الشرطة تضع حراسة على وكلاء النيابة الذين أوصوا بمحاكمة نتنياهو

مع اقتراب الحسم في ملفات الفساد

نتنياهو مع رئيس حزب «شاس» في اجتماع للكتلة اليمينية في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
نتنياهو مع رئيس حزب «شاس» في اجتماع للكتلة اليمينية في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
TT

الشرطة تضع حراسة على وكلاء النيابة الذين أوصوا بمحاكمة نتنياهو

نتنياهو مع رئيس حزب «شاس» في اجتماع للكتلة اليمينية في الكنيست أمس (إ.ب.أ)
نتنياهو مع رئيس حزب «شاس» في اجتماع للكتلة اليمينية في الكنيست أمس (إ.ب.أ)

مع اقتراب موعد الحسم في قضايا الفساد الثلاث التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قررت الشرطة وضع حراسة خاصة على جميع الموظفين الكبار في النيابة العامة، الذين كان لهم ضلع في التوصية بتقديم لوائح اتهام.
وقالت مصادر سياسية إن الشرطة تتابع كيف يقوم نشطاء اليمين بمهاجمة النيابة في الشبكات الاجتماعية لتجرئها على محاكمة نتنياهو، وتوجيه التهديدات الصريحة لأقطابها، وتشاهد أي غضب يعبرون عنه في مظاهرات التأييد لنتنياهو، لذلك قررت ألا تخاطر، وأن تحمي هؤلاء الموظفين.
كانت مصادر مقربة من دوائر التحقيق قد سربت لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس الاثنين، أن المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، يضع حالياً اللمسات الأخيرة على صياغة لوائح الاتهام ضد نتنياهو، وقد طلب من الشرطة أن تضيف بعض الملاحظات لتوضيح الأمور أكثر فيما يتعلق بـ«الملف 4000»، حتى يحسم قراره، إن كانت لائحة الاتهام ستكون وفق بند «الاحتيال والخداع وخيانة الأمانة»، أو بند الرشوة الذي يعتبر أخطر، والحكم فيه هو السجن الفعلي بشكل مؤكد.
وقالت هذه المصادر إن مندلبليت وطواقمه يجرون جلسات ماراثونية حول ملفات نتنياهو، تطلق يومياً في ساعات الصباح الأولى، وتنتهي في وقت متأخر من ساعات المساء. وأكدت أن من المرجح أن ينهي مندلبليت دراساته، ويتخذ القرار النهائي بملفات نتنياهو في نهاية الأسبوع الحالي، أو في الأسبوع المقبل، أي بعد انتهاء مهلة التكليف الممنوحة لرئيس «كحول لفان» بيني غانتس، لتشكيل الحكومة. إذ إنه يحرص على ألا تكون هناك علاقة بين قراره وبين تشكيل الحكومة.
ونشر التلفزيون الرسمي «كان»، أمس، تقريراً جاء فيه أن «مصادر سياسية تحدثت مؤخراً مع مقربين من نتنياهو، كشفت أن طاقم محامي نتنياهو نصحوه، أن يذهب إلى انتخابات ثالثة، لأن هذه الخطوة قد تمنحه مزيداً من الوقت للتعامل مع ملفات الفساد التي تلاحقه، وتوفر له الفرصة بإدارة ملفاته مقابل سلطات إنفاذ القانون».
والمعروف أن نتنياهو مشتبه بارتكاب مخالفات فساد في ثلاثة ملفات، حتى الآن، وهناك ملف رابع ينتظر البحث. أما الملفات الواضحة، التي يوجد فيها شهود ملك أيضاً من أقرب المقربين من نتنياهو، فهي: «الملف 1000»، المشهور بملف السيجار والشمبانيا، وفيه يشتبه بأن نتنياهو وزوجته وابته حصلوا على منافع شخصية من أثرياء ورجال أعمال، بينهم المنتج السينمائي أرنون ميلتشين، الذي كان نتنياهو وعائلته يطلبون منه هدايا ثمينة، عبارة عن سيجار فاخر له وشمبانيا فاخرة وحلي ومجوهرات لزوجته، وبينهم جيمس بيكر، الذي وفر رحلات فخمة لابنه، يائير. ووفقاً للائحة الشبهات التي نشرها مندلبليت، فإن نتنياهو عمل في إطار مناصبه العامة لمصلحة ميلتشين، في عدة أمور تجارية وشخصية.
وفي الملف 2000، مشتبه نتنياهو بإجراء محادثات مع ناشر صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أرنون موزيس، واقترح خلالها إضعاف صحيفة «يسرائيل هيوم» مقابل تغطية داعمة له في «يديعوت أحرونوت» وموقعها الإلكتروني.
وفي الملف 4000، الذي يعتبر الملف الأخطر، نتنياهو مشتبه بالحصول على رشوة من مالك شركة «بيزك»، شاؤول ألوفيتش، وجني الأخير أرباحاً طائلة، تشير التقارير إلى أنها تزيد عن مليار شيكل (333 مليون دولار)، وذلك مقابل تغطية داعمة لنتنياهو في موقع «واللا» الإلكتروني، الذي يملكه ألوفيتش.
أما الملف الرابع، فإن نتنياهو ليس مشتبهاً به بعد، ولكن أكثر من إشارة تدل على أن النيران ستصل إليه، وهو يتعلق بصفقة شراء 3 غواصات من ألمانيا، على عكس رغبة سلاح البحرية ووزير الدفاع الأسبق، موشيه يعلون. ويقول يعلون إنه منح الشرطة إفادة مفصلة تؤكد أن نتنياهو فاسد بسبب هذه الصفقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.