اختتم الفنان العراقي كاظم الساهر ليالي «الغناء بالفصحى» على مسرح «إثراء» في الظهران (شرق السعودية) بليلتين فنيَّتين يومَي الخميس والجمعة، وسط حضور جماهيري كبير جاء للاستمتاع بصوته وأعماله الطربية المُغنّاة بـ«الفصحى»، ضمن المهرجان السنوي الذي يجمع بين الكلاسيكيات والعروض الحديثة في فعالية ثقافية تهدف إلى تعزيز اللغة العربية الفصحى والاحتفاء بها وتقديمها بطريقة إبداعية.
وقدم الفنان الملقب بـ«القيصر» مجموعةً من القصائد التي تغنّى بها بـ«الفصحى» خلال مشواره الفني الممتد منذ أوائل الثمانينات في ليلتَي الختام، منها: «كان صديقي وكان حبه الأبدي... بل كان حبهما، حكاية البلد... واستغرب الناس، كيف القصة انقلبت... إلى خصام، إلى هجر، إلى نكد... أما أنا الشاهد المذبوح بينهما... سيفان من نار يختصمان في كبدي». ورغم أنّها من الأغنيات القديمة التي قدمها الفنان عام 2002، فإنها نالت استحسان الجمهور وتفاعلهم الكبير.

وشهدت الليلتان تفاعلاً واسعاً من الجمهور الذي امتلأت به القاعة، ورافق الساهر في معظم الأغنيات وردّد مقاطعها وعاش معه تفاصيل غامرة بالحب والعشق والهيام، مما أضفى على الأمسية إحساساً فائق الجمال وحضوراً إنسانياً واضحاً بين الفنان وجمهوره.
وتألق كاظم الساهر على مسرح «إثراء» بباقة من أجمل أغنياته وأروعها، حيث بدأ ليلته الأولى التي امتدت حتى فجر الجمعة، برائعته الغنائية: «تاريخ ميلادي أنا غيرته... وعلى يديك يكون بدء حياتي... هذي قصائد كيف، كيف أصوغها... إن لم تكوني أنتِ في كلماتي».

وحرص الفنان الملقب بـ«القيصر» على التنوع في القصائد المغناة بـ«الفصحى» خلال الليلتين الطربيَّتين، حيث تغنّى بـ«كلُّ شيء معك يكون احتلالاً... أو لا يكون... كل يوم معك يكون انقلاباً... أو لا يكون»، وسط تفاعل جماهيري كبير، ليقدّم أغنية «مدرسة الحب» التي كانت جزءاً من ألبومه الذي صدر عام 1997، لتلامس قلوب جمهوره وعشّاقه على مسرح «إثراء» من السعودية والوطن العربي، ليكون الختام بحضور يليق بالمهرجان وبمكانة الساهر في هذا اللون الغنائي.
وشارك الساهر في الليلتين الطربيَّتين الموهبتان السعوديتان، الفنان بدر عبد الحكيم والفنانة نجد، حيث قدّما أداءً راقياً في الغناء بـ«الفصحى»، أضاف لمسةً شبابيةً جميلةً للحفل نالت ترحيباً لافتاً من الجمهور، لتكون مشاركتهما امتداداً لدعم المواهب السعودية الشابة، وتبرز التزام المهرجان بإشراك الأصوات المحلية وتمكينها ضمن إطار فني يكرّم اللغة العربية ويقدّمها بروح عصرية.
وأشادت الفنانة نجد بالدعم المقدم للمواهب في المهرجان، مؤكدة أنّ منح الفرص للصوت السعودي بات نافذةً مهمةً للظهور والاحتراف.
واختتم مهرجان الغناء بالفصحى، مساء السبت، على مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، والمقام تحت مظلة هيئة الموسيقى، وسط حضور جماهيري كبير عاش تجربة موسيقية تجمع بين الشعر والأصالة.

ومثّلت النسخة الخامسة من المهرجان تجربة موسيقية رفيعة المستوى جسّدها حضور الفنّانين الكبار، وإبداع المواهب الشابة بمجموعة أغنيات طربية بقصائد الفصحى المُغنَّاة، التي تجمع بين الكلاسيكيات والعروض الحديثة في فعالية ثقافية تساعد على تعزيز اللغة العربية الفصحى، والاحتفاء بها وتقديمها في مهرجان إبداعي.
وجاءت الأمسيتان بتنظيم من «بنش مارك»، التي قادت هذا المهرجان بنجاح من حيث الإضاءة والمسرح وتسلسل الفقرات، بما يعكس هوية المهرجان ويمنح الحضور تجربةً فنيةً مكتملةً، ويسهم في إحياء التراث الغنائي وإعادة تقديم روائع الفن العربي بروح معاصرة.

