لجنة المال والموازنة تستكمل دراسة ملف التوظيف والتعاقد في وزارة الاتصالات

TT

لجنة المال والموازنة تستكمل دراسة ملف التوظيف والتعاقد في وزارة الاتصالات

استكملت لجنة المال والموازنة في جلسة برئاسة النائب إبراهيم كنعان درس ملف التوظيف والتعاقد في وزارة الاتصالات وهيئة «أوجيرو» في حضور وزير الاتصالات محمد شقير.
وقال كنعان عقب الجلسة إن الأسئلة التي طرحت في الجلسة السابقة بما فيها أسئلة النائب جهاد الصمد والتي تمحورت حول مناقصات شركة «سيرتا» وتضارب المصالح، مع الأرقام النهائية التي استندت إليها التوظيفات والتعاقد في هذا القطاع، قدّمت إلى اللجنة من خلال مستندات وزعت على النواب. وأشار إلى أن أجهزة الرقابة سترد ملف التوظيف، وما يرتبط به بالإنفاق المالي في لجنة المال بالتعاون مع وزارة المال للتأكد من الأرقام الواردة. واعتبر أن «الموضوع ليس سهلاً أبدا لتداخل السياسة والمصالح فيه».
وقال: «الجميع يرى الردود والردود المضادة على أي وزير من هذا الطرف أو ذاك، من دون النظر موضوعياً إلى ما يعرض، علما بأن الملف يجب ألا يكون حزبياً وطائفياً، فثلث العجز في الموازنة ناتج عن الحجم المنفوخ للملاك والإدارات والمؤسسات العامة. وعندما نتحدث عن 10 آلاف شخص جرى توظيفهم أو التعاقد معهم خلال سنة، هناك مشكلة، وعندما يصل عدد الموظفين في الإدارة والقطاع التربوي إلى 99 ألف شخص، ويجري توظيف 10 آلاف شخص إضافياً، فيعني أن هناك مشكلة. والسؤال الذي يطرحه الرأي العام: أتريدون وقف هذا المسار أم الاستمرار فيه؟».
وأضاف: «من الأسئلة التي تطرح هذه الأيام، ماذا سيحصل بمن جرى توظيفهم؟ والمسؤولية على من أدخلهم إلى الوزارات والإدارات وليست عليهم. وموقفي أنه يجب إعطاء رسالة واضحة وحاسمة وقاسية أن هذا المسار لا يمكن أن يستمر، لأن أي تسوية ستؤدي إلى نتائج عكسية وكارثية في هذه المسألة. وأبلغتنا رئيسة مجلس الخدمة المدنية اليوم أن هناك واقعاً مفاده أن الجميع بات متهيّباً، والطلبات قليلة، والإجابات حولها فورية. وهذا ما يشكّل نتيجة أولية للعمل الذي نقوم به».
وأكد كنعان أن «الأرقام النهائية باتت متوافرة، وسنقوم بالقراءة الأخيرة لها بالتعاون معه أجهزة الرقابة لإدراجها ضمن تقرير اللجنة النهائي»، وقال: «لن نستثني أي وزارة أو مؤسسة عامة لها الحق في التوظيف أو التعاقد، والحق في الوصول إلى المعلومات الذي بات متاحاً لكل مواطن، أفيعقل ألا يكون متاحاً للمجلس النيابي؟».
وزاد: «كما سنتابع القضية بعد صدور تقريرنا مع المراجع القضائية المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وستبدأ المحاسبة أولا على مستوى السلطة، من وزراء ورؤساء مجالس الإدارة في المؤسسات العامة، وسيكون بعدها هناك حلّ جذري لكل التعاقد أو التوظيف المخالف للقانون».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.