العلا تجمع علماء الآثار لبحث تراث المجتمعات المتنقلة عبر العصور

يتضمن أول معرض من نوعه عالمياً قطعاً أثرية من متحف نابولي

أرشيفية من قمة العلا للآثار في 2023 (واس)
أرشيفية من قمة العلا للآثار في 2023 (واس)
TT

العلا تجمع علماء الآثار لبحث تراث المجتمعات المتنقلة عبر العصور

أرشيفية من قمة العلا للآثار في 2023 (واس)
أرشيفية من قمة العلا للآثار في 2023 (واس)

على أرض الحضارات، تلتئم ندوة العلا للآثار، جامعةً تحت سقفها مئات من الخبراء والمختصين في علم الآثار والتراث الثقافي من شتى دول العالم؛ لتبادل خبراتهم العلمية حول آثار وتراث المجتمعات المتنقلة على مدى العصور.

ومن المقرر أن تنظّم الهيئة الملكية لمحافظة العلا «ندوة العلا العالمية للآثار 2024» تحت عنوان «استشراف المستقبل: آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر الماضي والحاضر والمستقبل» في الفترة من 30 حتى الـ31 من أكتوبر (تشرين الأول)، بمشاركة علماء آثار وتراث ثقافي دوليين يبحثون الدور الأساسي في رسم عصور ما قبل التاريخ، حيث كان التنقل الوسيلة الرئيسية للوصول إلى مناطق ذات فرص جديدة؛ بحثاً عن فرص الحياة الواعدة، فضلاً عن كون التنقل عبر القوافل وسيلةً للتعامل مع التحديات البيئية، والكوارث الطبيعية، وفي الوقت الذي لا يزال فيه التنقل صعباً للبعض، وفي ظل ما شهده العالم من تأثيرات توقف الحركة خلال جائحة «كوفيد - 19» العالمية، تقدّم ندوة العلا الفرصة لتسليط الضوء على مختلف أوجه التنقّل والمجتمعات المتنقلة، ولتحدي الافتراضات التقليدية حول التنقل في الماضي والحاضر.

منصة متقدمة ورائدة للحوار والتعاون

وقال الدكتور عبد الرحمن السحيباني، نائب الرئيس للثقافة في هيئة العلا: «إن العلا احتلت مكانة فريدة عبر آلاف السنين كمفترق طرق للحضارات، وكانت منارة للتبادل الثقافي والمعرفي، واليوم تُعدّ واحدة من أكثر المناطق نشاطاً في العالم في مجال الاستكشافات الأثرية، حيث حدد أكثر من 30 ألف موقع أثري، بالإضافة إلى وجود ما يزيد على 12 مشروعاً بحثياً قائماً ضمن هذا المشهد الثقافي الغني». وأضاف السحيباني: «نهدف من خلال هذه الندوة إلى توفير منصة متقدمة ورائدة للحوار والتعاون، تُعقد بالتناوب بين الندوة في عام، والقمة في العام الذي يليه، حيث أطلقنا النسخة الافتتاحية لقمة العلا العالمية للآثار في عام 2023، ونسعى إلى الحفاظ على هذا الزخم في ندوة هذا العام، مع الاستعداد والتحضير لقمة العلا العالمية للآثار في عام 2025».

مسرح مرايا حيث تقام ندوة العلا للآثار نهاية أكتوبر الحالي (واس)

آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر العصور

وقد تم اختيار عنوان الندوة «استشراف المستقبل: آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر الماضي والحاضر والمستقبل»، انطلاقاً من دور التنقل الأساسي في رسم ملامح العالم الذي نعرفه اليوم، فمنذ عصور ما قبل التاريخ كان التنقل هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى فرص جديدة، وتحسين ظروف الحياة، والاستكشاف، فضلا عن كونه وسيلة للتعامل مع التحديات البيئية، والكوارث الطبيعية، وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي وغيرها.

ويشارك في الندوة نخبة من المتخصصين العالمين، ومن بينهم الدكتورة ويليك ويندريتش، وهي أستاذة فخرية في قسم لغات وثقافات الشرق الأدنى بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، والدكتور ستيفانو بياجيتي أستاذ علم الآثار في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، وبيتر ديبراين رئيس برنامج السياحة المستدامة، بمركز التراث العالمي لـ«اليونسكو» في باريس.

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة ستتضمن عروضاً تقديمية، وجلسات حوارية، وورش عمل، ودراسات حالة بإشراف متحدثين من السعودية ودول عدة، كما تستعرض الندوة التي ستعقد في قاعة مرايا، مجموعة من القطع الأثرية المكتشفة في العلا من قِبل البعثات الأثرية، وأول معرض عالمي من نوعه يضم قطعاً أثرية من متحف نابولي الوطني للآثار في إيطاليا، كما يشمل جدول الأعمال تنظيم زيارات ميدانية إلى أبرز المواقع الأثرية في العلا والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك تيماء وخيبر.


مقالات ذات صلة

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يوميات الشرق يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

شددت السعودية، الاثنين، خلال الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7)، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (فيوجي)
الخليج الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي (الشرق الأوسط)

ولي العهد السعودي يتلقى رسالة خطية من رئيس جنوب أفريقيا

تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، رسالة خطية، من سيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا، تتصل بالعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جانب من حضور الجلسات الحوارية في اليوم الأخير من «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة»... (تصوير: تركي العقيلي)

عقود من الرّيادة السعودية في فصل التوائم

«مؤتمر التوائم الملتصقة»، الذي يُسدل الستار على أعماله الاثنين، ينتشر في مقرّه وبالمعرض المصاحب له عدد من الزوايا التي تسلّط الضوء على تاريخ عمليات فصل التوائم.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد الأمير سعود بن مشعل نائب أمير منطقة مكة المكرمة خلال تكريمه الفائزين في الجائزة العالمية في جدة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

14 مشروعاً تحقق جوائز الابتكار العالمية للمياه في السعودية

حقق 14 مبتكراً في 6 مسارات علمية جوائز النسخة الثانية من «جائزة الابتكار العالمية في تحلية المياه».

«الشرق الأوسط» (جدة)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
TT

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)
انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

تُثابر أليس مغبغب منظمة مهرجان «بيروت للأفلام الفنية» (باف) على تجاوز أي مصاعب تواجهها لتنظيم هذا الحدث السنوي، فترفض الاستسلام أمام أوضاع مضطربة ونشوب حرب في لبنان. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «علينا الانتصاب دائماً ومواجهة كل من يرغب في تشويه لبنان الثقافة. نعلو فوق جراحنا ونسير بثباتٍ للحفاظ على نبض وطن عُرف بمنارة الشرق. كان علينا أن نتحرّك وننفض عنّا غبار الحرب. ندرك أن مهمتنا صعبة، ولكننا لن نستسلم ما دمنا نتنفس».

الصورة وأهميتها في معرض العراقي لطيف الآني (المهرجان)

انطلقت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي فعاليات مهرجان «بيروت للأفلام الفنية»، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان «أوقفوا الحرب»، وتستمر لغاية 6 ديسمبر (كانون الأول). يعرض المهرجان 25 فيلماً، ويقيم معرض صور فوتوغرافية. ويأتي هذا الحدث بالتوازي مع الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية، وتجري عروضه في المكتبة الشرقية في بيروت.

وتتابع مغبغب: «رغبنا في لعب دورنا على أكمل وجه. صحيح أن كل شيء حولنا يتكسّر ويُدمّر بفعل حرب قاسية، بيد أننا قررنا المواجهة والمقاومة على طريقتنا».

تقع أهمية النسخة الـ10 بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية. ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها. فأُطلق في 25 نوفمبر معرض هادي زكاك عن صالات السينما في مدينة طرابلس، يحمل عنوان «سينما طرابلس والذاكرة الجماعية»، وذلك في المكتبة الشرقية في العاصمة بيروت. ويسلّط المعرض الضوء على هذه المدينة الثقافية بأسلوبه. كما عرض المهرجان في اليوم نفسه الوثائقي «أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي. وقد نال عنه مؤخراً جائزة لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الـ24 لمهرجان السينما الأثرية (FICAB) في مدينة بيداسوا الإسبانية.

يُختتم المهرجان بالفيلم اللبناني «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»

وفي السابعة مساءً، اختُتم أول أيام الافتتاح بعرض المهرجان لفيلم هادي زكاك «سيلّما»، ويوثّق فيه سيرة صالات السينما في طرابلس، يومَ كانت السينما نجمة شعبيّة في المدينة الشماليّة.

وكما بداية المهرجان كذلك ختامه يحمل النفحة اللبنانية، فيعرض في 6 ديسمبر (كانون الأول) فيلم فيروز سرحال «وعاد مارون بغدادي إلى بيروت»، وذلك في الذكرى الـ30 لرحيله. في الفيلم زيارة أماكن عدّة شهدت على حياة بغدادي وأعماله، والتقاء بالمقربين منه لتمضية يوم كامل معهم في بيروت، حيث يسترجعون مسيرة بغدادي المهنية في ذكريات وصور.

وتشير مغبغب، في سياق حديثها، إلى أن المهرجان ولّد حالة سينمائية استقطبت على مدى نسخاته العشر صنّاع أفلام عرب وأجانب. وتضيف: «تكثر حالياً الإنتاجات الوثائقية السينمائية. في الماضي كانت تقتصر على إنتاجات تلفزيونية، توسّعت اليوم وصار مهرجان (باف) خير عنوان لعرضها».

فيلم فؤاد خوري يُوثّق الحرب اللبنانية (المهرجان)

ومن النشاطات التي تصبّ في تعزيز الصورة الفوتوغرافية أيضاً، معرضٌ للعراقي لطيف الآني، يحكي قصة العراق منذ 50 سنة ماضية، ينقل معالمه ويومياته كما لم نعرفها من قبل. وتعلّق مغبغب: «أهمية الصورة الفوتوغرافية تأتي من حفاظها على الذاكرة. ولذلك سنشاهد أيضاً فيلم فؤاد خوري عن ذاكرة الحرب اللبنانية».

ويغوص فيلم خوري في مسار هذا الفنان الذي أخذ دور موثّق الحرب، والشاهد على النّزاعات في الشرق الأوسط.

مغبغب التي تأمل بأن تجول بالمهرجان في مناطق لبنانية بينها بعلبك وصور، تقول: «الناس متعطشة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الموضوعات الفنية. إنها تشكّل لهم متنفساً ليتخلصوا من همومهم ولو لبرهة. وهذه الأفلام الواقعية والموثقة بكاميرات مخرجين كُثر، تجذبهم بموضوعاتها الاجتماعية والجمالية».

تقول أليس مغبغب إن عملها في المهرجان كشف لها عدد أصدقاء لبنان من دول أجنبية وعربية. ولذلك نتابع عروضاً لأفلام أجنبية من بينها مشاركة من إنجلترا بعد غياب عن المهرجان لـ4 سنوات. وسيُعرض بالمناسبة «الرجل المقاوم» و«شكسبيرز ماكبث» ثاني أيام المهرجان في 26 نوفمبر.

ويُخصّص «بيروت للأفلام الفنية» أيام عرضٍ خاصة ببلدان أجنبية، من بينها الإيطالي والبلجيكي والسويسري والبرازيلي والإسباني والألماني.

«أسرار مملكة بيبلوس» لفيليب عرقتنجي (المهرجان)

ويبرز فيلما «لاماتوري» و«أخضر على رمادي» للإيطاليين ماريا موتي وإميليا أمباسز في المهرجان. وفي ذكرى مئوية الفن السوريالي تشارك إسبانيا من خلال المخرجَين بالوما زاباتا وكانتين ديبيو، فيُعرض «لا سينغالا» و«دالي»، ويُعدّ هذا الأخير من أهم الأفلام الوثائقية عن الفنان الإسباني الراحل والشهير.

وفي 5 ديسمبر (كانون الأول) سيُعرض فيلم خاص بالمكتبة الشرقية مستضيفة المهرجان. وتوضح مغبغب: «عنوانه (المكتبة الشرقية إن حكت) من إخراج بهيج حجيج، ويتناول عرَاقة هذه المكتبة وما تحويه من كنوز ثقافية».

ومن الأفلام الأجنبية الأخرى المعروضة «إيما بوفاري» وهو من إنتاج ألماني، ويتضمن عرض باليه للألماني كريستيان سبوك مصمم الرقص الشهير، وهو يقود فرقة «ستانس باليه» المعروفة في برلين.

وفي فيلم «جاكوميتي» للسويسرية سوزانا فانزون تتساءل هل يمكن لمكانٍ ما أن يكون مصدر موهبة عائلة بأسرها. وتحت عنوان «من الخيط إلى الحبكة» يتناول مخرجه البلجيكي جوليان ديفو، فنّ النّسيج وما تبقّى منه حتى اليوم، فينقلنا إلى مصانع بروكسل وغوبلان مروراً بغوادا لاخارا في المكسيك.