لقاح سرطان عنق الرحم يقي من 6 أنواع أخرى

دراسة جديدة تؤكد أهمية التطعيم به للشابات والشبان

لقاح سرطان عنق الرحم يقي من 6 أنواع أخرى
TT

لقاح سرطان عنق الرحم يقي من 6 أنواع أخرى

لقاح سرطان عنق الرحم يقي من 6 أنواع أخرى

ساهم ظهور التطعيم الواقي من مرض سرطان عنق الرحم cancer cervix بشكل كبير في الحد من الإصابات التي كانت تحدث للسيدات وأيضا ساهم في الوقاية من عدة أمراض أخرى لا تقل خطورة عن المرض مثل سرطان مؤخرة الحلق، وذلك تبعا لأحدث الدراسات المطولة التي شاركت فيها بشكل أساسي الدكتورة كارول فخري Carole Fakhryالأستاذة المساعدة في الأنف والأذن والحنجرة من جامعة جونز هوبكينز وذات الأصول العربية. والحقيقة أن اللقاح الواقي ليس واقيا بشكل مباشر من السرطان لأنه لا يوجد لقاح ضد الأورام حتى الآن ولكن اللقاح واق من الإصابة بفيروس معين، وهو الفيروس الحليمي البشري human papillomavirus أو اختصارا HPV. وهذا الفيروس يمهد لاحقا للإصابة بسرطان عنق الرحم ويتم انتقاله عبر الاتصال الجنسي من شخص مصاب حتى لو لم تظهر عليه أي أعراض.
لقاح مضاد
أوضح الباحثون أن الآباء بإقدامهم على تطعيم أولادهم ضد الفيروس مبكرا يقوموا بحمايتهم لاحقا في البلوغ من الإصابة بـ6 أنواع من السرطانات أشهرها عنق الرحم والمهبل والجهاز التناسلي الخارجي للأنثى للفتيات وأيضا سرطان الحلق وفتحة الشرج للجنسين وسرطان القضيب بالنسبة للرجال، خاصة أن الإصابة بالفيروس تعتبر مألوفة في النساء والرجال أيضا ولكن الفتيات بنسبة أكبر.
ويعتبر هذا اللقاح آمنا وهناك مئات من الدراسات تم إجراؤها على مليوني شخص من 6 بلدان حول العالم على مدار عدة سنوات لاختبار مدى الأمان له وأظهرت أنه آمن جدا وكذلك فعال في الحد من الأضرار البالغة للفيروس. وبالفعل انخفضت الأعداد التي أصيبت بسرطان عنق الرحم بشكل كبير بعد استخدامه وأيضا قلت الإصابة بما يمكن وصفه مرحلة ما قبل السرطان precancers (وهي حالة تغير في جزء معين في خلايا الجسم بحيث لا تصبح خلايا طبيعية وفي نفس الوقت لم تصبح خلايا سرطانية بعد).
يتم الآن إعطاء اللقاح إلى الأولاد والبنات بداية من سن 9 إلى 11 عاما (في بداية استخدامه كان يتم إعطاؤه للفتيات فقط حيث كان الاعتقاد أنه الوقاية من سرطان عنق الرحم فقط). وكلما تم إعطاء اللقاح في وقت مبكر من العمر 9 أعوام كلما أدى ذلك إلى حماية الجسم قبل أن يتعرض للفيروس بالفعل وأيضا زادت فاعلية اللقاح. وتكون الجرعة عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 6 أشهر في الأطفال والمراهقين الصغار. وبالنسبة للمراهقين الأكبر عمرا والأطفال الذين يعانون من نقص المناعة لسبب أو لآخر مثل الأمراض المزمنة أو الإصابة بأورام أخرى يتم إعطاؤهم جرعة على 3 دفعات. وبالنسبة للشباب والفتيات بشكل خاص الذين لم يتم تطعيمهم في الصغر يمكن أن يتناولوا اللقاح حتى عمر 26 عاما حسب توصيات مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.

أعراض اللقاح
ومثل أي تطعيم آخر تكون هناك الأعراض الجانبية البسيطة بعد تناوله مثل التورم مكان الحقن والاحمرار والألم مكان الوخز. وفي بعض الأطفال الذين يصابون بالإغماء بعد تناول أي حقن يمكن تناول اللقاح وهم جالسون. وأكدت الدراسات أنه بالنسبة لمخاوف بعض الآباء بأن اللقاح يمكن أن يزيد من إقدام المراهقين على ممارسة الجنس نظرا لزيادة إحساسهم بالأمان فإن ذلك غير صحيح حسب الإحصائيات العلمية.
وأوضح الباحثون أنه رغم عدم وجود سبب مباشر للإصابة بالسرطانات إلا أن هناك بعض العوامل التي ربما تلعب دورا في الإصابة مثل التدخين وتناول الكحوليات بالنسبة لسرطان الحلق والإقدام على ممارسة الجنس في عمر مبكر ومع العديد من الأشخاص بالنسبة لسرطان عنق الرحم. وتزيد ممارسة الجنس مع شركاء متعددين من نسب الإصابة بالأمراض المعدية جنسيا ومنها الفيروس الحليمي HPV، خاصة أن المصاب لا تبدو عليه أي أعراض معينة ويبدو سليما تماما، وفي الأغلب يتم شفاؤه من تلقاء نفسه ولكن يمكن أن يترك أثرا مثل البثرة على الأعضاء الجنسية genital wartيمكن أن تتحول إلى سرطانات لاحقا.
وأوضح الباحثون أن اهتمام الآباء بإعطاء أطفالهم اللقاح أمر جيد ولكن لا داعي للمخاوف. وبالطبع ليس كل من أصيب بالفيروس سوف يصاب لاحقا بنوع من السرطانات والنسبة الأكبر من المصابين والتي تبلغ 70 في المائة لا يحدث لهم أي مضاعفات على الإطلاق وحتى في حالات الإصابة بسرطان الحلق فإن فرص الشفاء في حالة التشخيص المبكر تكون مرتفعة إلى حد كبير. واللقاح الحاصل على موافقة FDAفي عام 2006 فعال بالنسبة للعديد من الأنواع من نفس الفيروس وأكدت FDA أنه يمكن أن يتم إعطاؤه للبالغين من الرجال والسيدات حتى عمر 45 عاما ولكن يفضل ألا يتم إعطاؤه بعد عمر 26 عاما إلا للضرورة القصوى حسب تعرض الشخص لاحتماليات الإصابة ويجب مناقشة ذلك مع الطبيب.
وأكدت الدراسات أن للقاح لا يقوم بعمله على الوجه الأكمل إلا إذا لم يكن المصاب قد تعرض من قبل للإصابة بالفيروس. وأوضحت أن الحماية من اللقاح تستمر لفترات طويلة جدا ربما طوال فترة الخصوبة للأنثى. وعلى الجانب الآخر حذرت مراكز مراقبة الأمراض من ضرورة عدم التراخي في عمل مسح للفتيات والسيدات لاحتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم حتى اللاتي حصلن على التطعيم (رغم فاعليته) وذلك نظرا لأن هناك أنواعا أخرى غير الإصابة بالفيروس يمكن أن تسبب المرض بالطبع بنسبة أقل بكثير ولكن المسح يعتبر إجراء وقائيا لا غنى عنه.
- استشاري طب الأطفال



بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال
TT

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

بروتوكول طبي جديد لعلاج سرطان الدم لدى الأطفال

من المعروف أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد «اللوكيميا» (acute lymphoblastic leukemia) يُعد من أشهر الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال على الإطلاق. وعلى الرغم من أن نسبة الشفاء في المرض كبيرة جداً وتصل إلى نسبة 85 في المائة من مجموع الأطفال المصابين، فإن خطر الانتكاس مرة أخرى يعد من أكبر المضاعفات التي يمكن أن تحدث. ولذلك لا تتوقف التجارب للبحث عن طرق جديدة للحد من الانتكاس ورفع نسب الشفاء.

تجربة سريرية جديدة

أحدث تجربة سريرية أُجريت على 1440 طفلاً من المصابين بالمرض في 4 دول من العالم الأول (كندا، والولايات المتحدة، وأستراليا ونيوزيلندا) أظهرت تحسناً كبيراً في معدلات الشفاء، بعد إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي، ما يتيح أملاً جديداً للأطفال الذين تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الدم. والمعروف أن العلاج الكيميائي يُعدُّ العلاج الأساسي للمرض حتى الآن.

علاجان مناعي وكيميائي

التجربة التي قام بها علماء من مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) بتورونتو في كندا، بالتعاون مع أطباء من مستشفى سياتل بالولايات المتحدة، ونُشرت نتائجها في «مجلة نيو إنغلاند الطبية» (New England Journal of Medicine) في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، اعتمدت على دمج العلاج الكيميائي القياسي مع عقار «بليناتوموماب» (blinatumomab)، وهو علاج مناعي يستخدم بالفعل في علاج الأطفال المصابين ببعض أنواع السرطانات. وهذا يعني تغيير بروتوكول العلاج في محاولة لمعرفة أفضل طريقة يمكن بها منع الانتكاس، أو تقليل نسب حدوثه إلى الحد الأدنى.

تحسُّن الحالات

قال الباحثون إن هذا الدمج أظهر تحسناً كبيراً في معدلات الفترة التي يقضيها الطفل من دون مشاكل طبية، والحياة بشكل طبيعي تقريباً. وأثبتت هذه الطريقة تفوقاً على البروتوكول السابق، في التعامل مع المرض الذي كان عن طريق العلاج الكيميائي فقط، مع استخدام الكورتيزون.

وللعلم فإن بروتوكول العلاج الكيميائي كان يتم بناءً على تحليل وراثي خاص لخلايا سرطان الدم لكل طفل، لانتقاء الأدوية الأكثر فاعلية لكل حالة على حدة. ويحتوي البروتوكول الطبي عادة على مجموعة من القواعد الإرشادية للأطباء والمختصين.

تقليل حالات الانتكاس

أظهرت الدراسة أنه بعد 3 سنوات من تجربة الطريقة الجديدة، ارتفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض إلى 97.5 في المائة (نسبة شفاء شبه تامة لجميع المصابين) مقارنة بنسبة 90 في المائة فقط مع العلاج الكيميائي وحده. كما حدث أيضاً انخفاض في نسبة حدوث انتكاسة للمرضى بنسبة 61 في المائة. وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للانتكاس نتيجة لضعف المناعة، أدى تلقي عقار «بليناتوموماب» بالإضافة إلى العلاج الكيميائي، إلى رفع معدل البقاء على قيد الحياة من دون مرض، من 85 في المائة إلى أكثر من 94 في المائة.

علاج يدرب جهاز المناعة

وأوضح الباحثون أن العلاج المناعي يختلف عن العلاج الكيميائي في الطريقة التي يحارب بها السرطان؛ حيث يهدف العلاج المناعي إلى تعليم الجهاز المناعي للجسم الدفاع عن نفسه، عن طريق استهداف الخلايا السرطانية، على عكس العلاج الكيميائي الذي يقتل الخلايا السرطانية الموجودة فقط بشكل مباشر، وحينما تحدث انتكاسة بعده يحتاج الطفل إلى جرعات جديدة.

كما أن الأعراض الجانبية للعلاج المناعي أيضاً تكون أخف وطأة من العلاج الكيميائي والكورتيزون. وفي الأغلب تكون أعراض العلاج المناعي: الإسهال، وتقرحات الفم، وحدوث زيادة في الوزن، والشعور بآلام الظهر أو المفاصل أو العضلات، وحدوث تورم في الذراعين أو القدمين، بجانب ألم في موقع الحقن.

وقال الباحثون إنهم بصدد إجراء مزيد من التجارب لتقليل نسبة العلاج الكيميائي إلى الحد الأدنى، تجنباً للمضاعفات. وتبعاً لنتائج الدراسة من المتوقع أن يكون البروتوكول الجديد هو العلاج الأساسي في المستقبل؛ خاصة بعد نجاحه الكبير في منع الانتكاس.