على عكس الشاي الأخضر العادي الذي يُحضَّر بنقع الأوراق ثم التخلص منها، يُحضَّر الماتشا بطحن الورقة كاملةً إلى مسحوق ناعم يُمزَج بالماء الساخن، ما يمنح الجسم والدماغ تركيزاً أعلى من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة. في السنوات الأخيرة، أصبح الماتشا مكوّناً شائعاً في مشروب اللاتيه والعصائر والحلويات في كثير من البلدان، لكن تأثيره الأبرز يتمثّل في فوائده لصحة الدماغ، والقدرة على التركيز.
ما أبرز فوائد الماتشا لصحة الدماغ وزيادة التركيز؟
الماتشا... وتحفيز الانتباه
يحتوي الماتشا على الكافيين مثل القهوة، لكنه يجمع أيضاً بين هذا المنشّط الطبيعي وحمض أميني يُدعى «إل-ثيانين (L-Theanine)»، هذا المكوّن يُعزِّز حالةً من اليقظة الهادئة عبر زيادة «موجات ألفا» في الدماغ، وهي الموجات المرتبطة بالصفاء الذهني والاسترخاء من دون خمول. هذا المزيج المتوازن يقلّل من القلق الذي قد يسببه الكافيين وحده، ويُحسِّن التركيز لفترات أطول، ويُحافظ على طاقة مستقرة، حسب تقرير لموقع «أوجي ماتشا تي (ujimatchatea)»، المتخصص بشاي الماتشا.
دور الماتشا في دعم الذاكرة والوظائف المعرفية
أظهرت دراسات نُشرت في مجلات علمية مثل «جورنال أوف ميديسينال فود (Journal of Medicinal Food)»، أن تناول الماتشا يُحسِّن سرعة الاستجابة والانتباه. كما تشير أبحاث أخرى إلى أن مكوّناته المضادة للأكسدة، خصوصاً «إيبيغالوكاتيشين غالات» (EGCG)، لها تأثيرات وقائية على الخلايا العصبية، وقد تساعد على الحد من تراجع القدرات الإدراكية المرتبط بالتقدم في العمر.
تعزيز الإبداع والإنتاجية
لا يقتصر تأثير الماتشا على التركيز فقط، بل يمتد ليشمل تحسين الذاكرة والقدرة على الابتكار. فالكافيين يمنح نشاطاً ذهنياً سريعاً، في حين يساعد «إل-ثيانين» على تهدئة العقل وتوجيهه نحو التفكير الخلّاق. هذه التركيبة تجعل الماتشا خياراً مثالياً لمَن يسعون إلى زيادة الإنتاجية في أثناء العمل أو الدراسة.
دور مضادات الأكسدة في صحة الدماغ
يُعد الماتشا غنياً بالكاتيشينات والفلافونويدات والبوليفينولات، وهي مركبات مضادة للأكسدة تحمي الدماغ من الإجهاد التأكسدي والالتهاب، وهما عاملان رئيسيان في الشيخوخة والأمراض العصبية. هذا الدعم المستمر للخلايا العصبية يعزِّز التركيز على المدى الطويل ويقلّل خطر التدهور المعرفي.
يُقدِّم شاي الماتشا مزيجاً نادراً من الكافيين و«إل-ثيانين» ومضادات الأكسدة، ما يجعله مشروباً مثالياً لتحسين التركيز والذاكرة والإبداع. إدخاله ضمن الروتين اليومي قد يكون وسيلةً طبيعيةً وفعّالةً لدعم صحة الدماغ، والحفاظ على صفاء الذهن ونشاطه.

