ملك البحرين يسلم «أبو الفقراء» في باكستان «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية»

العاهل البحريني خلال حفل «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية» (الشرق الأوسط)
العاهل البحريني خلال حفل «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية» (الشرق الأوسط)
TT

ملك البحرين يسلم «أبو الفقراء» في باكستان «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية»

العاهل البحريني خلال حفل «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية» (الشرق الأوسط)
العاهل البحريني خلال حفل «جائزة عيسى لخدمة الإنسانية» (الشرق الأوسط)

كرّم ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس مؤسسة «إدهي» الباكستانية التي أسسها الراحل عبد الستار إدهي المعروف الذي يُطلق عليه «أبو الفقراء» وذلك بمنحها جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الرابعة (2018 - 2019) في حفل أقيم بمركز عيسى الثقافي وحضره ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وتبلغ قيمة الجائزة مليون دولار أميركي، مرفقة بميدالية من الذهب الخالص وشهادة تقديرية عليا.
وهنأ ملك البحرين في كلمته في الحفل (مؤسسة إدهي الخيرية) في باكستان على فوزها بالجائزة، «وذلك نظير خدماتها الإنسانية الجليلة في المجالات الخيرية والطبية والإغاثية». مشيداً بمؤسسها الراحل، عبد الستار إدهي، «الذي سيظل اسمه خالدا بتضحياته، وسيبقى عطاؤه نموذجا استثنائيا للعمل الإنساني الرفيع».
وقال الملك حمد: «نود هنا بكل تقدير وإعجاب، أن نشيد بجهود كل المؤسسات والأفراد ممن تقدموا لنيل الجائزة في دورتها الرابعة من مختلف بلدان العالم، ولا سيما من تميز عملهم ونافس على الجائزة حتى مراحل التحكيم الأخيرة، وهو تحكيم نحرص على أن تتولاه نخبة من الخبراء والاستشاريين الدوليين، مستندين في ذلك إلى أدق المعايير العلمية».
أما الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، فقال في كلمته: «ما أحوجنا اليوم، في مجتمعات العالم حيث الإنسانية خجولة بحضورها ومكسورة بنسيانها، إلى لفتة تعكس ما لمملكة البحرين من جذور في احترام الإنسان، والتآلف الذي يجمل حياة وتاريخ مدننا ومجتمعاتنا. ما أحوجنا إلى جائزة تعيد للفرد إنسانيته، وتعمل على تشجيع عمل الخير وتأصيل قيم الانفتاح والتعايش والسلام وهي القيم التي تفخر بها مملكة البحرين». وأضاف أن «قرار مجلس أمناء الجائزة وبناء على ما توصلت إليه لجنة التحكيم بفوز مؤسسة عبد الستار إدهي الخيرية بجمهورية باكستان الإسلامية بعد عامين من البحث والاستفسار والشفافية والمهنية في الاختيار، يعكس توفر شروط الاستحقاق بالمؤسسة المختارة كي تحمل اسم الجائزة بنسختها الرابعة».
وأكد الشيخ محمد بن مبارك أن «مؤسسة عبد الستار إدهي هي المشروع الأجدر بالفوز بالجائزة تقديرا واعترافا وتكريما لما قدمته وتقدمه من خدمات وأعمال إنسانية في جميع أنحاء باكستان شملت إسعاف المرضى وإغاثة المنكوبين ومساعدة المحتاجين الضعفاء وإيواء المشردين وتعليم الأطفال الفقراء وإنقاذهم من الضياع والانحراف، أكدت كل ذلك زيارة ميدانية قامت بها الأمانة العامة للجائزة وأحد أعضاء لجنة التحكيم الموقرين».
وقالت الدكتورة آوا ماري كول - سيك عضو لجنة التحكيم لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الرابعة، إن «أجمل ما في هذه الجائزة نزاهتها، وحياديتها، وتجنبها لمزالق السياسة، وتركيزها على تكريم الأشخاص الاستثنائيين الذين يقومون بتغييرات إيجابية في مجتمعاتهم».
وقد منحت جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في البحرين، هذا العام لمؤسسة «إدهي» أكبر المؤسسات الخيرية الباكستانية التي أسسها رجل الأعمال الباكستاني عبد الستار إدهي المعروف بلقبه: «أبو الفقراء»، وهو فاعل خير وناشط اجتماعي وزاهد باكستاني يكنى «أبو الفقراء» و«ملاك الرحمة» وسبق أن رُشح مراراً لنيل جائزة نوبل للسلام.
وقد واجه عبد الستار إدهي، في سن مبكرة المرض الذي عانت منه والدته، حيث ولدت لديه تجربته في رعايتها رغبة في تأسيس جمعية خيرية لمساعدة الفقراء في جميع أنحاء العالم، وقد عبر عن ذلك بقوله: «دفعتني محنة أمي إلى التفكير في أولئك الذين يعانون ولا يجدون من يساعدهم».
بدأ عبد الستار إدهي مشروعه الخيري بشراء شاحنة خفيفة استخدمها كسيارة إسعاف، وغدت «سيارة الفقراء»، التي تنقل الأشخاص المحتاجين إلى أقرب مستشفى. وخطوة، خطوة، أدت جهوده إلى إنشاء مؤسسة إدهي، التي أصبحت أكبر مؤسسة رعاية غير ربحية في باكستان.
وتعرف مؤسسة (إدهي) EDHI الخيرية الباكستانية، الفائزة بجائزة هذه الدورة، باعتبارها مؤسسة إسلامية تُعد أكبر مؤسسة خيرية باكستانية معروفة على النطاق العالمي في مجال الخدمة الإنسانية. ويغطي عملها كل البشر من جميع الملل والأديان والجنسيات دون تفريق، وأسسها رجل الأعمال الخيرية المعروف عبد الستار إدهي، وقد كرس حياته لخدمة البشر الأكثر فقراً، فأسس مؤسسة خيرية عملاقة من دون أي مساعدات حكومية أو دعم عالمي بنت مستشفيات للولادة ومشارح وأماكن مجهزة لإيواء الأيتام وملاجئ ودوراً للعجزة، وظل إلى حين وفاته في 8 يوليو (تموز) 2016 يعمل بجد في مؤسسته مكرساً حياته وحياة كل أفراد أسرته بأكملها لخير الناس.
وفي بداية حياته انخرط في تجارة الأقمشة التي يمتهنها والده، ولكنّه سرعان ما هجر مهنة أبيه، ومع نفر من أصدقائه أنشأ مستوصفاً صغيراً من حجرة واحدة في حي ميثادار في مدينة كراتشي القديمة. امتلك سيارة صغيرة وأصبح يتجول بها في المدينة ناقلا المرضى وجرحى الحوادث إلى المستشفيات للإسعاف. ومن هذه البداية المتواضعة أفلح عام 1951 في إنشاء مؤسسة استهوت الآلاف من المتطوعين الذين يتبرعون بوقتهم وجهدهم لمساعدة الآخرين.
وحالياً يدير أبناؤه وبناته 300 مركز للطوارئ منتشرة في كل أقاليم باكستان، تعمل على مدار الساعة بأسطول قوامه 1500 سيارة إسعاف و28 قارب إنقاذ وثلاث طائرات إسعاف صغيرة، اثنتان مستأجرتان وتم امتلاك الثالثة، وتتلقى المؤسسة 6 آلاف مكالمة يستقبلها 200 مخابر هاتفي لطلب خدمة الإسعاف يومياً. وبات لمؤسسة إدهي ملاجئ للأيتام ملحقة بالمدارس الابتدائية والثانوية ودور للمعاقين والأطفال المشردين، وأخرى للمدمنين على تعاطي المخدرات ومساكن للنساء المعتدى عليهن. وهناك مراكز للأمومة ولتنظيم الأسرة ومعاهد لتدريب الممرضات وبنوك للدم ومستوصف للدرن ومستشفى للسرطان.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.