بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز زيارة رسمية مقررة لتونس، تأتي تلبية للدعوة الموجهة له من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، كما يرأس أيضاً وفد بلاده في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثلاثين.
ووصل الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء أمس، وكان في مقدمة مستقبليه في المطار الرئاسي بالعاصمة التونسية الرئيس الباجي قائد السبسي. وبعد وصوله أجريت لخادم الحرمين مراسم استقبال رسمية، وعزف السلامان الملكي السعودي والوطني التونسي.
بعد ذلك، صافح خادم الحرمين مستقبليه، وبينهم رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد والوزراء، ثم توجه يصحبه الرئيس التونسي في موكب رسمي إلى المقر المعد لإقامته.
وكان الديوان الملكي السعودي أعلن في بيان له أمس، عن مغادرة الملك سلمان العاصمة الرياض، مبيناً أن الزيارة ستشهد بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقبل مغادرته إلى تونس، أناب خادم الحرمين الشريفين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح الشعب خلال مدة سفره خارج السعودية، وجاء في أمر ملكي أصدره الملك سلمان: «نظرا لعزمنا بمشيئة الله، على السفر خارج المملكة هذا اليوم الخميس الحادي والعشرين من شهر رجب عام 1440هـ حسب تقويم أم القرى، الموافق للثامن والعشرين من شهر مارس (آذار) عام 2019م، فقد أنبنا بموجب أمرنا هذا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد في إدارة شؤون الدولة، ورعاية مصالح الشعب خلال مدة سفرنا خارج المملكة». واستند الأمر الملكي على المادة السادسة والستين من النظام الأساسي للحكم، الصادر بالأمر الملكي رقم: أ- 90 بتاريخ 27-8-1428هـ.
وأكد الرئيس التونسي أن علاقات بلاده مع السعودية «ليست حديثة العهد بل تعود إلى عهد الملك عبد العزيز رحمه الله»، مشيراً إلى أنها «علاقات مستمرة وعلاقات صداقة وتعاون». وقال السبسي في حديث مع قناة «العربية»: «لا أحد ينكر أن المملكة العربية السعودية لها وزن في المنظومة العربية وهو ما يجعل التعامل معها يكون على هذا الأساس».
وأوضح أن علاقة بلاده بالمملكة «طيبة وتتدعم بالزيارة الرسمية لخادم الحرمين الشريفين»، معتبراً أن الزيارة «تؤكد أن العلاقات بين البلدين في أعلى مستوى». وأضاف أن التعامل مع المملكة يتم على أساس أنها «دولة لها وزنها في العالم العربي وتقوم بعمل لا يستهان به في تقريب وجهات النظر بين الدول العربية المختلفة».
وترتبط السعودية وتونس بعلاقات تاريخية متجذرة ونمو مطرد في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية وغيرها، تتوجها الزيارة الحالية لخادم الحرمين الشريفين، والتي تجسد عمق العلاقات الثنائية ومتناتها وأواصر الأخوة بين البلدين.
ومنذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، واصل دعم ما سارت عليه بلاده من سعي لتعزيز أُطر التعاون في مختلف المجالات، والوقوف مع تونس والتونسيين بشكل خاص.
وترتقي العلاقات السعودية التونسية بأهميتها إلى مصاف العلاقات الثنائية المتميزة، لما للبلدين من مكانة عالية على الخريطة السياسية والجغرافية، ويحرص البلدان على زيادة تفعيل آليات التعاون وتعزيز العلاقات، لتحقيق تطلعات قيادات البلدين.
وكان الأمير محمد بن سلمان زار تونس في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام المنصرم، وتقدم مستقبليه في المطار الرئاسي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي حيث عقد الجانبان اجتماعاً ثنائياً، تلاه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، حيث جرى خلاله استعراض علاقات التعاون السعودي التونسي، في شتى المجالات، والفرص الواعدة لتطويرها، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها، ومنح الرئيس التونسي الصنف الأكبر من وسام الجمهورية لولي العهد تقديراً لجهوده في دعم وتعزيز العلاقات السعودية التونسية.
وفي المقابل، قام رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بزيارة للسعودية في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2018، حيث استقبله الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر العوجا بالدرعية في الرياض.
إلى ذلك، أكد سفير السعودية لدى تونس محمد العلي أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الرسمية «تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وحرص القيادتين على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات». وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية أن هناك وفداً رفيع المستوى يرافق خادم الحرمين خلال هذه الزيارة التي ستشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين «تستهدف تعزيز العمل المشترك، والتأكيد على عمق العلاقات».
وأشار إلى أن العلاقات بين المملكة وتونس «شهدت تطوراً كبيراً في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، لتعزيز التعاون الثنائي بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتوسيع الاستثمارات التي بلغت قيمتها 190 مليون دولار في تونس، ووفرت ما يقارب 6215 فرصة عمل مباشر للمواطنين التونسيين، فيما تتصدر المملكة الدول العربية المانحة لتونس، وتعد الشريك الاقتصادي العربي الأول لها».
وبيّن أن قيمة المشروعات التنموية التي يمولها الصندوق السعودي للتنمية جاوزت 500 مليون دولار، مضيفاً أن الصندوق «وافق على تقديم قرض لتونس بقيمة 129 مليون دولار سيخصّص للمساهمة في تمويل مشروع بناء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية».
وشدد على أن المملكة وتونس «تعملان معاً على مكافحة تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف، من خلال تكثيف اللقاءات وتوطيد التنسيق المشترك، والتشاور لدعم منظومتي أمنيهما، والوقوف بحزم أمام كل المخاطر التي تهدد أمن البلدين الشقيقين».
وفي الرياض، أكد سفير تونس لدى السعودية لطفي بن قايد أن زيارة خادم الحرمين الشريفين «تحظى بأهمية خاصة»، مشيراً إلى أن «العلاقات التي تربط بين البلدين تاريخية وممتدة إلى عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود». وأوضح أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تونس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 «أسّست لمرحلة مفصلية في تاريخ العلاقات المتميزة بين البلدين وحملت دلالات خاصة أبرزها تأكيد عزم البلدين على المضي قدماً في ترسيخ سنة التنسيق والتشاور بشأن القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن الحرص المتبادل على توطيد وتعزيز مختلف مجالات التعاون الثنائي». ولفت إلى أن «مشاركة الملك سلمان في القمة العربية ستُضفي زخماً مُتميّزاً على الجهود العربية».
وكان في وداع خادم الحرمين الشريفين بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، الأمير مقرن بن عبد العزيز، والأمير مشعل بن سعود، والأمير عبد الرحمن العبد الله الفيصل، والأمير سعود بن سعد، والأمير خالد بن سعد، والأمير سعود بن مساعد، والأمير فيصل بن محمد، والأمير عبد الرحمن بن سعود الكبير، والأمير متعب بن ثنيان بن محمد، والأمير محمد بن مشاري، والأمير متعب بن عبد الله، والأمير فيصل بن خالد مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير محمد بن نواف مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير مشاري بن سعود، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد، والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد المستشار في الديوان الملكي، والأمير خالد بن سعود بن خالد المستشار في الديوان الملكي، والأمير سعد بن عبد الله بن مساعد، والأمير خالد بن ثنيان بن محمد، والأمير الدكتور نايف بن ثنيان بن محمد، والأمير منصور بن ثنيان بن محمد، والأمير تركي بن سعد بن سعود، والأمير محمد بن متعب بن ثنيان، والأمير مشعل بن متعب بن ثنيان، والأمير بندر بن مقرن، والأمير بندر بن فيصل مساعد رئيس الاستخبارات العامة، والأمير سعود بن فيصل بن مساعد، والأمير نواف بن نايف، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، والأمير خالد بن عبد الرحمن الفيصل، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني، والأمير عبد العزيز بن متعب بن ثنيان، والأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن الكبير، والأمير محمد بن فيصل بن بندر، والأمير فواز بن بندر، والأمير عبد الرحمن بن محمد بن متعب، والأمير عبد العزيز بن منصور بن ثنيان، والمشايخ والوزراء، وقادة القطاعات العسكرية.
وعند سلم الطائرة، كان في وداع خادم الحرمين الشريفين الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والأمير محمد بن عبد الرحمن نائب أمير منطقة الرياض، والأمير فيصل بن أحمد بن سلمان.
وقد غادر في معية خادم الحرمين الشريفين كل من: الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير منصور بن سعود، والأمير طلال بن سعود، والأمير خالد بن بندر مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سطام بن سعود، والأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير خالد بن تركي، والأمير الدكتور حسام بن سعود أمير منطقة الباحة، والأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمير سعود بن سلمان، والأمير عبد الله بن خالد بن سلطان المستشار في الديوان الملكي، والأمير عبد المجيد بن عبد الإله، والأمير راكان بن سلمان.
كما غادر في معية خادم الحرمين الشريفين الوفد الرسمي المكون من: الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والدكتور إبراهيم العساف وزير الخارجية، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار، وتركي الشبانة وزير الإعلام.
ويضم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين كلا من: خالد العباد رئيس المراسم الملكية، وحازم مصطفى زقزوق رئيس الشؤون الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، وعقلا العقلا نائب رئيس الديوان الملكي، وفهد العسكر نائب السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين مساعد رئيس الديوان الملكي للشؤون التنفيذية، وتميم السالم مساعد السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والفريق أول ركن سهيل المطيري رئيس الحرس الملكي، وأحمد عبد العزيز قطان وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية.
خادم الحرمين يبدأ زيارة رسمية لتونس... والرئيس السبسي في مقدمة مستقبليه
أناب ولي العهد في إدارة شؤون الدولة... ويرأس وفد بلاده بالقمة العربية العادية
خادم الحرمين يبدأ زيارة رسمية لتونس... والرئيس السبسي في مقدمة مستقبليه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة