سرطان الثدي... رصد الأعراض ومستجدات العلاج

أكتوبر «الوردي» شهر التوعية الصحية بمضاعفاته

سرطان الثدي... رصد الأعراض ومستجدات العلاج
TT

سرطان الثدي... رصد الأعراض ومستجدات العلاج

سرطان الثدي... رصد الأعراض ومستجدات العلاج

مع بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، يكتسي العالم باللون الوردي أملاً في زيادة الوعي، ولفت الانتباه إلى الفحص المبكر وطرق علاج مرض سرطان الثدي، السرطان الأكثر إصابة للنساء على مستوى العالم، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية إصابة أكثر من مليوني امرأة سنوياً، ووفاة ما يقارب 15 في المائة، بسببه، من مجموع الوفيات لمختلف أنواع السرطان في العالم. وفي بريطانيا، أظهرت دراسة أنه في كل 10 دقائق تكتشف امرأة إصابتها بسرطان الثدي.
ومحلياً، كشف مركز تسجيل الأورام أن المعدل السنوي لإصابة السعوديات بسرطان الثدي يفوق 1800 امرأة سنوياً، وتشخص حالات 15 في المائة منهن في مرحلة متقدمة. وهذه الأعداد تجعل المهتمين بصحة المرأة والمجتمع يهرعون للحد من هذا المرض؛ سواء بالفحص الدوري وتحديد النساء الأكثر عرضة للإصابة به، أو باكتشافه مبكراً جداً، حيث إن التشخيص المبكر يساعد في علاج 95 في المائة من الحالات في خلال 5 سنوات.

- الأسباب
تحدث إلى «صحتك» الدكتور عبد الرحيم أحمد الشنقيطي، استشاري أورام الكبار بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، مشيراً إلى تنوع أسباب الإصابة. فهناك أسباب لا يمكن التحكم فيها مثل الجنس (خطر إصابة المرأة يفوق الرجل بمراحل)، وتقدم العمر، والتاريخ المرضي لمشاكل الثدي (كوجود السرطان الفصيصي الموضعي في خزعة الثدي)، والتاريخ العائلي للمصابات بالمرض، والعامل الوراثي الذي قد يزيد احتمالات انتقال سرطان الثدي عبر الأجيال لحاملي الاعتلالات والطفرات الجينية مثل (BRCA1 -BRCA2).
وهناك عوامل أخرى هرمونية كالبلوغ المبكر (قبل 12 سنة)، وتأخر انقطاع الطمث لما بعد 55 عاماً، واستخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس، والتعرض للإشعاع في منطقة الصدر. كما أن لنمط الحياة ارتباطاً مع زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي كالسمنة وتناول الكحول والتدخين والإكثار من الطعام غير الصحي، والسهر وقلة النوم.

- الأعراض
أيضاً، تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة كريمة بنت محمد قوتة، استشارية طب الأسرة بوزارة الصحة والحاصلة على البورد السعودي والعربي، فأوضحت أن أعراض المرض قد تشمل تغيراً في جلد الثدي (كقشرة البرتقالة) أو الحلمة (تتراجع وتنعكس)، وظهور كتلة أو ورم في الثدي وتحت الإبط (مؤلمة أو غير مؤلمة)، وإفرازات غير اعتيادية من الحلمات، ونقصاناً مفاجئاً في الوزن.

- الفحص الدوري
تقول الدكتورة كريمة قوتة إن الفحص الدوري يُجرى اعتماداً على إحصائيات وعوامل الخطر لكل دولة، ففي السعودية يُجرى لكل امرأة وصلت إلى عمر الأربعين، وفي بقية دول العالم في عمر الخمسين. ويكرر عمل الفحص كل 3 سنوات إذا كانت نسبة الخطورة متدنية، وسنوياً عند وجود عوامل خطورة مرتفعة.
يتم الفحص الدوري سريرياً وبالماموغرام، وهو جهاز أشعة سينية يصور أنسجة الثدي ويمكنه اكتشاف المرض مبكراً جداً. وفي بعض الحالات، تستخدم الأشعة التلفزيونية والتصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل أنواع معينة من الجينات.
متى يتحتم عمل الفحص مبكراً؛ قبل سن الأربعين؟ تجيب د. قوتة أنه يجب عمل الفحص مبكراً في الحالات التالية: وجود تاريخ وراثي للأسرة سواء بسرطان الثدي أو سرطان المبايض، ووجود خلل في بعض الجينات المعروفة لسرطان الثدي سواء بفحص الجينات أو ببعض متلازمات الأمراض التي تأتي عائلية وتكثر فيها الإصابة بالأورام السرطانية، والتعرض في عمر صغير للإشعاع أو علاج إشعاعي لأي سبب، وعدم الإنجاب لعمر 30 عاماً أو أكثر، وعدم الإرضاع طبيعياً، والبلوغ مبكراً (أقل من 12 عاماً)، والتأخر في انقطاع الطمث لما بعد 55 عاماً، والسمنة وعدم ممارسة الرياضة، والعلاج بالهرمونات، والإصابة سابقاً بورم، سواء كان في الثدي أو في منطقة أخرى، وتناول الكحوليات.
وهناك شريحة من النساء لا يفضل عمل فحص دوري لهن: فوق عمر 70 عاماً (في الغالب تكون لديهن أمراض أخرى وعوامل تؤدي للوفاة غير سرطان الثدي)، وذوات الأمراض في مراحل متأخرة من المرض، والمرأة أقل من 40 عاماً ومن دون أي عوامل خطورة.

- العلاج
يقول الدكتور عبد الرحيم الشنقيطي إن خطة العلاج تعتمد على مدى انتشار المرض، ويتم وضعها بعد مناقشة الحالة من قبل فريق طبي متعدد التخصصات، يضم أطباء متخصصين في جراحة وعلاج الأورام بمختلف الطرق.
وتتنوع العلاجات بين كيميائية، وبيولوجية، وإشعاعية (للتخلص من بقايا الخلايا السرطانية وتكون على جلسات ما بين أيام لأسابيع)، وهرمونية، ومناعية (لتقوية مناعة الجسم وحث الخلايا المناعية على مهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها)، وجراحية، والعلاج الموجه (يستهدف خللاً معيناً في الخلية السرطانية فقط دون بقية خلايا الجسم السليمة، وبالتالي تقل المضاعفات والآثار الجانبية للعلاج)، والعلاج التلطيفي. كالتالي:
> استئصال الورم مع المحافظة على الثدي متبوعاً بعلاج كيميائي وإشعاعي (ضمن ضوابط محددة) كما في السرطانات الموضعية محدودة الانتشار.
> البدء بالعلاج الكيميائي قبل الجراحة، كحالات سرطان الثدي السلبي الثلاثي، وبعض الأـورام التي تتجاوز سنتيمترين مع إيجابية مستقبلات HER2.
> استئصال الثدي بأكمله، لكبر حجم الورم، أو تعذر إعطاء العلاج الإشعاعي، أو نزولاً عند رغبة المريضة.
> العلاج الهرموني دون علاج كيميائي، أو العلاج الكيميائي متبوعاً بالعلاج الهرموني للسرطانات ذات المستقبلات الموجبة ويعطى لأنواع سرطان الثدي التي لديها حساسية للهرمونات الأنثوية.
> العلاج التلطيفي، لكبح جماح الخلايا وللسيطرة على المرض، كما في الحالات المتقدمة وحالة المستقبلات الهرمونية وسرعة تطور المرض. ويقوم بتخفيف الأعراض الناتجة عن السرطان في الحالات المتقدمة من المرض، وتخفيف الألم، وتحسين التنفس والنوم، وتحسين جودة حياة المريضة عبر فريق طبي متكامل متخصص في العلاج التلطيفي.
> بعد كل عملية جراحية، تُنصح المريضة بأن تجتمع مع طبيب الأورام لمناقشة نتائج الأنسجة ومعرفة الخطوات المقبلة.

- مستجدات العلاج
> المستجدات الدوائية. يضيف الدكتور الشنقيطي أن المئات من الأبحاث تجري حالياً، وقد أسهم الكشف عن بعض المستقبلات لزيادة العلاجات الموجهة، ومن أشهرها علاج تراستوزوماب وAlpelisib الذي وافقت على تسجيله، مؤخراً، إدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA» في شهر مايو (أيار) من هذا العام 2019 والذي سوف يساعد في علاج نوع من أنواع سرطان الثدي المبكر الذي يسببه هرمون(HER2 - positive) المسؤول عن 20 - 30 في المائة من أورام الثدي السرطانية.
> المستجدات الجراحية. تقول الدكتورة كريمة قوتة إن مريضة سرطان الثدي تمر بمخاوف من فقدانها الثدي ومظهرها الأنثوي حيث يتم، عادة، في العمليات الجراحية لسرطان الثدي استئصال الثدي كاملاً أو جزء منه، أو استئصال الثدي مع الغدد الليمفاوية تحت الإبط، أو استئصال الثديين معاً.
لكن الثورة الطبية في عالم التجميل أحدثت فارقاً كبيراً للمريضات، بحيث إنه أصبحت هناك طرق لعدم استئصال الثدي كاملاً في بعض الحالات، وهناك عمليات ووسائل تجميلية تعيد للمريضة مظهر الثدي، وبالتالي إحساسها بأنوثتها وثقتها بنفسها، حيث يضع الطبيب حشوة سواء كانت من مواد صناعية أو رقعة من المريضة نفسها ويعيد تشكيلها لتملأ الفراغ الذي نتج عن الاستئصال وبالمظهر نفسه للثدي الطبيعي. ويمكن الآن إجراء هذه العمليات مع عملية استئصال الثدي نفسها أو بعدها بفترة قصيرة أو طويلة إذا كان هناك علاج كيميائي أو إشعاعي بعد عملية الاستئصال. كذلك توجد الآن عمليات لإعادة تشكيل الحلمات. قد تحس المريضة بألم وعدم راحة في البداية ولكن مع المسكنات ومع الوقت ستتعافى وتستمتع بمظهر ثدييها. وفي الحالات التي لا ترغب المريضة في عملها يمكنها ارتداء حمالات صدر مدعمة بحيث لا يظهر أن أحد الثديين قد استؤصل.

- المضاعفات
أوضحت الدكتورة كريمة قوتة أن مريضة سرطان الثدي تتعرض لكثير من المضاعفات في كل مرحلة من المرض والعلاج، وأهمها:
> لتغيرات النفسية والصحية مثل القلق والاكتئاب، والحزن والغضب، ورفض المرض أو إنكاره، والخوف والصدمة والانطوائية، والإحساس بالذنب. وهنا يبرز دور المجتمع والأسرة في دعم المريضة وتهيئتها نفسياً لتقبل المرض والبدء بالعلاج عن طريق إتاحة الفرصة لها للتعبير عن مشاعرها ومخاوفها، وزرع الأمل فيها، والإصغاء لها، وعدم تهميش مخاوفها والإجابة عنها، ومساعدتها على اختيار الطعام الصحي.
> احتياجات غذائية معينة، مثل حساب السعرات الحرارية، وكمية المواد الغذائية ونوعية الغذاء، ومعالجة المشكلات الناتجة عن العلاج مثل القيء أو الإمساك أو الإسهال أو الغثيان أو مشاكل التذوق وفقدان الشهية.
> مضاعفات وآثار جانبية للعقاقير أثناء العلاج، على الشعر فيتساقط، وعلى الجهاز الهضمي فتنشأ مشاكل الهضم مثل الغثيان والقيء والإسهال، وكذلك ضعف المناعة، وكل هذه الأعراض تختفي بعد الانتهاء من دورة العلاج. أما الآثار الجانبية الناشئة نتيجة خصائص العلاج فتختلف باختلاف نوع العلاج وطبيعة المرض وصحة المريضة العامة.

- سفراء تعزيز الصحة للتوعية بسرطان الثدي
تسهم الجمعيات الصحية والصروح الطبية والتعليمية في التوعية بسرطان الثدي، ومنها الجمعية السعودية لطب الأسرة في جازان، حيث كونت فريق سفراء التعزيز الصحي وهو فريق تطوعي تم تأسيسه عام 2018 تحت إشراف الجمعية، وفقاً للدكتورة أمل جابر الفيفي طبيبة أسرة ومشرفة الفريق النسائي بالجمعية وحاصلة على الوسام الذهبي بمكتب الجمعية وشهادة سفير التعزيز الصحي.
وأضافت أن فكرة هذا الفريق انبعثت من ارتفاع نسبة إحصائيات خطيرة في المجتمع وأمراض مزمنة سببها نمط الحياة غير الصحي، حيث إن نسبة 75 في المائة من المجتمع لا يعملون فحصاً طبياً دورياً، و20 في المائة من سكان المملكة من المدخنين، و60 في المائة يعانون من ارتفاع في الوزن، و65 في المائة لا يمارسون أي نشاط رياضي.
يضم الفريق نخبة من المهتمين بمجال تعزيز الصحة من الجنسين ومن مختلف التخصصات. ويهدف لزيادة الوعي الصحي المجتمعي مع استنباط احتياجات المجتمع وتمكين الناس للوصول إلى حياة صحية دائمة.
وعن أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، تقول الدكتورة عهود واصلي طبيبة أسرة وقائدة فريق سفراء التعزيز الصحي للتوعية بسرطان الثدي، إن الكشف المبكر هو الوسيلة الوحيدة التي يُمكن من خلالها القضاء على مرض سرطان الثدي وعلاجه، والتأخر بالكشف عن المرض يعني صعوبة أكبر بالعلاج مع ارتفاع احتمالية الوفاة بسبب الإصابة بالسرطان.
ولأهمية الكشف المبكر، فإن 96 في المائة من النساء اللاتي يكتشفن ويعالجن سرطان الثدي مبكراً يتخلصن من المرض نهائياً خلال 5 سنوات، حسب الإحصائيات العالمية... وتنصح سيدات المجتمع بالآتي:
> الفحص الذاتي للثدي يجب أن يكون جزءاً من العناية الروتينية كل شهر، وذلك بعد الدورة الشهرية بـ3 أو 5 أيام، بحيث تُرفع اليد فوق الرأس وبواسطة أصابع اليد الأخرى يتم تحسس الثدي بحركات دائرية مع المرور على منطقة الإبط لتحسس وجود الكتل مع الانتباه لشكل الجلد وحجم الثدي ومظهر الحلمتين، وتجب زيارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات.
> عمل فحص الماموغرام الروتيني، فهو يساعد الأطباء في الكشف عن أي تغيير في أنسجة الثدي والكتل الصغيرة التي لا يشعر بها الطبيب أثناء الفحص السريري والفحص الذاتي من قِبل المريض، ما يزيد من فرص الاكتشاف المبكر والشفاء من سرطان الثدي.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
TT

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)
الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

وبحسب موقع «ساينس آليرت» العلمي، فقد أجريت الدراسة بقيادة باحثين من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وشملت نحو 3480 من التوائم، من جميع أنحاء الولايات المتحدة وأستراليا والدنمارك والسويد، والذين خضعوا لمسح حول نظامهم الغذائي ومزاجهم.

وكان جميع المشاركين في سن 45 عاماً وما فوق، مع فترات متابعة تصل إلى 11 عاماً.

ويرى الباحثون أن إجراء الدراسة على التوائم أمر مفيد بشكل خاص، لأن التوائم متشابهون للغاية من الناحية الجينية، وبالتالي فإن أي اختلافات تتعلق بالصحة - مثل أعراض الاكتئاب في هذه الحالة - من المرجح أن ترجع إلى متغيرات مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة وظروف المعيشة.

كما أن عمر المشاركين في الدراسة مهم أيضاً، إذ تميل الاضطرابات الاكتئابية إلى أن تصل إلى ذروتها لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاماً، ويشير هذا البحث إلى أن تناول مزيد من الفاكهة والخضراوات قد يكون طريقة بسيطة لمعالجة ذلك.

ووجد الفريق فرقاً واضحاً في أعراض الاكتئاب بين أولئك الذين تم تصنيفهم على أنهم يتناولون كمية كبيرة من الفاكهة والخضراوات (حصتين أو أكثر في اليوم)، وأولئك الذين يتناولون كمية منخفضة من هذه الأطعمة (حصة أو أقل).

إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن معظم المشاركين في الدراسة كانوا لا يزالون يتناولون كميات أقل من المستوى الموصى به عموماً من الخضراوات والفواكه، وهي 5 حصص على الأقل في اليوم.

حقائق

300 مليون

شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب

وكتب الفريق في دراسته التي نشرت بمجلة «ساينتيفيك ريبورت»: «إن اكتشاف هذه الدراسة للارتباط الوقائي بين تناول الفاكهة والخضراوات بشكل أكبر وأعراض الاكتئاب يتوافق مع معظم الأدلة السابقة».

وأضافوا: «نحن نعلم أن الفاكهة والخضراوات مفيدة لكثير من الجوانب المختلفة لصحتنا. وقد سلطت الدراسات السابقة الضوء بالفعل على الروابط بين النظام الغذائي والاكتئاب، وبين الاكتئاب وصحة الأمعاء، وأكدت نتائج دراستنا هذا الأمر».

ومن المعروف أن الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تدعم الصحة العامة، بما في ذلك صحة المخ.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب. وكشفت دراسة نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.