طفل التوحد... والعودة إلى المدرسة

نصائح للآباء لتخفيف حدة الضغوط

طفل التوحد... والعودة إلى المدرسة
TT

طفل التوحد... والعودة إلى المدرسة

طفل التوحد... والعودة إلى المدرسة

يمثل العام الدراسي الجديد نوعاً من التحدي لكل طفل، أياً كانت المرحلة الدراسية والعمرية التي ينتمي إليها، وفي الأغلب يكون مصحوباً بالقلق والتوتر والإثارة أيضاً. ولكن بطبيعة الحال، فإن الأمر يختلف بالنسبة للطفل الذي يعاني من التوحد أو أحد أطيافه (autism spectrum disorders) وعائلته، نظراً لاختلافه عن بقية أقرانه.
وفى الأغلب تنتاب الآباء مخاوف عدة من عدم تواؤم الطفل مع أقرانه، أو تعرضه للتنمر، وكذلك عن مدى قدرته على التحصيل الدراسي من عدمه، وهو الأمر الذي يستلزم استعدادات معينة من الأسرة والطفل، على حد سواء، بالتنسيق مع المدرسة، لمحاولة تخفيف حدة هذه الضغوط على الطفل، وعدم تفاقم حالته النفسية، مع ضمان حصوله على المادة العلمية.
- نصائح للآباء
هناك بعض النصائح التي يمكن أن تفيد الآباء في الاستعداد لبداية عام دراسي جديد، بالتعاون مع إدارة المدرسة. وربما يكون النظام الدراسي، بشكله الروتيني، ونظامه الثابت، من العوامل التي تساعد طفل التوحد في كثير من الأحيان. ويفضل أن يقوم الآباء قبل بدء الدراسة بالذهاب إلى المدرسة، وتفقد الصفوف الدراسية وأماكن اللعب والمكتبة والمطعم في بعض المدارس والحمامات والعيادة الطبية، ويمكن أن يصطحبوا طفلهم حتى يصبح الأمر مألوفاً لديه، ويفضل أن يقوم الآباء بتصوير جميع مباني المدرسة التي تمت زيارتها، وجمع هذه الصور في كتاب أو ألبوم أشبه ما يكون بالقصة المصورة (social story)، وحث الطفل على الاطلاع عليه بشكل متكرر حتى يعتاد على المكان، ويكون مهيئاً نفسياً للوجود به أثناء الدراسة.
ويفضل أن يتكلم الأب مع إدارة المدرسة، ويشرح لهم الحالة إذا كان الطفل في بداية التحاقه بمدرسة جديدة، ويجب أن يقوم الآباء بالحديث مع الطفل عن المدرسة باستمرار لكسر حاجز الخوف، والتأكيد على أنها مكان جميل ولطيف.
ويفضل، نظراً لطبيعة التوحد، محاولة الإبقاء قدر الإمكان على أشياء ثابتة في العملية المدرسية، سواء فيما يتعلق بصفوف المدرسة، أو الطريقة التي يتم الذهاب بها إليها. ومن المعروف أن التغيير يمكن أن يتسبب في حدوث قلق لطفل التوحد، وكلما كانت مكونات البيئة المحيطة به ثابتة، كلما كان تعامله معها أسهل.
وتكمن المشكلة في تغير الصفوف الدراسية كل عام تبعاً للصف الجديد. ويمكن الحفاظ على وضعية المكان نفسها، وكذلك يفضل المقعد بالترتيب نفسه في العام السابق، والزميل نفسه في حالة وجود صداقة بينهما، خصوصاً وأن وجود مثل هذا الصديق يسهل الأمر كثيراً على الطفل. ويجب أن تحرص الأسرة على أن تمتد صداقة أطفال التوحد بأقرانهم العاديين في الإجازة الدراسية، ولاحقاً في الدراسة، ما يخفف من حدة التوتر من العام الجديد.
- تعويد يومي
يجب أن يقوم الآباء بوضع توقيت متدرج للاستيقاظ كل يوم، بحيث ينتهي بتوقيت مقارب لميعاد المدرسة، حتى يتم الاعتياد على الميعاد الجديد. ويمكن أيضاً في بعض الأحيان، خصوصاً قرب الموعد الفعلي للدراسة أن يقوم الآباء بتحضير الطفل، كما لو كان في انتظار الأتوبيس المدرسي كل صباح.
ويعاني أطفال التوحد من القلق من الضوضاء والصخب والأصوات المرتفعة، لذلك يمكن أن تمثل تجمعات الأطفال، خصوصاً في فترة الراحة بين الحصص (الفسحة)، عبئاً شديداً عليهم، ويجب أن يتم التنسيق مع إدارة المدرسة للسماح لهؤلاء الطلاب بالوجود في غرفة هادئة في حالة الشعور بالانزعاج والقلق من الجو المحيط بهم.
ويفضل كلما أمكن أن يقوم الطفل بالتعرف على المدرسين قبل بداية الدراسة، ويمكن أيضاً وضع صورهم في الألبوم الخاص بالمدرسة، حتى يألفهم الطفل، ويتغلب على الرهبة والخجل من التعامل معهم، وبالتالي يستطيع التحدث معهم في حالة الشعور بعدم الارتياح، أو في حالة التعرض للتنمر من الأقران، خصوصاً في بعض الأحيان التي يستعين فيها الأطفال بسماعة أذن، ويمكن أن تكون مادة للتندر، ولذلك يجب أن يقوم المدرس بالتأكيد على الطلاب بمعاملة زميلهم بشكل طبيعي.
وفى حالة وجود طبيب بالمدرسة، أو معالج طبي، يجب أن يكون على دراية بالملف الطبي للطفل والأدوية التي يتناولها، ومواعيدها إن وجدت، ومراحل العلاج المختلفة، وإذا كانت هناك أغذية ممنوعة من عدمه في حالة توفر مطعم بالمدرسة، وخطوات علاج التخاطب إذا كان الطفل يعاني من صعوبات في الحديث. وعلاج التوحد في الأغلب هو علاج سلوكي، لكن في بعض الأحيان يتم الاستعانة ببعض الأدوية مثل الفيتامينات أو الأدوية العصبية.
كلما أمكن يجب أن يقوم الآباء بمقابلة سائق الحافلة المدرسية والتعرف على شخصيته، وطريقة تعامله مع الأطفال بشكل عام، والتأكيد على عدم إذاعة أغنيات ذات طابع صاخب ونبرة صوت عالية، ويفضل أن يتم إذاعة موسيقى هادئة، حتى لا تثير قلق الطفل.
يمكن أن تقوم الأم بحث الطفل على ممارسة نوع بسيط من التمرينات الرياضية بالمنزل، أو الحديقة المجاورة، قبل التوجه إلى المدرسة لتخفيف التوتر النفسي والتحفيز البدني للطفل الذي يجعله قادراً على الاستيعاب بشكل أكبر، ومقبلاً على اليوم الدراسي.
وأخيراً، فإن من الأشياء المهمة أن يقوم الآباء بإخفاء توترهم وقلقهم على طفلهم، حتى لا يتم نقل الحالة النفسية إلى الابن، ويشعر بثقل الأمر. ويجب أن تقوم الأم بالتصرفات نفسها، كما لو كان ابنها طبيعياً تماماً مثل بقية أخوته، والتحكم في عدم إظهار قلقها، حتى لو كانت تشعر ببعض المخاوف من إمكانية أن يتعرض ابنها للإزعاج.

- استشاري طب الأطفال


مقالات ذات صلة

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)
صحتك هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس قائلاً: قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

هايدي غودمان (كمبردج - ولاية ماساتشوستس الأميركية)
صحتك التعرض للضوضاء الصادرة عن الطائرات قد يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية (رويترز)

العيش بالقرب من المطارات يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

كشفت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المطارات قد يكونون أكثر عُرضة لخطر ضعف صحة القلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
TT

كيف يمكننا إبطاء شيخوخة الدماغ ومنع الخرف؟

البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)
البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر (رويترز)

تعكس مجموعة من المراجعات الجديدة في مجلة «نورون» (Neuron) المتخصصة بطب الأعصاب، التقدم المحرز في فهم تأثير الشيخوخة على الدماغ.

فما الذي يسبب شيخوخة الدماغ؟ وكيف يمكن إبطاء ذلك ومنع الخرف؟

قال كوستانتينو ياديكولا، طبيب الأعصاب في كلية طب وايل كورنيل بالولايات المتحدة، الذي قاد مراجعة حول كيفية تأثير نظام الأوعية الدموية في الدماغ على الشيخوخة: «نحن نفهم التفاصيل الدقيقة للشيخوخة. في السنوات الخمس والعشرين الماضية، تم تحديد المحركات الحاسمة من خلال الدراسات الجزيئية». وفقاً لهذه المراجعات، فإن الأسباب الرئيسية لشيخوخة الدماغ جسدية وبيولوجية.

يؤدي التقدم في السن إلى تغيير الدماغ جسدياً من خلال فقدان الحجم والتغيرات في شكل الطيات البنيوية -حيث يتقلص حجم أدمغتنا حرفياً.

العوامل البيولوجية التي تسهم في تدهور الصحة الإدراكية تشمل تلف الحمض النووي، وما أسماه الطبيب ياديكولا «الالتهاب على مستوى القاعدة» في جميع أنحاء الدماغ. وقد سلّطت دراسة أخرى الضوء على كيفية بدء تحوّل الجهاز المناعي في الدماغ إلى أقل «لياقة» في سن الشيخوخة، مما يؤدي إلى تدهور صحة الدماغ.

في إحدى الدراسات، أظهر عالم الأعصاب ديفيد روبينزتين، من جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، أن البروتينات الضارة محرك مهم لشيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

فمع تقدمنا ​​في العمر، تصبح خلايا دماغنا أقل كفاءة في إزالة البروتينات الضارة، التي تلحق الضرر بالخلايا وتعطل وظائف المخ. بروتين تاو هو أحد هذه البروتينات الضارة المرتبطة بالعديد من الأمراض العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض ألزهايمر والخرف والقضايا المرتبطة بالصدمات مثل اعتلال الدماغ الرضحي المزمن (CTE).

وقال عالم الأعصاب روبينزتين لشبكة «دويتشه فيله» الألمانية: «يتسبب تراكم بروتين تاو في مرض ألزهايمر التنكسي العصبي، لذلك هناك روابط واضحة بين آليات إزالة البروتين والأمراض العصبية التنكسية. لكننا نعرف القليل عن كيفية تأثير ذلك على التدهور المعرفي الطبيعي في الشيخوخة».

لا يزال لدى العلماء العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول كيفية شيخوخة الدماغ (متداولة)

نصائح لإبطاء شيخوخة الدماغ

أوضح العالم روبينزتين أن جزءاً من المشكلة التي تواجه مجال معرفة شيخوخة الدماغ، هو التركيز المفرط على دراسة التدهور المعرفي الواضح الناجم عن أمراض مثل السكتة الدماغية أو مرض ألزهايمر أو مرض باركنسون، بدلاً من كيفية تطور هذه المشاكل في الأدمغة السليمة.

وينصح المتخصصون بمجموعة من خيارات نمط الحياة التي تقلل من خطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر، وتشمل هذه الخيارات: تشجيع ممارسة الرياضة والنظام الغذائي الصحي، تقليل تعرّض الناس لتلوث الهواء والتدخين، التأكد من أن الناس ليسوا معزولين اجتماعياً أو وحيدين، علاج فقدان البصر والسمع. ويزعم علماء أيضاً أن الجينات تلعب الدور الرئيسي في تحديد كيفية تقدم أدمغتنا في السن منذ لحظة الحمل بالطفل.

قال الطبيب ياديكولا: «النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتخلص من السموم عن طريق الإقلاع عن التدخين لها تأثير كبير على كيفية تقدمنا ​​في السن. ومع ذلك، فإن الجينات هي العامل الأساسي الذي يحدد كيفية تقدمنا ​​في السن». وأضاف: «يمكنك جعل الشيخوخة أسوأ من خلال المخاطرة مثل التدخين، ولكن لا يمكنك جعلها أفضل قليلاً إلا من خلال تجنب هذه المخاطر». وهذا يعني في الأساس أن نمط الحياة الصحي لا يمكن أن يغير الاستعداد لشيخوخة الدماغ، ولكن نمط الحياة السيئ يمكن أن يسرع عملية الشيخوخة.