إيلي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقوم به أمام الكاميرا لا أعدّه تمثيلاً

حجمه الضخم أسهم في دخوله عالم التمثيل

مع فريق عمل مسلسل «العميل» في صورة تذكارية (إيلي الهبر)
مع فريق عمل مسلسل «العميل» في صورة تذكارية (إيلي الهبر)
TT

إيلي الهبر لـ«الشرق الأوسط»: ما أقوم به أمام الكاميرا لا أعدّه تمثيلاً

مع فريق عمل مسلسل «العميل» في صورة تذكارية (إيلي الهبر)
مع فريق عمل مسلسل «العميل» في صورة تذكارية (إيلي الهبر)

يتجاوز طول قامته المترين، أما وزنه فيقارب الـ155 كيلوغراماً. فإيلي الهبر وبفضل حجمه الضخم دخل مجال التمثيل من بابه العريض. ومؤخراً يتابعه المشاهد العربي في مسلسل «العميل». دوره «عاطف» لم يتطلّب منه الجهد كما يذكر لـ«الشرق الأوسط». ويتابع: «سبق ومارست المهنة نفسها في حياتي العادية. وفي إحدى المراحل عملت (بودي غارد) للفنان وائل كفوري. ولذلك لم أستصعب الدور بتاتاً، فكنت أتصرّف بأريحية وبطبيعية في أدائي التمثيلي».

يجسّد في المسلسل المذكور دور «عاطف»، أحد رجال حرس ملحم (أيمن زيدان) زعيم المافيا. ينفّذ أوامره ويدافع عنه ويتلقى الضربات من دون أن يخدش. حجمه الضخم يسهم في مواجهته أي مشكل من دون تعرّضه لإصابات تذكر. ويوضح في سياق حديثه: «جميع من شارك في هذا العمل تعرّض لإصابات وخدوش في جسده. فالمسلسل من نوع الأكشن والإثارة. والممثل جنيد زين الدين تسبّبت إصابته في الانسحاب من العمل. فحلّ مكانه وسام فارس. أنا الوحيد الذي بقي صامداً ولم أصب بأي أذى».

بكى في الحقيقة عندما صوّر مشهد خسارته لخولا في «العميل» (إيلي الهبر)

لفت إيلي الهبر المشاهد ليس من باب أدائه التمثيلي، فمظهره الخارجي كان كفيلاً بتحويل الأنظار نحوه. ويقول: «عندما كنت أسير مع بعض زملائي في العمل على الطريق في إسطنبول، كان المارة يتجمهرون حولي، ويطالبونني بصورة تذكارية يلتقطونها معي. كنت أفاجأ كوني أسير مع أيمن زيدان وسامر إسماعيل أهم نجوم الشاشة العربية. ولكن الأنظار كانت تتوجه نحوي لا شعورياً، وكأني النجم المطلق».

لا يعدّ إيلي الهبر أن ما يقوم به يدخل في مجال تقنية التمثيل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «أجد التمثيل شيئاً سهلاً جداً. ربما لأن الأدوار التي أتقمّصها تشبه ما أقوم به على أرض الواقع. وما أقوم به أمام الكاميرا لا أعدّه تمثيلاً، بل أتصرف بعفوية مطلقة. قد ينتقدني البعض لأن لا حوارات طويلة أشارك فيها. ولكن أدواري التي في محور الشرّ لا تتطلّب مني سوى لفظ كلمات قليلة. فالاتكال الأول والأخير في أدائي يرتكز على حجمي. والمنتجون يتعاونون معي من هذا المنطلق».

مع الفنان وائل كفوري الذي عمل معه حارساً شخصياً (إيلي الهبر)

يتمنى إيلي الهبر أن يتجاوز هذا النوع من الأدوار يوماً ما. «لدي طاقة تمثيل هائلة لم تخرج إلى الضوء بعد بسبب عدم توفّر الفرصة الملائمة. فالجميع يعرض عليّ أدواراً محورها طولي ووزني الضخمين. ولو أتيحت لي الفرصة لتقديم دور تمثيلي حقيقي لكنت فاجأت كثيرين».

يقول إنه لم يبحث يوماً عن الأضواء، فالأمور حصلت معه بالصدفة. في صغره. الجميع كان يسخر من طوله ووزنه: «في البداية عانيت كثيراً بسبب شكلي الخارجي. ولكنني تجاوزت كل ذلك، ولم يعد الأمر يهمّني. شهرتي اكتسبتها قبل وقوفي أمام الكاميرا. فحجمي الكبير كان يُلفت النظر تلقائياً. وكانوا يشيرون إليّ من بعيد من دون أن يعرفوني. كبرت شهرتي معي وشاركت في تصوير إعلانات تجارية. وأيضاً في كليبات فنية. قصدت الولايات المتحدة لأنخرط في لعبة كرة السلّة هناك. الجميع شجّعني لطولي وهو ما يسمح لي بأن أكون أحد أبطالها. ولكنني لم أستسغ الفكرة ولم أحبّ هذه الرياضة. عدت أدراجي إلى لبنان وأكملت مشواري في التمثيل. فهذا المجال ليس صعباً بتاتاً، وجميعنا نمثّل في أيامنا العادية».

وعن تجربته في مسلسل «العميل» فيعدّها رائعة. «عندما وصلت هناك اعتقدت بأني محكوم بالمؤبد. كنت غريباً عن كل شيء، ولا أعرف أحداً من فريق العمل، ومن ثَمّ انخرطت في الأجواء. جميع الممثلين كانوا رائعين ومحبين. ولدت بيننا صداقات قوية. ولا أزال حتى اليوم أتصل يومياً بعبدو شاهين وسامر إسماعيل ورشا بلال».

بالرغم من عدم تلقيه أجراً مرتفعاً، إيلي يؤكد بأن هذا الأمر لا يقلقه: «لقد نصحوني بأن أفرض على شركة الإنتاج أجراً عالياً. لم أقم بذلك لأن العامل المادي لا يهمني. وقد يكون هذا تقصيراً منّي، ولكنني أثابر على التمثيل إلى حين إيجاد الفرصة السانحة».

يبدي إيلي إعجابه الكبير بالممثل أيمن زيدان (إيلي الهبر)

يتمنّى إيلي الهبر أن يجسّد يوماً دور الرجل الشرير، كالذي يقدمه الممثل السوري فادي صبيح في «العميل»: «هذا النوع من الأدوار التي تنتمي إلى فئة الشر وخفة الظل معاً، تلفتني. فأنا صاحب نكتة سريعة وأجعل من هم حولي يضحكون باستمرار».

وعن لقائه مع نجوم كبار كأيمن زيدان، يعلّق: «كنت أشاهده في صغري ضمن مسلسله الفكاهي الشهير (جميل وهناء). كنت معجباً كبيراً بأدائه. وعندما التقيته في (العميل) أبديت له إعجابي به. كنت أرغب في رؤيته دائماً بهذه الشخصية. فأضحكه كي تخرج منه الضحكة نفسها التي اشتهر بها في ذلك العمل». يقول: «لا أحد راضٍ على شكله لا صاحب القامة الطويلة ولا القصيرة. في قرارة نفسي أحب أن أقع في غرام فتاة أقصر مني. لا تلفتني الفتاة الممشوقة صاحبة القامة الفارعة».

سعيد بالأصداء التي يحققها «العميل» عربياً ولبنانياً، ويُعدّه محطة هامة في مشواره التمثيلي. «لا شك بأنه قفزة علّمت في مسيرتي. وأتمنى أن يفتح أمامي آفاقاً أوسع تظهر موهبتي التمثيلية».

مؤخراً انتهى إيلي الهبر من تصوير فيلم بعنوان «عريس وعروستين» مع شركة «إيغل فيلمز»، ومن المتوقّع أن يعرض على منصة «نتفليكس» الإلكترونية. وعن طبيعة دوره فيه يقول: إنه «يشبه أدواري السابقة لا شيء جديد فيه، وأجسد دور والد إحدى العروسين ليس أكثر».

وعن أكثر المشاهد التي تركت بأثرها عنده يختم لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تلاقي خولا (رشا بلال) حتفها بكيت بغزارة، شعرت وكأني خسرتها بالفعل. رشا إضافة إلى كونها ممثلة رائعة تملك شخصية محببّة إلى القلب. ولذلك شعرت وكأني خسرتها بالفعل وبكيتها بشدة».


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.