج الملاريا، قد يكون فعّالاً في محاربة ما يُعرف بـ«كوفيد - 19»، أي المرض الذي تسببه السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
وشارك في كتابة هذه الرسالة عدّة باحثين أبرزهم عالمة الفيروسات الصينية شي وينغلي الملقّبة بـ«المرأة الوطواط»، وهي أيضاً خبيرة بفيروس كورونا جمعت خلال عشرات السنوات قاعدة بيانات موسوعية حول الفيروسات التي تولد في الخفافيش. كما أنّها قادت الفريق البحثي الذي وضع أوّل تسلسل لجينوم الـ«سارس - كوف - 2» وأكّد أنّ هذا الفيروس المستجدّ ينتمي لعائلة فيروس كورونا الذي اكتُشف سابقاً في «خفافيش حدوة الفرس» في محافظة يُونَان.
خلال الاختبار المجهري، لاحظ العلماء الخصائص الفعّالة التي يتمتّع بها الكلوروكين لإحباط الفيروس، والتي خرجت إلى العلن بعد وقت قليل من إعلان «سارس» وباءً عالمياً عام 2003. ولا تزال طريقة عمل الكلوروكين لغزاً يحيّر العلماء، ولكنّ الجلي بالنسبة لهم هو أنّ العقار ينشط على مستويات متعدّدة لمنع الفيروس من السيطرة على الخلايا.
تحتاج فيروسات كورونا إلى بيئات حمضية للدخول إلى الخلايا البشرية. ولكنّ الكلوروكين ذا الطبيعة القلوية، يعطّل عمل الفيروس من خلال رفع مستوى الأس الهيدروجيني (pH) في الجسم، ويمنع البروتينات الشائكة التي تغلّف الفيروس من الالتحام مع مستقبِلات الخلية عبر إحباط عملية «الارتباط بالغليكوزيل» glycosylation. وبشكل عام، يعمل الكلوروكين على تنشيط الجهاز المناعي، فيعزّز بطريقة غير مباشرة قدرة الجسم على محاربة الفيروس. وتظهر الحماية التي يمنحها هذا العقار بشكل واضح على مستويين، قبل وبعد إصابة الخلية بالفيروس، مما يشير إلى إمكانية استخدامه كعقار واقٍ أيضاً.
شدّد العلماء في ووهان على أنّ تأثير «قبل الإصابة وبعدها» الذي يتمتّع به الكلوروكين يظهر بوضوح في الخلايا المريضة التي تحمل الفيروس المستجدّ. كما أوصوا بإجراء تجارب عيادية على البشر، لافتين إلى أنّ الخصائص المعززة للمناعة التي يتميّز بها العقار قد تسهم في تنشيط التأثير المضاد للفيروس لدى المرضى المصابين. ولكنّ هذا التأثير لا يزال ينتظر اسماً وتعريفاً خاصاً به. ولاحقاً، تحدّث العلماء نفسهم في دورية «سيل ديسكوفري»، المعنية بدراسات الخلية، عن الكلوروكين ووصفوه بأنّه «عقار اختياري قابل للاستعمال على نطاق واسع بفضل وفرته، وسلامة استخدامه المثبتة علمياً، وكلفته المنخفضة نسبياً». ولكن تغييرات كثيرة حصلت منذ نشر هذه الرسالة. فقد تحوّل «كورونا» من فيروس منتشر في ووهان إلى وباء عالمي يُعرف باسم «كوفيد - 19»، وأصبحت الولايات المتحدة التي سجّلت 4 آلاف حالة وفاة مع نهاية مارس (آذار) بؤرة للوباء.

- جدال علمي
في الآونة الأخيرة، كثُر الحديث عن الكلوروكين وتوسّعت شهرته في جميع دول العالم لا سيّما بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنّه من «أشدّ المعجبين» بعقار الهيدروكسي كلوروكين hydroxychloroquine المشتقّ، الذي أظهر نتائج واعدة في علاج فيروس كورونا، بحسب دراسة أجراها أطباءٌ فرنسيون. وفي المقابل، يتخوّف الباحثون والأطباء ومسؤولو قطاع الصحة العامّة من الترويج لعقار يوصف عادة لعلاج أمراض المناعة الذاتية مثل مرض الذئبة lupus، على أنّه علاج لـ«كوفيد - 19» استناداً على أدلّة علميّة متواضعة.
ولكنّ المشكلة الحقيقية تكمن في تحوّل الجدل القائم حول العقار إلى أداة سياسية. فقد حذّر أشيش جها، مدير معهد هارفارد للصحة العالمية من تحوّل الكلوروكين إلى «معركة تغذية حزبية»، وأردف قائلاً: «جميعنا سنكون مسرورين إذا ما ثبت أنّ العقار فعّال. ولكنّ المشكلة هي أننا لا زلنا غير متأكدين من ذلك».
تواجه الولايات المتحدة والدول الأوروبية اليوم تحدياً كبيراً لاحتواء هذا الفيروس، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ علماء الفيروسات في الصين كانوا قد دعوا قبل شهرين المجتمع الطبي إلى البدء بإجراء تجارب عيادية لاستخدام الكلوروكين كعلاج لـ«كوفيد - 19». ولكنّ النتيجة الوحيدة التي ظهرت حتّى اليوم صدرت عن دراستين صغيرتين في الصين وفرنسا شملتا 150 مريضاً بفيروس كورونا. كما لم تُسجّل حتّى الساعة أي تجارب عيادية عشوائية مزدوجة التعمية، والتي تُعتمد عادة كمعيار لاختبار العقاقير.
تتردّد الإدارة الطبية في الولايات المتحدة حتّى الساعة في اعتماد الكلوروكين أو الهيدروكسي كلوروكين كعلاج لـ«كوفيد - 19» بسبب نقص البيانات العلمية. وكان الطبيب أوتّو وانغ المتخصص في الأمراض المعدية من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، قد شرح في مقابلة مع مجلّة «تايم» أنّ التجارب المخبرية الواعدة لا ترقى دوماً إلى مستوى التوقعات. وأضاف قائلاً: «المشكلة هي أنّ تجارب المختبر لا تتنبّأ غالباً بما سيحصل مع المرضى».
بدورها، أطلقت منظمة الصحة العالمية قبل أسبوعين تجربة متأخرة واسعة النطاق لاختبار العقار، كما ستتمّ تجربة عقاري الكلوروكين والريمديسيفير على مرضى في أوروبا. وفي الوقت الحالي، يستخدم الأطبّاء في مدينة نيويورك وحول العالم الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين لعلاج الحالات المتقدّمة من المرض.
ويبقى الوقت هو الحكم لمعرفة ما إذا كانت نتائجهم ستؤكّد ما لاحظه علماء الفيروسات في ووهان قبل شهرين أم لا.
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.