محادثات بين هادي وغريفيث تركّز على الجوانب الإنسانية وتبادل الأسرى

الرئيس اليمني يهاجم الانقلابيين... ويشكّل لجنة لدراسة مقترحات المبعوث الأممي

طبيب يزن طفلاً نازحاً من الحديدة في مركز صحي بمحافظة حجة أمس (أ.ف.ب)
طبيب يزن طفلاً نازحاً من الحديدة في مركز صحي بمحافظة حجة أمس (أ.ف.ب)
TT

محادثات بين هادي وغريفيث تركّز على الجوانب الإنسانية وتبادل الأسرى

طبيب يزن طفلاً نازحاً من الحديدة في مركز صحي بمحافظة حجة أمس (أ.ف.ب)
طبيب يزن طفلاً نازحاً من الحديدة في مركز صحي بمحافظة حجة أمس (أ.ف.ب)

أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، رغبة الشرعية والتحالف الداعم لها في تحقيق السلام في بلاده، متهما الميليشيات الحوثية بأنها غير جادة في إنهاء الانقلاب وبأنها تتظاهر بالحديث عن السلام عند شعورها بالانكسار لكسب الوقت وزرع الألغام.
وجاء ذلك، خلال استقباله أمس في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، رفقة رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر، لمبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الذي وصل إلى المدينة لاستكمال جولته في المنطقة وعرض خطته المزدوجة على الحكومة الشرعية في شأن التهدئة في الحديدة والتحضير لاستئناف مفاوضات السلام بين الحكومة والجماعة الحوثية.
وجاءت الزيارة الثانية لغريفيث إلى عدن للقاء الرئيس هادي وحكومته، متأخرة عن موعدها السابق الذي كان مقررا أول من أمس في ظل تفاؤل لدى المبعوث الأممي بإمكانية إنجاز اتفاق للتهدئة يقود إلى عودة المفاوضات خلال أسابيع، أملا في التوصل إلى تسوية سياسية وأمنية شاملة تنهي الانقلاب الحوثي على الشرعية. وفي السياق نفسه، أكد وزير الخارجية خالد اليماني من جهته، أن أي مقترح للسلام لا يتوافق مع المرجعيات المتوافق عليها، لا يمكن للحكومة الشرعية القبول به، وقال في كلمة له إن العمليات العسكرية لتحرير الحديدة «تسير بصورة مدروسة وتحرص على سلامة المدنيين».
وبحسب ما أوردته المصادر الرسمية اليمنية، أمر الرئيس هادي بتشكيل لجنة حكومية برئاسة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر لدراسة المقترحات الأممية التي حملها غريفيث، كما أشارت إلى أن المشاورات أمس تركزت على الجوانب الإنسانية والإطلاق المتبادل للأسرى والمختطفين.
وفي تصريحات رسمية للمبعوث الأممي، وصف لقاءه مع الرئيس اليمني بالمثمر، في حين أفادت وكالة «سبأ» بأن هادي استقبل غريفيث والوفد المرافق له في زيارته الثانية للعاصمة المؤقتة عدن بحضور رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر «وذلك للوقوف على آفاق السلام وإمكاناته المتاحة». وذكرت الوكالة أن الرئيس هادي رحب بالمبعوث الأممي، مشيداً بمساعيه وجهوده الحميدة نحو السلام المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الأممية ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216. وأكد الرئيس اليمني «رغبته ورغبة الشعب اليمني ودول التحالف العربي للسلام» وهي الرغبة التي قال إن الانقلابيين الحوثيين لا يعون معناها ومفهومها ولكنهم «يستدعونها فقط ظاهرياً عند شعورهم بالتراجع والانكسار لكسب مزيد من الوقت لزرع الألغام التي تحصد الأبرياء».
وأشار الرئيس اليمني إلى «معاناة المواطنين بمحافظة الحديدة من ممارسات الميليشيات الحوثية الإيرانية وعبثها بالمساعدات الإنسانية وتهريب الأسلحة الإيرانية وتكريس موارد الميناء لإطالة أمد حربها على الشعب اليمني فضلا عن اعتداءاتها المتكررة على الملاحة الدولية وتهديد دول الجوار».
ونقلت المصادر الرسمية عن غريفيث أنه «عبّر عن سروره بلقاء هادي الذي يأتي في إطار التشاور الدائم معه»، لافتا إلى أنه «يستشعر نياته الصادقة نحو السلام انطلاقاً من مسؤولياته التي يحملها تجاه شعبه ووطنه»، مبديا «ارتياحه للأفكار التي دائماً يطرحها هادي على صعيد إرساء السلام الدائم في اليمن». وقال غريفيث: «سنعمل على التشاور مع مختلف الأطراف لبلورة الرؤى والأفكار الممكنة المتسقة مع مرجعيات السلام والتأكيد على الجوانب الإنسانية في هذه المرحلة». وأضاف في حديثه لوسائل الإعلام: «عقدنا لقاء مثمراً مع الرئيس هادي وركزنا على الجوانب الإنسانية في عموم اليمن وتحدثنا عن إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من كل الأطراف».
في غضون ذلك، أفادت وكالة «سبأ» بأن «الرئيس هادي شكّل لجنة بإشراف رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر لبلورة الأفكار حول المشاورات التي تسبق أي مفاوضات مباشرة بين الأطراف ولدراسة أي مقترحات يقدمها المبعوث الأممي».
وتهدف المساعي الأممية التي يواصلها غريفيث في المنطقة إلى التوصل إلى اتفاق تهدئة بشأن الحديدة يجنب المدينة ومينائها أي معارك بين القوات الحكومية والميليشيات الحوثية، إلى جانب مساعيه الموازية للتحضير لاستئناف المفاوضات بناء على إطار يتم التوافق عليه بين الشرعية والانقلابيين.
وترفض الحكومة الشرعية أي مقترح لا يؤدي إلى انسحاب كلي للميليشيات الحوثية من الحديدة ومينائها، وتتوعد بحسم تحرير المدينة عسكريا، في حين ترفض الجماعة الحوثية من جانبها الانسحاب، طبقا لتصريحات قادتها، لكنها عرضت أنها موافقة على وجود إشراف أممي فني ولوجيستي على إيرادات ميناء الحديدة.
في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس التزام الحكومة بالسلام وإنهاء الأزمة في بلاده بالوسائل السياسية، لكنه جدد التأكيد على أن أي حلول وحوارات لا تنطلق من المرجعيات التي توافق عليها الشعب اليمني والإقليم والعالم لا يمكن القبول بها. وهذه المرجعيات تتمثل في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن وفي مقدمها القرار 2216، الذي نص على إنهاء الانقلاب وانسحاب الميليشيات من المدن وتسليم الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش والانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وجاءت تصريحات اليماني في كلمة له ألقاها في الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد في بكين، مؤكداً أن انقلاب ميليشيات الحوثي عام 2014 جاء بدعم من إيران، حيث استولت الميليشيات على مؤسسات الدولة واحتلت المدن وسخرت موارد الدولة لخدمة حروبها ومشروع إيران التوسعي. وقال وزير الخارجية اليمني إن الانقلاب «تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن، كما هدّدت الميليشيات الانقلابية أمن الدول الشقيقة المجاورة، وامتد تهديدها لممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من خلال استهداف السفن التجارية وزرع الألغام البحرية العشوائية».
وذكر أن الشرعية في بلاده وبدعم من التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية استعادت سيطرتها على أكثر من 80 في المائة من الأراضي اليمنية وتعمل جاهدة لتخفيف معاناة الإنسان اليمني، وقال إنها «ملتزمة من خلال جهودها لتحرير الحديدة جميع مناطق الساحل الغربي لإعادة اليمن ليكون عامل استقرار في محيطه العربي ولحماية ممرات التجارة العالمية في جنوب البحر الأحمر من كل التهديدات والممارسات التي انتهجتها الميليشيا الانقلابية».
وفيما يتعلق بعمليات تحرير الحديدة وبقية مناطق الساحل الغربي، أكد اليماني أن القوات الحكومية المسنودة من قبل تحالف دعم الشرعية «تتحرك بصورة مدروسة وحريصة للحفاظ على أرواح المدنيين وحماية الممتلكات العامة والخاصة، في التزام صريح بالقانون الدولي الإنساني»، في حين يرافق هذا التحرك العسكري - على حد تعبيره - خطة إنسانية استثنائية وشاملة لمدينة الحديدة والمناطق المجاورة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.