الارتجاع المريئي لدى الأطفال

أسبابه وراثية وبيئية

الارتجاع المريئي لدى الأطفال
TT
20

الارتجاع المريئي لدى الأطفال

الارتجاع المريئي لدى الأطفال

ربما يعتقد البعض أن الارتجاع المريئي esophagus reflux من الأعراض غير المألوفة عند الأطفال مثل البالغين، ولكن الحقيقة أن الارتجاع في الأطفال خاصة الصغار منهم عرض مألوف ولكنه شديد الإزعاج بالطبع ويسبب آلاما وشعورا بعدم الارتياح.
وتعني كلمة الارتجاع عودة السائل الحمضي (حمض الهيدروكلوريك) الموجود في المعدة إلى المريء خاصة أن هناك ما يشبه الصمام في الجزء الأسفل من المريء عند اتصاله مع المعدة (فتحة الفؤاد) يمنع وصول هذا السائل إلى المريء الذي يسبب وجوده شعورا بآلام حادة. ويعتبر التعبير العامي عن هذا الألم الحرقان (حرقة المعدة) heartburn تعبيرا بليغا وحقيقيا عن الألم حيث إن الأحماض عامة تعتبر مواد كاوية، وتأثير حمض الهيدروكلوريك قوي جدا بحيث يمكن أن يذيب المعادن. وبالطبع فإن هذه الحمضية ضرورية للمعدة حتى تتمكن من هضم الطعام.

الأسباب والأعراض
يعمل الصمام الموجود في نهاية المريء وبداية المعدة على تنظيم عملية الهضم بحيث يحدث ارتخاء للعضلات المتحكمة في هذه الفتحة أثناء عملية البلع، ما يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة. وبعد المرور تقوم تلك العضلات بالانقباض مرة أخرى ما يمنع وصول السائل أو ارتجاعه مرة أخرى.
وهناك عدة أسباب تؤدي إلى حدوث هذا الارتجاع مثل:
> العامل الجيني (رغم عدم وجود تفسير واضح لذلك).
> البدانة، وهي تلعب دورا هاما في زيادة احتمالية الارتجاع نتيجة لزيادة الضغط على البطن.
> لدى الرضع وفي مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يكون هناك تأخر في نمو العضلات المبطنة للصمامات developmental delay والتي تساعدها في القيام بوظيفتها.
> ولادة الطفل بعيب خلقي مثل الشلل الدماغي والذي يمكن أن يؤدي إلى خلل عصبي يؤثر على العضلات القابضة.
> في حالة تعرض الطفل باستمرار للتدخين السلبي.
> بعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة الحمضية والارتجاع مثل الأدوية المسكنة والتي يمكن أن تلجأ إليها العديد من الأمهات لأسباب الآلام المختلفة.
أما أعراض الارتجاع فتختلف في الأطفال بشكل كبير وتتراوح في شدتها تبعا للعمر. والأطفال الصغار يشعرون بأعراض بسيطة مثل الإحساس بطعم الطعام في الفم أو الشعور بطعم لاذع في الحلق، أما الأكبر عمرا فيمكن أن يشعروا بإحساس الحرقان في منتصف الصدر كما أن رائحة النفس تكون غير مستحبة. ويمكن أن يحدث قيء أو شعور بالغثيان وصعوبة في البلع، وفي بعض الأحيان يكون الألم شديدا ويسبب البكاء كما يمكن أن يحدث تجشؤا، وفي الحالات الحادة التي تكون فيها قرح بالمعدة يمكن أن يظهر دم في البراز أو في حفاظة الطفل، ويعاني الطفل من عدم ارتياح وقلق بعد إطعامه نتيجة للآلام.

التشخيص والعلاج
في الأغلب يعتمد تشخيص الارتجاع على الأعراض والتاريخ المرضي من خلال وصف الأم. وإذا لم يتم التحسن بعد تغيير نوعية الطعام والعلاج المضاد للحموضة يلجأ الطبيب إلى عمل عدة فحوصات مثل:
> أشعة على المريء يقوم فيها الطفل بشرب مادة معينة عبارة صبغة (باريوم barium) توضح المريء من الداخل. وفي الأطفال الصغار يتم خلط هذه الصبغة مع الحليب الصناعي.
> قياس حمضية المعدة ومعرفة إذا كانت في ازدياد من عدمه.
> يمكن إذا لم يتم التحسن أن يقوم الطبيب بعمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي endoscopy وأخذ عينة وهو التشخيص الأدق حيث يمكن بوضوح معرفة السبب إذا كان ضعفا في الطبقة المخاطية المبطنة لجدار المعدة والمريء.
أما العلاج فيشمل:
> تغيير نمط الحياة وتغيير نمط الغذاء. وهما عاملان يحددان طريقة التعامل مع الارتجاع في الأطفال ويشملان مثلا تخفيف المأكولات والمشروبات التي تحتوي على الأحماض مثل عصائر البرتقال أو الليمون وكذلك الأغذية التي تحتوي على التوابل الحارة. كما يجب أن تكون الوجبات غير مشبعة بالدهون وصغيرة. ويجب محاولة خفض الوزن في الأطفال الذين يعانون من السمنة. ويفضل بعد تناول الوجبات أن يكون الطفل في الوضع القائم بمعنى ألا يذهب للنوم مباشرة بعد تناول الطعام، ويفضل أن يكون الطفل نائما بشكل غير مستقيم بحيث تكون الرأس مرتفعة حتى لا يساعد وضع النوم في رجوع الحمض إلى المريء.
> الأدوية. إذا لم يتم التحسن بعد تغيير نوعية الطعام ونمط الحياة في الغالب يتم استخدام الأدوية التي تعادل حموضة المعدة Antacids وتستخدم لفترة قصيرة وتؤدي إلى التحسن الفوري للأعراض. وهذه الأدوية لا تؤثر على تكرار نوبات الارتجاع والحموضة ولكن تخفف من آلامها. كما تستخدم في بعض الأحيان لتأكيد التشخيص حيث إنها تحسن الأعراض بشكل فوري ولكن لا يجب أن تستخدم هذه الأدوية لفترات طويلة في الأطفال.
في حالة استمرار عدم التحسن يمكن اللجوء إلى الأدوية التي تقوم بتقليل إفراز حمض المعدة وأيضا هذه الأدوية يجب أن تستخدم لفترة قصيرة حسب توصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، حيث إن هذه الأدوية لها تأثير ضار على صحة العظام.
> يفضل أن يكون العلاج الدوائي هو الحل الأخير في الأطفال ويجب أن تتحلى الأم بالصبر حيث إن الأعراض تتحسن في مدة يمكن أن تصل إلى 6 شهور بعد استخدام الاحتياطات الخاصة وتغيير نمط الحياة كما يجب أن تتحاشى الأمهات استخدام الأدوية إلا للضرورة الطبية والتي يتم وصفها من قبل الطبيب فقط حتى لا تعرض الطفل لخطر الارتجاع.
- استشاري طب الأطفال



ماذا يحدث للبشرة عند تجاهل غسل الوجه؟

لطالما حذّر الخبراء من تجاهل غسل الوجه (رويترز)
لطالما حذّر الخبراء من تجاهل غسل الوجه (رويترز)
TT
20

ماذا يحدث للبشرة عند تجاهل غسل الوجه؟

لطالما حذّر الخبراء من تجاهل غسل الوجه (رويترز)
لطالما حذّر الخبراء من تجاهل غسل الوجه (رويترز)

لطالما حذّر الخبراء من تجاهل البعض غسل وجوههم، قائلين إن هذا الأمر قد يُثير مخاوف من تراكم الأوساخ والبكتيريا وظهور البثور.

إلا أن هناك بعض مقاطع الفيديو، التي انتشرت مؤخراً على تطبيق «تيك توك» وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، وزعمت أن عدم غسل الوجه تماماً يفيد البشرة ويساعد في تقشيرها بشكل طبيعي وإزالة خلايا الجلد الميتة.

وأُطلق على هذه الطريقة اسم «طريقة الإنسان البدائي».

فماذا يحدث بالفعل عند التوقف عن غسل وجهكِ؟

وفق مجلة «التايم» الأميركية، تقوم النظرية الخاصة بـ«طريقة الإنسان البدائي» على فكرة أن عدداً من منتجات العناية بالبشرة قد تُجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية، وتُخلّ بتوازن درجة الحموضة فيها، وتُغير ميكروبيومها الطبيعي. ومن ثم تشير النظرية إلى أن التخلي عن كل ذلك يُعيد بشرتك إلى حالتها الصحية «الطبيعية».

ومع ذلك تقول الدكتورة نيكول غولباري، طبيبة الأمراض الجلدية في كلية غروسمان لونغ آيلاند للطب بجامعة نيويورك، إن «هذه الطريقة قد تكون مفيدة لبعض أنواع البشرة، وقد تضر البعض الآخر. الأمر معقد».

وتضيف: «لكل وجه ميكروبيومه الفريد والمتنوع. جميعنا لدينا بكتيريا وفطريات، وحتى عُثّ مجهري صغير على وجوهنا. قد يبدو هذا مُقلقاً، لكن هذه الميكروبات جزء من بشرتنا الطبيعية، ولكي تعمل بشرتنا بشكل جيد، يحتاج ميكروبيوم الجلد إلى توازن مثالي من الميكروبات الجيدة».

ومع ذلك فإن عدم غسل الوجه قد يؤدي إلى فرط نمو الخميرة والبكتيريا، ويسبب مشاكل مثل التهاب الجلد الدهني، وحَب الشباب الالتهابي، وفق غولباري.

والتهاب الجلد الدهني، وهو نمو مفرط لفطر الملاسيزية، قد يسبب تراكم القشور الصفراء والتهاباً حول الخدين والحاجبين والأنف، كما أن عدم تنظيف البشرة تماماً يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة والزيوت، مما يؤدي إلى انسداد المسامّ.

وتضيف غولباري: «تزدهر بكتيريا الجلد على تلك المسامّ المسدودة، مما يؤدي إلى ظهور البثور والخراجات».

من جهتها، قالت الدكتورة أسمي بيري، طبيبة الأمراض الجلدية بلوس أنجليس، إن مخاطر عدم غسل الوجه تفوق فوائده بشكل عام.

وأضافت: «قد يكون التقليل من استخدام منتجات العناية بالبشرة أمراً رائعاً، لكن تجاهل تنظيف وغسل الوجه تماماً ليس هو الحل».

وأكدت بيري أن الاستغناء عن الصابون قد يكون مناسباً لأصحاب البشرة شديدة الجفاف أو الحساسة، والذين ينبغي أن يغسلوا وجوههم بالماء، مشيرة إلى أن «تجنب تنظيف الوجه تماماً يسمح بتراكم الأوساخ التي قد تسدّ المسامّ، أو تزيد من حَب الشباب، أو تُسبب التهاب الجلد».

وتابعت: «إلى جانب المشاكل الصحية، فإن البشرة غير المغسولة ببساطة لا تبدو في أفضل حالاتها. يؤدي عدم غسل الوجه إلى تراكم خلايا الجلد الميتة على سطح الجلد، مما يجعله يبدو باهتاً وغير متجانس اللون، وخشن الملمس. كما يمكن للملوثات المتبقية على الجلد أن تُسهم في الشيخوخة المبكرة».

ولفتت بيري إلى أن «صحة البشرة غالباً ما تنبع من الداخل»، مؤكدة أن شرب كثير من الماء والسوائل، وتناول كمية كبيرة من الفواكه والخضراوات، يمكن أن يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة والجلد.