تغيرات تقنية في إرشاد وعلاج مرضى السكري

«العيادة الافتراضية» خطوة رائدة وفعالة لمساعدتهم

تقنيات «التطبب عن بعد» تزداد تطوراً
تقنيات «التطبب عن بعد» تزداد تطوراً
TT

تغيرات تقنية في إرشاد وعلاج مرضى السكري

تقنيات «التطبب عن بعد» تزداد تطوراً
تقنيات «التطبب عن بعد» تزداد تطوراً


قد تساعد التكنولوجيا في توفير رعاية أكثر دعماً وفعالية وكفاءة لمرضى السكري الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب.
يعاني واحد من كل 11 بالغاً في الولايات المتحدة من مرض السكري، وهي حالة مزمنة ومكلفة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب. ويعد تغيير نمط الحياة الذي يشجع على تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة وفقدان الوزن، حجر الزاوية في إدارة كلتا المشكلتين. لكن القيام بهذه التغييرات قد يشعر المريض غالباً بالإحباط، خاصة بالنسبة لمرضى السكري المفترض أن يحافظوا على ثبات مستويات السكر في الدم التي تتأثر بما ومتى يأكلون ويمارسون الرياضة.
- «إدارة السكري»
إن الحصول على دعم فعال لإدارة مرض السكري مع تغييرات نمط الحياة ليس بالأمر السهل، حيث يقول الدكتور أسامة حمدي، المدير الطبي لبرنامج السمنة السريرية بمركز جوسلين لأمراض السكري التابع لجامعة هارفارد، إن «النظام الحالي لإدارة مرض السكري معطل». فبالنسبة للمبتدئين، لا يوجد ما يكفي من اختصاصيي الغدد الصماء لملايين الأشخاص المصابين بمرض السكري في أميركا. ويوضح أن المواعيد الطبية التي تجري مع هؤلاء المختصين غالباً ما تكون قصيرة جداً ونادرة جداً بحيث لا يتمكن الأشخاص من تحقيق تقدم ملموس.
بالإضافة إلى ذلك، ترتكز إرشادات علاج مرض السكري في الغالب على الأدوية باهظة الثمن، وغالباً ما يتناول الأشخاص المصابون بداء السكري من ثلاثة إلى خمسة أدوية عن طريق الفم، كما يحتاج البعض الآخر إلى الأنسولين للتحكم في نسبة السكر في الدم. ويقول الدكتور حمدي: «لكن إذا قدمنا للناس الدعم الذي يحتاجون إليه لفقدان الوزن من خلال تغييرات نمط الحياة، فيمكننا إدارة مرضهم بشكل فعال للغاية باستخدام عدد أقل من الأدوية».
- توظيف التكنولوجيا المتقدمة
المفتاح هو استخدام أحدث التقنيات التي يمكن أن تجعل الحياة أسهل لكل من المريض والطبيب. ويوضح الدكتور حمدي أن هذا النموذج يعتمد على «التطبيب عن بُعد» telemedicine لإنشاء «عيادة مرض السكري الافتراضية». ويرتكز برنامج رائد يعكف عليه مركز جوسلين يطلق عليه «بيت جوسلين» Joslin Home على زيارات قصيرة ومتكررة يقوم بها أحد مقدمي الرعاية الصحية بشكل مباشر ولكن من خلال هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو كومبيوتر. إن الجانب العظيم في الزيارات الافتراضية هو أنه يمكنك القيام بها في أي مكان - في المنزل أو في أي مكان آخر قد توجد به. وليس هناك حاجة إلى إهدار نصف يومك في قيادة السيارة وسط زحام المرور والوقوف والانتظار لرؤية الطبيب ثم العودة إلى المنزل.
يجرى تحديد المواعيد كل أسبوع أو أسبوعين ويمكن أن تكون مع أي شخص في فريق العناية بمرض السكري - قد يكون طبيباً أو ممرضاً ممارساً، أو أخصائي مرض السكري، أو فيزيولوجي تمارين رياضية، أو معالجاً سلوكياً. وتستمر الجلسة ما بين خمس وعشر دقائق فقط وتركز على خمسة أسئلة:
1. ما هي نسبة السكر في دمك؟
2. هل تتبع خطة النظام الغذائي الخاص بك؟
3. هل تتبع خطة للتمارين؟
4. هل تتناول الأدوية الخاصة بك؟
5. ماذا تحتاج من هذه الزيارة؟
- أدوات الإشراف التقنية
يقول الدكتور حمدي: «نرسل للمرضى مقياساً لنسبة الغلوكوز في الدم لاختبار نسبة السكر لديهم، ويرسلون بالنتيجة إلى خادم كومبيوتري يرتبط بالحساب الإلكتروني بحيث يمكن للطبيب رؤيتها. إذا لم تتم إضافة النتيجة - من قبل المريض - فسيؤدي ذلك إلى تذكير تلقائي بإجراء اختبار لنسبة السكر في الدم.
ويوفر تطبيق الهاتف الذكي تلك الميزة جنباً إلى جنب مع خطة تفصيلية لنمط الحياة. وعلى سبيل المثال، فإن هناك شخصية متحركة كرتونية توضح التمارين وتظهر لك كيف تبدو الوجبة الصحية. ويمكنك أيضاً استخدام التطبيق للتواصل مباشرة مع الصيدلية لجدولة عبوات الأدوية.
يعتمد التطبيق على برنامج يسمى «Why WAIT» وهي مختصر لعبارة
(Weight Achievement and Intensive Treatment) وتعني «الوصول إلى الوزن المطلوب والعلاج المكثف» الذي قام مركز جوسلين بتطويره، والذي استند إلى 12 عاماً من الأدلة المنشورة وساعد مئات الأشخاص على إنقاص الوزن وإدارة مرض السكري، وساعدت في تطويره شركتان كبيرتان هما «وارنر برزرز» و«بيكسار»
- المشورة والمساءلة
وبحسب الدكتور حمدي، فلكي ينجح الناس في إنقاص وزنهم والمحافظة عليه، فإنهم في حاجة إلى نصائح غير معقدة والكثير من التشجيع. إن أقصى أنواع الحمية الغذائية تعتمد على تقليل الكربوهيدرات، أو تقليل الدهون، أو خفض السعرات الحرارية، أو لنقل ببساطة إنها شديدة التقيّد بنظام محدد. لا يمكن للناس التمسك بأنماط الطعام هذه على المدى الطويل، ولذلك، بحسب الدكتور حمدي: «نحن نقدم قوائم تشمل الأطعمة الشائعة التي يتناولها الناس كل يوم ولكنها تقلل من الكربوهيدرات وتزيد من البروتين وتتحكم في الكميات».
كما صُمم برنامج التمرينات بحيث يلبي الاحتياجات الفردية للشخص، وهو يتضمن نماذج تمتد لـ10 دقائق من تمارين شد العضلات في الصباح، وتمرين سريع لمدة 10 دقائق بعد الغداء، وتمارين القوة باستخدام أربطة مقاومة في المساء لفترة 10 دقائق أيضاً.
تساعد عمليات المراجعة المتكررة التي يجريها مقدمو الخدمات على تحميل هؤلاء الأشخاص مسؤولية أنفسهم، تماماً كما تقوم بتنظيف أسنانك قبل رؤية طبيب الأسنان. ومن الأرجح أن الإنسان سيلتزم بعادات صحية إذا كان يعرف أن شخصاً ما سيشاهد نتائج السكر في دمه. في الواقع يميل الأشخاص المصابون بداء السكري إلى أن يكونوا أكثر تحمساً من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن فقط لأنهم يمكن أن يروا على الفور تغييرات في نسبة السكر في دمهم بسبب تغييرات في نمط حياتهم.
ومع ذلك، إذا كان تقدمك بطيئاً في البداية، فليس عليك أي لوم أو ذنب. ويضيف الدكتور حمدي: «إننا نواصل تشجيعهم ونثق في أنهم سيرون النتائج. وعندما نرى هذه النتائج فسوف يعني ذلك أنهم ملتزمون بالبرنامج».
- انحسار الوزن
في خلال أربعة أشهر، يخسر الأشخاص الذين يتبعون برنامج (Why WAIT) 7.7 رطل (الرطل 453 غراماً تقريباً) في المتوسط، وينخفض مستوى HbA1c بمقدار 0.7 نقطة في المتوسط، إذا كنت تستطيع أن تفقد 7 في المائة من وزنك والحفاظ على هذا الوزن لمدة عام، فإن تكلفة علاج مرض السكري الخاص بك ستنخفض بنسبة 44 في المائة.
في الوقت الحالي، يقدم تطبيقWhy WAIT نسخة تجريبية مجانية لمدة أسبوع واحد (أنظر www.healthimation.com). بعد ذلك، يتكلف 49.99 دولار شهرياً للأشهر الثلاثة الأولى، ثم 10 دولارات شهرياً بعد ذلك. على عكس التطبيقات العامة لفقدان الوزن، يجري تخصيص خطط الوجبات والتمارين على أساس تقييم شامل للمستخدم. لكنه لا يشمل اختصاصي الرعاية الصحية.
لا يزال نموذج الدفع لبرنامج «جوسلين هوم» بالكامل - بما في ذلك الزيارات الافتراضية وخدمة مقدمي الرعاية الصحية ومراقبة نسبة السكر في الدم - قيد الإعداد. لكن الدكتور حمدي يجري حالياً مناقشات مع واحدة من أكبر شركات التأمين الصحي في البلاد لاستكشاف طرق لتقديم هذه الخطة لأعضائها.
- ماذا يعني HbA1c؟
يعتبر اختبار الهيموغلوبين A1c (المعروف باسم HbA1c، أو مجرد اختبار (A1c مقياساً لمتوسط نسبة السكر في الدم لدى الشخص على مدار ثلاثة أشهر تقريباً.
إليك ما تعنيه القراءات في هذا الاختبار:
- عادي: أقل من 5.7 في المائة
- ما قبل السكري: 5.7 في المائة إلى 6.4 في المائة
- مريض السكري: 6.5 في المائة أو أعلى.

- رسالة هارفارد للقلب،
خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

ممارسة الرياضة ساعة أسبوعياً قبل الإصابة بالسرطان تقلل فرص الوفاة للنصف

صحتك ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان تقلل من فرص الوفاة إلى النصف (رويترز)

ممارسة الرياضة ساعة أسبوعياً قبل الإصابة بالسرطان تقلل فرص الوفاة للنصف

أكدت دراسة جديدة أن ممارسة الرياضة في العام السابق لتشخيص الإصابة بالسرطان يمكن أن تقلل من فرص الوفاة إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أكواب تحتوي على مخفوق الحليب بنكهات متعددة (أ.ب)

دراسة: كوب من الحليب يومياً يقلل خطر الإصابة بسرطان الأمعاء

كشفت دراسة حديثة عن أن كوباً واحداً من الحليب يومياً يقلل من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بنحو الخُمس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)
رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

ووجد الباحثون أن الاستمتاع بالقهوة في الصباح قد تكون له فوائد أكثر من توزيع استهلاكك على مدار اليوم. وشارك أكثر من 40 ألف بالغ بالولايات المتحدة في دراسات طويلة الأمد تبحث في الصحة والتغذية وأسلوب الحياة.

كما وجد الباحثون نمطين مختلفين لشرب القهوة؛ أولئك الذين يشربون القهوة قبل منتصف النهار، وأولئك الذين يشربون القهوة طوال اليوم. وعدَّ فريق البحث أكثر من ثلث المشاركين في الدراسة (36 في المائة)، من شاربي القهوة في الصباح، بينما كان نحو 14 في المائة منهم من شاربي القهوة طوال اليوم، وفق ما أفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

وقام فريق البحث، بقيادة خبراء من جامعة تولين في الولايات المتحدة، بتتبع الأشخاص المشاركين في الدراسة لمدة عقد تقريباً. وخلال فترة المتابعة، تُوفي نحو 4295 شخصاً شاركوا في الدراسة.

وبعد أخذ عوامل مختلفة في الحسبان، وجد الباحثون أن شاربي القهوة الصباحية كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 16 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا القهوة على الإطلاق. وكانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 31 في المائة. ولم يكن هناك انخفاض في المخاطر لدى شاربي القهوة طوال اليوم، مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا أي قهوة.

وقال الباحثون إن تناول كميات أكبر من القهوة يرتبط «بشكل كبير» بانخفاض خطر الوفاة، ولكن فقط بين الأشخاص الذين يشربون القهوة في الصباح، مقارنة بأولئك الذين يشربون القهوة طوال اليوم.

وكتب الباحثون، في مجلة القلب الأوروبية: «قد يكون شرب القهوة في الصباح مرتبطاً بشكل أقوى بانخفاض خطر الوفاة، مقارنة بشرب القهوة في وقت لاحق من اليوم». وتابع الباحثون: «نظراً للتأثيرات التي يخلفها الكافيين على أجسامنا، أردنا أن نرى ما إذا كان وقت اليوم الذي تشرب فيه القهوة له أي تأثير على صحة القلب. هذه هي أول دراسة تختبر أنماط توقيت شرب القهوة والنتائج الصحية».

وقال الباحثون في الدراسة: «تشير نتائجنا إلى أنه ليس فقط ما إذا كنت تشرب القهوة أو كم تشرب، ولكن الوقت من اليوم الذي تشرب فيه القهوة هو المهم. لا نقدم عادةً نصائح حول التوقيت في إرشاداتنا الغذائية، لكن ربما يجب أن نفكر بهذا في المستقبل. ولا تخبرنا هذه الدراسة لماذا يقلل شرب القهوة في الصباح خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لكن التفسير المحتمل هو أن تناول القهوة في فترة ما بعد الظهر أو في المساء قد يعطل الإيقاعات اليومية ومستويات الهرمونات مثل الميلاتونين. وهذا بدوره يؤدي إلى تغييرات في عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل الالتهاب وضغط الدم».

وتابع الباحثون أن «هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحة نتائجنا في مجموعات سكانية أخرى، ونحن بحاجة إلى تجارب سريرية لاختبار التأثير المحتمل لتغيير وقت اليوم الذي يشرب فيه الناس القهوة».

وفي مقال افتتاحي مرتبط، قال البروفيسور توماس لوشر، من مستشفى «رويال برومبتون وهارفيلد» في لندن: «إن كثيرين من شاربي القهوة طوال اليوم يعانون اضطرابات النوم». وكتب: «بشكل عام، يتعين علينا أن نقبل الأدلة القوية الآن على أن شرب القهوة، وخاصة في ساعات الصباح، من المرجح أن يكون صحياً. لذا اشرب قهوتك، ولكن افعل ذلك في الصباح».

وقد لوحظت نتائج مماثلة بين أولئك الذين شربوا القهوة المحتوية على الكافيين أو منزوعة الكافيين إما في الصباح أو طوال اليوم. وقال الباحثون إن المشاركين الذين يشربون القهوة في الصباح كانوا أكثر عرضة لاستهلاك الشاي والصودا المحتوية على الكافيين، لكنهم يستهلكون كمية أقل من القهوة، سواء أكانت تحتوي على الكافيين أم منزوعة الكافيين، مقارنة بأولئك الذين شربوا القهوة طوال اليوم.