«منتدى مصر للإعلام» يختتم جلساته بالدعوة لتعزيز المعايير المهنية

إحدى جلسات «منتدى مصر للإعلام» (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات «منتدى مصر للإعلام» (الشرق الأوسط)
TT

«منتدى مصر للإعلام» يختتم جلساته بالدعوة لتعزيز المعايير المهنية

إحدى جلسات «منتدى مصر للإعلام» (الشرق الأوسط)
إحدى جلسات «منتدى مصر للإعلام» (الشرق الأوسط)

اختتم «منتدى مصر للإعلام»، الاثنين، فعاليات نسخته الثانية بالدعوة لتعزيز المعايير المهنية، والتأكيد على «أهمية وجود مؤسسات إعلامية تقليدية ملتزمة بتلك المعايير، منعاً لانتشار الخلل المعلوماتي».

عقد المنتدى تحت عنوان «عالم بلا إعلام» في محاولة لاستعراض المخاوف من تراجع الإعلام التقليدي في مواجهة منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما في الأحداث والأزمات الكبرى، وما يثيره ذلك من مخاوف تتعلق بانتشار «أخبار زائفة ومضلّلة».

وعلى مدار يومين ناقش المنتدى موضوعات عدة تتعلق بمستقبل الإعلام ومعاييره المهنية، كما تطرق لتبعات حرب غزة على الإعلام وما أثارته من أسئلة بشأن الالتزام بمعايير الحياد والموضوعية في معالجة الأزمات. وأشار المشاركون في المنتدى إلى أن «حرب غزة فتحت الباب لمراجعة معايير المهنة، في ظل ما أثارته من اتهامات لمؤسسات إعلامية كبرى بالانحياز عن تلك المعايير والتخلي عنها».

وتطرق المنتدى لتأثير وجود صحافيين عرب في مؤسسات الإعلام الغربي، مؤكداً «أهمية تنوع الأصوات والثقافات في غرف الأخبار، لتكون قادرة على نقل وجهات النظر المختلفة، لا سيما في القضايا ذات الأبعاد الثقافية».

ولأن الإعلام صناعة، حاول المنتدى استعراض عدد من النماذج الاقتصادية في المنطقة العربية في جلسة حملت عنوان «المؤسسات الإعلامية والجمهور: سباق التكنولوجيا». وأكد المشاركون «أهمية تطوير نموذج اقتصاد ربحي للإعلام»، مشيرين إلى «ضخامة متطلبات الاستثمار في هذا المجال ما يستدعي تعزيز الشراكات بالمنطقة».

وخلال الجلسة أعلن عمرو الفقي، الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر، «عزم الشركة إطلاق 7 بودكاست خلال الشهر المقبل». وقال إن «المؤسسات الإعلامية تخسر ومن سيبقى هو من سيكون قادراً على تكوين تكتلات».

من جانبه، أوضح المدير العام لمنصة «بلينكس» نخلة الحاج أن «وسائل الإعلام تخسر لسببين وهما ارتفاع تكلفة الإنتاج، في حين تذهب معظم المساعدات لمنصات (غوغل) و(ميتا) و(تيك توك)». كما تطرق المنتدى لدور المرأة في الإعلام مستعرضاً قصص نجاحها ومعوقات ذلك النجاح.

وبينما كان الافتتاح سياسياً بمناقشة تداعيات حرب غزة على مهنية الإعلام، عبر جلسات مثل «تحت القصف... الإعلام وسؤال المهنية»، أو «الإعلام في زمن النزاعات المسلحة»، جاء الختام رياضياً، لكنه أيضاً في إطار المعايير المهنية.

وتحت عنوان «الإعلام الرياضي بين المعايير المهنية والأدوات التسويقية»، ناقش إعلاميون عرب وأجانب جوانب اهتمامات الجمهور وما الذي يطلبونه من الصحافة الرياضية، مؤكدين صعوبة عمل الصحافي الرياضي في ظل زخم المعلومات. ويقول لطفي الزغبي، مقدم برامج رياضية في قناة «المشهد» الإماراتية: «لدينا كمٌ خرافي من المعلومات على منصات التواصل».

في حين قال الإعلامي الرياضي المصري كريم رمزي إن «الجمهور بات يهاجم الصحافي إذا ما ناقش تفاصيل وكواليس الصفقات الرياضية، محاولين البحث في انتماءاته وتفضيلاته للأندية».

بدوره، أوضح الإعلامي الرياضي البريطاني جيوف شريفز أن «الترفيه لا يزال يحتل مرتبة مهمة في الصحافة الرياضية، إلى جانب نشر الكواليس، فالجمهور يريد تحليلات معمقة، إضافة إلى تفاصيل حياة اللاعب وتفضيلاته، فهي باقة مكتملة».

ناقش المنتدى شكل العالم في حال غياب وسائل الإعلام، كما تطرق إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج القصص الإعلامية. كما شهد مشاركة نحو ألفي صحافي وإعلامي من مصر ودول عربية وأجنبية، لا سيما أنه يعقد بالشراكة مع مؤسسات إعلامية عربية وعالمية بينها «أخبار غوغل»، و«المركز الدّولي للصحافيين»، و«دويتشه فيله»، وقناة «سكاي نيوز». وعلى هامش المنتدى أقيمت فعاليات «ميديا نيكسوس» التي تجمع المهنيين والمبدعين والإعلاميين، كمساحة لتبادل الرؤى والأفكار والخبرات.

وعقد المنتدى على مدار يومين أكثر من 25 ورشة عمل تطرقت لمختلف مجالات الصحافة والإعلام، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.


مقالات ذات صلة

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

المشرق العربي شخص يلوّح بعلم تبنته المعارضة السورية وسط الألعاب النارية للاحتفال بإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق (رويترز)

فور سقوطه... الإعلام السوري ينزع عباءة الأسد ويرتدي ثوب «الثورة»

مع تغيّر السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري نفسه مربكاً في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري يلقي كلمة أمام الحضور (الملتقى)

«ملتقى صناع التأثير» ينطلق في الرياض بحوارات وشراكات بـ267 مليون دولار

انطلاق «ملتقى صناع التأثير»، الأربعاء، في الرياض، بصفته أكبر تجمع للمؤثرين في العالم.

عمر البدوي (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (إ.ب.أ)

«إيه بي سي نيوز» تدفع 15 مليون دولار لمكتبة ترمب الرئاسية لتسوية دعوى تشهير

وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)

مصر: مهرجانات خاصة للتكريمات الفنية والإعلامية تنتعش مع نهاية العام

إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)
إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)
TT

مصر: مهرجانات خاصة للتكريمات الفنية والإعلامية تنتعش مع نهاية العام

إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)
إيمان العاصي خلال تكريمها بمهرجان «THE BEST» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

شهدت مصر خلال الأيام الماضية انتعاشة لافتة في تنظيم المهرجانات الخاصة المعنية بالتكريمات الفنية والإعلامية، أهمها «The Best»، و«آمال العمدة ومفيد فوزي»، و«الأفضل»، حيث حرص أصحابها على تكريم نخبة من نجوم الفن والإعلام قبيل نهاية العام.

وشهد حفل «الأفضل» التابع لإحدى المؤسسات الإعلامية المصرية حضوراً تكريمياً واسعاً لعدد من نجوم الفن من مصر وخارجها خلال فعاليات الحفل في دورته العاشرة قبل يومين، من بينهم أحمد السقا، وأحمد العوضي، ونيرمين الفقي، ونادية الجندي، وميمي جمال، ويحيى الفخراني.

أحمد العوضي وأحمد السقا في حفل «الأفضل» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

وكرّم مهرجان «The Best» في حفله الأول عدداً من النجوم الذين قدموا أعمالاً فنية خلال مواسم الدراما التلفزيونية في موسم رمضان، و«الأوف سيزون»، من بينهم محمد أنور، وحمادة هلال، وعماد زيادة، ومحمد ثروت، ومصطفى شعبان، وإيمان العاصي، ومنة فضالي. كما شهد الحفل أول ظهور إعلامي للمذيعة ياسمين الخطيب التي شاركت في تقديمه، بعد جدل إيقاف برنامجها «شاي بالياسمين» بقرار من «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر أخيراً.

هاني رمزي وأشرف زكي ونبيلة عبيد ضمن حفل «آمال العمدة» (إدارة المهرجان)

من جهتها، نظمت الإعلامية المصرية حنان مفيد فوزي احتفالية تكريمية خاصة في مقر نقابة الصحافيين المصريين حملت اسم والديها الإعلامي مفيد فوزي، والإعلامية آمال العمدة، كرّمت خلالها عدداً من الفنانين والإعلاميين والصحف المصرية، من بينهم نبيلة عبيد، وأشرف زكي، وهاني رمزي، وسهير جودة، وسالي عبد السلام، وأسما إبراهيم، وإنجي علي، ودعاء عامر.

وبجانب التكريمات الفنية للفنانين المصريين محلياً، تم تكريم بعضهم في احتفالية «موريكس دور» في لبنان مساء السبت، من بينهم المخرج محمد سامي وزوجته مي عمر، وإلهام شاهين، وصفية العمري.

ليلى زاهر في مهرجان «The Best» (حساب المهرجان بـ«فيسبوك»)

واعتادت المهرجانات الفنية إطلاق أسماء متنوعة على جوائزها التي يحصدها الضيوف، من بينها «إنجاز العمر»، و«النجم الذهبي»، و«سفير السلام»، و«الأفضل» في مجالات التمثيل والغناء والتقديم والتلحين والإخراج والإنتاج.

وثمّنت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله جهود القائمين على تنظيم هذه الفعاليات الفنية، واعتبرت أن ما يقام من احتفالات مع ختام العام «ثراء للساحة ورواج فني كبير»، وفق تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط».

سميرة أحمد تتسلّم درع تكريمها

وبينما تعتقد خير الله أن «إقامة هذه الفعاليات فرصة قيّمة لمنح كل مبدع حقه وحصاد ما قدمه خلال العام»؛ فإن الناقد والكاتب المصري سمير الجمل يعتبر أن «تكرار حفلات التكريم جعلها فكرة مستهلكة، يتساوى فيها من يستحق مع من لا يستحق»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المجاملات والمصالح أفقدتها مصداقيتها»، على حد تعبيره.

حمادة هلال بعد تكريمه بمهرجان «The Best» (إدارة المهرجان)

ويوضح الجمل أن «أهمية العمل الفني تكمن في قيمته وليس في عدد تكريمات أبطاله»، مشيراً إلى أن «هناك نجوماً على دراية بما يحدث ببعض المهرجانات الخاصة وغير الرسمية ولا يذهبون إلى هذه الأماكن»، لكنه في المقابل يرحب بتكريم النجوم على مجمل أعمالهم وتاريخهم الكبير من مؤسسات معروفة.

وبعيداً عن مهرجانات التكريم، انتقد الجمل الاستفتاءات التي تنظمها بعض الصحف المحلية كل عام، معتبراً أن الأمر لا يعدو كونه مجرد «بحث عن (تريند) ونوع جديد من الشهرة». وأقيمت خلال الأشهر الماضية مهرجانات تكريمية أخرى في مصر من بينها «دير جيست»، و«مهرجان الفضائيات العربية»، و«جائزة التميّز والإبداع»، كما تم التنويه قبل أيام بقرب تنظيم احتفالية «الميما» في دورتها الـ18.