تأخير فواتير الخدمات للسعوديين أسبوعاً بعد الراتب لضبط الإنفاق

استقرار مالي للأسر... والقطاع الخاص يتفاعل

TT

تأخير فواتير الخدمات للسعوديين أسبوعاً بعد الراتب لضبط الإنفاق

لامست الأوامر الملكية التي صدرت فجر أمس (السبت) الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة، وذلك في إطار برامج إعادة هيكلة الاقتصاد في البلاد، وانعكست تلك الأوامر الملكية على عدة عوامل، أبرزها منح فرصة للمواطنين لضبط إنفاقهم تحقيقاً للاستقرار المالي، إضافة إلى عودة العلاوة السنوية لموظفي الدولة، وشملت الأوامر موظفي الدولة والمتقاعدين والطلبة الجامعيين والمرابطين على الحد الجنوبي.
ومن شأن تأخير فواتير الخدامات عن الرواتب لمدة أسبوع أن يمنح المواطنين فرصة لضبط إنفاقهم، تحقيقاً للاستقرار المالي، كما أنه يمنح الفرصة للمواطنين لضبط ميزانياتهم، ويعمل على رفع قدرة الأسرة على مواجهة التغيرات الاقتصادية.
وانعكست تلك الأوامر الملكية على القطاع الخاص، إذ أطلقت كثير من المؤسسات الأهلية وبعض الشركات العاملة في القطاع الخاص مبادرات كصرف بدل غلاء معيشة بواقع مبلغ ألف ريال سعودي، إضافة إلى كثير من المبادرات الأخرى التي تهدف لرفع رواتب المواطنين العاملين بالقطاع الخاص.
وتفاعل ماجد القصبي، وزير التجارة والاستثمار بالسعودية، مع الدعوات التي أطلقت بضرورة مشاركة القطاع الخاص مع الأوامر الملكية، قائلاً: «كلي يقين بأنه ستكون له مبادرات ومساهمات، من خلال الغرف التجارية، تسهم في تخفيف الأعباء على المواطنين»، في حين قدم الدكتور علي الغفيص، وزير العمل والتنمية الاجتماعية بالسعودية، شكره للمنشآت التي تفاعلت مع الأوامر الملكية الكريمة، مبيناً أن ذلك يعكس اهتمامها بالعاملين فيها من المواطنين والمواطنات.
ومن جهته، أوضح عبد الرحمن الراشد، رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى، أن الأوامر الملكية لامست الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة لإعادة هيكلة الاقتصاد ومواجهة الزيادة في أعباء المعيشة على بعض شرائح المواطنين. وبيّن الراشد، لـ«الشرق الأوسط»، أن القطاع الخاص مثل جزءاً من تلك القرارات التي اتخذتها الحكومة، عبر مبادرة كثير من الشركات والمؤسسات المالية الخاصة لتقديم الدعم للموظفين السعوديين.
وأضاف رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة في مجلس الشورى أن هناك مبادرات تقدمت بها شركات في القطاع الخاص لمساعدة الموظفين السعوديين في القطاع الخاص على مواجهة الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة، وذلك بنسب متفاوتة بحسب موازنة الشركة وأوضاعها المالية. من جانبها، قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إن الأوامر الملكية «تؤكد ما هو ثابت ومستقر من حرص ولاة الأمر على راحة المواطنين، ودعم التنمية والرخاء الذي تنعم به». وحمدت الأمانة العامة الله عز وجل «أن منحنا قيادة خيرة مخلصة عادلة حكيمة، وضعت في مقدمة اهتماماتها خدمة دينها وشعبها وأمتها». أمام ذلك، أوضح فهد الحمادي، رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض، أن القطاع الخاص تفاعل مع الأوامر الملكية، وبادر بإطلاق مبادرات تتواكب مع المتغيرات الاقتصادية، لافتاً إلى أن ذلك التفاعل انعكس إيجابياً على أوضاع العاملين فيها.
وشدد الحمادي، لـ«الشرق الأوسط»، على أن الدولة طالما عملت على تشجيع القطاع الخاص، وتحرص على ضمان استقراره، إضافة إلى أن مجالس الإدارات في القطاع الخاص تفاعلت مبكراً مع تلك القرارات، بعقد اجتماعات لإصدار قرارات تواكب الأوامر الملكية.


مقالات ذات صلة

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة).

عبير حمدي (الرياض)

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.