جددت أنقرة عزمها على تطهير حدودها الجنوبية من جميع التنظيمات الإرهابية، مؤكدةً أن الانسحاب الأميركي من سوريا يجب ألا يترك «فراغاً يستغله الإرهابيون، وأن المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في سوريا يجب أن تخضع» لسيطرتها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ستطهر حدودها الجنوبية من جميع التنظيمات الإرهابية، عاجلاً أم آجلاً، سواء «داعش» أو هيئة تحرير الشام («النصرة» سابقاً) أو « وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف جاويش أوغلو، أمس (الجمعة)، أن تركيا لا تفرق بين هذه التنظيمات الإرهابية جميعاً، وستطهر حدودها الجنوبية منها إن عاجلاً أم آجلاً.
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو غداة «قمة سوتشي» التي عُقِدت أول من أمس بين رؤساء كل من روسيا وتركيا وإيران لبحث التطورات في سوريا والتسوية السياسية وتشكيل اللجنة الدستورية، إضافة إلى التطورات في إدلب.
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن تركيا لن تسمح للتنظيمات الإرهابية بالبقاء على حدودها، مضيفاً أن إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من شمال سوريا هو القضية الأكثر أهمية لأمن حدودنا وشعبنا.
وشدد أكار، في تصريحات على هامش قمة ميونيخ للأمن في ألمانيا، أمس، على أن الانسحاب الأميركي المزمع من سوريا «يجب ألا يترك فراغاً يتحول إلى منطقة آمنة للإرهابيين».
وأشار إلى أن القوات التركية بمساعدة الجيش السوري الحر تمكّنت من القضاء على أكثر من 3 آلاف من عناصر «داعش» في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، شمال سوريا. ونفى أن يكون هناك استهداف من جانب بلاده للأكراد في سوريا وطالب بالتفريق بين الأكراد، الذين قال إنهم أخوة للأتراك، وبين وحدات حماية الشعب الكردية، التي اعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف في بلاده كتنظيم إرهابي.
وبدوره، قال رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين التون إن تركيا ستواصل المساهمة في حل الأزمة السورية. وأضاف ألتون، في تغريدة عبر «تويتر»، أمس، عقب القمة الثلاثية في سوتشي، أن تركيا ستواصل بذل جهدها لحل الأزمة السورية، موضحاً أن قادة تركيا وإيران وروسيا اجتمعوا للمرة الرابعة لتأسيس السلام والاستقرار في سوريا.
في سياق موازٍ، ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية في تقرير أمس، أن المساومات بين وحدات حماية الشعب الكردية و«داعش» في بلدة الباغوز محافظة دير الزور شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة «داعش» لا تزال مستمرة.
ونقلت عن مصادر محلية، أن الوحدات الكردية، وبدعم جوي من الولايات المتحدة، احتلت، أول من أمس، أجزاء كبيرة من بلدة الباغوز آخر معقل لـ«داعش» بدير الزور.
وأضافت المصادر أن نحو 500 من عناصر «داعش»، حُوصِروا في منطقة صغيرة عبارة عن بساتين ومعسكرات، وأن مسلحي الوحدات الكردية أعطوهم مهلة حتى الساعة (15:00 ت.غ) من مساء أول من أمس لتسليم أنفسهم، ورغم انتهاء المهلة إلا أن هدوءاً حذِراً لا يزال يسود المنطقة، ولا تزال المساهمة بين الجانبين مستمرة. وقالت الوكالة إنه بحسب مراقبين، فإن واشنطن تتصرف بحذر بسبب وجود عدد كبير من المدنيين في المنطقة التي تمت مهاجمتها بذريعة وجود تنظيم «داعش»، وأسفر الهجوم عن مقتل عدد كبير من المدنيين.
وأضافت المصادر أن عناصر الوحدات الكردية يستقبلون فقط النساء والأطفال الفارين من البلدة، في حين يعاملون الذكور ممن هم فوق 15 عاماً على أنهم عناصر لـ«داعش».
ولفتت المصادر إلى أن عناصر الوحدات ينقلون المدنيين إلى قاعدة أميركية في حقل العمر النفطي (شرق سوريا)، وبعد إجراء الفحوصات عليهم يتم نقلهم إلى مخيم الهول الذي انتقدته الأمم المتحدة مراراً، والواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
ويسيطر تنظيم «داعش» على الباغوز ومساحات غير مأهولة من البادية، في ريفي محافظتي دير الزور(شرق) وحمص (وسط).
وزير الخارجية التركي: سنطهر حدودنا من «الإرهابيين»... ولا منطقة آمنة لهم
وزير الخارجية التركي: سنطهر حدودنا من «الإرهابيين»... ولا منطقة آمنة لهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة