ارتفاع ضغط الدم يُضعف رئة المُسنّين

ضغط الدم العالي يؤثر سلباً على وظائف الرئة (جامعة ولاية ساو باولو)
ضغط الدم العالي يؤثر سلباً على وظائف الرئة (جامعة ولاية ساو باولو)
TT
20

ارتفاع ضغط الدم يُضعف رئة المُسنّين

ضغط الدم العالي يؤثر سلباً على وظائف الرئة (جامعة ولاية ساو باولو)
ضغط الدم العالي يؤثر سلباً على وظائف الرئة (جامعة ولاية ساو باولو)

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ولاية ساو باولو في البرازيل أن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تصلب الشعب الهوائية؛ ما يؤثر سلباً على وظائف الرئة.

وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة تُعد الأولى من نوعها التي توضح الآلية التي يؤثر من خلالها ارتفاع ضغط الدم على وظائف الرئة، ونُشِرت النتائج، الأربعاء، في دورية «Advances in Respiratory Medicine».

ويُصيب مرض ارتفاع ضغط الدم نحو مليار شخص في جميع أنحاء العالم؛ ما يجعله من أكثر الحالات الصحية شيوعاً. ويُعتبر المرض عامل خطر رئيسياً لكثير من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية؛ حيث يسبب ضغوطاً إضافية على الأوعية الدموية وأعضاء الجسم المختلفة.

ويمكن أن يؤدي هذا المرض إلى مضاعفات خطيرة، إذا لم يتم التحكم فيه؛ ما يبرز أهمية الفحص الدوري والتدخل المبكر لتحسين الصحة العامة والحد من المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

وشملت الدراسة 731 مشاركاً فوق سن الستين؛ حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، الأولى تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فيما لا تعاني المجموعة الأخرى من المرض.

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات متقدمة، مثل اختبارات التنفس وقياس آليات عمل الرئة، بواسطة تقنية تعتمد على استخدام الموجات الصوتية لقياس مقاومة حركة الهواء في الرئتين أثناء التنفس في حالة الراحة.

ورغم أن هناك تغيرات في آلية عمل الرئة تحدث بشكل طبيعي نتيجة لعملية الشيخوخة، فإن الدراسة كشفت أن ارتفاع ضغط الدم يُسرّع من تصلب الشعب الهوائية ويزيد مقاومة مجرى الهواء التنفسي، وهذا التصلب يجعل التنفس أكثر صعوبة مع تقدم العمر.

كما أجرى الفريق دراسة أخرى لتحليل العلاقة بين ممارسة الرياضة والوقاية من تصلب الشعب الهوائية، وكشفت النتائج أن الأفراد الذين يمارسون نشاطاً بدنياً منتظماً يبدو أنهم محميون جزئياً من تصلب الشعب الهوائية الناجم عن ارتفاع ضغط الدم.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة ولاية ساو باولو، الدكتور رودولفو دي باولا فييرا، إن نتائج الدراسة تشير إلى أنه من الضروري تقييم وظائف الرئة لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم، خصوصاً كبار السن، وتوجيههم نحو نمط حياة نشط للحفاظ على صحة رئوية أفضل.

وأضاف، عبر موقع الجامعة، أن ضغط الدم المرتفع يُعرف منذ زمن طويل بتأثيره السلبي على وظائف الرئة، لكن لم يكن واضحاً كيف يحدث ذلك. ويجب على الأطباء إحالة المرضى الذين تم تشخيصهم بارتفاع ضغط الدم إلى اختصاصي لتقييم وظائف الرئة.


مقالات ذات صلة

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مكملات غذائية في أحد المتاجر (رويترز)

احذروها... 6 مكملات غذائية قد تضر بصحة قلبكم دون أن تدروا

إليكم 6 مكملات شائعة يمكن أن تسبب مشاكل قلبية خطيرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك النوم يمكن أن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم بالعمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما الوقت المثالي للحصول على نوم عميق؟

على عكس الاعتقاد السائد، فإن النوم المبكر لا يعني بالضرورة صحة أفضل. إليك أفضل وقت للحصول على نوم عميق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ارتبط تناول كميات أكبر من المكسرات والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والأسماك بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب (أرشيفية - رويترز)

تعرف على أفضل الأطعمة وأسوؤها لإطالة العمر

تكشف الأبحاث الجديدة عن كيفية تأثير اختياراتك الغذائية على عمرك الافتراضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النوم يحسن القدرة على حل المشكلات المستهدفة التي لم يكن من الممكن حلها في البداية (أرشيفية- رويترز)

دراسة: القيلولة تعزز من قدرة الدماغ على حل المشكلات

أشارت دراسة جديدة إلى أن القيلولة بعد الظهر تعزز مهارات حل المشكلات في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف

خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)
خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)
TT
20

الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف

خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)
خاتم زواج (أرشيفية - رويترز)

أشارت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية فلوريدا، وبشكل صادم نوعاً ما، إلى أن الأشخاص غير المتزوجين أقل عرضة للإصابة بالخرف.

وكانت دراسة أميركية أجريت عام 2019 وجدت أن الأشخاص غير المتزوجين لديهم «احتمالات أعلى بكثير للإصابة بالخرف خلال فترة الدراسة مقارنةً بنظرائهم المتزوجين».

في الواقع، يُعتقد عموماً أن المتزوجين يتمتعون بصحة أفضل. وقد أظهرت الدراسات أنهم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وأنهم يميلون إلى العيش لفترة أطول. فلماذا توصلت الدراسة الجديدة إلى هذه النتيجة المفاجئة؟

وفي الدراسة، حلل الباحثون بيانات أكثر من 24 ألف أميركي غير مصاب بالخرف في بداية الدراسة. وتمت متابعة المشاركين لمدة تصل إلى 18 عاماً. والأهم من ذلك، قارن الفريق معدلات الخرف بين الفئات الزوجية: المتزوجون، والمطلقون، والأرامل، وغير المتزوجين.

في البداية، بدا أن الفئات الثلاث غير المتزوجة أقل عرضة للإصابة بالخرف، مقارنةً بالمجموعة المتزوجة. ولكن بعد مراعاة عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج، مثل التدخين والاكتئاب، تبين أن المطلقين وغير المتزوجين فقط هم من كان لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف.

لوحظت أيضاً اختلافات تبعاً لنوع الخرف. على سبيل المثال، ارتبط عدم الزواج باستمرار بانخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف. ولكن لم يُثبت ذلك في حالة الخرف الوعائي، وهو شكل نادر من هذه الحالة.

ووجد الباحثون أيضاً أن المطلقين أو غير المتزوجين كانوا أقل عرضة للتطور من ضعف إدراكي خفيف إلى الخرف، وأن الأشخاص الذين أصبحوا أرامل خلال الدراسة كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف.

تفسيرات محتملة

أحد أسباب النتائج غير المتوقعة هو أن المتزوجين قد يُشخَّصون مبكراً بالخرف لأن أزواجهم يلاحظون مشكلات الذاكرة ويحثونهم على زيارة الطبيب. هذا قد يجعل الخرف يبدو أكثر شيوعاً لدى المتزوجين - حتى لو لم يكن كذلك، ويُسمى هذا تحيز التحقق، وهو عندما تكون البيانات منحرفة بسبب من يُشخَّص أو يُلاحَظ بسهولة أكبر. ومع ذلك، لم تكن الأدلة على ذلك قوية. كان جميع المشاركين يتلقون زيارات سنوية من طبيب، والذي يُمكن اعتباره شريكاً يُحدد العلامات المبكرة للخرف لدى المشارك.

ربما كان السبب هو أن عينة الأشخاص المُستخدمة، من دراسة المركز الوطني لتنسيق مرض ألزهايمر، لم تكن مُمثلة للسكان على نطاق أوسع. على وجه التحديد، أظهرت العينة مستويات منخفضة من التنوع العرقي وتنوع الدخل. كما أن ما يقرب من 64 في المائة من المشاركين كانوا متزوجين. قد يؤثر هذا على كيفية ترجمة هذه النتائج غير المتوقعة إلى العالم.

وحسب صحيفة «إندبندنت» البريطانية، فمن المرجح أن تُبرز هذه النتائج مدى تعقيد آثار الاضطرابات الزوجية والتحولات والخيارات على صحة الدماغ. فالزواج ليس بأي حال من الأحوال عامل حماية مُثبتاً من الخرف، وفق تحليل لدراسات سابقة.

وتستخدم الدراسة الجديدة من جامعة ولاية فلوريدا واحدة من أكبر العينات حتى الآن لدراسة هذه المسألة، ولها وزن كبير. وتُبرز الدراسة أن الافتراضات القائمة على أبحاث سابقة، والتي تُشير إلى أن الترمل والطلاق من الأحداث الحياتية المُرهقة للغاية التي قد تُسبب مرض ألزهايمر، أو أن غير المتزوجين معزولون اجتماعياً، وبالتالي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف، قد لا تكون صحيحة دائماً.

وتعتبر ديناميكيات العلاقات ليست واضحةً بأي حال من الأحوال. وكما ذُكر في البحث، قد تُوفر هذه الديناميكيات «فهماً أكثر دقةً من مجرد تأثير ثنائي». قد تُساعد عوامل مثل جودة الزواج، ومستويات الرضا بعد الطلاق، والاعتبارات الثقافية، ومدى اجتماعية العزاب مقارنةً بالمتزوجين في تفسير هذه النتائج التي تبدو متناقضة.

وتُشكك هذه الدراسة في فكرة أن الزواج مفيدٌ تلقائياً لصحة الدماغ. بل تُشير إلى أن تأثير العلاقات على الخرف أكثر تعقيداً بكثير. قد لا يكون المهم هو حالتك العاطفية، بل مدى شعورك بالدعم والتواصل والرضا.