أسباب متعددة لتساقط الشعر

من أهمها الوراثة والتغيرات الهرمونية والحالة النفسية

أسباب متعددة لتساقط الشعر
TT

أسباب متعددة لتساقط الشعر

أسباب متعددة لتساقط الشعر

تشير الإحصائيات الطبية إلى أن الشكوى من تساقط الشعر، أحد الأسباب الرئيسية لمراجعة البعض للأطباء. وقد يصيب تساقط الشعر، شعر فروة الرأس وحده، أو شعر مناطق أخرى من الجسم. وقد يكون ذلك نتيجة للوراثة، أو التغيرات الهرمونية، أو الأمراض، أو الأدوية، أو الحالة النفسية، أو قد لا يُعرف له سبب محدد.
- حالات تساقط الشعر
ولدى الإناث، يمثل تساقط الشعر من فروة الرأس إحدى المشكلات الصحية ذات التأثيرات النفسية. ويظهر تساقط الشعر كمشكلة، حينما تتأثر به لدى المرأة مناطق كبيرة في فروة الرأس، أو حينما يُصيب التساقط منطقة دون بقية المناطق المحيطة بها من فروة الرأس.
وهناك كثير من الأسباب المعروفة لتساقط الشعر، وهناك أيضا حالات من تساقط الشعر التي لا يُعرف سببها. كما أن تساقط الشعر قد يكون دائما وقد يكون مؤقتا، بحيث يعود الشعر إلى النمو بعد زوال أسباب تساقطه. وفي كثير من الحالات، ثمة أسباب يُمكن التعامل العلاجي معها لوقف استمرار حصول هذه المشكلة.
وحينما تزداد كمية الشعر المتساقط بشكل ملحوظ، فإن من الأفضل مراجعة الطبيب للتأكد من وجود مشكلة تساقط الشعر، وسبب حصولها، وكيفية معالجتها.
وللتعامل مع مشكلة تساقط الشعر، يجدر فهم ما هو الطبيعي وغير الطبيعي في نمو الشعر وتساقطه، إضافة إلى فهم الأسباب التي قد تُؤدي إلى تساقط الشعر، والتي في الوقت نفسه يُمكن معالجتها.
وهناك عدة سيناريوهات في كيفية حصول مشكلة تساقط الشعر، منها بدء ملاحظة المرأة أن ثمة ترققا تدريجيا في غطاء الشعر للجزء العلوي من فروة الرأس. وهذا السيناريو هو الذي يحصل في غالبية حالات تساقط الشعر. وصحيح أن هذا النوع يصيب الرجال والنساء بالعموم مع التقدم في العمر؛ لكن لدى النساء يُلاحظ أنه يبدو على هيئة اتساع منطقة فرق الشعر في منتصف مقدمة فروة الرأس، بينما لدى الرجال يظهر على هيئة اتساع تساقط الشعر على الجانبين لمكان فرق الشعر. وفي سيناريو آخر، تظهر بُقع دائرية من صلع تساقط الشعر بشكل تام أو جزئي، وبقطر نحو 3 سنتيمترات أو أقل أو أكثر، في فروة الرأس. وقد يُصيب هذا الأمر الرجال في شعر الوجه، كاللحية أو الحاجبين. وهناك سيناريو أكثر دراماتيكية؛ حيث يتساقط الشعر بشكل سريع عند تمشيط الشعر أو غسله بالشامبو، مع عدم حصول بقع من الصلع التام في فروة الرأس. وغالباً لهذا علاقة بالتعرض لانتكاسات صحية أو انفعال عاطفي، أو ربما تغيرات في نمط الأكل، وتزويد الجسم بالعناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات الضرورية. وهناك حالات مرضية أخرى في الجلد يحصل فيها تساقط الشعر.
- أبرز الأسباب
ومن بين أبرز أسباب تساقط الشعر التي يُمكن التعامل معها: الاضطرابات الهرمونية، والانفعالات النفسية، وسوء التغذية، والحمل، واستخدام مستحضرات غير صحية للشعر، أو العدوى الميكروبية.
وهناك أنواع مختلفة من الاضطرابات الهرمونية التي قد تتسبب بتساقط مؤقت للشعر، منها اضطرابات الهرمونات الجنسية، كما في مراحل الحمل أو الرضاعة، أو بدء فترة سن اليأس من الحيض. وعلى سبيل المثال، من المتوقع حصول تساقط الشعر لدى المرأة بعد الولادة، وخاصة خلال فترة الستة أشهر الأولى بعد الولادة، ولذا لا يستدعي حصول ذلك أي قلق؛ لأن الحالة هذه من المتوقع أن تزول في الغالب بشكل تلقائي لدى معظم النساء، بعد تلك الأشهر الستة الأولى ما بعد الولادة.
ومن الاضطرابات الهرمونية الأخرى، اضطرابات الغدة الدرقية، مثل زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو ضعف الغدة الدرقية. وفي حالات أمراض الغدة الدرقية يحصل تساقط للشعر من جميع مناطق فروة الرأس، أي أنه لا يُصيب منطقة محددة. ومع معالجة كسل الغدة الدرقية، عبر تعويض نقص هرمون الغدة الدرقية، أو معالجة زيادة نشاط الغدة الدرقية، يبدأ الشعر في النمو بشكل تدريجي. ولذا فإن أحد فحوصات تساقط الشعر هو تحليل الدم لمعرفة نسبة هرمون الغدة الدرقية في الجسم.
وفي حالات فقر الدم، وخاصة فقر الدم الناجم عن نقص تزويد الجسم بالحديد، يحصل تساقط في شعر فروة الرأس. وبمعالجة حالة فقر الدم يعود الشعر للنمو التدريجي.
كما قد تتسبب اضطرابات جهاز مناعة الجسم في ظهور بقع أو حلقات من تساقط الشعر، مثل حالات مرض الذئبية، وغيرها من اضطرابات عمل جهاز مناعة الجسم. والحال كذلك في حالات إصابة الجلد بأنواع معينة من الميكروبات، كالفطريات، وهو ما قد يُؤدي إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت، وعادة ما يعود الشعر للظهور عند معالجة الفطريات المتسببة بذلك التساقط للشعر.
ومراجعة أنواع الأدوية التي تتناولها المرأة، إما بشكل يومي وإما عند الحاجة، هو أحد جوانب تقييم حالة تساقط الشعر. وهناك أنواع متعددة من الأدوية التي تُؤثر على نمو الشعر، وبالتالي تساقطه، مثل الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي، أو أنواع من أدوية علاج التهابات المفاصل، أو علاج الاكتئاب، أو أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم.
- التأثيرات النفسية
وتشير المصادر الطبية إلى أن الحالة النفسية لها تأثير في ظهور حالات تساقط الشعر، كالمعاناة من الصدمة النفسية عند الإجهاض، أو الضغوط النفسية في حالات مرض أحد الأطفال مثلاً.
هذا بالإضافة إلى أن استعمال المرأة لمنتجات غير صحية للعناية بالشعر، أو استخدام أساليب غير صحية في العناية به، مثل صبغات الشعر، ومزيلات لون الشعر المصبوغ، ومزيلات تجعّد الشعر، والمواد التي تُجعّد الشعر، هي كلها أمور تتسبب في الضرر لبنية الشعر، وأيضاً لاستمرارية حيوية نموه، ما يزيد من احتمالات تساقط الشعر، وخاصة الإفراط في وضع المواد الكيميائية عليه، أو وضعها لفترات طويلة قبل غسلها، أو تطبيق أكثر من إجراء على الشعر في وقت واحد، مثل الصبغ والتجعيد، أو الصبغ وإزالة التجعيد، أو الاستخدام اليومي المتكرر للشامبو، أو تمشيط الشعر بقوة، وشده في موديلات متعبة للشعر.
وثمة انتكاسات وحالات مرضية قد يُرافقها ارتفاع حرارة الجسم والالتهابات فيه، وقد يحصل نتيجة لذلك تساقط في الشعر، ولكن هذا السقوط للشعر مؤقت، ويزول في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر في الغالب.
- نصائح للوقاية من تساقط الشعر
> تذكر المصادر الطبية أن هناك عدة نصائح للوقاية من تساقط الشعر، ومن أهمها الحرص على التغذية الجيدة، لإمداد الجسم بالبروتينات والمعادن والفيتامينات التي تساعد في نمو الشعر بشكل صحي، وخاصة تناول الأسماك، والبقول، وزيت الزيتون، والمكسرات، والخضراوات، والفواكه الطازجة، والحليب، ومشتقات الألبان. وأيضاً تحاشي إجراء تسريحات الشعر الشديدة على بنية الشعر ومنابته، وتجنب فرك الشعر بشكل شديد أثناء تجفيفه، أو شده بقوة أثناء تمشيطه، وتحاشي مكواة تجعيد الشعر بالحرارة، أو علاجات فرد الشعر بحمام الزيت الساخن. والحرص كذلك على غسل الشعر برفق، وعدم تنظيف فروة الرأس بالأظافر أثناء الاستحمام، بل برؤوس الأصابع.
- حقائق علمية عن الشعر
> ثمة كثير من الحقائق التي تتعلق بالشعر ونموه، ومنها:
- تنمو في جلد الإنسان نحو 5 ملايين شعرة، منها فقط ما بين 100 إلى 150 ألف شعرة تنمو على جلد فروة الرأس.
- ما يتساقط بشكل طبيعي من شعر فروة الرأس هو ما بين 50 إلى 100 شعرة في كل يوم.
- الشعرة هي في الأصل زوائد بروتينية تنمو بشكل متواصل، وتتكون من ثلاث طبقات: قشرة خارجية قاسية، وقشرة متوسطة أقل صلابة، ثم في الداخل هناك لبّ الشعرة.
- الشعر يبدأ بالظهور على الجلد في مرحلة مبكرة من عمر الجنين، وتحديداً وهو في عمر شهرين. وأولى مناطق ظهور الشعر لدى الجنين، أياً كان جنسه، هي منطقة الحاجبين والشفة العليا ومنطقة الذقن. ثم مع بلوغ الشهر الرابع من عمر الجنين، يبدأ الشعر في الظهور على جلد بقية مناطق جسمه.
- الفارق بين شعر الجنين وشعر الإنسان ما بعد الولادة، هو أن شعر الجنين لا يحتوي على طبقة اللب الداخلية، ولذا فإن شعر الجنين ناعم، ويتساقط على مراحل في فترة ما بعد الولادة، ليحل محله الشعر الطبيعي.
- ينمو الشعر على مناطق الجلد كلها، ما عدا مناطق محددة منه، وهي الشفتان وباطن القدمين واليدين.
- يجري نمو الشعر وفق تأثيرات متفاوتة لعوامل عدة، كأنواع مختلفة من الهرمونات، ومكونات الوجبات الغذائية، والحالة النفسية، ومدى تدفق الدم إلى حُلَيْمَة الشعرة، وغيرها من العوامل. ومن الملاحظ أن الأجواء المناخية الحارة تُسرّع من نمو الشعر، بخلاف الأجواء الباردة. كما أن قص الشعر لا يُسرع في نمو الشعر.
- من الناحية التشريحية، يُوجد جذر الشعرة تحت الجلد، ضمن كيس يُسمى الجريب. ومن ضمن مكونات جذر الشعرة توجد حُلَيْمَة الشعرة التي مهمتها إنتاج ساق الشعرة التي تخرج من الجلد.
- نمو الشعر من حليمة الشعرة يمر بمراحل مختلفة: الأولى هي مرحلة النمو، التي يستمر فيها إنتاج الشعرة لمدة خمس سنوات تقريباً. ثم تأتي مرحلة الراحة والركود التي قد تستمر نحو ثلاثة أشهر، ويتوقف فيها نمو ساق الشعرة. وبعدها تأتي مرحلة التساقط التي تنفصل الشعرة فيها عن الجسم. وبعدها يبدأ جريب الشعرة في إنتاج شعرة أخرى تمر في تلك المراحل الثلاث.
- 90 في المائة من شعر فروة الرأس هو في مرحلة النمو، و10 في المائة في مرحلة الراحة والركود.
- تساقط الشعر حالة شائعة جدا، ويؤثر على معظم الناس في وقت ما في حياتهم، ولكن تساقط الشعر الناتج عن كسر ساق الشعرة يختلف عن تساقط الشعر بسبب انخفاض نمو الشعرة من الحليمة.
- الشعر هو مخزن للمعلومات الصحية عن الإنسان، ويمكن بتحليل مكونات الشعرة معرفة معادن وفيتامينات الجسم والأدوية التي يتناولها المرء. ومع ذلك لا توجد فروق واضحة في شعرة الأنثى عن شعرة الذكر.
- عندما تكون الشعرة بصحة جيدة في بنيتها وقوتها، تستطيع الشعرة الواحدة أن تتحمل وزن 100 غرام، أي أن بإمكان شعر فروة الرأس أن يتحمل رفع وزن بمقدار يفوق طنين، أي وزن اثنين من الفيلة الأفريقية.
- الشعر هو ثاني أسرع نسيج ينمو في جسم الإنسان، أي بعد نسيج نخاع العظام. وينمو الشعر نحو سنتيمتر واحد لكل شهر.
- يُوجد ضمن مكونات الشعرة 14 من العناصر المعدنية المختلفة، غالبيتها بكميات ضئيلة جداً، وأحدها هو معدن الذهب. والعناصر الرئيسية، بترتيب الأعلى وجوداً في مكونات الشعرة الواحدة، هي: الكربون، والأوكسجين، والنيتروجين، والهيدروجين، والكبريت.
- كل شعرة على جسم الإنسان لها عصب، وإمدادات دم، وعضلة خاصة بها.

- استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول
TT

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

المغنيسيوم والنوم

• ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

- هذا ملخص أسئلتك. والواقع أن إحدى الدراسات الطبية الواسعة النطاق قد كشفت أن تناول المغنيسيوم بكميات صحية يرتبط بنوم عدد طبيعي من الساعات. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول المغنيسيوم بكميات أقل ارتبط إما بمدة نوم أقصر أو أطول من الطبيعي.

ولكن تجدر ملاحظة أن الجرعة المثلى من المغنيسيوم للنوم تعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك العمر والأمراض المصاحبة التي قد تكون لدى الشخص.

وبالأساس، ووفقاً للمبادئ التوجيهية الطبية الحديثة، يوصى بتناول ما بين 310 و360 مليغراماً يومياً من المغنيسيوم للنساء، وما بين 400 و420 مليغراماً للرجال. وتحتاج النساء الحوامل إلى ما بين 350 و360 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً.

وأشارت إحدى الدراسات الإكلينيكية إلى أن تناول 500 مليغرام يومياً من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم، لمدة 8 أسابيع، يزيد من مدة النوم (Sleep Duration)، ويقلل من زمن فترة «كمون بدء النوم» (Sleep Latency)، وذلك لدى كبار السن. وتُعرّف فترة «كمون بدء النوم» بأنها الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم وفقدان الوعي.

ومع ذلك، يجدر أيضاً ملاحظة أن هناك أنواعاً مختلفة من مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم في الصيدليات، بما في ذلك أكسيد المغنيسيوم، وسترات المغنيسيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم، وغلوكونات المغنيسيوم، وكلوريد المغنيسيوم، وأسبارتات المغنيسيوم. وكل نوع من هذه الأنواع من مكملات المغنيسيوم له معدل امتصاص مختلف.

ولذا يُنصح كبار السن (وفق ما تسمح به حالتهم الصحية والأمراض المرافقة لديهم) الذين يعانون من الأرق، بتناول ما بين 320 و729 مليغراماً من المغنيسيوم يومياً من نوع أكسيد المغنيسيوم أو سترات المغنيسيوم. وهذا يمكن التأكد منه عبر سؤال الصيدلي.

وللتوضيح، استخدمت العديد من الدراسات مؤشر جودة النوم في بيتسبرغ (PSQI) كمقياس أساسي للنوم لتقييم تأثير مكملات المغنيسيوم المختلفة. وتمت مقارنة تأثيرات أنواع أكسيد المغنيسيوم وكلوريد المغنيسيوم وسترات المغنيسيوم وأسبارتات المغنيسيوم، على جودة النوم.

وأشارت هذه الدراسات إلى أنه من بين جميع مكملات المغنيسيوم، تعمل أقل جرعة من أكسيد المغنيسيوم على تحسين جودة النوم. وعلى النقيض من ذلك، لم يُظهر كلوريد المغنيسيوم أي تحسن كبير في النوم. ويمكن لمكملات حبوب أسبارتات المغنيسيوم أن تعزز النوم فقط عند تركيز مرتفع للغاية يبلغ 729 مليغراماً.

كما يجدر كذلك ملاحظة أنه ليس من الضروري الحصول على المغنيسيوم من خلال تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم فقط؛ لأنه أيضاً موجود في أنواع مختلفة من الأطعمة، وبكميات وفيرة تلبي حاجة الجسم وزيادة. ولذا يمكن أن يلبي الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالمغنيسيوم المتطلبات اليومية. وعلى سبيل المثال، يمكن للمرأة غير الحامل البالغة من العمر 40 عاماً تلبية توصيات تناول المغنيسيوم اليومية، بتناول كوب واحد من الكينوا المطبوخة أو كوب واحد من السبانخ المطبوخة أو نحو 30 غراماً من مكسرات اللوز.

ورابعاً، تجدر ملاحظة ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول مكملات المغنيسيوم، لسببين رئيسيين. الأول: أن تناول مستحضرات أدوية مكملات المغنيسيوم قد يتفاعل مع أدوية أخرى. وعلاوة على ذلك، فإن تناول جرعة عالية من مكملات المغنيسيوم يمكن أن يسبب الغثيان والإسهال والتشنج العضلي لدى بعض الأشخاص. وعلى النقيض من ذلك، فإن تناول كميات أكبر من المغنيسيوم من مصادر غذائية يعد آمناً إلى حد كبير لأنه يتم هضمه ببطء أكبر ويفرز الزائد منه عن طريق الكلى.

ولا توجد إجابة محددة حتى اليوم لتفسير ذلك الدور الدقيق للمغنيسيوم في تنظيم النوم. وعلى الرغم من أن الأمر غير مفهوم بشكل جيد، فقد اقترح العلماء كثيراً من الآليات التي يمكن من خلالها التأثير على النوم. ومن ذلك الدور النشط للمغنيسيوم في «ضبط» مدى استثارة الجهاز العصبي المركزي. وتحديداً دوره في «خفض» استثارة الجهاز العصبي عبر تأثير المغنيسيوم على النوم من خلال مشاركته في تنظيم نظام جابا (GABA) في الدماغ.

وأيضاً الدور النشط للمغنيسيوم في تحفيز استرخاء العضلات من خلال خفض تركيز الكالسيوم داخل خلايا العضلات. وكذلك تأثيره على مناطق تشابك الأعصاب بالعضلات.

كما يُطرح علمياً تأثير المغنيسيوم على تنظيم الساعة البيولوجية وعلى إفراز هرمون الميلاتونين، وهو هرمون النوم الذي يفرزه الدماغ بكميات متصاعدة من بعد غروب الشمس وانخفاض تعرّض الجسم للضوء. وقد أظهرت دراسات أن نقص المغنيسيوم يقلل من تركيز الميلاتونين في البلازما، ما قد يعيق سهولة الخلود إلى النوم.

كما أشارت الأبحاث الحالية إلى أن مكملات المغنيسيوم تقلل من تركيز الكورتيزول في الدم (هرمون التوتر)، وبالتالي تُهدئ الجهاز العصبي المركزي وتتحسن جودة النوم.

عدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

• تناولت دواء خفض الكوليسترول، وتسبب لي بالتعب وآلام العضلات... بمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك عن تناولك أحد أنواع أدوية خفض الكوليسترول من فئة أدوية الستاتين، وتسببه لك بآلام عضلية. وأول جانب من النصيحة هو التأكد من وجود هذه المشكلة المرتبطة بأدوية الستاتين بالفعل؛ لأن من المهم تناول أدوية خفض الكوليسترول وعدم التوقف عنها، إلا لضرورة.

ولذا لاحظ معي أن أدوية فئة ستاتين (مثل ليبيتور أو كرستور) تُعد الخط الأول لمعالجة ارتفاع الكوليسترول. إلا أن بعض المرضى قد يعانون من آثار جانبية، إما أن تمنعهم من استخدام أحد أدوية الستاتين على الإطلاق، أو تحد من قدرتهم على تحمل الجرعة اللازمة منها لخفض الكوليسترول كما هو مطلوب ومُستهدف علاجياً. وهو ما يُطلق عليه طبياً حالة «عدم تحمّل الستاتين».

ووفق ما تشير إليه الإحصاءات الطبية، فإن «عدم تحمّل الستاتين» قد يطول 30 في المائة من المرضى الذين يتناولون أحد أنواع هذه الفئة من أدوية خفض الكوليسترول. وعدم تحمل الستاتين يشير إلى مجموعة من الأعراض والعلامات الضارة التي يعاني منها المرضى وتتخذ عدة مظاهر. والشكوى الأكثر شيوعاً هي أعراض: إما آلام (دون اللمس والضغط) أو أوجاع (عند اللمس والضغط) أو ضعف أو تشنجات عضلية مختلفة. وتؤثر عادةً على مجموعات العضلات المتناظرة (على الجانبين) والكبيرة والدانية في القرب إلى منتصف الجسم.

وقد يرافق ذلك ارتفاع أنزيم العضلات أو عدم حصول ذلك. كما قد يتسبب بمشاكل في الكلى، أو لا يتسبب بذلك.

ولذا يحتاج الأمر تشخيص وجودها والتعامل الطبي معها لدى مريض ما، وأيضاً تنبه المرضى إلى «بوادر» ظهورها ووضوح في كيفية تعاملهم معها.

ووفق ما تشير إليه المصادر الطبية، تم تحديد عوامل خطر الإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، بما في ذلك التقدم في السن، والجنس الأنثوي، والتاريخ العائلي للإصابة بالألم العضلي المرتبط بالستاتين، وتعاطي الكحول، والأمراض الروماتيزمية، ونقص فيتامين دي المُصاحب. كما أن بعض الأدوية يمكن أن تزيد من المخاطر: الكولشيسين (مضاد التهابات)، فيراباميل أو ديلتيازيم (أدوية قلبية)، الفايبريت (لخفض الدهون الثلاثية)، كلاريثروميسين والإريثروميسين (مضادات حيوية).

ولكن التشخيص الإكلينيكي لهذه الحالة قد يَصعُب على الطبيب. ومع ذلك قد يكون ارتفاع مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) مشيراً إلى وجود هذه المشكلة. إلا أنه عادة ما يكون مستوى أنزيم العضلات (الكرياتين كيناز) طبيعياً؛ أي دون وجود التهاب وتحلل في الخلايا العضلية. وهنا يلجأ الطبيب إلى مدى وجود العوامل التي ترجح التشخيص الإكلينيكي للاعتلال العضلي المرتبط بالستاتين، والتي منها:

· ألم أو ضعف في العضلات الكبيرة القريبة، يتفاقم بسبب ممارسة الرياضة.

· تبدأ الأعراض بعد 2 إلى 4 أسابيع من بدء تناول الستاتين.

· زوال الأعراض خلال أسبوعين من التوقف.

· تعود الأعراض خلال أسبوعين بعد إعادة تناول الستاتين.

· ظهور الأعراض عند تعاقب تناول نوعين مختلفين أو أكثر من الستاتينات؛ حيث يتم وصف واحدة منها على الأقل بأقل جرعة.

ووفق عدة مُعطيات، يتعامل الطبيب المتابع لحالة الشخص المعين مع هذه المشكلة لكل مريض على حدة.