أفلام عربية تحتشد لسباق الأوسكار

عددها 11 فيلماً... وبعضها ضل الطريق

الفيلم البحريني «طربال رايح جاي»
الفيلم البحريني «طربال رايح جاي»
TT

أفلام عربية تحتشد لسباق الأوسكار

الفيلم البحريني «طربال رايح جاي»
الفيلم البحريني «طربال رايح جاي»

بعد أسابيع قليلة من نهاية حفلة الأوسكار الحادية والتسعين، أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في لوس أنجليس تغيير اسم إحدى أهم جوائزها. أوسكار «أفضل فيلم أجنبي» تسمية تغذي روح التفرقة بين ما هو محلي وغير محلي، لذلك بات الاسم الجديد هو أوسكار «أفضل فيلم عالمي».
ما زال القصد واحداً، لكنّ هناك من سيعتبر أن في التسمية إجحافاً للسينما الأميركية التي هي (بالنسبة للدول الأخرى) عالمية. مهما يكن، ومع صعوبة إرضاء فرقاء كثر، فإن التسمية الجديدة أفضل وقعاً مما كانت عليه.
-- لا يستحق الوجود
ما يطفو على السطح في كل عام في مثل هذه الأيام، هو رغبة أكثر من 80 دولة حول العالم إرسال ما هو (على نحو أو آخر) أفضل ما لديها من أفلام. والمسألة لا تختلف هذه السنة بصرف النظر عن المسمّى. وحتى الآن، وعلى بعد أسابيع من إغلاق باب الترشيحات بالنسبة لهذه الجائزة، هناك 64 بلداً بعث بـ64 فيلماً لدخول السباق الكبير رسمياً. من بين هذه الدول عشر دول عربية ليس من بينها - بعدُ - لبنان الذي وصل إلى الدور النهائي في ترشيحات هذه المسابقة في العام الماضي، عبر فيلم نادين لبكي «كفرناحوم». كذلك ليس من بينها، وحتى الآن أيضاً، السعودية، من خلال فيلم هيفاء المنصور الجديد «المرشحة المثالية»، أو أي فيلم آخر حديث.
الدول الإحدى عشرة التي بعثت بأفلامها هي (الدولة متبوعة بعنوان الفيلم ومخرجه)
- الإمارات العربية المتحدة: «رشيد ورجب» لمحمد سعيد حريب.
- البحرين: «طربال رايح جاي» لأحمد عبد الله صالح.
- مصر: «ورد مسموم»، لفوزي صالح.
- عُمان: «زيانا»، لخالد الزدجالي.
- فلسطين: «لا بد أنها الجنة»، لإيليا سليمان.
- المغرب: «أدم»، لمريم توزاني.
- قطر: «جهاد في هوليوود»، لعمر الدخيل.
- تونس: «ولدي»، لمحمد بن عطية.
- الجزائر: «بابيشا»، للينا خضري.
- ليبيا: «ميادين الحرية»، لنزيهة عربي.
- السودان: «إكاشا»، لحجوج كوكا.
أتيح لهذا الناقد مشاهدة ستة من هذه الأفلام حتى كتابة هذا التقرير، لكنه ليس من الصعب التكهن بأن الفيلم الذي قد يستحقّ أكثر من سواه دخول المسابقة رسمياً هو فيلم إيليا سليمان «لا بد أنها الجنة».
يؤكد ذلك أن المقدمات الإعلانية لبعض الأفلام تشي بمستوى لم يكن يصلح حتى للتفكير لإرسالها إلى أي جهة خارج بلدانها أو مناطقها. «رشيد ورجب»، على سبيل المثال، كوميديا تتبدّى سريعاً كتركيبة تلفزيونية الشكل جماهيرية في المقام الأول من دون أي اشتغال على النواحي الفنية، وهو شرط ضروري للوصول إلى مصاف الترشيحات.
«طربال رايح جاي» يعاني المشكلة ذاتها مضاعفة. المقدّمة الإعلانية تحتوي على مشاهد يعود تاريخ نفاذها من التعامل إلى أيام السينما اللبنانية والمصرية في مطلع الستينات.
على أن الملاحظ أن اختيار كل من ليبيا وقطر مال لصالح فيلمين تسجيليين، وهذا مسموح به لكنه ليس معتمداً لوجود قسم خاص للسينما التسجيلية يتضمن أفلاماً أميركية وغير أميركية.
-- مصر وليبيا والسودان
الفيلم المصري الذي تقرر إرساله إلى ترشيحات الأوسكار هو «ورد مسموم» لفوزي صالح. شوهد في الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي ويستحق الإشادة لأسلوب عرضه لحياة وبيئة خفية عن الأعين وتقع تحت مستوى التهميش الذي اعتادت عرضه الأفلام المصرية المختلفة عن السائد.
لكنه ليس فيلم أوسكار بعناصر لافتة يلتقطها المحكمون هناك بعناية. هذه العناصر يمتلكها فيلم مصري جيد آخر لم يتم اختياره هو «تراب الماس» لمروان حامد. وفي حين أن شغل حامد على الموضوع كلاسيكي الإطار، يعكس «ورد مسموم» تلك الرغبة في الذهاب إلى أقصى درجات الواقعية ضمن إنتاج محدود التكلفة. صحيح أن الميزانية لا تدخل شرطاً لدى اللجنة الأكاديمية التي تعاين الأفلام، إلا أن تبعاتها على الفيلم من حيث قدرتها على تأمين «لوك» جيد لها أهميتها الكبيرة في هذا المجال.
الفيلم الليبي «ميادين الحرية» أجدر بالمتابعة، لكن من المستبعد جداً أن يصل إلى المرحلة الختامية سواء في مسابقة أفضل فيلم عالمي أو عبر مسابقة الفيلم التسجيلي.
تتحدث مخرجته نزيهة عربي عن أول فريق كرة قدم نسائي تم تأسيسه في ليبيا بعد سنوات قليلة من الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي. تأسيس الفريق أثار المعنيين بين مؤيد ومناهض. يتساءل إمام المسجد: «أين الإسلام من هذا؟». بقيام المخرجة بإيراد موقف الإمام أمام المصلين ومستمعيه توجز موقف إحدى الجهات المحافظة التي واجهت فكرة قيام فريق كرة قدم قوامه فتيات طموحات.
لكن عزيمة الفتيات أدَّت إلى قيام الفريق، ولو أن النهاية لا تستطيع، في فيلم يعتمد الواقع وليس الخيال، طرح أي مستقبل حقيقي لهذا المنجز. ما تقوم به المخرجة هو تقديم بضع نساء يقدن الرغبة في تأسيس هذا الفريق، وبذلك يقدن الرغبة في تحقيق هذا القدر من الحرية على الأقل.
جابت المخرجة أماكن عدة لتقدم بعض أوجه المدينة ووضعها (أسواق، شوارع، ملاعب... إلخ) لكنها لم تعرف تماماً كيف تهتم بالصورة لتمييز العمل، فبقيت الكاميرا أداة ذات دور محدود. على ذلك، لا يفوت المخرجة التنويع، فتصوّر بطلاتها خارج الملاعب أو داخلها وتلتفت صوب بعض التفاصيل (كمشهد بعض الصبية ينادون: «بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»). كونها امرأة تصوّر الفيلم بنفسها منحها القدرة على الحفاظ على عفوية شخصياتها الماثلة.
ليبيا ليست بلداً منتجاً للأفلام، كذلك الحال مع السودان الذي يتقدم فيلم «إكاشا» (كتبها الفيلم eKasha) باسمه.
قدرات هذا المخرج غير المعروف، حجوج كوكا، ما زالت تحتاج إلى مراس لكنه حقق عملاً جيداً ومختلفاً عن أفلام أفريقية تحدثت عن موضوع عاطفي وسط مشاكل وتبعات الحروب الأهلية.
تقع القصة في السودان (لا تقول أين تماماً) وتتناول حكاية جنديين ينتميان إلى ميليشيا ثورية فارين إلى قرية صغيرة. قوّة من تلك الميليشيا تبحث عنهما. أحدهما يحب فتاة القرية ويلجأ إليها، لكن أمره يُكشف وعليه أن يواصل محاولة الهرب من جديد.
يسرد المخرج حكايته هذه بمهارة وليونة. يدرك ما يتحدث فيه وعنه ويصيغه لعين تفاجأ بثراء المكان والنكهة الكوميدية التي يستخدمها الفيلم ليسرد موضوعاً يتناول، لجانب الحرب الأهلية، مسائل عن الرغبة في الانعتاق من الحروب واللجوء إلى سعادة توفرها الفتاة التي يحبها بطل الفيلم.
بعض الغموض موجود في نطاق التصرفات ومبرراتها، لكن ذلك لا يفسد القيمة الفنية والإنسانية التي يتشبع بهما هذا الفيلم. تمثيل تلقائي يواكب معالجة تطرح ما لديها ولو من دون قراءات خلفية كثيرة.
-- حكاية مخرج
الفيلم التونسي، «ولدي» دراما موقوتة في هذا العصر. يدور حول زوجين (زكريا بن عياد ومنى مجري) يواجهان وضعاً عائلياً وعاطفياً صعباً عندما اكتشفا أن ولدهما ترك البلاد وانضم إلى «داعش» في سوريا. سيقوم الأب بمحاولة صعبة، وهي السفر وراءه عبر الحدود التركية لاسترجاعه.
كان يمكن لهذا الفيلم أن يكون أفضل مما جاء به. هناك موضوع مهم، وتنفيذ لا يعترف بأهمية الإيقاع، والتركيز على الناحية الصلبة من الموضوع لجعلها الواجهة الأساسية لكي تمرّ الأفكار الأخرى عبرها.
هذا كله يصل بنا إلى فيلم إيليا سليمان «لا بد أنها الجنة» الذي تناولناه في إحدى رسائل مهرجان «كان» الأخير.
من بين ما سبق، فيلم سليمان المقدم باسم فلسطين، هو أكثر الأفلام تمتعاً بأسلوب عمل جيد ينتمي إلى ما هو أبعد من حكاية على المخرج سردها. كأفلام المخرج السابقة، الحكاية ليست كنه العمل، بل مسيرة تمكن الشخصيات القابعة فيها من الإدلاء بمواقف وتؤمّن للمخرج طرح القضايا التي تشغل باله.
هو في الصورة في معظم مشاهد الفيلم، لأن «لا بد أنها الجنّة» يدور حول مخرج يترك فلسطين المكبّلة بمشاكلها وينطلق صوب باريس ليقابل بعض المنتجين لتأمين تمويل فيلمه. قبل الموعد تطالعه ملامح لم يكن يتوقعها، عبارة عن شوارع مفرغة من الناس واستعراضات عابرة ومشاهد تثير اهتمامه ولا توفر أجوبة. بعض ما يقع له يبدو تهديداً له لكن معظمها يبعث على تأمل موازٍ لما لتأملاته الصامتة. الحال لا يختلف كثيراً في الولايات المتحدة، ولا حتى بالنسبة للنتائج التي توخاها حين الحديث عن مشروعه السينمائي مع المنتجين المحتملين.
على كل ما يبرق به الفيلم من لفتات جاذبة التكوين، لا يحتوي على عمق أفضل لهذه الدلالات. الملاحظات هنا تبقى ملاحظات قابلة لتفسيرات قليلة و- إجمالاً - غير كافية.


مقالات ذات صلة

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

يوميات الشرق زواج مي عز الدين خلال عام 2025 (صفحتها على «فيسبوك»)

مصر: حالات زواج وطلاق مفاجئة... و«تألق» الشباب الأبرز فنياً بـ2025

أسدل عام 2025 ستائره في مصر بحالات زواج مفاجئة وطلاقات مثيرة بين مشاهير الفن والإعلام، بالإضافة إلى رحيل عدد من الفنانين والمخرجين البارزين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أبطال الفيلم بين المخرجة والمؤلف في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

«إن غاب القط»... كوميديا رومانسية تتناول العلاقات «التوكسيك»

يجمع الفيلم المصري «إن غاب القط» بين الكوميديا والرومانسية ومشاهد الأكشن في أجواء مثيرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق محمود حميدة وصابرين في العرض الخاص للفيلم (الشركة المنتجة)

«المُلحد» على شاشات السينما المصرية أخيراً بعد تجاوز الجدل والمنع

يصل فيلم «المُلحد» إلى شاشات السينما المصرية بعد مسار شائك من الجدل، مسار لم يكن منفصلاً عن طبيعة العمل نفسه، ولا عن القضايا التي يقترب منها بحذر وجرأة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لباردو تقبّل كلبة ضالة خلال زيارتها لمأوى كلاب في بوخارست

رحيل بريجيت باردو... هرم فرنسا المعتزل

لم تكن تحت العين وقيد السمع، لكن بريجيت باردو، الممثلة التي رحلت عن 91 عاماً، كانت هرماً فرنسياً حاضراً في الأذهان رغم اعتزالها وعزلتها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».