أمل عرفة بين نارين

بعد اعتذارها عن «كونتاك» الذي سخر من ضحايا الكيماوي في سوريا

أمل عرفة في «كونتاك»
أمل عرفة في «كونتاك»
TT

أمل عرفة بين نارين

أمل عرفة في «كونتاك»
أمل عرفة في «كونتاك»

وجدت الفنانة السورية أمل عرفة نفسها بين ناري المعارضة والموالاة للنظام السوري، بعد اعتذارها لجمهورها عن الحلقة 23 من المسلسل الكوميدي «كونتاك» الذي شاركت فيه بلوحة تسخر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) وتتهمهم بفبركة فيديوهات توثق مجازر الكيماوي في سوريا. فبعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له عبر «السوشيال ميديا»، واتهامها بالسخرية من آلام الأمهات وضحايا الحرب في سوريا، قدمت أمل عرفة اعتذارها للجمهور وحملت «المونتاج» مسؤولية ظهور الحلقة بالشكل الذي أساء لمشاعر السوريين وطالبت بحذف الحلقة أيضاً. وعلى حساباتها في «فيسبوك» و«تويتر» كتبت عرفة: «أعتذر لأي سوري فتحنا له جرحاً أو ألماً بحلقة البارحة من مسلسل (كونتاك)... وصلتني رسائلكم... وقرأتها... ولن أنشرها ليس لما تحتويه من شتائم، بل لأنها من الواضح كم تحمل أوجاعاً وآلاماً لم أخلق للحظة كي أستهين بها... الآن وبعد سنوات أعيد ما قلت ومن دمشق وليس من خارجها، أكرر اعتذاري وأعيد».
وعن مشاركتها باللوحة المسيئة لضحايا الكيماوي في سوريا بطريقة هزلية أنكرت عرفة معرفتها بما سينتج عن اللوحة وكتبت: «لو أننا كممثلين عرفنا كيف سيتم مونتاج هذه اللوحة وربط الأحداث ببعضها سيكون على هذا الشكل لكنا طالبنا بعدم عرضها من الأساس، أعتقد أنه كان من حق الألم السوري أن تحذف هذه اللوحة جملة وتفصيلاً حفاظاً على مشاعر السوري أينما كان وكيفما كانت مواقفه».
لكن اعتذار الممثلة أمل عرفة للسوريين، الذي جاء بعد موجة هائلة من السخط ظهرت في التعليقات على حساباتها في «السوشيال ميديا» والصحافة، لم يشفع لها، وعادت موجة الانتقادات لتتصاعد، لكن هذه المرة من الموالاة والمعارضة معاً، فكتب تامر تركماني تعليقاً على تغريدة اعتذار عرفة بـ«تويتر»: «أمل عرفة منزلة على (تويتر) اعتذار... مارح ينسى التاريخ هاللقطات يا أمل عرفة». الصحافي السوري نضال معلوف اعتبر أن أمل عرفة ارتكبت «غلطة الشاطر»، مرة حين استهزأت بمشاعر السوريين، ومرة حين اعتذرت. وقال إن اعتذار أمل عرفة «سيعرضها لموجة تخوين واستهجان أخرى من شبيحة النظام الذين لن يقبلوا باعتذار أمل هذا ويطالبونها بالرجوع عنه».
(شبكة أخبار حلب الشهباء) الموالية للنظام استغربت اعتذار أمل عرفة ممن «أزعجتهم» الحلقة 23 من مسلسل «كونتاك» الذي بحسب الصفحة «جسد حقيقة منظمة الخوذ البيضاء التابعة لجبهة النصرة وكيفية عمل مسرحيات الكيمياوي» وتوجهت الصفحة إلى عرفة بالسؤال: «لولا الشتائم التي انهالت عليك من جمهور المرتزقة فهل كنت ستعتذرين لأي سوري أم أنكِ ستعتبرين ذلك نجاحاً في مسيرتك الفنية... بعد كل هالسنين مو معقول لسه نشوف مثقفين بوجهين».
ومسلسل «كونتاك» يعرض على الشاشات السورية المحلية خلال موسم رمضان الجاري، لم ينل اهتماماً يذكر من الجمهور السوري لولا الحلقة 23 التي أثارت الجدل، إذ جاء بمستواه الفني دون ما سبق وقدمته الدراما السورية من أعمال كوميدية من ذات التصنيف، كـ«مرايا» ياسر العظمة التي ما تزال مشاهدة على التلفزيونات وفي الإنترنت رغم مرور سنوات على إنتاجها وكذلك مسلسل «بقعة ضوء» ومسلسل «ببساطة» لباسم ياخور الذي أنتج العام الماضي وجرى تداول حلقاته عبر «السوشيال» ميديا على نطاق واسع بين السوريين.
و«كونتاك» الذي قال صناعه إنه يتناول أوضاع البلاد بطريقة كوميدية، أخرجه حسام قاسم الرنتيسي وسكريبت رولان العاقل ومن تأليف رانيا الجبان وشادي كيوان وتمثيل أمل عرفة ومحمد حداقي وشادي الصفدي وغادة بشور.


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».