شهد العديد من الحدائق النيلية في القاهرة إقبالاً كبيراً خلال أيام عيد الفطر. وأعلنت وزارة الري المصرية عن تطوير العديد من الحدائق التابعة لها، لتستقبل المواطنين خلال أيام العيد بخدمات متنوعة.
وتراوحت أسعار تذاكر دخول الحدائق العامة خلال العام الحالي بين 40 إلى 10 جنيهات للفرد (الدولار يساوي 50.57 جنيه مصري)، ويجد كثير من الأسر المصرية المتوسطة في هذه الحدائق فرصة للاستمتاع بالطبيعة، بالإضافة إلى رحلات الأتوبيس النهري من شبرا حتى القناطر الخيرية (في نطاق القاهرة الكبرى)، التي لا يتجاوز سعرها 70 جنيهاً ذهاباً وعودة.
الخبير السياحي المصري محمد كارم عدّ «القناطر الخيرية من الوجهات الترفيهية الجاذبة للسائحين من الطبقات المتوسطة المصرية خلال الأعياد والمناسبات المختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «تجتذب القناطر بحدائقها ومساحاتها الخضراء العائلات والشباب على السواء، ومما يجعلها الوجهة الأبرز للتنزه في العيد قربها من القاهرة، ما ساهم في سهولة الوصول إليها لفئات متعددة ومن محافظات متنوعة».

وإن كانت بعض الحدائق العامة مثل حديقة الحيوان بالجيزة قد استقبلت قبل عامين نحو 22 ألف زائر في عيد «شم النسيم»، فقد برزت الحدائق النيلية كبديل للحدائق المغلقة في الاحتفال بعيد الفطر، وهو ما ظهر في الإقبال الكبير على هذه الحدائق، وفق بيان لوزارة الري المصرية.
وأبرزت وسائل إعلام محلية توافد المواطنين على ممشى أهل مصر الذي يمنح زواره إطلالة مباشرة على النيل بأسعار رمزية، ويضم العديد من الخدمات التي تجعل منه وجهة لأعداد من المواطنين خلال العيد.
فيما أكدت وزارة الري المصرية الإقبال الكبير على حدائق القناطر التي تصل مساحتها إلى 68 فداناً، والتي شهدت تطويراً وتوفير الخدمات للزائرين خلال عيد الفطر، وفق بيان للوزارة. وهي حدائق «لؤلؤة الشرق» و«المركز الثقافي» و«النيل» و«البحيرة» و«الياسمين» و«التوفيقي» و«الجزيرة» و«النخيل» و«الزهور».
فيما يوضح كارم أن «الأسر المصرية تبحث عن الاستجمام في الهواء الطلق ووسط الخضرة، ومن ثم تكون القناطر هي الوجهة المناسبة التي تحقق لهم هذا الهدف، بما تضمنه من حديقة الياسمين وحديقة المركز الثقافي وغيرهما، إلى جانب الرحلات النيلية والمظاهر الاحتفالية المختلفة».
وأنشأ محمد علي القناطر الخيرية بدايات القرن التاسع عشر على مساحة نحو 50 فداناً، وفي محيطها توجد عدة حدائق تشتهر بمساحاتها الخضراء الواسعة. وتستقبل تلك الحدائق كل عام آلاف المواطنين الذين يحتفلون بالأعياد عبر الاستمتاع بالمناظر الطبيعية أو العبور في الشلال أو ركوب الخيل.

من جهة أخرى، شهدت محافظات مصر إقبالاً كبيراً على الحدائق النيلية، ومن بينها حديقة النباتات في أسوان التي تعد من المزارات السياحية الرئيسية في المدينة، إلا أنها تأخذ طابعاً آخر خلال الأعياد، وفق محمد المصري (مخرج من أسوان).
موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الحديقة بالإضافة إلى كونها في جزيرة داخل النيل وتحتوي على العديد من النباتات والأشجار النادرة، فإنها تصبح متنزهاً شعبياً لأهالي أسوان خلال العيد، وتشهد زحاماً كبيراً خلال تلك الفترة».
وتضم مصر عشرات الحدائق النيلية، بخلاف الموجودة في القناطر الخيرية، فهناك نحو 6 حدائق في حي الزمالك (غرب القاهرة)، منها الريادي والحرية والأندلس وحديقة الأسماك، حيث شهدت إقبالاً خلال العيد أيضاً، فضلاً عن الحدائق المنتشرة على شريط النيل بمحافظات الدلتا والصعيد، التي تعد وجهة مهمة للسياحة الداخلية خلال الأعياد، بحسب الخبير السياحي، الذي أشار إلى جهود بذلت خلال الفترة الماضية لتطوير البنية التحتية للحدائق والمتنزهات العامة لتصبح جاهزة لاستقبال أعداد كبيرة من الجمهور على مدى العام، وخلال فترات الأعياد تحديداً، إلا أنه أكد ضرورة امتداد دور هذه الأماكن لتصبح مقاصد سياحية على مدار العام.