بدر بن عبد الله بن فرحان يتفقّد مراكز ومشاريع ثقافية بالرياض

اطلع على أبرز برامجها وتابع سير أعمالها

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى زيارته مركز الملك فهد الثقافي بالرياض (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى زيارته مركز الملك فهد الثقافي بالرياض (واس)
TT

بدر بن عبد الله بن فرحان يتفقّد مراكز ومشاريع ثقافية بالرياض

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى زيارته مركز الملك فهد الثقافي بالرياض (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى زيارته مركز الملك فهد الثقافي بالرياض (واس)

تفقد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عدداً من المراكز والمواقع الثقافية في الرياض، حيث تجوّل بين أرجائها، واطّلع على برامجها، وتقدُّم سير أعمالها.

وبدأ الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان جولته بزيارة مقر مَجمّع الملك سلمان العالمي للغة العربية، واطلع على مبادراته ومشروعاته في مسارات عمله الأربعة المتخصصة «التخطيط والسياسة اللغوية، الحوسبة اللغوية، البرامج التعليمية، البرامج الثقافية»، مثمِّناً منجزاته المحلية والدولية في خدمة اللغة والثقافة العربية، ومؤكداً أهمية تضافر الجهود لتحقيق تطلعات القيادة في خدمة اللغة، وبما يتماشى مع مستهدفات «رؤية 2030».

وزير الثقافة السعودي يلتقي عدداً من طلبة المجمَع المنتمين لدول مختلفة (واس)

واطّلع على معرض اللغة العربية للطفل وما يتضمنه من وسائل تفاعلية وتعليمية موجهة للأطفال في مجالاتها المختلفة، كذلك مركز «أبجد» وما يحتويه من قاعات تعليمية ومناهج متقدمة لتعليم اللغة للناطقين بغيرها، والتقى عدداً من الطلبة المنتمين لدول مختلفة، كذلك مركز «ذكاء العربية»، حيث استمع لشرحٍ عن تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة اللغة، والتطبيقات والأدوات التي تكفل المحافظة عليها في الفضاء الرقمي، وتخدم الباحثين والمطورين بهذا المجال.

من جانب آخر، تفقّد وزير الثقافة المرحلة الثانية من مشروع تطوير مركز الملك فهد الثقافي المزمع افتتاحها في أبريل (نيسان) 2025، وتشمل تجديد قاعات المعارض والمسرحيْن الجانبيين، ومنطقة المكاتب، والمطعم، بالإضافة إلى تطوير المنطقة الخارجية والمسطحات الخضراء.

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يتفقّد المرحلة الثانية من مشروع تطوير مركز الملك فهد الثقافي (واس)

وتجوّل في أقسام المرحلة الأولى من المشروع المكتملة في أبريل الماضي، وتتضمن أقساماً متعددة، ومسرحاً رئيساً بسعة 2750 مقعداً، واستضاف أنشطة ثقافية، منها العروض الأولى لـ«زرقاء اليمامة»، التي تعد أول أوبرا سعودية، والأكبر عربياً على مستوى العالم، وهي من إنتاج هيئة المسرح والفنون الأدائية.

إلى ذلك، زار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، مشروع «بيت الثقافة» في «واحة الملك سلمان»، المقرر افتتاحه خلال الربع الرابع من العام الحالي، حيث يقع على مساحة تقدر بـ5 آلاف متر مربع، من إجمالي مساحة مشروع الواحة البالغة 25 ألف متر مربع.

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يزور مشروع بيت الثقافة في واحة الملك سلمان (واس)

ويضم البيت الثقافي في دوره الأرضي منطقة عمل مشتركة ومعملاً تقنيّاً، ومقهى، ومكتبة للأطفال، فيما تقع المكتبة الرئيسية في الدور الأول. ويتضمن المخطط الرئيسي للمشروع ساحة رئيسية ومنطقتين لعربات الأطعمة، وأنشطة الأطفال، وجلسات خارجية، وساحة الفن، ومنطقة متعددة الاستخدامات.

ويأتي «بيت الثقافة» في الواحة ضمن 153 بيت ثقافة موزعة على عددٍ من مناطق المملكة، وسيشهد العام الحالي افتتاح 6 منها بالرياض، وبريدة، وحائل، وجيزان، ونجران، وسكاكا، لتضاف إلى بيوت الثقافة في الدمام، وأحد رفيدة، اللذين شرعا أبوابهما العام الماضي.

جانب من زيارة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لمشروع بيت الثقافة في واحة الملك سلمان (واس)

وشهد «بيت الثقافة» في الدمام إقبالاً كبيراً بتسجيله أكثر من 52 ألف زائر منذ افتتاحه في مارس (آذار) الماضي، بعدما كان متوسط عدد زوار المكتبة العامة بالدمام قبل تطويرها لا يتجاوز الـ5076 سنوياً، فيما تخطى زواره بمحافظة أحد رفيدة 46 ألفاً، وسجّلا نسبة رضا الزوار تجاوزت 93 في المائة.

ويفتح بيتا الثقافة في الدمام وأحد رفيدة أبوابهما لـ15 ساعة يومياً، من الساعة التاسعة صباحاً حتى الـ12 منتصف الليل، واحتضنا 56 يوماً من الفعاليات، بحضور تجاوز الـ10 آلاف، مقدّمين 885 برنامجاً ونشاطاً، استفاد منها أكثر من 18400 مستفيد، ووصلت إعارات الكتب منهما 7600، وحظيا بتفاعل لافت من أبناء المدينتين، حيث استقبلا 360 متطوعاً بـ2500 ساعة تطوعية.

جانب من جولة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان على المراكز الثقافية بالرياض (واس)

من ناحية أخرى، زارَ وزير الثقافة مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي يعدّ أول مركز تعليمي لفنون الوسائط الجديدة في السعودية، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تجوّل في أقسام المركز الممتد على سعة 6550 متراً مربعاً، والهادف إلى ريادة الآفاق الجديدة للممارسة الإبداعيّة عند تَقاطُعِ الفنّ والعلوم والتكنولوجيا، من خلال تشجيع إنتاج المحتوى والبحث والفن حول القضايا المعاصرة.

وسيقدم المركز برامج ودورات تعليمية طويلة وقصيرة المدى يشرف عليها فنانون وباحثون متخصصون في مجال الوسائط الجديدة، بالإضافة إلى مساحة للعرض ومختبرات مزودة بأحدث المعدات، ممّا يوفّر للفنانين المتمرّسين والناشئين من مختلف التخصصات منصّةً للتواصل والتعاون فيما بينهم، وتحدي تصوراتهم، في مساحة للتعامل مع التكنولوجيا الناشئة؛ مثل الواقع الافتراضي والروبوتات، والتكنولوجيا الحيوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والرسوم المتحركة بالحاسوب.

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان خلال جولته على المراكز الثقافية بالرياض (واس)

ويُوفَّر برامج متنوعة، أبرزها برنامج تعليمي طويل المدى موجّه للفنانين الناشئين بمجال فنون الوسائط الجديدة، الذي صُمم بالتعاون مع الاستوديو الفرنسي للفنون المعاصرة «لو فريسنوي»، وسيوفّر للفنانين الناشئين إمكانية الوصول إلى أحدث المعدات المهنية، وميزانية الإنتاج، إضافةً إلى مجموعة واسعة من فرص التعلم متعددة التخصصات، التي تشمل فرص التعلم النظرية والمفاهيمية والتقنية، والإرشاد الشخصي من قِبل فنانين رقميين عالميين بارزين.

كما سيُقدّم المركز المزمع افتتاحه هذا العام برنامج «مزرعة» للإقامة الفنية لفناني الوسائط الجديدة والرقمية، الذي صُمّم لتشجيع الابتكار والتبادل الفكري في التخصصات الفنية المختلفة، حيث يُتِيح للمشاركين إمكانية الوصول لاستوديوهات ومختبرات إنتاج مُصمّمة ومُجهّزة بمعايير عالمية، كما يوفّر لهم الميزانية اللازمة لإنتاج أعمالهم.


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الخليج م. وليد الخريجي وفروخ شريفزاده يترأسان الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين السعودية وطاجيكستان في الرياض (واس)

مشاورات سعودية - طاجيكية تناقش تعزيز التعاون في شتى المجالات

بحثت جولة المباحثات الثالثة من المشاورات السياسية بين وزارتي الخارجية السعودية والطاجيكستانية، الأربعاء، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير العدل السعودي خلال مباحثاته مع رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص (واس)

وزير العدل السعودي يبحث سبل تعزيز التعاون مع رئيس مؤتمر لاهاي

بحث الدكتور وليد الصمعاني وزير العدل السعودي مع كريستوف برناسكوني رئيس مؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص، سبل تعزيز التعاون بين وزارة العدل ومؤتمر لاهاي للقانون.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
عالم الاعمال ديفيد كوهلر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة

«كوهلر» العالمية تفتتح مقرها الإقليمي في الرياض

أعلنت شركة كوهلر العالمية افتتاح مقرها الإقليمي الجديد بالعاصمة السعودية الرياض، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم مسيرة التنمية والتحديث التي تشهدها المملكة.


«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
TT

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

في كل مرة يُعلن فيها عن الإفراج عن دفعة من المعتقلين السوريين، تتزيّن بطلة فيلم «سلمى» وتهرع مع والد زوجها، علّها تعثر على زوجها «سجين الرأي» الذي اختفى قبل سنوات في ظروف غامضة، متمسكة بأمل عودته، رافضة إصدار شهادة وفاته، ومواصلة حياتها مع نجلها ونجل شقيقتها المتوفاة.

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» في هذا الإطار، وقد جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» في «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وتلعب الفنانة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة فيه إلى جانب المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي يؤدي دور والد زوجها. وقد أُهدي الفيلم لروحه.

تتعرض «سلمى» للاستغلال من أحد أثرياء الحرب سيئ السمعة، لتبدأ بنشر معلومات دعائية لشقيقه في الانتخابات على خلفية ثقة السوريين بها للعبها دوراً بطوليّاً حين ضرب زلزال قوي سوريا عام 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات المواطنين من تحت الأنقاض، وتناقلت بطولتها مقاطع فيديو صورها كثيرون. وتجد «سلمى» نفسها أمام خيارين إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية، وإما أن تختار خلاصها مع عائلتها.

ويشارك في بطولة الفيلم كلٌ من باسم ياخور، وحسين عباس، والفيلم من إخراج جود سعيد الذي يُعدّه نقاد «أحد أهم المخرجين الواعدين في السينما السورية»، بعدما حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عدة، على غرار «مطر حمص»، و«بانتظار الخريف».

سُلاف تحتفل بفيلمها في مهرجان القاهرة (القاهرة السينمائي)

قدّمت سُلاف فواخرجي أداءً لافتاً لشخصية «سلمى» التي تنتصر لكرامتها، وتتعرّض لضربٍ مُبرح ضمن مشاهد الفيلم، وتتجاوز ضعفها لتتصدّى لأثرياء الحرب الذين استفادوا على حساب المواطن السوري. وتكشف أحداث الفيلم كثيراً عن معاناة السوريين في حياتهم اليومية، واصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعضِ السلع الغذائية، وسط دمار المباني جراء الحرب والزلزال.

خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم، تقول سُلاف فواخرجي، إنه من الصّعب أن ينفصل الفنان عن الإنسان، وإنّ أحلام «سلمى» البسيطة في البيت والأسرة والكرامة باتت أحلاماً كبيرة وصعبة. مؤكدة أن هذا الأمر ليس موجوداً في سوريا فقط، بل في كثيرٍ من المجتمعات، حيث باتت تُسرق أحلام الإنسان وذكرياته. لافتة إلى أنها واحدة من فريق كبير في الفيلم عمل بشغف لتقديم هذه القصة. وأضافت أنها «ممثلة شغوفة بالسينما وتحب المشاركة في أعمال قوية»، مشيرة إلى أن «شخصية (سلمى) تُشبهها في بعض الصّفات، وأن المرأة تظل كائناً عظيماً».

من جانبه، قال المخرج جود سعيد، إن هذا الفيلم كان صعباً في مرحلة المونتاج، خصوصاً في ظل غياب عبد اللطيف عبد الحميد الذي وصفه بـ«الحاضر الغائب».

مشيراً إلى أن قصة «سلمى» تُمثّل الكرامة، «وبعد العشرية السّوداء لم يبقَ للسوريين سوى الكرامة، ومن دونها لن نستطيع أن نقف مجدداً»، وأن الفيلم يطرح إعادة بناء الهوية السورية على أساسٍ مختلفٍ، أوّله كرامة الفرد. ولفت المخرج السوري إلى أن شهادته مجروحة في أداء بطلة الفيلم لأنه من المغرمين بأدائها.

الفنان السوري باسم ياخور أحد أبطال فيلم «سلمى» (القاهرة السينمائي)

ووصف الناقد الأردني، رسمي محاسنة، الفيلم بـ«الجريء» لطرحه ما يقع على المسالمين من ظلمٍ في أي مكان بالعالم؛ مؤكداً على أن كرامة الإنسان والوطن تستحق أن يُجازف المرء من أجلها بأمور كثيرة، وتابع: «لذا لاحظنا رفض (سلمى) بطلة الفيلم، أن تكون بوقاً لشخصية تمثّل نموذجاً للفساد والفاسدين رغم كل الضغوط».

وأوضح رسمي محاسنة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم قدّم شخصياته على خلفية الحرب، عبر نماذج إنسانية متباينة، من بينها تُجار الحرب الذين استغلوا ظروف المجتمع، ومن بقي مُحتفّظاً بإنسانيته ووطنيته، قائلاً إن «السيناريو كُتب بشكل دقيق، وعلى الرغم من دورانه حول شخصية مركزية فإن المونتاج حافظ على إيقاع الشخصيات الأخرى، وكذلك الإيقاع العام للفيلم الذي لم نشعر لدى متابعته بالملل أو بالرتابة».

سُلاف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد في لقطة من الفيلم (القاهرة السينمائي)

وأشاد محاسنة بنهاية الفيلم مؤكداً أن «المشهد الختامي لم يجنح نحو الميلودراما، بل اختار نهاية قوية. كما جاء الفيلم دقيقاً في تصوير البيئة السورية»؛ مشيراً إلى أن «المخرج جود سعيد استطاع أن يُخرِج أفضل ما لدى أبطاله من أداء، فقدموا شخصيات الفيلم بأبعادها النفسية. كما وفُّق في إدارته للمجاميع».

واختتم محاسنة قائلاً: «تُدهشنا السينما السورية باستمرار، وتقدّم أجيالاً جديدة مثل جود سعيد الذي يتطوّر بشكل ممتاز، وفي رأيي هو مكسبٌ للسينما العربية».