جراحات الروبوت لاستئصال أورام الثدي بطرق حديثة

دراسات المؤتمر العالمي الأول لجراحة الثدي والغدد الصماء

جراحات الروبوت لاستئصال أورام الثدي بطرق حديثة
TT

جراحات الروبوت لاستئصال أورام الثدي بطرق حديثة

جراحات الروبوت لاستئصال أورام الثدي بطرق حديثة

اختتمت، مساء يوم أمس الخميس، أعمال المؤتمر العالمي الأول لجراحة الثدي والغدد الصماء الذي عقد جلساته العلمية على مدى يومين متتاليين في مدينة تبوك من المنطقة الشمالية الغربية للمملكة. وناقش المؤتمر آخر المستجدات وطرحت فيه أوراق وأبحاث وحالات نادرة سبق أن عرضت في مستشفيات المملكة المتخصصة في مجال علاج السرطان، وحضر المؤتمر أكثر من 350 مشاركا.
استضافت «صحتك» رئيس المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة الدكتور يوسف صالح العلاوي مدير أقسام الجراحة واستشاري جراحة أورام الثدي والغدد الصماء في مستشفى الملك سلمان للقوات المسلحة بالشمالية الغربية، تبوك، فأوضح أنه تم استعراض أهم المستجدات في جراحة أورام الثدي، ومناقشة التوصيات العالمية لمتابعة سرطان الثدي، والطرق الجراحية للغدة الدرقية في الدول المتقدمة، وعلاج الحالات النادرة مع المتحدثين الدوليين وأصحاب الخبرة. كما نوقشت الدراسات والأبحاث التي أجريت في السعودية، وتبادل الخبرات في كيفية تحديد مكان الغدة الجار درقية في الحالات الصعبة. وأضاف د. العلاوي أن هناك ورشتي عمل عقدتا قبل أيام الجلسات العلمية للمؤتمر، كانت الأولى عن ترميم الثدي والثانية عن الأشعة الصوتية للثدي وأخذ العينات.
دراسات السرطان
وأضاف د. العلاوي أن المؤتمر شهد انعقاد اجتماع ضم الأطباء السعوديين في تخصص جراحة الثدي والغدد الصماء، تمخض عن توصيتهم بإنشاء «جمعية سعودية متخصصة في جراحة الثدي والغدد الصماء» تسهم في وضع المعايير الدولية والتوصيات لهذا التخصص وإجراء لقاء سنوي لبحث المستجدات العالمية في هذا المجال.
وعرض في المؤتمر 30 بحثا علميا، أُلقيت منها 10 بحوث في جلستين علميتين، وكانت هنالك 27 محاضرة علمية و8 عمليات جراحية في ثماني جلسات. وفيما يلي أهم المستجدات والتوصيات:
عرض تصور عام عن سرطان الثدي والغدة الدرقية، حيث تمت مناقشة سرطان الثدي في المملكة، وانتشاره، ونوعية الورم (الوراثة)، وأكثر مناطق المملكة إصابة (الشرقية – الغربية - الرياض)، والعمر الأكثر إصابة (52 سنة)، والصبغة الجينية للورم بالمملكة مقارنة بدول العالم لإعطاء تصور عن حجم المشكلة لدينا خاصة أن أكثر الأورام تشخص في مراحل متقدمة وفي أعمار صغيرة. كما نوقشت مواضيع:
- سرطان الغدة الدرقية بالمملكة، ونوعية الأورام، ومدى انتشارها، ومعرفة أغلب الأسباب لهذا السرطان (نقص عنصر اليود والتعرض للأشعة)، وأنه يشكل ثاني أعلى نسبة في السرطانات عند النساء.
- المقارنة بين طرق علاج سرطان الثدي لدى الجمعية الأوروبية والجمعية الأميركية لسرطان الثدي ومدى الاستفادة من طرقهما في علاج حالات السرطان ووضع آلية عالمية لطرق العلاج.
- التطرق لإسهامات الجراجين المسلمين، كالعالم المسلم الزهراوي الذي يطلق عليه «أبو الطب الحديث»، ومدى استفادة العالم من بدايات الجراحة في عصر تطور الطب في العصر الإسلامي وكيفية تأثيره على الطب الحديث.
سرطان الثدي
أشار الدكتور يوسف العلاوي أن سرطان الثدي هو أكثر السرطانات انتشاراً عند النساء في العالم وذلك بنسبة 22 في المائة في كل الحالات، وفي سنة 2000 قدر عدد الحالات 1.050.346 حالة في البلدان المتقدمة. أما في السعودية فكان عدد حالات السرطان الجديدة 2741 حالة. وقد وُجد أن نحو 19.9 في المائة من السرطان عند النساء هو سرطان الثدي، وهو بذلك يحتل المرتبة الأولى بين كافة أنواع السرطان. ويكمن الاختلاف بين الولايات المتحدة والدول العربية بما فيها السعودية في عمر المريضة ومرحلة المرض عند اكتشافه.
وفي الولايات المتحدة، نجد أن 50 في المائة من حالات سرطان الثدي الجديدة تحدث عند النساء فوق سن 65 من العمر، بينما في الدول العربية بما فيها السعودية تحدث (مبكرا) في سن 52 سنة. أما من ناحية مرحلة المرض، ففي البلدان المتطورة يتم اكتشاف المرض في مراحل مبكرة أكثر، بينما في البلدان النامية ما زالت أعدادٌ كبيرة تشخص في مراحل متأخرة مما يؤدي إلى احتمال استئصال الثدي أكثر من المحافظة عليه.
كما أن معدل الشفاء من سرطان الثدي يصل إلى 90 في المائة في حالة الاكتشاف المبكر، حيث يشهد علاج سرطان الثدي مستجدات على المستوى العالمي سواء في العلاج الجراحي أو الكيماوي أو الإشعاعي أو الهرموني، حسب نوع الورم ومرحلته.
سرطان الغدة الدرقية
يقول د. العلاوي بأنه من الأنواع النادرة، وهو شائع بين النساء، ويعتبر الثاني بعد سرطان الثدي، ويحدث غالبا في عمر فوق الثلاثين، ولكن ليس كل تضخم في الغدة يعني أنه سرطان فأغلب أورام الثدي والغدة الدرقية أورام حميدة. وينصح باستشارة الطبيب مبكرا للتأكد من التشخيص ومن ثم تحديد العلاج المناسب، ففي حالة حاجة المريض للجراحة هناك عدة طرق عالمية ومتطورة بعضها متوفر وبعضها تحت الدراسة، فالآن يُستعان بالروبوت أو المنظار في علاج بعض الحالات حسب الحجم ومعرفة الطبيب وتدريبه.
ومن هذا المنطلق، استضاف المؤتمر 8 متحدثين خبراء من أميركا وفرنسا وإيطاليا وكوريا وإسبانيا إلى جانب 15 متحدثا سعوديا وذلك لإثراء المحتوى العلمي للمؤتمر والاستفادة من خبراتهم.
مستجدات العلاج
- أولا - المستجدات في علاج سرطان الثدي:
- تحديد بيولوجية سرطان الثدي في أولى مراحله ومعرفة صفاته الجينية، يساعد في كيفية التعامل مع الورم ووضع الخطط السليمة لعلاجه.
- التعامل مع السرطان جراحيا وتقليص الحدود السليمة للورم لأقل من 2 ملم في حالة استئصال الورم للتقليل من رجوع الورم في الثدي أو انتشاره، وفقا لآخر الأبحاث.
- بعض الأورام تحتاج لأخذ العلاج الكيميائي قبل استئصال الورم مما يساعد على الحفاظ على الثدي ويقلل من استئصال العقد اللمفاوية وبالتالي يقلل من حدوث انتفاخ في اليدين، فأصبح من المتعارف عليه أنه يفضل إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة في أكثر الأورام المتقدمة. وقد تم استعراض الدراسات الجديدة في هذا المجال والمتفق عليها من قبل الجمعيات والكليات الجراحية للأورام.
- ثانيا - المستجدات في علاج سرطان الغدة الدرقية:
- طرق جديدة لاستئصال الغدة عن طريق الفم أو الإبط باستخدام الروبوت والمنظار الجراحي، مع تحديد ميزاتها ونوعية المريض المستفيد منها.
- مناقشة طرق علاج سرطان الغدة الدرقية في مراحله المتقدمة.
- ثالثا - المستجدات في أمراض الغدة الجار درقية:
- طرق جديدة لتحديد مكان الغدة الجار درقية لبعض الحالات الصعبة وكيفية التعامل معها، ومعرفة الغدة المتضخمة من بين الغدد الأربع لاستئصالها مفردة بدلا من استئصالها جميعا مما يساعد في صغر الفتحة الجراحية بما لا يتعدى 3 ملم، ويتم ذلك باستخدام طرق جديدة مثل التصوير المسحي بمادة التكنيزيوم المحمل بمادة السيستاميب (نظائر مشعة)، والتصوير المقطعي النووي مع المقطعي بالأشعة السينية في نفس الوقت.
- توصيات لدراسة الحالات قبل العملية مما يقلل من نسبة عدم معرفة مكان الغدة وعدم تعريض المريض لإجراء عملية أخرى، وكذلك نقاش أفضل أنواع الأشعة الجديدة في تحديد مكان الغدة المصابة بالورم.
- استئصال الغدة عن طريق الفم واستخدام الروبوت أو المنظار الجراحي كطريقة حديثة مستخدمة عالميا وآمنة.
- رابعا - المستجدات في جراحة الغدة الفوق كلوية (الكظرية):
- الإجراءات الصحيحة في التعامل مع أورام الغدة المكتشفة صدفة خلال فحص المريض بالأشعة المقطعية للبطن والتأكد من وظائف الغدة الكظرية، وهل الورم كان سببا لارتفاع ضغط الدم.
- جراحة الغدة الكظرية باستخدام الروبوت عن طريق البطن أو خلف البطن بأكثر من طريقة جديدة وكيفية إجرائها.
- عرض عمليات جراحية لاستئصالها.
- عرض عمليات جراحية لحالات نادرة بهدف الاستفادة من خبرة الجراحين المتخصصين.
ترميم الثدي
- خامسا - ترميم الثدي:
- التعرف على أسس وطرق ترميم الثدي لمرضى سرطان الثدي ومعرفة المضاعفات للعمليات وطرق علاجها.
- عرض عمليات جراحية لطرق ترميم الثدي حسب مكان الورم.
- الالتهابات المتكررة للثدي، أسبابها وطرق علاجها الحديثة.
ونظمت أثناء المؤتمر ورشتا عمل، تناولت الأولى مسائل ترميم الثدي نظريا وعملا، والطرق الجراحية في الحفاظ على الثدي والاقتصار على إزالة الورم السرطاني فقط مع التركيز على الشكل النهائي للثدي من الناحية التجميلية لما له خصوصية عند المرأة.
ودرست حالات مصابة بسرطان الثدي لاختيار أفضل الطرق الجراحية لإزالة الثدي مع الترميم. وعرضت طرق تصغير الثدي للجانب السليم غير المصاب لمرضى السرطان بحيث يكون متساويا مع الجهة المصابة بعد الجراحة.
وأنواع الحشوات للثدي والموسعات وطرق استخدامها.
أما الورشة الثانية فكانت تحت عنوان «الأشعة الصوتية للثدي وكيفية أخذ العينات» فتناولت كيفية إجراء الأشعة الصوتية للثدي ومعرفة العلامات المحتملة لسرطان الثدي لأخذ العينة للتأكد من عدم وجود ورم سرطاني مما يساعد على تشخيص الحالات بشكل مبكر خاصة غير المحسوسة أو الأورام في مراحلها الأولى. وكذلك التدريب على كيفية أخذ العينات للأطباء سواء كانوا جراحين أو أشعة، والتدريب على استئصال الأورام الحميدة بطريقة الفاكيوم وبمساعدة الأشعة الصوتية.



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.