أمراض الحنجرة لدى الأطفال

أمراض الحنجرة لدى الأطفال
TT

أمراض الحنجرة لدى الأطفال

أمراض الحنجرة لدى الأطفال

> تحدث إلى «صحتك» الأستاذ الدكتور طلال الخطيب استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة لدى الأطفال، أستاذ مشارك بجامعة الملك عبد العزيز رئيس المجلس العلمي للتخصص بالهيئة السعودية وكيل كلية ابن سينا الأهلية والمدير التنفيذي لعيادات إنترمد، وأوضح أن مشاكل الحنجرة تعتبر من الأمراض الشائعة عند الأطفال وأيضا قد تشكل لديهم خطورة على الحياة، ومنها ما يحدث مباشرة بعد الولادة ومنها ما يكتسب بعد فترة من عمر الطفل.
ومن أهم أعراض أمراض الحنجرة لدى الأطفال بشكل عام أنها قد تؤدي إلى تغير بالصوت أو صوت صفير للنفس مع أو من دون صعوبة بالتنفس أو صعوبة بالأكل مع وجود الشرقة أحيانا، والكحة عند الأكل تعتبر من أحد أعراض أمراض الحنجرة أيضا.
ويضيف البروفسور الخطيب أن ليونة الحنجرة هي من أكثر أمراض الحنجرة شيوعا، وهي تحدث نتيجة ضعف في غضاريف الحنجرة. وقد تسبب صدور صوت صفير فقط وقد تسبب نقصا بالأكسجين مع تأخر بالنمو في الحالات المتقدمة. ومن الأعراض التي تساعد على احتمالية وجود ليونة هي تحسن الطفل واختفاء صوت الصفير عند النوم على البطن أو الجنب. والتشخيص يتم بزيارة الطبيب للفحص بالمنظار وهو مهم جدا لتحديد مرحلة الليونة والمتابعة وتحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي.
ومن الأمراض الأخرى الشائعة في الحنجرة عند الأطفال شلل الحبال الصوتية، وتضيق بالقصبة الهوائية، وأورام الحنجرة الحميدة مثل الأكياس الدموية، وأورام نتيجة التهابات فيروسية من رحم الأم. كل هذه الأمراض قد تشبه في أعراضها ليونة الحنجرة وتستوجب زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة المختص بالأطفال لتشخيصها وعلاجها إن لزم الأمر.
الالتهابات الرئوية
تقول الدكتورة وفاء العصلاني استشارية أمراض صدرية للأطفال، إن الالتهاب الرئوي هو التهاب في أنسجة الرئتين مما يسبب السعال والحمى وصعوبة التنفس. ويمكن أن يكون سبب الالتهاب الرئوي البكتيريا أو الفيروسات، ويصيب هذا المرض عادة الأطفال الأكبر من 5 سنوات حيث تكون نسبة الالتهاب الرئوي البكتيري أكبر، أما عن إصابة الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات بهذا المرض فمن المحتمل أن يكون الالتهاب الرئوي ناجما عن فيروس بنسبة كبيرة. وتعتمد خطورة المرض على عمر الطفل ومناعته وعلى مدى إعطائه التحصينات المقررة لكل عمر.
وليس كل الأطفال المصابين بالتهاب رئوي لديهم الأعراض نفسها، ولكن هناك أعراض شائعة للمرض وهي: سعال - حمى - تنفس أسرع من المعتاد - مشكلة في التنفس أو ألم عند التنفس - أرق وصعوبة التغذية (عند الأطفال الصغار).
يعتمد العلاج على عمر الطفل، ومدى خطورة الالتهاب الرئوي، وما إذا كان سببه بكتيريا أو فيروسا. قد يحتاج بعض الأطفال المصابين بمرض شديد، وخاصة الأطفال الصغار، إلى العلاج في المستشفى. يتم علاج الالتهاب الرئوي الناجم عن البكتيريا بالمضادات الحيوية. ومن الضروري الالتزام بفترة العلاج حتى لو بدأ الطفل بالتحسن مبكرا. وعادة ما يبدأ الطفل بالتحسن بعد 48 - 72 ساعة من بدء المضاد الحيوي. ورغم ذلك، قد يستمر الطفل يشعر بالتعب أو السعال لبضعة أسابيع بعد تلقي العلاج.
ومن أهم طرق الوقاية من الالتهابات الرئوية الالتزام باللقاح الواقي في كتيب التطعيم، وأخذ التطعيمات السنوية (وأهمها الإنفلونزا)، وغسل اليدين بالماء والصابون خاصة عند تناول الأطعمة، واستخدام المنديل أو الذراع لتغطية الأنف والفم أثناء الكحة والعطس لمنع انتشار الرذاذ، بالإضافة إلى تجنب زيارة الأشخاص المصابين.
الربو وانقطاع التنفس
> مرض الربو: أوضح الدكتور خورشيد توفيق استشاري أمراض تنفسية للأطفال أن الربو هو حالة مرضية مزمنة وينتج عن التهاب الشعب الهوائية المزمن، ويعتبر الربو من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا عند الأطفال ويستمر في فرض عبء كبير على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمع. ومن أهم أعراضه أزيز وضيق في التنفس مع سعال، وهذه الأعراض تختلف مع الوقت والشدة. يقدر أن معدل انتشار المرض في العالم يصل إلى 18 في المائة، وبحلول عام 2025 يقدر أن يصاب بهذا المرض نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ويهدف علاج الربو إلى الحفاظ على النشاط الطبيعي عن طريق التحكم في الأعراض، والتقليل من النوبات المفاجئة والآثار الجانبية للأدوية.
> متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي النومي: أوضح الدكتور عبد الله خياط استشاري أمراض تنفسية واضطرابات النوم لدى لأطفال والأستاذ المساعد بجامعة الطائف أن متلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي هي اضطراب سريري يتميز بحدوث توقف متكرر في التنفس أثناء النوم. وهذه التوقفات في النفس تقطع الإمداد بالأكسجين لبضع ثوان، وتوقف إزالة ثنائي أكسيد الكربون. ويحدث هذا عندما ترتخي عضلات الحلق بشكل متقطع وتسد مجرى الهواء أثناء النوم، ونتيجة لذلك فإن الدماغ يُوقظ لفترة وجيزة ويعيد فتح المسالك الهوائية فتُسْتأنف عملية التنفس. أما عن الشخير فهو علامة ملحوظة لانقطاع النفس الانسدادي النومي. ويشخص توقف التنفس النومي غالباً بواسطة تخطيط النوم اللَيلي وهي وسيلة لتسجيل نشاط الجسم أثناء النوم، وقياس التأكسج النبضي. يمكن لأي طفل أن يصاب بانقطاع النفس الانسدادي النومي، ولكن هناك عوامل معينة تعرض الطفل لخطورة عالية، وتتضمن:
> الوزن الزائد: يعاني نحو نصف الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس الانسدادي النومي من فرط الوزن. ويمكن للرواسب الدهنية الموجودة في محيط المجرى الهوائي العلوي أن تعرقل التنفس.
> ضيق المسالك الهوائية: قد تورث حالة ضيق المسالك الهوائية بشكل طبيعي، أو يمكن أن تتضخم اللوزتان أو اللحمية لدى الطفل، مما قد يسدّ المسالك الهوائية.
> احتقان الأنف المزمن، يتضاعف حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي في العادة لدى الأشخاص الذين دائما ما يعانون من احتقان الأنف الليلي، بغض النظر عن السبب.
> وهناك عوامل أخرى مثل: تضخم اللسان، صِغَر عظمة الفَك، ارتداد مَعِدي مَريئي.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».